ووفقا لتقرير رسمي حديث صدر من وزارة التجارة الأمريكية، فإن السعودية تحتل رابع أكبر مصدر للطلاب الأجانب الذين يدرسون في المستوى الجامعي، مبينا أن عدد الطلاب السعوديين الذين يدرسون في المستوى الجامعي – وفقا لتقارير الحكومة السعودية - بلغ نحو 107 آلاف طالب خلال عام 2012 ـ 2013.
وعزا التقرير الأمريكي - حصلت "الاقتصادية" على نسخة منه - الزيادة الكبيرة في عدد الطلاب السعوديين إلى الولايات المتحدة خلال العقد الماضي، إلى برامج المنح الدراسية السخية التي تنفذها الحكومة السعودية، خاصة برنامج الملك عبد الله للمنح الدراسية.
وأوضح التقرير، أن الأرقام الواردة تعد الأعلى إذا ما تمت مقارنتها بالتي ذكرها تقرير معهد التعليم العالي، بيد أنها تبين في الوقت نفسه اتجاهات النمو في البعثات الدراسية السعودية إلى الولايات المتحدة، مثلما جاءت في الإحصائيات السعودية باعتبار الولايات المتحدة الأمريكية، رابع أكبر مصدر للطلاب السعوديين الذين يدرسون فيها.
وأشار التقرير إلى أن نحو 54 ألف طالب مسجلين في كليات الجامعات الأمريكية خلال العام الماضي، لافتا إلى أنه قد يوجد اختلاف في الأرقام بسبب عوامل مختلفة، منها أن 25 في المائة من الطلاب السعوديين يدرسون اللغة الإنجليزية المكثفة منذ بداية وصولهم، وبالتالي يكونون غير مسجلين في الكليات والجامعات الأمريكية بشكل رسمي، لأن هذا البرامج ليست تابعة لتلك الجامعات، وبالتالي لا يتم تسجيل بياناتهم.
وبتلك الأرقام الواردة في التقرير، فإن الولايات المتحدة تستضيف حاليا أكثر من 60 في المائة من جميع الطلاب السعوديين الذين يدرسون على الصعيد الدولي إذا تمت المقارنة ببريطانيا، وأستراليا، وكندا، ونيوزيلندا وهي من الدول التي تسجل أيضا أرقاما أعلى في مجال استقطاب الطلاب السعوديين.
وحول تصنيف الطلاب السعوديين الذين يدرسون ضمن البعثات الأمريكية في الكليات والجامعات، أشار التقرير إلى أن نحو نصف الطلاب السعوديين يلتحقون بالدراسات الجامعية و21 في المائة طلاب دراسات عليا و28 في المائة تخصصات أخرى مثل التدريب المكثف على تعليم اللغة الإنجليزية.
وبوجه عام، فإن 40 في المائة من الطلاب السعوديين المبتعثين إلى أمريكا يعكفون على دراسات علمية مثل الهندسة والعلوم والرياضيات وعلوم التقنية، بينما يدرس 24 في المائة اللغة الإنجليزية المكثفة.
وأشار التقرير إلى أنه منذ بدء برنامج الملك عبد الله للمنح الدراسية في عام 2005، الذي كان يهدف إلى إرسال 15000 طالب سعودي إلى الولايات المتحدة للدراسات العليا في مجالات الطب والعلوم الطبية المساعدة والصيدلة الهندسة وعلوم الحاسب الآلي، العلوم الأساسية، والقانون، المحاسبة والتجارة الإلكترونية، كانت ولاية كاليفورنيا من أكثر الولايات الأمريكية لجذب أكبر عدد ممكن من هؤلاء الطلاب في بداية تطبيق برنامج الابتعاث السعودي، تليها ولايات تكساس، أوهايو، وفلوريدا.
كما أن هناك بقية برامج دراسية سعودية أخرى جرت من خلال كيانات أخرى، مثل الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، شركة أرامكو السعودية، المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، الهيئة العامة للاستثمار وشركة العليان المالية والإدارية، كما أن حاليا يتم تنظيم ابتعاث الطلاب عن طريق وزارات مختلفة في الدولة وكذلك قطاعات وشركات حكومية أخرى.
وذكر تقرير وزارة التجارة الأمريكية، أن الحكومة السعودية تستثمر موارد كبيرة في البنية التحتية التعليمية المحلية، خاصة في مستوى ما بعد التعليم الثانوي، كما أن الحكومة خصصت نحو 25 في المائة من ميزانيتها لعام 2015 أي نحو 58 مليار دولار لقطاع التعليم، لافتا إلى أن هذا الأمر يشجع السعوديين على مواصلة الدراسة محليا.
وحول النمو المستقبلي للفرص التعليمية في الخارج، أكد التقرير أن التعليم يعد صاحب أولوية قصوى وهذا ما نلاحظه من خلال الإنفاق الحكومي على التعليم العام وبرامج المنح الدراسية الجامعية، حيث تتطلب المرحلة المقبلة لاتجاهات الاقتصاد السعودي الجديدة من خلال برنامج خطة الرؤية المستقبلية 2030 مع مخرجات ومتطلبات السوق وفتح التعليم للمرأة خاصة الجامعي، في ظل تحرك الدولة على عدم الاعتماد على النفط والاتجاه نحو التنوع الاقتصادي.
وتوقع التقرير، أن يرتفع عدد الطلاب الدارسين من 54 ألف طالب خلال عامي 2013 و2014 إلى 93.100 طالب خلال عامي 2017 و2018، أي بزيادة سنوية تقدر بنحو 15 في المائة خلال الفترة من 2015 إلى 2018.