وأضاف: «ولذلك نركز في بناء مراكزنا على أفضل التصاميم وجمع اكبر عدد من الماركات العالمية لها»، مشيراً إلى أن الهدف الرئيسي من مراكز التسوّق هو توفير كل ما يتعلق بالنساء لأنهن الشريحة المستهدفة. فإلى تفاصيل الحوار..
** ما الفرق بين بناء المولات وتطوير الأراضي الخام والاستثمار فيها؟
- بناء المراكز التجارية مغامرة كبيرة ولها طريقة خاصة تختلف عن بقية المجالات العقارية الأخرى، وهي تحتاج إلى الخبرة الكبيرة جداً في مجالات عدة، منها الماركات والبناء والفكر التطويري الراقي وحس التاجر المطور للأراضي على خلاف الأرض الخام، فالمغامرة والفكرة فيها تأتيان غالباً من المهندس المدني الذي يقوم بالتخطيط لها، إضافة إلى أنه يجب أن تكون لديك الخبرة في هذا المجال ومستقبل التطوير.
** هل عصر العولمة يمنح مراكز التسوق أبعاداً أكبر؟
- بالطبع نعم، لأن المنافسة تكون أكبر وسيطرة أصحاب الماركات أقل وربط العالم يعطي فرصة أكبر، إذ إن وجود بعض الماركات التجارية الكبيرة يساعد في إيجاد بيئة تنافسية خصبة، ويمكن بعض رجال الأعمال من طرق أبواب تجارية ومجالات أخرى.
** مراكز التسوق يعدها البعض مؤسسة اجتماعية فاعلة... كيف تنظر إليها؟
- نحن ننظر إليها على أنها مراكز للجميع، للصغار قبل الكبار، وللنساء قبل الرجال، ونحن نسعى من خلال مراكزنا إلى توفير حاجات الأسرة كافة تحت سقف المجمع الواحد، حتى يتسنى للجميع التبضع والتسوق في جو عائلي من خلال توفير المطاعم والألعاب، وكذلك تفعيل النشاطات الخاصة داخل المجمعات من خلال المسابقات الثقافية والترفيهية، هذا الأمر يجعل الأسرة بكاملها سعيدة لتوافر كل متطلبات التسوق، وكذلك وجود فرص كبيرة لأبنائنا وأسرنا للحصول على التسلية والترفيه، خصوصاً أن مناخنا الجوي بين بارد جداً وحار جداً، فبالطبع الناس ستفضل المراكز التجارية لتقضية معظم أوقاتها، لأنها مغلقة ومكيفة.
** ما الفرق بين التعامل العربي والغربي مع مراكز التسوق؟
- عالمياً لا توجد فروق واضحة، إذ إننا وصلنا إلى الإتقان والإبداع والتطور على عكس كثير من العواصم العربية الأخرى، فتحتاج إلى تطور أكثر.
** في ظل انتشار مراكز التسوق العالمية خصوصاً في دبي... هل من خوف على مراكز التسوق السعودية من الانقراض؟
- بالعكس أن الخوف هو على مراكز التسوق في دبي، أما مراكزنا التجارية في السعودية فتسير بخطى ثابتة ومدروسة ومستمرة يدعمها أولاً - ولله الحمد -الاستقرار السياسي والتطور الاقتصادي، ولأنها على أعلى المستويات. ثانياً ان رواد مراكز دبي معظمهم من الأجانب السياح ومتى ما وجدوا بلداً أفضل منها أو انخفض دخلهم المادي توقفوا عن السياحة هناك، أما نحن - ولله الحمد - بمراكزنا المتطورة والتي تواكب جميع البلدان في أوروبا ودبي وغيرها فنفتخر بأن المتسوق لدينا ابن البلد ونسعى بمشيئة الله إلى إرضائه كل الرضا، من خلال توفير كل ما يرغبه ويريده دائماً.
** لماذا ينصب التركيز في المراكز النسائية على كل ما هو نسائي من دون الرجال؟
- الآن في الغالب تكون المستلزمات الرجالية في الشوارع العامة ويسهل على الرجال الوصول إليها، ولأن الرجال أحياناً لا يحبون التسوق في المراكز مع نسائهم وكذلك تسوق الرجال وحدهم في المراكز عليه الكثير من علامات الاستفهام، وذلك لإساءة بعض الشباب لهذه الميزة، ونحن نركز ونهتم أكثر بما يخص النساء ومستلزماتهن.
** كيف تنظرون إلى الاستثمار في قطاع الأسواق والمولات في السعودية؟
- الاستثمار في المراكز التجارية في السعودية يعتبر من الاستثمارات الناجحة ولله الحمد، ولكن لمن بدأ وأبدع عندما كانت لا توجد مراكز تجارية في السعودية، أما الآن فهو استثمار خطير جداً، لوجود عدد كبير من المراكز، ولو كان الاستثمار في أي شكل آخر من العقار من بناء العمائر والمكاتب لكان الاستثمار آمناً ويمكن التصرف فيه بأوجه عدة أما المراكز التجارية فلا حل لها وسطاً إما أن تنجح أو تفشل.
** حجم مراكز التسوق في السعودية في ازدياد بشكل عام... هل تشعرون بأن السوق ما زالت قادرة على استيعاب أسواق عالمية أكبر؟
- إن ما نراه الآن هو مرحلة اكتفاء البلد من المراكز التجارية، وان بناء المراكز التجارية الأخرى فيه مخاطرة كبيرة في الوقت الراهن مع ارتفاع الأسعار، ولا نرى أن السوق تستطيع استيعاب مراكز أخرى، وهناك علامات ودلائل كثيرة لذلك، ومنها قلة دخول الماركات العالمية الجديدة والتغطية الشاملة حالياً لجميع الأماكن المهمة، وقلة الطلب على المعارض، بعكس ما كان في الأعوام الماضية.
