الرعب يسود البورصات العربية وفرار جماعي للأجانب
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- سقطت جميع مؤشرات أسواق المال العربية الثلاثاء فريسة حالة مرعبة من التراجع، فقدت معها آلاف النقاط التي كانت قد كسبتها طوال الأسابيع الماضية، حيث بلغ التراجع في بعض الأحيان نسباً "خيالية"، وصلت إلى ألف نقطة دفعة واحدة في الرياض.
وظهر واضحاً أن الكثير من المحافظ الأجنبية التي دعمت أسواق المنطقة مؤخراً سارعت إلى الفرار عقب الانهيار الذي عاشته الأسواق الامريكية والآسيوية لتغطية مراكزها في بلدها الأم، فيما ساد الرعب المستثمرين المحليين، الذين تهافتوا إلى بيع أسهمهم.
ففي السعودية، أكبر أسواق المال العربية، وأكثرها تأثراً بالأجواء الدولية بفعل الشبكة الواسعة لأنشطة الشركات المساهمة، فقد المؤشر 1000 نقطة تقريباً، ليواصل تراجعه المرعب، وسط ذهول وخوف المستثمرين الذين سارعوا إلى التخلص من أسهمهم، وهم يراقبون الانهيار في المؤشرات الآسيوية والأمريكية.
وأنهى المؤشر جلسته عند مستوى 9338 نقطة، فاقداً 9.67 في المائة من قيمته، وبلغت كمية الأسهم المتداولة 229 مليون سهم، بتنفيذ حوالي 164 ألف صفقة تقريباً، بلغت قيمتها نحو 10.5 مليارات ريال، وتركزت على أسهم "كيان" و"النقل البحري" و"إعمار" و"سابك" و"الراجحي" وهي كلها أسهم "ثقيلة" وقد أقفلت على تراجع.
ولم ينج أي سهم في السوق السعودية من صدمة التراجع التي عمت المؤشرات، بل أن نصف الأسهم تقريباً تراجعت بمعدلات قصوى، بقيادة "سامبا" و"الدوائية" و"أسمنت السعودية."
وفي نتائج أبرز الأسهم، انخفض سهم "الراجحي" بنسبة 9.8 في المائة، و"سابك" بنسبة 9.7 في المائة و"الكهرباء" بنسبة 9.8 في المائة و"الاتصالات" بنسبة 9.8 في المائة، بينما تعرض سهم "اتحاد اتصالات" للخسارة بالنسبة القصوى، أي عشرة في المائة.
ففي الكويت، اقفل مؤشر سوق الأوراق المالية على تراجع كبير، بلغ 212 نقطة في نهاية التداولات، تعادل 1.60 في المائة من قيمة المؤشر، الذي استقر عند مستوى 13117 نقطة، وسط حالة من التردد بين المستثمرين جراء تراجع الأسواق العالمية وتأخر إعلانات نتائج الشركات المحلية.
وبلغت كمية الاسهم المتداولة نحو 336 مليون سهم بقيمة 201 مليون دينار كويتي، موزعة على 10029 صفقة نقدية، تركزت على أسهم "مجموعة الصفوة القابضة" و"الكويتية لمشاريع التخصيص القابضة"و"الافكو لتمويل شراء وتأجير الطائرات" و"اكتتاب القابضة" و"جيزان القابضة."
وتراجعت مؤشرات القطاعات الثمانية، حيث سجل مؤشر "الاستثمار" أدنى تراجع بين القطاعات، تلاه "الصناعة" و"الشركات غير الكويتية،" وظهر ذلك بخسارة المؤشر الوزني 15.52 نقطة، متراجعاً إلى مستوى 750 نقطة.
وعلى المستوى السعري، حقق سهم شركة "السينما الكويتية الوطنية" أعلى مستوى بين الاسهم المرتفعة، أمام "الصخور" و"ياكو،" في حين تعرضت أسهم "الكويت للتأمين" و"أسمنت" و"صافتك" لأكبر الخسائر.
وأعاد البعض التراجع الذي تعيشه إلى الحالة النفسية التي ألمت بهم جراء موجة التراجعات التي تشهدها أسواق المال الخليجية، إلى جانب الخسائر المالية العالمية التي دفعت بعض المستثمرين الأجانب إلى الانسحاب لتغطية مواقعهم المالية في دولهم.
