فالأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- أمس الأول يمكن وصفها بالقرارات المكملة لرؤية المملكة 2030-وبإذن الله- سوف يكون لها دور كبير في تنفيذ الرؤية التي مازالت أصداؤها قائمة محلياً وعالمياً، فالملايين من السعوديون حين سَعِدُوا قبل إعلان الأوامر الملكية، فإنما لأنهم كانوا مترقبين أنها ستكون أوامر مكملة للرؤية الطموحة التي أعلن عنها قبل نحو أسبوعين.
وبكل تأكيد فقد كانت سعادتهم كبيرة بعد إعلان الأوامر الملكية التي استغرق إعلانها ما يقرب من الساعة، واحتوت على الهيكلة الجديدة للوزارات ولأسماء الوزراء المعينين ورؤساء الهيئات ومسؤولي الدولة الذين سوف يكون لهم دور كبير مع زملائهم ممن تم تثبيتهم في وزاراتهم وهيئاتهم في تحقيق الأهداف التي تضمنتها الخطة خلال الخمسة عشر عاماً القادمة.
القرارات الملكية التي استغرق إعلان قراءة صدورها ما يقارب ساعة كاملة، تؤكد أن العمل الجاد يجب أن يُتبَع بالتصميم، ليهيئ بالتالي لرسم الملامح الجديرة بالارتقاء بالدولة كياناً وأفراداً ومؤسسات لما هو ملائم من مراحل مقبلة تتماشى والتغيرات التي شهدها العالم على صعيد الشعوب والدول ومستقبلها وتكلفة بنائها، لتكون أدوارنا منتجة وذات جهد، وذلك للرقي بما ينبغي الوصول إليه من تقدم في جميع المجالات.
أدرك أن كل الأوامر الملكية الكريمة التي أعلنت أمس الأول، أخذت وقتاً مستفيضاً من الدراسة في بنائها وصناعتها حتى لحظة الوصول إلى اتخاذها، وبناء على ذلك خرجت للشعب بشكلها القوي حين احتوى مضمونها الهيكلة المناسبة لمفاصل الدولة، من وزارات وهيئات، ومن تعيين للرجل المناسب في مكانه المناسب، وكل بما يتناسب مع مقدرته وقدراته، وليبقى عليه إظهار كفاءته بما يتناسب مع حجم الثقة التي أولاها الملك سلمان –حفظه الله- لكل منهم.
الجميع يعي بأن يترك من أعلنت أسماؤهم في التعيينات الجديدة ذكراً طيباً خلال تواجدهم في أماكن مسؤولياتهم ومن خلال المناصب القيادية التي تبوأوها، وسوف يكون تقييمهم بما يصدر منهم من إنتاج وأداء رفيع وجهد كبير، وسوف يتحقق ذلك بعد أن يقدموا كل ما يستطيعون أن يقدموه لوطنهم وقادتهم ومواطنيهم، وليظهروا جدارتهم بأنهم أهل للمسؤولية، وقبل كل ذلك أنهم جديرون بالثقة التي منحت لهم من قائدنا الحازم.. قائد هذه الأمة الإسلامية.