وجاء تعديل التوقعات قبل يوم واحد من انعقاد المؤتمر السنوي في كانون الأول (ديسمبر) لوزراء نفط المنظمة الـ 12 في فيينا حيث من المقرر أن يبحثوا خفض تلك التوقعات إضافة إلى تعديلات محتملة على سقف الإنتاج. ويقدر أن العالم سيحتاج إلى 88.9 مليون برميل من النفط يوميا في العام المقبل أي بزيادة قدرها 1.1 مليون برميل يوميا عن مستوى العام الجاري. ويقل الطلب بواقع 140 ألف برميل يوميا عن الطلب المتوقع في تقرير السوق الشهري السابق لـ "أوبك".
ويقول محللون إنه من المستبعد أن يخفض وزراء النفط سقف إنتاجهم المشترك في اجتماعهم اليوم برغم دعوة إيران إلى خفض الإنتاج حيث إن ذلك يمكن أن يزيد الأسعار ويحقق مزيدا من العوائد النفطية.
وأكد محمد سرور الصبان مستشار وزير البترول والثروة المعدنية لـ "الاقتصادية" أمس الأول أن المملكة والدول النفطية غير ملزمة ببدء تخفيض الاعتماد على النفط قبل 2020. وكان الوفد السعودي برئاسة المهندس علي النعيمي الذي شارك في محادثات الأمم المتحدة للمناخ التي أقيمت في جنوب إفريقيا قد نجح في الحصول على "فرصة أطول لتحقيق خفض اعتمادنا على البترول بتحقيق التنويع اللازم لاقتصاداتنا قبل خفض العالم من اعتماده عليه والتحول إلى المصادر الأخرى التقليدية وغير التقليدية والجديدة والمتجددة".
وقال خبراء في مؤسسة "جي بي سي إنرجي" الاستشارية في فيينا إنهم "لا يتوقعون أي تغيير في الإنتاج الرسمي في ضوء استمرار المخاطر السياسية وغموض وضع المعروض في السوق".
وكان إنتاج ليبيا من النفط قد ارتفع إلى 570 ألف برميل يوميا الشهر الماضي أي نحو ثلث ما كان يتم ضخه من نفط قبل عام قبل اندلاع الحرب الأهلية. ورفعت معظم الدول الأعضاء في "أوبك" إنتاجها في تشرين الثاني (نوفمبر)، مع تحقيق أقوى زيادات في ليبيا والسعودية وأنجولا.
وعلى صعيد الأسعار ارتفع خام برنت متجاوزا 108 دولارات للبرميل أمس إذ وجد المستثمرون بعض فرص الشراء بعد موجة بيع في الجلسة الماضية وبعد أن توقعت وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب في العام المقبل رغم التباطؤ الاقتصادي.
وارتفع مزيج برنت 1.20 دولار إلى 108.46 دولار للبرميل أثناء تداولات أمس معوضا خسائر أمس الأول التي بلغت 1.36 دولار. وزاد الخام الأمريكي الخفيف 20 سنتا إلى 97.97 دولار للبرميل.
وفي وقت سابق أمس انخفضت الأسعار بعد أن أصدرت الوكالة تقرير سوق النفط الشهري الذي خفض توقعات نمو الطلب العالمي لعامي 2011 و2012.