استبعد خبراء بنك "جيه بي مورجان تشيس آند كو" تراجع هيمنة الأسهم الأمريكية على الأسواق العالمية، إلا إذا تلاشت المخاطر المتعلقة بالسياسات التجارية والجيوسياسية.
تفوقت الأسهم الأمريكية على نظيراتها الدولية العام الحالي، مدعومة بتقدم أسهم التكنولوجيا، والاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي، مع حفاظ الاقتصاد الأمريكي على قوته، وبدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في تخفيض أسعار الفائدة وسط انحسار التضخم في الولايات المتحدة.
كتب فريق الخبراء الاستراتيجيين بقيادة ميسلاف ماتيجكا في مذكرة للعملاء صدرت يوم الأربعاء: "الأداء المتباين للأسواق الإقليمية سيستمر على الأرجح. ورغم أن تقييمات الأسهم في الأسواق الدولية لا تبدو باهظة - على النقيض من نظيرتها الأمريكية- لكن الفجوة النسبية بينهما قد تظل كبيرة لفترة أطول".
ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" 26% خلال 2024 مسجلاً العديد من المستويات القياسية، بينما سجل مؤشر "إم إس سي آي " لأسواق العالم باستثناء الولايات المتحدة عائداً قدره 3.5% فقط. كما اتسعت فجوة التقييمات، إذ تُتداول الأسهم الأمريكية الآن بعلاوة قياسية تبلغ 60% مقارنة بنظيراتها الدولية بناء على مكرر الربحية الآجل.
تأثير ترمب على سوق الأسهم
يبدو أن فوز دونالد ترمب بالانتخابات عزز أفضيلة الأصول الأمريكية بالنسبة للمستثمرين، إذ يتوقع المضاربون أن تؤدي سياساته إلى تصعيد التوترات التجارية العالمية. وأعلن الرئيس المنتخب بالفعل عن خطط لفرض رسوم جمركية على الواردات من المكسيك وكندا والصين، مع احتمال أن تكون أوروبا الهدف التالي.
أشار خبراء "جيه بي مورجان" إلى احتمال حدوث تقارب في الأداء بين الأسواق نظراً لأسعار الأسهم الأمريكية المبالغ فيها حالياً، وكذلك فجوة التقييمات والأداء مقارنة بنظيراتها الدولية. رغم ذلك، سيكون هذا التقارب مرهوناً باتضاح الرؤية على صعيد التجارة والأوضاع الجيوسياسية.
توقعات بصعود الأسهم الأمريكية
في سياق متصل، أصدر خبراء استراتيجيون في مؤسسات مختلفة بوول ستريت توقعات صعودية للأسهم، حيث يقدرون استمرار مكاسب مؤشر "إس آند بي 500" خلال 2025، ومواصلة الشركات الأمريكية تحقيق نمو قوي في الأرباح وسط حالة من الانتعاش الاقتصادي.
رغم ذلك، يظل ماتيجكا حذراً فيما يتعلق بالأسهم خلال النصف الأول من العام المقبل، داعياً المستثمرين إلى مراقبة سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي واتجاه الدولار الأمريكي، وتوقعات نمو الأرباح التي يعتبرها مفرطة في التفاؤل، لا سيما في أوروبا.
واختتم ماتيجكا: "كل العوامل السابقة، إلى جانب زيادة عدم اليقين الجيوسياسي، قد تؤدي إلى تباين أداء الأسهم خلال الفترة الأولى من العام المقبل، مع تعافيها في وقت لاحق".