بحوث جديدة لتطوير مفهوم التنوع القيادي

يقولون إنه ليس وقتاً سيئاً للاستثمار في القيادة، لكن هل ما زال هذا صحيحاً حتى خلال أسوأ تراجع اقتصادي منذ الركود الكبير؟ إن يونيلفر، الشركة العملاقة لإنتاج الأغذية والرعاية الصحية، تعتقد ذلك، وهي تستثمر أموالها فيما يعود عليها بالنفع. وفي أوائل هذه السنة، قدمت يونيلفر ثلاثة ملايين يورو لتأسيس صندوق أبحاث لدراسة القيادة، وخصوصاً التنوع الجندري في القيادة، وهي قضية تثير قلقاً خاصاً لدى الشركة. ويقول رئيس الموارد البشرية في يونيلفر، ساندي أوج:'' إذا استطعنا فقط أن نحل قضية التنوع الجندري في شركتنا فإن قضايا توفير المواهب ستقطع شوطاً طويلاً في اتجاه حلها، فهذا الاستثمار الاستراتيجي الكبير بالنسبة لنا يتعلق بنوعية وكمية توفير القيادة المتاحة لدينا''. وفي حديثه في الحوار الختامي لقمة أوروبا القيادية التي عقدت عام 2009، قال أوج إن يونيلفر تستخدم ألف خريج في كل سنة، تشكل النساء 55 في المائة منهم، لكن تلك النسبة تتراجع في السنوات التالية إلى أن تشكل النساء 8 في المائة فقط من القيادة العليا، وهذه إحصائية تحير الشركة. ويقول أوج: '' إن 80 في المائة من زبائننا هم من النساء وينبغي أن يكون هذا مكاناً ممتازاً تعمل النساء فيه، لذلك فإن هنالك شيئاً خاطئاً''. لقد دأبت الشركة على العمل على حل القضية منذ عام 2004، عندما أصدرت أول تحذير بأرباحها خلال 75 سنة من العمل، ونتيجة لذلك، قررت يونيلفر أن عليها أن تغير، وكانت بطيئة جداً، وكانت أنظمتها وعملياتها معقدة جداً، وأعداد العاملين في إدارتها متضخمة، ومن بين إجراءات استراتيجية أخرى تم القيام بها، قلصت الشركة عدد كبار المديرين وانتقلت من ترتيب رئيس مجلس إدارة مشترك إلى رئيس تنفيذي واحد. وأدخلت الشركة أيضا مجموعة جديدة من السلوكات تسمى ''معايير القيادة''، وضعت لتركيز الشركة على سلوكيات يمكن لها أن تدعم الاستراتيجية الجديدة، وهذه الاستراتيجيات شملت وجود عقلية عالمية وتوجه خارجي إضافة إلى التركيز على المواهب. وفي الثمانية عشر شهرا الأولى من التغيير، غيرت الشركة 73 من كبار قادتها المائة، وفي الوقت الذي اكتمل فيه تفحص الشركة لذاتها، كانت قد سرّحت نصف قادتها الكبار الذين بلغ عددهم ألف قائد. ومنذ ذلك الحين قامت يونيلفر بعدة خطوات أخرى لزيادة التنوع القيادي، ومثال ذلك، ولأن التقدم في الشركة تطلب مستوى عالياً من التضحية، فإن الشركة تأخذ الآن في اعتبارها، الاعتبارات العائلية. وقلصت إلى درجة كبيرة من مقدار السفر الذي يستدعيه المديرون. يقول أوج:'' قلنا إننا سنأخذ توجهاً كبيراً ضد السفر''. إن يونيلفر، التي تقوم بعمليات ناشطة في 88 بلداً، قررت تقليص السفر بنسبة 50 في المائة في كل مرافق إدارتها، وهي تفعل هذا باستخدام التكنولوجيا المتطورة لعقد المؤتمرات عبر الهاتف المرئي، وفي العام الماضي، ركبت وحدات لعقد المؤتمرات عبر الهاتف المرئي في سبعة مواقع وفرضت سياسة إجبارية بعدم السفر في تلك المواقع، وبعد عقد نحو 600 اجتماع بهذه الطريقة، فإن الشركة وفرت خمسة ملايين دولار، حسبما يقول أوج، وكان هذا حافزاً كافياً لتوسيع البرنامج. ويذكر أوج:'' قررنا الآن أن نستثمر في 50 وحدة إضافية لعقد المؤتمرات عبر الهاتف المرئي، و 50 وحدة أخرى في العام المقبل، ونحن نعتقد أن هذه أفضل طريقة لتخفيض التكاليف، ولكن أيضاً لجعل الناس يذهبون إلى بيوتهم في الليل، فنحن نريد أن يذهب الناس إلى بيوتهم، بل إننا نفكر في كيف يكون بإمكاننا أن نقوم بعملنا دون سفر''. لكن تقليص السفر ليس كافياً، فقد طبقت الشركة أيضا مبادرة بعنوان'' واحدة أخرى''، والتي تشجع كبار قادة الفريق على إضافة امرأة أخرى إلى فريقهم في موقع قيادي، وهنا يقول أوج موضحاً:'' في القيادة العليا، فإن القضية تتمثل في أننا لا نختار النساء، لذلك قلنا لكبار القادة: عليكم خلال الثمانية عشر شهرا المقبلة أن تضعوا امرأة أخرى في فريقكم إلزاميا''.