«أرامكو السعودية» و«شل» تضاعفان إنتاج مصفاة تكرير نفط

أعلن أمس اعتزام شركة موتيفتا إنتربرايز المملوكة لكل من شركتي النفط السعودية العملاقة أرامكو وشل أويل البريطانية الهولندية مضاعفة الطاقة الإنتاجية لمصفاة تكرير النفط المملوكة لها في الولايات المتحدة إلى 600 ألف برميل يوميا. ومن المنتظر أن تؤدي الخطة إلى جعل المصفاة الموجودة في بورت أرثر بولاية تكساس أكبر مصفاة نفط في الولايات المتحدة وواحدة من أكبر المصافي في العالم.

وأشار بيان للشركة وفقا لوكالة الأنباء الألمانية إلى أن مشروع زيادة الطاقة الإنتاجية يعني بناء أول مصفاة نفط جديدة في الولايات المتحدة منذ أكثر من 30 عاما. حيث لا تصدر موافقات على مصاف جديدة ليصبح التوسع هو الخيار الرئيسي لزيادة الطاقة التكريرية.

وأضاف البيان أن المشروع الجديد سيدخل مرحلة الإنتاج عام 2010. ومن المتوقع أن يشارك حوالي 4500 عامل في أعمال بناء التوسعات. وقدرت تكاليف المشروع بحوالي سبعة مليارات دولار.

وقالت «شل» ثاني أكبر مجموعة نفطية غير حكومية في العالم من حيث القيمة السوقية ان التوسعة ستزيد طاقة تكرير النفط بالمصفاة الى 600 ألف برميل يوميا مما يجعلها الاضخم في الولايات المتحدة.

وأبدت «شل» ثقتها في اتمام التوسع المتوقع أن يشمل زيادة طاقة تقطير الخام بالمصفاة الى جانب زيادة قدرة تكسير الهيدروجين وانتاج الكوك البترولي بالتكسير الحراري في اطار الميزانية والجدول الزمني المحدد.

وقال روب روتس مدير عمليات المصب في شل للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف «أثق الان أننا نستطيع انجاز هذا المشروع عند مستوى السبعة مليارات دولار وفي الإطار الزمني... بحلول 2010». وأشار روتس إلى ان المجموعة أجلت قرار توسعة المصفاة لكي تستطيع «التيقن تماما من التقدير الرأسمالي وتوقيت» المشروع.

وسيؤدي مشروع موتيفا انتربرايسيز الى توسيع طاقة مصفاة بورت ارثر بـ 325 الف برميل يوميا، وقد دفعت الأعاصير التي ألحقت أضرارا كبيرة بساحل خليج المكسيك في عام 2005 الرئيس جورج بوش الى التعهد باتخاذ اجراءات بما في ذلك اعفاءات ضريبية لدفع عملية بناء المصافي وتقليل الاعتماد على البنزين المستورد.

وذكر توني ريغان وهو مستشار في قطاع النفط في سنغافورا في شركة نكسانت ان هامش مصافي النفط الاميركية كان كبيرا بصفة استثنائية في العامين الماضيين بسبب النقص في امكانيات المصافي، وزيادة الطلب على النفط».

يشار الى ان أسعار النفط وصلت الى اكثر من 82 مليون برميل، حتى بعد تعهد الاوبك في الاسبوع الماضي بضخ مزيد من النفط الخام. وكان وزير النفط السعودي علي النعيمي وغيره من المسؤولين في المجموعة أرجع ارتفاع أسعار النفط إلى النقص في امكانيات المصافي.

وفشلت إمدادات المنتجات النفطية في ملاحقة النمو في الطلب على وقود النقل. ويتكهن صندوق النقد الدولي بزيادة النمو الاقتصادي في العالم بنسبة 5.2 في المائة في 2007 بعد زيادة قدرها 5.5 في المائة في العام الماضي.

وذكر بيان موتيفا ان توسعات بورت ارثر تساوي «انشاء اول مصفاة جديدة في الولايات المتحدة في ثلاثين سنة». وتجدر الاشارة الى ان مصفاة غاريفيل بلويزيانا التي تملكها شركة ماراثون اويل وتصل طاقتها الى 285 الف برميل يوميا هي آخر مصفاة جيدة تأسست في الولايات المتحدة وبدأت العمل في 1976.

وكانت شركات المصافي ترفض الالتزام ببناء مصافي جديدة بسبب زيادة التكلفة والاعتراضات البيئية، مما دفع الرئيس بوش الى عرض قواعد اميركية غير مستخدمة كمواقع محتملة للمصافي. وستقام التوسعات الجيدة محل مصفاة جديدة مما يسهل الحصول على الترخيص.

وقال انتوني نونان مساعد المدير العام لإدارة المخاطر في ميتسوبيشي كوربورشن في طوكيو «يجب عليهم توقع بقاء الهامش قويا. ليست لديهم مشكلة في الحصول على موقع جديد».

وكانت شركة موتيفا قد اعلنت في ابريل (نيسان) 2006 انها تنوي البدء في مشروع توسعات بورت ارثر في عام 2007 واستكماله في عام 2010. وستؤدي التوسعات الى خلق 45 الف وظيفة في قطاع البناء و300 وظيفة ثابتة.

وقال اليكس بروكس المحلل في يو بي اس في لندن «يتحدثون عن المشروع منذ بعض الوقت والسبب في ارتفاع تكلفته هو انك تبني كل معدات التجديد لاستخراج وقود عالي الجودة من نفط منخفض الجودة. والعائد سيرتفع مع التوسعات الجديدة. والرقم الذي يتطلعون اليه هو 15 في المائة. وتقع مصفاة بورت ارثر على بعد 90 ميلا شرق هيوستون ويمكنها تكرير ما يقرب من 275 الف برميل يوميا. وستمر التوسعات الجديدة فوق مصفاة بورت ارثر وعبر مصفاة اكسون موبل في باتاون بتسكاس وهو اكبر مصفاة اميركية تصل طاقتها الى 562.5 برميل يوميا. وقد تم منح الاعمال الهندسية الى مشروع مشترك بين بكتال وجاكوبز انجنيرنغ.

يذكر أن مارثون اويل ستضيف 180 الف برميل يوميا الى مصفاة غارفيل بتكلفة تصل الى 3.2 مليار دولار. ومن المتوقع استكمال المشروع في عام 2009. كما تنوي شركة شفرون التوسع في انتاج البنزين في باسكاغولا بمسيسيبي وهو الامر الذي سيرفع الانتاج بنسبة 10 في المائة.

---

هيوستن ـ لندن: «الشرق الأوسط»

Top