** ما تقويمك للإقبال على مراكز التسوق خصوصاً ان السعودية تمثل الحصة الأكبر في الشرق الأوسط؟
- السعودية تمثل الحصة الأكبر لعوامل كثيرة منها أن الإقبال كان كبيراً جداً لأنه لم تكن هناك مراكز تسوق راقية حقيقية، أما الآن فتوجد العشرات من المراكز التجارية وكان الإقبال عليها جيداً خلال هذه الفترة، إذ إن مفهوم التسوق تطور بشكل اكبر لدى المجتمع السعودي، كما أصبح كل شيء موجوداً من الماركات والسلع التي يرغبها السعوديون.
** الشكل العام للمراكز هل هناك فلسفة معينة تجاهه؟
- بالطبع نعم، وأكاد أجزم بأن جميع مراكزنا في السعودية تماثل المراكز العالمية وهي شبه متساوية في التميز مع اختلاف التصاميم، وما تحتوي عليه مشابه مع اختلاف الأذواق، والمراكز دائماً تعشق الجمال والتميز من خلال التخطيط والديكور والبناء، إذ إن بعض المجمعات تنافس الفنادق العالمية في تصاميمها.
** ماذا عن دور البلديات والأمانات في المدن في توفير بيئة مناسبة للمراكز في الأحياء؟
- للبلديات دور كبير ومهم جداً، ونحن نشكرهم على ما قدموه، ولكن لا نزال بحاجة ماسة لتعاون أكبر وإعطاء المراكز ميزة قبل وأثناء البناء، وكذلك بعد الافتتاح في مجالات عدة، منها الإعلانات كما هي الحال في دبي.
** النساء هنّ الفئة المستهدفة لأنشطتكم... كيف تعملون على تحقيق رغباتهن؟
- نحن نضع في حسابنا أن السيدة السعودية من أرقى نساء العالم في الذوق والفهم، عليه نقوم بتصميم المراكز على أفضل التصاميم، ونحرص على تجميع أكبر الماركات العالمية المميزة دائماً في مجتمعاتنا.
كما أننا نختار المواقع المهمة والقريبة من المتسوقين، وأقول بكل فخر إن مراكزنا هي إضافة لعالم السياحة الداخلية في السعودية للمرأة أولاً وللعائلة ثانياً.
** هل تؤيد فكرة إنشاء مراكز لتسوّق نسائي متخصص؟
- لا استحسن هذه الفكرة أبداً لأسباب كثيرة، منها أنها لا تخدم فكرة السياحة الداخلية، وكذلك تؤدي إلى انعدام الجو العائلي، كما أنها غير مناسبة من النواحي الأمنية، والأسواق النسائية الخاصة فيها مخاطر كثيرة من الناحيتين الربحية والتشغيلية، بينما في الأسواق المفتوحة يجد ولي الأمر متعة أكبر في التسوق مع عائلته، والمستقبل يخدم مجتمعنا للانفتاح المعقول والمقبول الذي تسمح به العادات والتقاليد في السعودية.
** ما توقعاتكم حول وضع المراكز وتجارتها في السعودية وأسعارها خلال الفترة المقبلة؟
- توقعاتنا أنه ستكون هناك فجوة إذا استمرت الأسعار في ارتفاع أسعار مثل العقار وغيره لأن ذلك سيؤثر في استثمار المراكز التجارية، إذ إن المراكز التجارية أصبح سعرها مكلفاً جداً، وإيجار المعارض لا يتناسب مع الكلفة الكبيرة لبناء المراكز لأنه رخيص جداً ولا يقبل رفع الإيجار، وذلك لعوامل عدة، كما أن إيجار معارض دول الخليج المجاورة أعلى بكثير وبضعفين أو أكثر، وعليه تقل المراكز التجارية نتيجة توجّه أصحابها لاستثمارات أخرى، وذلك بهدمها أو بتغيير نشاطها للعمل المكتبي.
** ماذا عن أبرز العوائق التي تواجهكم في هذا المجال التجاري؟
- المستأجرون لا يستطيعون الحصول على العمالة، علماً بأنه لا يوجد عمال سعوديون يعملون في المطابخ وغيرها من المحال الأخرى والماركات العالمية سوى القليل والنادر جداً.
كما أن أصحاب المعارض يشتكون من قلة العمالة وان العمال في الدول الأخرى لا يحبون العمل بائعين في المعارض، والشباب السعودي طموحهم أن يصبحوا موظفين في البنوك والإدارات الحكومية أو الشركات الكبرى لوجود الفرص المتاحة لهم، كما انه بعد تكرم خادم الحرمين الشريفين بابتعاث عدد كبير من الشباب للدراسة وأمره بافتتاح عدد من المعاهد والكليات والجامعات وفتح الفرص الوظيفية الحكومية من خلال زيادة المدارس والمنشآت.
** ما المتغيرات المطلوبة لإنعاش سوق المراكز التجارية عموماً حتى يتم تطويرها لتواكب المتغيرات العالمية؟
- هي أن يكون هناك دعم للسياحة الداخلية للمراكز التجارية، كذلك دعم الإعلام المحلي والإعلانات للمراكز كما يحدث في الدول الغربية من إعلانات ضخمة ومن خلال التعاون مع أصحاب المعارض والتجار.