ورغم التحسن الذي أحدثته هذه الخطوات، يقول أوج إن يونيلفر لم تحقق أهدافها سوى جزئياً، ويقول:'' بذلنا كل ما في وسعنا من عام 2004، حتى نهاية عام 2008، لإعادة هيكلة الشركة لكن إذا أردنا أن نصف تقدمنا يمكنني القول إننا بذلنا كل ما في وسعنا فعلاً وفزنا بالميدالية البرونزية''. ويضيف أوج: ''إذا نظرت إلى الطلب على القيادة في شركتنا بالنسبة للكم والنوعية، كما هو الحال الآن، فإن النوعية أفضل والكمية في تحسن. لكن بالنسبة للمعيار الذي يجعلنا نفوز بالميدالية الذهبية فإننا لا نملك الكمية أو النوعية''. واليوم، يوجد لدى يونيلفر فريق جديد من كبار القادة بمن فيهم الرئيس التنفيذي الجديد بول بولمون، ولكنهم ليسوا قانعين بالميدالية البرونزية لكنهم مصممون على الفوز بتلك الميدالية الذهبية. وانضم إلى أوج في الحوار، هيرمينيا ايبارا أستاذة القيادة والتعليم التي ترأس كورا في انسياد، ومديرة مبادرة القيادة التابعة لانسياد، كما أن ايبارا رئيسة اللجنة الاستشارية للتنوع الجندري التابعة لمبادرة التنوع الجندري لانسياد، والتي ستستخدم صندوق أبحاث يونيلفر لدراسة كيف يمكن للتنوع الجذري أن يدعم تحديات التنمية السيادية ليونيلفر. وهي تقول:'' سوف نبدأ بالنظر إلى ذلك التجمع الحافل بالإمكانيات والذي حددنا معالمه، ننظر إلى الرجال والنساء وننظر إلى الاحتياجات لدى انتقال هذه المجموعة من الناس إلى دور قيادي استراتيجي جداً أو لم ينتقلوا، في عالم غير موثوق ومضطرب''.

رجال الأعمال المتعطشون لتأسيس الشركات كيف يواجهون المغامرات؟

إن رجال الأعمال المغامرين سلالة نادرة لأنهم يواجهون عدداً لا يحصى من العوائق. غير أن هناك خطأ جوهرياً واحداً في النظام يجعل الأمر أكثر صعوبة لهؤلاء في تحقيق أحلامهم. وفقاً لجو تابيت، الشريك المدير لميلكوين تشاسين آند سي Melcion, Chassagne & Cie، وهي مجموعة من كبار مستشاري الأعمال الدوليين المكرسين لمساعدة رجال الأعمال، فإن العديد من رجال الأعمال الذين لديهم حوافز عالية سيعانون المشكلات لدى العمل مع مستثمرين مؤسسين – وهو أمر يعمل ضد الأهداف المرجوة منه، لأن هؤلاء المستثمرين ينظر إليهم في العادة على أنهم ممولون رئيسيون. إن رجال الأعمال متعطشون لتأسيس الشركات، ولكن أيضاً هناك حاجة ماسة لكي يكونوا مرنين، ويسيطروا على مصيرهم. وهذا بطبيعة الحال يولد توترات مع المستثمرين الذين هم بحاجة إلى إمكانية التوقع والمساءلة، الأمر الذي يولد المشكلات في الغالب. وقال تابيت على هامش منتدى المشاريع الاستثمارية العالمي الذي انعقد في الآونة الأخيرة في الحرم الأوروبي لكلية انسياد، في فونتنبلو: ''لا يدرك معظم المستثمرين أن هناك انفصالاً بين المستثمرين ورجال الأعمال، وينتهي الأمر بهم وهم يتقاتلون مع رجال الأعمال، ويقولون إن من المستحيل السيطرة عليهم، الأمر الذي ينتج عنه تدمير القيمة للجميع. ونحن نعتقد أن هناك تنافراً فلسفياً وثقافياً بادئ ذي بدء''. وتابيت هو أيضاً مؤلف كتاب Hors Piste ، وهو كتاب يدحض العديد من الخرافات حول كون المرء رجل أعمال. على سبيل المثال، يعتقد تابيت أنه يجب على رجال الأعمال ألا يكونوا مهووسين بزيادة رأس المال من رأسماليي المشاريع الاستثمارية المحتملين. وبدلاً من ذلك، فإن نصيحته تتمثل في تفادي الإفراط في تمويل الشركة منذ البداية، لأن ذلك بمثابة وصفة لحدوث كارثة. ووفقاً لدراسة أجرتها هارفارد حول مؤشر إينك لأفضل 500 شركة Inc. 500 (الشركات سريعة النمو التي تصنفها مجلة إينك)، فإن أقل من 5 في المائة من الشركات زادت التمويل عن طريق