الجمعة, 21 أيلول/سبتمبر 2007 20:37

السيناريوهات المفصلة سلاح الشركات لاتخاذ القرارات

Rate this item
(0 votes)
- روبرت أس. دوبوف - 28/08/1428هـ
تحظى طريقة تكهن عمرها نصف قرن، وهي طريقة ديلفي، بانتباه جديد من الشركات البارزة وذلك بفضل تعديلات أجريت أخيرا، وعمليات ربط بارزة في هذه الأيام، وعند تأطيرها بشكل مناسب وإيصالها، فإن التوقعات العريضة يمكن ترجمتها إلى مؤشرات استراتيجية مفيدة جداً.
وهذه الطريقة التي سميت بالوسيط القديم، طريقة لطرق حكمة الخبراء، وهي تشتمل على تجنيد 20 أو نحو ذلك، من أعضاء اللجان ذوي المعرفة والطلب منهم أن يقيموا النتائج الممثلة، وفيما يلي كيف تنجح طريقة ديلفي: يجند فريق بحث من شركة ما، لجنة من الخبراء في حقول مناسبة ( وكلما اتسع نطاق الخبرة ذات العلاقة، كان ذلك أفضل)، وسؤالهم عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو شخصياً، عن مستقبل ابتكار ناشئ أو سوق متقلبة مثلاً، ثم الطلب منهم أن يقيم كل عضو لجنة احتمال توقعات مختلفة ظهرت من مناقشات اللجنة أو فرضيات الشركة. ولضمان تدفق غير متحفظ للأفكار فإن فريق البحث لا يطلب من الخبراء أن يبرروا توقعاتهم، وعندها تبوب النتائج للجنة، ويقوم الخبراء بعدها بتقييم احتمال التوقعات مرة أخرى.
من ناحية مثالية فإن الفريق يقوم عند هذه النقطة بمناقشة النتائج مع الخبراء، وتستمر هذه العملية حتى ينمو الاتفاق أو ينحسر، وبعض الشركات توجد العملية وتديرها بنفسها، لكن معظمها تستخدم شركات خارجية وتظل أسماؤها مغفلة حتى لا يكون أعضاء اللجنة منحازين بمعرفة هوية الراعي، والشركات التي حاولت الطريقة تستخدمها لتوجيه القرارات حول الاستثمارات الكبيرة، في التقنيات مثلاً، أو حول غزوات في أسواق غير ناضجة أو غير محددة.
وابتكرت شركة رائد لجان ديلفي لمساعدة الحكومة الأمريكية على تصور ما قد يظهر في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية ووجدت جدوى مبكرة في الرعاية الصحية والتعليم والمشاريع غير الربحية الأخرى، وأدوات الإنترنت تمكن اللجان الآن من الاجتماع فعلياً مما يجعل الأمر أسهل وأقل تكلفة على الشركات لتجنيد الخبراء والتخطيط لهم، وتشكيل لجان متعددة لتشمل نطاقاً واسعاً من الخبرة، والاجتماع وتوزيع المعلومات والقيام ببناء الإجماع، مع أنه مفيد في أغلب الأحيان جمع أعضاء اللجان شخصياً لاستعراض النتائج.
وإضافة إلى ذلك فإن المطبقين اكتشفوا إن إدارة لجان متعددة في وقت واحد يمكن أن تضيف رؤية عظيمة ففي حالة تقنية ناشئة، فإن لجنة إضافية من متخذي الخيارات المبكرة يمكن أن تكون مفيدة جداً.
في تسعينيات القرن الماضي ساعدت طريقة ديلفي شبكة تلفزيونية رئيسية في توقع أن حلول HDTV سيكون أبطأ مما هو متوقع على نطاق واسع، وبذلك تجنبت الشبكة الإقدام على استثمار مبكر غير ضروري لتغيير كل أجهزتها ومعداتها إلى رقمية، وتستخدم شركة أدوية عالمية، الطريقة لتعرف أي التوجهات أو الأحداث في مجال أمراض القلب يمكن أن تغري المستهلكين بالقيام بأعمال وقائية مثل تغيير وجباتهم الغذائية والبدء في أخذ الأدوية عند كشف المشكلات في البداية.

ويبدأ موفر خدمات مالية رئيسي واستخدام الطريقة، يعززها بحث بين "المستخدمين البارزين" أو رجال الأعمال والمستهلكين الذين يعتبرون ناجحين ماليين محتملين مع مرور الوقت، وذلك للمساعدة على اتخاذ قرار حول أي الخدمات التي يجب تطويرها، وأي الأسواق التي يجب استهدافها وأفضل طريقة لكسب ثقة وولاء المستهلكين على المدى البعيد.

ولكن نتائج ديلفي وحدها لا تؤدي بالضرورة إلى قرارات كبيرة أكثر مما يفعل كسب السوق الجيد، والتوقعات تكون أكثر فائدة إذا وضعت في عدة سيناريوهات محتملة تسمح لصانعي القرارات أن يفهموا الدلالات بشكل أكمل، ومثال ذلك فإن توقع لجنة بأن حدوث مرض الزهايمر سوف يزداد ستكون له قيمة لشركة رعاية صحية أقل بكثير من سيناريو مرسوم بشكل جيد يظهر من الذي يمكن أن يتأثر- المرضى ، والعائلات ومرافق الرعاية الصحية- وماذا ستكون العواقب طويلة الأمد؟

وعندما تتسلح الشركة بسيناريوهات مفصلة، فإنها تستطيع أن تراقب البيئة عن كثب وتتصرف بسرعة استجابة حتى لمؤشرات ضعيفة لأي وضع يتكشف.
Read 1890 times

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.

Top