“انستغرام” وسيلة تسويق مضمونة لمنتجك

يتهافت المزيد من المستهلكين على اقتناء البضائع والخدمات وفقاً لما يشاهدونه على تطبيق انستغرام، وهو ما يدفع الشركات إلى التكيف مع الوضع الراهن، فقد أشارت دراسة حديثة أجرتها TapInfluence أن

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي  على التسويق يتفوق 11 مرة على تأثير اللوحات الإعلانية المنتشرة، ما يشير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تعد أحد أهم المؤثرات التي تطلبها الشركات الباحثة عن أسرع وصول للمستهلكين.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الديناميكية الجديدة تشير إلى أن الأموال والدولارات المخصصة لأن تنفق على الإعلان قد باتت تتدفق بشكل متزايد نحو الحملات القائمة على وسائل التواصل الاجتماعي، فتبعاً لدراسة أجرتها eMarketer عام 2015، يتوقع أن تبلغ إيرادات الإعلانات التي تظهر على تطبيق انستغرام في الهواتف حول العالم إلى ما يقارب 3 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2017، حيث لن يكون من المستبعد أن يفوق هذا الرقم إيرادات فيسبوك بنسبة 10%.

ويقول بعض الخبراء بأن إيرادات الشركات التي تعتمد على الإعلانات المتلفزة والمطبوعة قد باتت تشهد تضاؤلاً ملحوظاً اليوم في عصر ازدحام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعود ذلك أيضاً إلى التأثير الكبير الذي تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي.

وأفاد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Talmage Advisors ليز دان أن المستهلكين يثقون بآراء الأشخاص المتواجدين ضمن مجموعاتهم، كالأصدقاء والمدونين والمشاهير بشكل أكبر من الرسائل التي توجه لهم بشكل مباشر من العلامات التجارية، وكنتيجة لذلك، تحاول تلك العلامات التجارية والباعة تعزيز علاقاتهم مع أي من الجهات المؤثرة بهدف جذب انتباه المستهلكين.

وتجدر الإشارة إلى ان تطبيق الانستغرام على سبيل المثال قد أصبح بمثابة أرض العجائب بالنسبة للمستهلكين، إذ يتيح لهم استعراض منتجاتهم، كالمواد الغذائية والملابس وأدوات الحلاقة، كما أن مستخدمي هذا التطبيق يستفيدون من هذا التطبيق أيضاً للترويج لمقتنياتهم الخاصة، ولا يتطلب ذلك منهم أن يكونوا من المشاهير، إذ أن عرض المنتجات هي خاصية يتيحها الانستغرام لتكون في متناول الجميع.

وعلى سبيل المثال، تستخدم آشلي ويلكينغ المدربة في نادي رياضي في مدينة نيويورك الأمريكية منصات وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف للترويج لعلامتها التجارية الخاصة بها، فهي تعمل مع Indie Fresh التي تبيع العصائر الطازجة والحساء وأنواع عدة من المشروبات، وهي تستخدم تطبيق الانستغرام لإطلاق المنشورات التي تحوي العروض على منتجاتها بالإضافة إلى الخصومات التي تصل إلى 10% لتصل إلى ما يقارب 5000 متتبع لها، أما الخصومات فهي محددة بالرمز التالي “ashleywilking10″ وذلك لتتمكن الشركة بشكل أسهل من تتبع المبيعات التي ستتمكن آشلي من تحقيقها، أما آشلي، فتستطيع الحصول على المنتجات المخفضة لنفسها.

وقد ذكر الرئيس التنفيذي لدى شركة “Indie Fresh” شوم شودهاري أن وسائل التواصل الاجتماعي قد باتت ترتبط بالحياة اليومية للأشخاص بشكل وثيق ويفوق صفحات العلامات التجارية نفسها، وقد كانت شركته تروج للمنتجات من خلال إعلانات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فقال:” إننا نود أن نجعل منتجاتنا تشكل جزءاً من أسلوب الحياة اليومي للأشخاص.”

وبالإشارة إلى السيدة الرياضية التي تروج لمنتجات شركته، ذكر شودهاري بأن هناك خصومات مضاعفة للرياضيين، وذلك بتحديد رموز للخصومات خاصة بهم.

ويجدر بالذكر أن أصحاب الشركات قد باتوا يطلقون الهاشتاغات التي تحمل العناوين المطلوبة للترويج لمنتجاتهم، فعلى سبيل المثال، أطلقت “مايسيز” Macy’s” سلسلة المتاجر الأمريكية لبيع التجزئة هاشتاغ بعنوان #SettingTheBar في خطوة ترمي من خلالها إلى تسليط الضوء على جيل الألفية الذي خلق لابتكار أنماط خاصة به، وهي طريقة أخرى لإحداث تأثير على المستهلكين واجتذابهم نحو المنتجات.

وبعد تزايد الإقبال على الإعلانات المنتشرة عبر الانترنت على كل من المواقع فيسبوك وGoogle لتصل نسبة الاموال التي تنفق عليها إلى 85% من مجمل الأموال المخصصة للإعلانات، يتراود إلى أذهاننا السؤال التالي، هل ستقلق شركات التكنولوجيا العملاقة من تضاؤل دورها في تلك الإعلانات بالمقارنة مع وسائل التواصل الاجتماعي؟

في الحقيقة .. من المؤكد أن تنتابهم المخاوف حيال ذلك، لاسيما مع انتشار الإعلانات المختلفة عبر كل من الفيسبوك وYoutube، ثم سيدفعهم القلق من تضاؤل دورهم الإعلاني إلى ابتكار سبل جديدة تشجع الجهات المؤثرة في المجتمع على إطلاق منشوراتهم من خلال منصاتها، وذلك بحسب يوري وورمسر الخبير الاقتصادي لدى شركة eMarketer.

ومع ذلك، يرى يوري وورمسر بأنه لايزال هناك مجال كبير لتنمو الإعلانات عبر تلك المنصات بشكل أوسع، مشيراً إلى أن المصداقية مع المستهلك هي أبرز العوامل التي تسهم في الحفاظ على صورة المنتج لتضمن الشركة نجاحها ونجاح منتجاتها.

Top