الجمعة, 16 تشرين1/أكتوير 2009 14:45

كيف تحفز الإبداع؟ اذهب للمعيشة في الخارج

Rate this item
(0 votes)
كارين شو إن الناس الذين يعيشون في الخارج يصبحون أكثر إبداعاً، كما أن إبداعهم يزداد كلما قضوا وقتاً أكثر بعيداً عن مواطنهم . وقد ورد ذلك في دراسة حديثة أعدها وليام مادوكس، الأستاذ المساعد للسلوك التنظيمي. وهنالك شروط معينة حتى ينطبق ذلك الأمر في رأي وليام الذي أعد عدداً من الدراسات المتعلقة بهذا الأمر مع الأستاذ آدم جالنسكي، أستاذ الإدارة في جامعة نورثوسترن. وطبيعي أن الإبداع لن يحدث لدى أولئك الذين يقومون بسفرات قصيرة إلى الخارج. ويرى مادوكس أنه لا توجد علاقة ارتباط مباشر بين تكرار السفر إلى الخارج، وزيادة الإبداع، حيث إن عامل الوقت الذي يقضيه الشخص في الخارج ، وكذلك أشكال الخبرات التي يتعرض لها ، تلعب دوراً مهماً في تحفيز ذلك الإبداع. ولا يعود الأمر إلى طول فترة البقاء في الخارج فقط، وإنما هنالك عوامل أخرى متداخلة ذات علاقة بهذا الأمر حين تطول فترة وجود الشخص خارج وطنه. ومن الممكن أن تزداد ملكات الإبداع لدى الشخص المقيم خارج وطنه إذا انغمس في عدد من الأمور المحلية، كالتعمق في لغات الآخرين، حيث وجدت هذه الدراسة أن هنالك علاقة ارتباط قوية بين التوجه نحو اللغة، ونمو القدرات الإبداعية. وبالتالي فإن الناس الذين يتقنون لغتين، أو أكثر ، يمكن أن يكونوا أكثر إبداعاً. وتعد اللغة مكوناً مهماً من مكونات نمو الطاقات الإبداعية. وتجد في كثير من الأحيان أن بعض الأشخاص يمضون سنة من العمل خارج أوطانهم، إلا أن أغلب تعاملهم يكون مع أمثالهم من المغتربين. وبالتالي, فإن مكاسبهم الإبداعية تكون أقل من المكاسب الإبداعية التي يحصل عليها أولئك المغتربون الذين يحرصون على الانخراط في النشاطات، والثقافات المحلية، وتعلم لغات الآخرين، والاطلاع على العادات، بحيث يصبحون بالفعل منخرطين بطرق حياة الشعوب الأخرى. إن السن عامل مؤثر في هذا الأمر كذلك، حسب رأي الأستاذ مادوكس، إذ إن لدى الشباب قدرات أعلى على تعلم لغات الآخرين. وهو يؤكد أنه إذا اكتسب الشخص هذه المهارات في مرحلة عمرية مبكرة، فإن قدراته على الاحتفاظ بها، وكذلك تطويرها، تزداد تبعاً لذلك. وهو يرى كذلك أن بإمكانك «العودة إلى خبراتك المكتسبة من الخارج، حتى بعد فترة طويلة من عودتك إلى موطنك الأصلي». ويظل أولئك الذين مروا بتجارب عمل واحتكاك في الخارج أسرع في التأقلم مع التطورات المختلفة، بالمقارنة مع أولئك الذين لم تتح لهم فرصة الاحتكاك مع بيئات وثقافات خارجية. وهنالك عدد من التمارين التي تقيس مدى القدرة على التفكير المبدع، والتصرف السليم. ومن هذه التمارين إعطاء الأشخاص المعنيين علبة كبريت، وشمعة، وصندوق مسامير، والطلب منهم إشعال الشمعة وهي مثبتة على الجدار، دون سقوط الشمع الذائب على الأرض. والتصرف المبدع هنا هو تثبيت صندوق المسامير على الجدار، ثم وضع الشمعة في داخله ، وإشعاله لضمان سقوط الشمع الذائب داخل الصندوق. والأمر المهم في ذلك أنك استخدمت صندوق المسامير كوعاء واق من تساقط قطرات الشمع الذائب. واستطاع 60 في المائة من المعنيين بدراسة مادوكس ، التصرف بهذه الطريقة، حيث كانت هذه النسبة من بين أناس عاشوا فترات عملية خارج بلدانهم . وأما من لم يسافروا خارج البلاد، فإن 40 في المائة منهم فقط هم الذين توصلوا إلى الحل المطلوب. وهنالك كذلك علاقة بارزة أخرى بين الإبداع وريادة تأسيس المشاريع، حيث إن قضاء وقت عمل طويل في الخارج يحفز قدرات الإبداع المتعلقة بالإقدام الجريء على تأسيس مشروعات النشاطات العملية . وتفيد الدراسات بأن من عاشوا في الخارج يكونون أكثر جرأة في ذلك. وينصح وليام الشركات الباحثة عن التقدم السريع بالسعي إلى توظيف أولئك الذين لديهم فترات احتكاك طويلة في الخارج. وتتطور العمليات العقلية الدقيقة بصورة خاصة نتيجة للخبرات المتكسبة من العمل في الخارج غير أن هذا الباحث يركز على أهمية القدرة على التكيف لدى وجود الشخص في مهام عمل خارج وطنه. ولا يكفي أبداً أن يقضي المرء ما معدله 18 ساعة من العمل المكتبي اليومي، ثم يتوجه مباشرة إلى النوم في بيته. ولا بد للمغتربين من الانخراط بقوة في ثقافات المجتمعات التي يعملون فيها خارج أوطانهم للاستفادة القصوى من الفرص الواسعة التي تتيحها هذه الخبرات المكتسبة من الاحتكاك الخارجي. وعلى الرغم من أن مادوكس لا يقول إن الاحتكاك مع الخارج هو المصدر الوحيد لتنمية القدرات الإبداعية، إلا أنه يصر على أن ذلك يظل عاملاً رئيساً في تلك التنمية الإبداعية.
Read 3599 times

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.

Top