رأسماليي المشاريع الاستثمارية، ولدى نسبة 67 في المائة منها أقل من 50 ألف دولار على شكل رأسمال. وينبغي على رجال الأعمال البحث عن مصادر تمويل بالمعنى الأوسع نطاقاً بكثير، وطرق مصادر أخرى، مثل الزبائن أو الموردين، قبل التنازل عن أي حقوق ملكية. ''إذا نظرت إلى نموذج رأسماليي المشاريع الاستثمارية من وجهة نظر رجل الأعمال، فإنه يبدو أشبه بالمجازفة، وإن الفرصة لكي يحقق رجل الأعمال الفرد الأرباح حالما يدخل لعبة رأسماليي المشاريع الاستثمارية متدنية على الأرجح، مثل الفوز باليانصيب. '' ''لقد لاحظنا أن العديد من رجال الأعمال يتم طردهم خارج شركاتهم الخاصة في العام الذي يلي جولة استثمار كبيرة، ومن شأن ذلك كله أن يجعل الفرصة لرجل الأعمال الفرد للنجاح في تلك اللعبة ضئيلة للغاية. وفي حالات عديدة، فإن الأمر أشبه إلى حد كبير بلعبة الروليت الروسية... ففي أغلب الأحيان يقضي المستثمرون على رجال الأعمال بسبب هذا التنافر''. هناك خرافة أخرى يدحضها، تابيت وهي ميزة المتحرك الأول. ويقول مورداً إي باي e-Bay وجوجل Google كمثالين لشركات لم تكن الأولى التي تتحرك في مجالها، ومع ذلك كانت قادرة على تحقيق نجاح استثنائي على الرغم من عدم كونها ''جديدة'' بالمثل. كما أنه يكيل الثناء لشركة سواتش Swatch التي يقول إنها لم تكن مبتكرة إلى هذا الحد من منظور إنتاجي محض، بل إنها عدلت الصيغة فقط، وجعلت ساعات اليد المصنوعة من البلاستيك الملون موضة منتشرة للغاية. ويوضح تابيت: ''إنني شخصياً أميل إلى فكرة العمالقة الصغار، وهم تلك الشركات التي تحدد سوقاً مناسبة، وتؤمن مكانها في نظامها البيئي، وذلك يشبه إلى حد كبير مفهوم استراتيجية المحيط الأزرق – حيث لا تريد أن تكون في المكان ذاته الذي يوجد فيه الآخرون''. وتتمثل نصيحة تابيت في إيجاد سوق مناسبة، والتركيز على الزبائن. ويقول: ''أعتقد شخصياً أنه كلما زاد فهمك لزبائنك ونظامك البيئي، زاد احتمال نجاحك كشركة جديدة''. ويضيف قائلاً: ''إذا كان لديك الأشخاص المناسبون الذين يملكون الذهنية المناسبة، وأذكياء بما يكفي، ومنفتحين على التكيف وفق احتياجات السوق، فإنك ستحصل على حلول تولد العوائد بشكل أسرع. وهذه بالضبط هي الطريقة التي تحصل بها الشركات على ميزة تفوق الشركات الأكبر''. في حقيقة الأمر، يقول تابيت إن شركته لاحظت وجود علاقة بين الشركات التي ليس لديها تمويل عن طريق رأسماليي المشاريع الاستثمارية، والمستويات الأعلى من الإبداع. ويقول: ''إنها تعمل جاهدة، ولكن ينتهي بها الأمر وهي تكتشف حلولاً أفضل، وأقوى، وأكثر استدامة، من الشركات التي تحصل على التمويل... وبحسب رأيي الشخصي، فإن الميزة التنافسية الحقيقية التي يجب على رجال الأعمال امتلاكها للوصول إلى النجاح هي التركيز على ما لا تستطيع النقود شراءه، وبغض النظر عما يمكن للنقود شراءه، فإنه سلعة''. في حين أنه لا يعارض فكرة انضمام رجال الأعمال إلى مستثمرين خارجيين، إلا أنه يقول إنه من المهم أن يفهم الطرفان نقاط قوة وضعف كل منهما - وأن يتوقعا الصراع. إن رأسماليي المشاريع الاستثمارية، على سبيل المثال، مناسبون للغاية في الاستثمار في الابتكار والشركات سريعة النمو، وما عليهم إدراكه هو أنهم ليسوا دائماً على الجانب ذاته الذي يقف عنه رجال الأعمال. أما رجال الأعمال من الناحية الأخرى، فإنهم مناسبون للغاية في تأسيس الشركات. ولكنهم سيئون للغاية في إتقان لعبة الرأسمالي. ويقول تابيت إن هناك جانباً واحداً من دورة حياتهم لا يستطيعون إدارته جيداً: ''إن عدداً قليلاً للغاية من رجال الأعمال يمكنهم إدارة خروجهم الشخصي من الشركة وتوقعه. وأولئك الذين لا يفعلون ذلك- فإنهم لسوء الحظ، وفي معظم الحالات، يرون الأمر يحدث لهم دون أن تكون لهم سيطرة عليه بعد ذلك.''