وفي دبي، لم يتجاوز عدد الأسهم الرابحة ثلاثة أسهم، فيما ترنح السوق بقوة، فاقداً 345 نقطة، في إحدى أسوء الجلسات في تاريخ المؤشر الذي خسر ما يعادل 6.21 في المائة من قيمته، متراجعاً إلى مستوى 5210 نقاط، علماً أن السوق عدّل مواقعه قبل نهاية الجلسة، إذ بلغ التراجع في بعض المراحل 10 في المائة من قيمة السوق.
وسجلت التداولات 4.185 مليارات درهم مقابل 982 مليون سهم، تم تبادلها من خلال 22579 صفقة، تركزت على أسهم "العربية للطيران" و"سوق دبي المالي" و"إعمار" و"بنك دبي الإسلامي" التي أقفلت جميعها على تراجع.
ووفقاً لبيانات السوق، فقد بلغت مشتريات الأجانب ما نسبته 33.58 في المائة من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم ما نسبته 42.4 في المائة من إجمالي قيمة المبيعات، مما يؤكد خروج تلك المحافظ التي دعمت السوق بقوة في الفترة الأخيرة.
وبلغت خسائر سهم "إعمار،" أثقل أسهم السوق وزناً 6.15 في المائة، وأقفل متراجعاً إلى حاجز 12.20 درهماً، وسط تراجع عام للمؤشرات القطاعية، بقيادة "المرافق العامة" و"الاستثمار" و"العقارات" و"الاتصالات،" التي تجاوزت جميعها نسبة عشرة في المائة.
أما في العاصمة أبوظبي، فقد شهد المؤشر أسوأ خسارة يومية على الإطلاق، فأقفل متراجعاً 315 نقطة تعادل 6.83 في المائة من قيمته، لينحدر إلى مستوى 4302 نقطة.
وسجلت التداولات 1.3 مليار درهم مقابل 290 مليون سهم، وتركزت على أسهم "الدار" و"دانة" و"آبار" و"رأس الخيمة العقارية، التي أقفلت جميعها على تراجع.
واقتصرت المكاسب السعرية على سهمي "الإمارات لتعليم قيادة السيارات" و"الخزنة للتأمين"، في حين تعرضت "كيوتل" و"الوطنية للسياحة والفنادق" و"البنك التجاري الدولي" لأكبر الخسائر.
أما في بورصة الدوحة، فلم يكن الوضع أفضل منه في سائر الأسواق، ففقد المؤشر أكثر من سبعة في المائة من قيمته، ليصل إجمالي خسائره منذ مطلع الأسبوع إلى 13 في المائة.
وأقفل المؤشر عند مستوى 9152 نقطة تقريباً، بتراجع 769 نقطة تعادل 7.76 في المائة من قيمته، وتركز التراجع في عدد من الأسهم القيادية، وفي مقدمتها "صناعات قطر" و"كيوتل" و"التجاري" وكهرباء وماء،" التي تراجعت جميعها بالنسبة القصوى.
وانحصرت المكاسب في "الطبية" و"المطاحن،" في حين سجلت أسهم "قطر للتأمين" و"التجاري" و"الدوحة للتأمين" أكبر الخسائر.
ولم تنج البورصات الخليجية الصغيرة من التراجع أيضاً، ففقد المؤشر البحريني 28 نقطة تعادل 1.01 في المائة من قيمته، وأقفل منحدراً إلى مستوى 2793 نقطة، فيما كانت خسائر مؤشر مسقط بحجم مكاسبه القياسية السابقة، ففقد 810 نقاط تعادل 8.33 في المائة من قيمته، متراجعاً إلى 8916 نقطة.
بدوره خسر مؤشر CASE 30 المصري 3.26 في المائة من قيمته، علماً أن السوق المصرية هي أكثر الأسواق اجتذاباً للمستثمرين الأجانب خارج الخليج، وتراجعت السوق إلى مستوى 9639 نقطة، بينما فقدت السوق الأردنية 4.02 في المائة من قيمتها، متراجعة إلى مستوى 7733 نقطة.
وتراجع مؤشر "القدس" الفلسطيني 1.27 نقطة إلى مستوى 576 نقطة، بينما أقفل المؤشر التونسي عند حاجز 2665 نقطة، فاقداً 1.10 في المائة من قيمته.