ومن المتوقع أن يؤدي نقص في زيت الديزل في البرازيل نظرا لعجز طاقة التكرير عن ملاحقة الطلب الصناعي في البلاد إلى تعزيز وارداتها من الوقود من آسيا والشرق الأوسط خلال العامين القادمين. يأتي هذا في وقت زاد فيه الطلب المحلي في الصين والهند وهو ما يتوقع أن يؤدي إلى نقص المعروض من زيت الديزل في آسيا العام القادم. ولتلبية الطلب المحلي المتزايد تشتري بتروبراس نواتج التقطير الوسيطة من السوق الفورية وتبرم عقودا مع مصاف في آسيا والشرق الأوسط تغطي العام القادم بما في ذلك العقد الذي وقعته مع مؤسسة البترول الكويتية.
وقال المصدران المطلعان على الصفقة لـ "روتيرز" إن العقد يتضمن شراء 25 ألف طن من زيت الديزل الذي يحتوي على 500 جزء في المليون من الكبريت وذلك على أساس شهري اعتبارا من كانون الثاني (يناير) المقبل. وأضاف أن هناك أيضا عقدا قائما بين الشركتين لإمداد بتروبراس بمقدار 40 ألف طن من وقود الطائرات شهريا خلال فترة تمتد من منتصف 2011 إلى نهاية 2012.
وقالا إنه تحددت علاوة بواقع 1.70 دولار تقريبا لبرميل وقود الطائرات، وبما بين 2.80 و2.90 دولار للبرميل من زيت الغاز زيادة على أسعار الشرق الأوسط. وأمدت مؤسسة البترول الكويتية الشركة البرازيلية بالنفط الخام ومنتجاته في التسعينيات. وينظر إلى عقد وقود الطائرات بين البلدين هذا العام على أنه خطوة كبيرة لمؤسسة البترول الكويتية في أسواق أمريكا الجنوبية.
وهنا يشير المحلل النفطي الكويتي حجاج بوخضور في تصريح لـ "الاقتصادية" أمس، إلى أن توقيع مؤسسة الكويت للبترول مع بتروبراس يعتبر من أهم التغيرات في السياسة التجارية، وأن ذلك يأتي في سياق توجه الدول الكبرى في أوبك، مرجحا أن ينتج عن ذلك ارتفاع أسعار النفط في العام المقبل.
ويؤكد بوخضور أن السياسة التجارية النفطية بين دول العالم بدأت تتغير منذ مطلع العام الجاري وسيظهر هذا التغير في العام المقبل 2012، مضيفا أن الربيع العربي غيّر في الاستراتيجية التجارية في العالم.
واعتبر المحلل النفطي أن التغير في الاتجاه التجاري حول العالم يستهدف بشكل أو بآخر الضغط على الاقتصادات الصاعدة مثل الصين والهند للحد من صادراتها. وأشار إلى أن ذلك يتسبب في مزيد من التعقيدات على الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا "في وقت تمتع فيه الصين بنمو يصل إلى 8 في المائة.. وتعاني الدول الكبرى ركودا في الاقتصاد".
وذهب إلى حد التأكيد بأن التغير في التجارة النفطية يعد أداة صريحة لكبح النمو في الدول ذات الاقتصادات الصاعدة والتي تقودها الصين، مؤكدا أن دول العالم تضغط على الصين لحثها على "تغيير السياسات الخارجية تجاه إيران وسورية" اللذين يواجهان عقوبات اقتصادية من المجتمع الدولي.
وأصدرت مؤسسة تحليل أمن الطاقة وهي مؤسسة استشارية مقرها الولايات المتحدة توقعات تضمنت زيادة الطلب على الديزل في البرازيل عن المعروض بما بين 170 و175 ألف برميل يوميا في 2011 و2012 ارتفاعا من 95 ألف برميل يوميا في المتوسط خلال العام الماضي.