إثراء رأسمالك الاجتماعي بالشبكات الصحيحة أسلوب جديد للتنظيم الإداري

كارين شو إن التشبيك ليس مجرد ما يبدو عليه من مزايا، حيث إن من المحتمل أن ينحدر لكي يصبح مؤلما كما يقول مارتن جارجيولو، الأستاذ المشارك للسلوك التنظيمي ، وخبير الشبكات الاجتماعية. ويقول ''نعرف في أيامنا هذه أنه يمكن للشبكات أن تكون بمثابة موجودات تساعدك على إنجاز الأمور، ولكن الشبكات يمكن أن تمثل التزاماً ومسؤولية كذلك''. ويمكن للشبكات أن تكون في أحسن الأحوال نوافذ على العالم تمكنك من الفهم، والعمل مع التعدد والتعقيد في عالمك. وأما في أسوأ الأحوال، فإن بإمكانها أن تكون عوامل تسبب العمى، بحيث تمنعك من فعل ما تريد. ويوضح مارتن الأمر بقوله'' إذا كانت شبكتك مكونة من أناس مشابهين لك، وبحيث يتحدث أفرادها إلى بعضهم البعض ، فيما يسميه الأساتذة بالشبكة ''المكثفة''، فإنك على ثقة بأنكم تتبادلون المعلومات ذاتها، بحيث يهيأ لك أن آراء المجموعة تدعم آراءك. ولكن تفاجأ في مرحلة ما بأن ما اعتقدت بأنه وصول لأفكارك إلى الجميع بصورة واضحة، إنما هو لك أنت فقط، وكذلك لأولئك الذين تتحدث إليهم مباشرة''. لا يعني ذلك القول إن جميع الشبكات المكثفة سيئة . ويرى أنه إذا كانت لديك مجموعة من الأفراد الذين يشكلون شبكة ذات عقول متشابهة، فإن ذلك يمكن أن يكون مورداً تستفيد منه لتحقيق أهدافك المهنية . ولكن عليك كذلك أن تتيح فرصة احتكاك المجموعات مع جهات أخرى، ومجموعات متعددة داخل المؤسسة . وإلاّ فإن الفريق الخاص بك يمكن أن يصبح معزولاً، وغير قادر على الحصول على الدعم المطلوب لإنجاز الأمور. ويضيف الأستاذ جارجيولو ''إنك بحاجة إلى فهم التبادل بين شبكة مكثفة، ومتجانسة، وذات قدرة، على أن تكون مريحة، وقادرة على المساعدة في حال وجود أزمة ، وشبكات أخرى تستطيع جعلك قادراً على متابعة سير الأمور داخل المؤسسة وخارجها. وإنك لست في حاجة إلى تلك الشبكة وثيقة القرب منك في حال وقوع الأزمات بما يعزلك عن الآخرين. وتصبح هذه الشبكة عبئاً عليك ما لم تمزج عملها بعمل شبكات أخرى تتعدى مهامها مجرد واجبات الدعم والمساندة''. العلاقات القوية مقابل العلاقات الضعيفة: يرى مارتن أن أحد مفاتيح إنجاح التشبيك في شركتك، هو التمييز الدقيق بين ''العلاقات القوية'' و''العلاقات الضعيفة''. وهو يميل إلى تشبيه الشبكات بالأسلاك الكهربائية النحاسية، حيث كلما زادت سماكة السلك، زادت قدرته على حمل الطاقة الكهربائية، وكلما زادت قدرتك على مساعدة الناس، زادت رغبة أعداد متزايدة منهم في استثمار الوقت، والطاقة في سبيل مساعدتك. غير أن ذلك يجعل من العلاقات القوية أمراً عالي التكاليف. ويمكنها ، شأنها في ذلك شأن الأسلاك السميكة، ألا تكون ضرورية لاستمرار العلاقة . ويحذر من وجود شبكة واسعة للغاية لأن الإبقاء على كل العلاقات المتعلقة بها يمكن أن يشغلك عن الأمور المهمة تماماً . وهو يوصي باختزال الشبكة المحيطة بالمسؤول لكي تصبح مجموعة تركيز بين 20 و30 شخصاً، بل ويمكن اختزالها إلى ما بين 15 و20 شخصاً اعتماداً على التركيبة الاجتماعية للشخص المعنى. ويمكن أن يتغير هؤلاء الأشخاص بمرور الوقت (بحيث تقوى علاقات، وتضعف أخرى)، غير أنه ينبغي أن تكون هنالك على الدوام شبكة تركيز ذات أهمية كبرى، بحيث يمكنك أن تقوي العلاقات الخاصة بها باستمرار. وحين تنظر إلى مواقع الإنترنت مثل LinkedIn، وهي مواقع يمكن أن تكون مفيدة للغاية، فإن بإمكانك أن ترى، على وجه السرعة، وجود أشخاص لديهم شبكات محيطة بهم تتكون من 400 و500 شخص. وحين تدقق النظر في عمل تلك الشبكات، فإنك تجد أن هنالك عدداً قليلاً من العلاقات النشطة. ويحرص المرء في علاقاته مع الشبكات والمجموعات على العمل ، مع الأخذ في الحسبان، أن ممارسة مثل تلك العلاقات تتطلب وقتاً. نهج منتظم: وطور مارتن أداة في صورة استبيان خاص برأس المال الاجتماعي، وذلك لمساعدة الناس على تحقيق فهم أفضل لتعقيدات الشبكات التي يتعاملون معها، وبالتالي التعامل مع الشبكات الأقرب إليهم بالمستوى المثالي المطلوب. ويمكنك تثبيت إجاباتك على الأسئلة عبر الإنترنت، والحصول على تقرير يقارن بين شبكتك مع مجموعة مرجعية من اختيارك. وهو يوضح هذا الأمر بقوله ''إن مثل هذا التقرير يسير بك في طريق تكوين، وتعزيز علاقاتك، ويشرح لك علاقات المحيطين بك مع بعضهم البعض، حيث يناقش مزايا ومعايب الأنواع المختلفة من الشبكات. ويحلل التقرير كذلك نوعية الموارد التي تحصل عليها من أولئك المحيطين بك، ومدى أهميتها، ومدى حيوية وجود أولئك الناس بالنسبة إليك. إن أحد أهم الأمور التي نتعلمها من هذا البحث التحليلي هو أن هذه العلاقات تتعلق بالنتائج، وتؤثر في الأمور التي تهمك، وعلى قدرة على إنجاز المهام، وكيفية تفكيرك، ونظرتك إلى العالم، من خلال عدد من العلاقات مع الناس الذين تتعامل معهم. ويقول هذا الأستاذ إنك يمكن أن تعتقد أن لديك علاقة ما ليست على درجة معتبرة من الأهمية. ولكن يمكنك من خلال هذا الاستبيان، أن تقيم الشخص المعني من حيث علاقاته مع بقية أعضاء شبكتك، وذلك قبل أن تقرر قطع العلاقة معه. وقد تقرر نتيجة للدراسة، الإبقاء على تلك العلاقة ، نظراً لما تتسم به من أهمية في مجموعة العلاقات مع الآخرين. ومن المؤكد أنه ليس هنالك شخص معزول تماماً. فإذا كانت لديك قدراتك الخاصة، فإن لديك كذلك فرصة الاستفادة من قدرات وطاقات الآخرين ضمن الشبكات المحيطة بك.

رجال الأعمال المتعطشون لتأسيس الشركات كيف يواجهون المغامرات؟

إن رجال الأعمال المغامرين سلالة نادرة لأنهم يواجهون عدداً لا يحصى من العوائق. غير أن هناك خطأ جوهرياً واحداً في النظام يجعل الأمر أكثر صعوبة لهؤلاء في تحقيق أحلامهم. وفقاً لجو تابيت، الشريك المدير لميلكوين تشاسين آند سي Melcion, Chassagne & Cie، وهي مجموعة من كبار مستشاري الأعمال الدوليين المكرسين لمساعدة رجال الأعمال، فإن العديد من رجال الأعمال الذين لديهم حوافز عالية سيعانون المشكلات لدى العمل مع مستثمرين مؤسسين – وهو أمر يعمل ضد الأهداف المرجوة منه، لأن هؤلاء المستثمرين ينظر إليهم في العادة على أنهم ممولون رئيسيون. إن رجال الأعمال متعطشون لتأسيس الشركات، ولكن أيضاً هناك حاجة ماسة لكي يكونوا مرنين، ويسيطروا على مصيرهم. وهذا بطبيعة الحال يولد توترات مع المستثمرين الذين هم بحاجة إلى إمكانية التوقع والمساءلة، الأمر الذي يولد المشكلات في الغالب. وقال تابيت على هامش منتدى المشاريع الاستثمارية العالمي الذي انعقد في الآونة الأخيرة في الحرم الأوروبي لكلية انسياد، في فونتنبلو: ''لا يدرك معظم المستثمرين أن هناك انفصالاً بين المستثمرين ورجال الأعمال، وينتهي الأمر بهم وهم يتقاتلون مع رجال الأعمال، ويقولون إن من المستحيل السيطرة عليهم، الأمر الذي ينتج عنه تدمير القيمة للجميع. ونحن نعتقد أن هناك تنافراً فلسفياً وثقافياً بادئ ذي بدء''. وتابيت هو أيضاً مؤلف كتاب Hors Piste ، وهو كتاب يدحض العديد من الخرافات حول كون المرء رجل أعمال. على سبيل المثال، يعتقد تابيت أنه يجب على رجال الأعمال ألا يكونوا مهووسين بزيادة رأس المال من رأسماليي المشاريع الاستثمارية المحتملين. وبدلاً من ذلك، فإن نصيحته تتمثل في تفادي الإفراط في تمويل الشركة منذ البداية، لأن ذلك بمثابة وصفة لحدوث كارثة. ووفقاً لدراسة أجرتها هارفارد حول مؤشر إينك لأفضل 500 شركة Inc. 500 (الشركات سريعة النمو التي تصنفها مجلة إينك)، فإن أقل من 5 في المائة من الشركات زادت التمويل عن طريق رأسماليي المشاريع الاستثمارية، ولدى نسبة 67 في المائة منها أقل من 50 ألف دولار على شكل رأسمال. وينبغي على رجال الأعمال البحث عن مصادر تمويل بالمعنى الأوسع نطاقاً بكثير، وطرق مصادر أخرى، مثل الزبائن أو الموردين، قبل التنازل عن أي حقوق ملكية. ''إذا نظرت إلى نموذج رأسماليي المشاريع الاستثمارية من وجهة نظر رجل الأعمال، فإنه يبدو أشبه بالمجازفة، وإن الفرصة لكي يحقق رجل الأعمال الفرد الأرباح حالما يدخل لعبة رأسماليي المشاريع الاستثمارية متدنية على الأرجح، مثل الفوز باليانصيب. '' ''لقد لاحظنا أن العديد من رجال الأعمال يتم طردهم خارج شركاتهم الخاصة في العام الذي يلي جولة استثمار كبيرة، ومن شأن ذلك كله أن يجعل الفرصة لرجل الأعمال الفرد للنجاح في تلك اللعبة ضئيلة للغاية. وفي حالات عديدة، فإن الأمر أشبه إلى حد كبير بلعبة الروليت الروسية... ففي أغلب الأحيان يقضي المستثمرون على رجال الأعمال بسبب هذا التنافر''. هناك خرافة أخرى يدحضها، تابيت وهي ميزة المتحرك الأول. ويقول مورداً إي باي e-Bay وجوجل Google كمثالين لشركات لم تكن الأولى التي تتحرك في مجالها، ومع ذلك كانت قادرة على تحقيق نجاح استثنائي على الرغم من عدم كونها ''جديدة'' بالمثل. كما أنه يكيل الثناء لشركة سواتش Swatch التي يقول إنها لم تكن مبتكرة إلى هذا الحد من منظور إنتاجي محض، بل إنها عدلت الصيغة فقط، وجعلت ساعات اليد المصنوعة من البلاستيك الملون موضة منتشرة للغاية. ويوضح تابيت: ''إنني شخصياً أميل إلى فكرة العمالقة الصغار، وهم تلك الشركات التي تحدد سوقاً مناسبة، وتؤمن مكانها في نظامها البيئي، وذلك يشبه إلى حد كبير مفهوم استراتيجية المحيط الأزرق – حيث لا تريد أن تكون في المكان ذاته الذي يوجد فيه الآخرون''. وتتمثل نصيحة تابيت في إيجاد سوق مناسبة، والتركيز على الزبائن. ويقول: ''أعتقد شخصياً أنه كلما زاد فهمك لزبائنك ونظامك البيئي، زاد احتمال نجاحك كشركة جديدة''. ويضيف قائلاً: ''إذا كان لديك الأشخاص المناسبون الذين يملكون الذهنية المناسبة، وأذكياء بما يكفي، ومنفتحين على التكيف وفق احتياجات السوق، فإنك ستحصل على حلول تولد العوائد بشكل أسرع. وهذه بالضبط هي الطريقة التي تحصل بها الشركات على ميزة تفوق الشركات الأكبر''. في حقيقة الأمر، يقول تابيت إن شركته لاحظت وجود علاقة بين الشركات التي ليس لديها تمويل عن طريق رأسماليي المشاريع الاستثمارية، والمستويات الأعلى من الإبداع. ويقول: ''إنها تعمل جاهدة، ولكن ينتهي بها الأمر وهي تكتشف حلولاً أفضل، وأقوى، وأكثر استدامة، من الشركات التي تحصل على التمويل... وبحسب رأيي الشخصي، فإن الميزة التنافسية الحقيقية التي يجب على رجال الأعمال امتلاكها للوصول إلى النجاح هي التركيز على ما لا تستطيع النقود شراءه، وبغض النظر عما يمكن للنقود شراءه، فإنه سلعة''. في حين أنه لا يعارض فكرة انضمام رجال الأعمال إلى مستثمرين خارجيين، إلا أنه يقول إنه من المهم أن يفهم الطرفان نقاط قوة وضعف كل منهما - وأن يتوقعا الصراع. إن رأسماليي المشاريع الاستثمارية، على سبيل المثال، مناسبون للغاية في الاستثمار في الابتكار والشركات سريعة النمو، وما عليهم إدراكه هو أنهم ليسوا دائماً على الجانب ذاته الذي يقف عنه رجال الأعمال. أما رجال الأعمال من الناحية الأخرى، فإنهم مناسبون للغاية في تأسيس الشركات. ولكنهم سيئون للغاية في إتقان لعبة الرأسمالي. ويقول تابيت إن هناك جانباً واحداً من دورة حياتهم لا يستطيعون إدارته جيداً: ''إن عدداً قليلاً للغاية من رجال الأعمال يمكنهم إدارة خروجهم الشخصي من الشركة وتوقعه. وأولئك الذين لا يفعلون ذلك- فإنهم لسوء الحظ، وفي معظم الحالات، يرون الأمر يحدث لهم دون أن تكون لهم سيطرة عليه بعد ذلك.''

إثراء رأسمالك الاجتماعي بالشبكات الصحيحة أسلوب جديد للتنظيم الإداري

كارين شو إن التشبيك ليس مجرد ما يبدو عليه من مزايا، حيث إن من المحتمل أن ينحدر لكي يصبح مؤلما كما يقول مارتن جارجيولو، الأستاذ المشارك للسلوك التنظيمي ، وخبير الشبكات الاجتماعية. ويقول ''نعرف في أيامنا هذه أنه يمكن للشبكات أن تكون بمثابة موجودات تساعدك على إنجاز الأمور، ولكن الشبكات يمكن أن تمثل التزاماً ومسؤولية كذلك''. ويمكن للشبكات أن تكون في أحسن الأحوال نوافذ على العالم تمكنك من الفهم، والعمل مع التعدد والتعقيد في عالمك. وأما في أسوأ الأحوال، فإن بإمكانها أن تكون عوامل تسبب العمى، بحيث تمنعك من فعل ما تريد. ويوضح مارتن الأمر بقوله'' إذا كانت شبكتك مكونة من أناس مشابهين لك، وبحيث يتحدث أفرادها إلى بعضهم البعض ، فيما يسميه الأساتذة بالشبكة ''المكثفة''، فإنك على ثقة بأنكم تتبادلون المعلومات ذاتها، بحيث يهيأ لك أن آراء المجموعة تدعم آراءك. ولكن تفاجأ في مرحلة ما بأن ما اعتقدت بأنه وصول لأفكارك إلى الجميع بصورة واضحة، إنما هو لك أنت فقط، وكذلك لأولئك الذين تتحدث إليهم مباشرة''. لا يعني ذلك القول إن جميع الشبكات المكثفة سيئة . ويرى أنه إذا كانت لديك مجموعة من الأفراد الذين يشكلون شبكة ذات عقول متشابهة، فإن ذلك يمكن أن يكون مورداً تستفيد منه لتحقيق أهدافك المهنية . ولكن عليك كذلك أن تتيح فرصة احتكاك المجموعات مع جهات أخرى، ومجموعات متعددة داخل المؤسسة . وإلاّ فإن الفريق الخاص بك يمكن أن يصبح معزولاً، وغير قادر على الحصول على الدعم المطلوب لإنجاز الأمور. ويضيف الأستاذ جارجيولو ''إنك بحاجة إلى فهم التبادل بين شبكة مكثفة، ومتجانسة، وذات قدرة، على أن تكون مريحة، وقادرة على المساعدة في حال وجود أزمة ، وشبكات أخرى تستطيع جعلك قادراً على متابعة سير الأمور داخل المؤسسة وخارجها. وإنك لست في حاجة إلى تلك الشبكة وثيقة القرب منك في حال وقوع الأزمات بما يعزلك عن الآخرين. وتصبح هذه الشبكة عبئاً عليك ما لم تمزج عملها بعمل شبكات أخرى تتعدى مهامها مجرد واجبات الدعم والمساندة''. العلاقات القوية مقابل العلاقات الضعيفة: يرى مارتن أن أحد مفاتيح إنجاح التشبيك في شركتك، هو التمييز الدقيق بين ''العلاقات القوية'' و''العلاقات الضعيفة''. وهو يميل إلى تشبيه الشبكات بالأسلاك الكهربائية النحاسية، حيث كلما زادت سماكة السلك، زادت قدرته على حمل الطاقة الكهربائية، وكلما زادت قدرتك على مساعدة الناس، زادت رغبة أعداد متزايدة منهم في استثمار الوقت، والطاقة في سبيل مساعدتك. غير أن ذلك يجعل من العلاقات القوية أمراً عالي التكاليف. ويمكنها ، شأنها في ذلك شأن الأسلاك السميكة، ألا تكون ضرورية لاستمرار العلاقة . ويحذر من وجود شبكة واسعة للغاية لأن الإبقاء على كل العلاقات المتعلقة بها يمكن أن يشغلك عن الأمور المهمة تماماً . وهو يوصي باختزال الشبكة المحيطة بالمسؤول لكي تصبح مجموعة تركيز بين 20 و30 شخصاً، بل ويمكن اختزالها إلى ما بين 15 و20 شخصاً اعتماداً على التركيبة الاجتماعية للشخص المعنى. ويمكن أن يتغير هؤلاء الأشخاص بمرور الوقت (بحيث تقوى علاقات، وتضعف أخرى)، غير أنه ينبغي أن تكون هنالك على الدوام شبكة تركيز ذات أهمية كبرى، بحيث يمكنك أن تقوي العلاقات الخاصة بها باستمرار. وحين تنظر إلى مواقع الإنترنت مثل LinkedIn، وهي مواقع يمكن أن تكون مفيدة للغاية، فإن بإمكانك أن ترى، على وجه السرعة، وجود أشخاص لديهم شبكات محيطة بهم تتكون من 400 و500 شخص. وحين تدقق النظر في عمل تلك الشبكات، فإنك تجد أن هنالك عدداً قليلاً من العلاقات النشطة. ويحرص المرء في علاقاته مع الشبكات والمجموعات على العمل ، مع الأخذ في الحسبان، أن ممارسة مثل تلك العلاقات تتطلب وقتاً. نهج منتظم: وطور مارتن أداة في صورة استبيان خاص برأس المال الاجتماعي، وذلك لمساعدة الناس على تحقيق فهم أفضل لتعقيدات الشبكات التي يتعاملون معها، وبالتالي التعامل مع الشبكات الأقرب إليهم بالمستوى المثالي المطلوب. ويمكنك تثبيت إجاباتك على الأسئلة عبر الإنترنت، والحصول على تقرير يقارن بين شبكتك مع مجموعة مرجعية من اختيارك. وهو يوضح هذا الأمر بقوله ''إن مثل هذا التقرير يسير بك في طريق تكوين، وتعزيز علاقاتك، ويشرح لك علاقات المحيطين بك مع بعضهم البعض، حيث يناقش مزايا ومعايب الأنواع المختلفة من الشبكات. ويحلل التقرير كذلك نوعية الموارد التي تحصل عليها من أولئك المحيطين بك، ومدى أهميتها، ومدى حيوية وجود أولئك الناس بالنسبة إليك. إن أحد أهم الأمور التي نتعلمها من هذا البحث التحليلي هو أن هذه العلاقات تتعلق بالنتائج، وتؤثر في الأمور التي تهمك، وعلى قدرة على إنجاز المهام، وكيفية تفكيرك، ونظرتك إلى العالم، من خلال عدد من العلاقات مع الناس الذين تتعامل معهم. ويقول هذا الأستاذ إنك يمكن أن تعتقد أن لديك علاقة ما ليست على درجة معتبرة من الأهمية. ولكن يمكنك من خلال هذا الاستبيان، أن تقيم الشخص المعني من حيث علاقاته مع بقية أعضاء شبكتك، وذلك قبل أن تقرر قطع العلاقة معه. وقد تقرر نتيجة للدراسة، الإبقاء على تلك العلاقة ، نظراً لما تتسم به من أهمية في مجموعة العلاقات مع الآخرين. ومن المؤكد أنه ليس هنالك شخص معزول تماماً. فإذا كانت لديك قدراتك الخاصة، فإن لديك كذلك فرصة الاستفادة من قدرات وطاقات الآخرين ضمن الشبكات المحيطة بك.
Top