مقارنة بين التحليل الاساسي و التحليل الفني

لقد سال البعض عن كيفية الربط بين التحليل للأساسي والتحليل الفني ؟ وكيف نستفيد ‏من كلا الاتجاهين .‏
وكذلك قرأت لأحد الأخوان انتقاد للتحليل الأساسي ومن ألف أو كتب عن التحليل الأساسي !!‏ وفي هذا الموضوع سيتم توضيح ين الانتقادات التي يوجهها كل جانب من أنصار التحليل الأساسي وأنصار التحليل الفني من اجل ‏إن يستفيد الجميع من وجهات النظر.‏

فلا يكفيني إن انتقد اتجاه معين إن لم استطع إن أوضح الأمور الايجابية للاتجاه الأخر فالانتقاد السلبي سهل جدا ‏ولكن الانتقاد الايجابي يصعب على الكثير استخدامه .

فمن السهل إن نقول إن الكتاب المثالي على سبيل المثال ‏غير صالح للقراءة ولكن أعطاء المبررات لعدم صلاحيته يحتاج الكثير من الجهد للتبرير وقد تكون هذه ‏المبررات غير كافيه أو هي مجرد نقل رأي أو وجهة نظر قراءتها أو سمعتها من الآخرين ولم تقم بممارسة هذا ‏الأمر بنفسك.‏
إنا هنا لا أدعو لترك التحليل الأساسي والاتجاه إلى التحليل الفني وإنما أؤكد على نقطة مهمة جدا وهي إذا كنت ‏تستعمل طريقة معينه معتمدا على التحليل الأساسي أو الفني وهذه الطريقة ناجحة معك فلا تغيرها ولا تجرب ‏غيرها مطلقا فأنت تمشي على الطريق الصحيح ! ‏
إما إذا كانت الطريقة التي تستعملها سواء على التحليل الأساسي أو الفني فاشلة وسببت لك الخسائر فهنا عليك إن ‏تراجع وضعك وتبحث عن الطريقة المناسبة لقدراتك وإمكانياتك من اجل الخروج من دائرة الخسائر إلى دائرة ‏الإرباح بأذن الله تعالى

إنا شخصيا استعمل التحليل الأساسي باختيار الشركات وبعد اختياري للشركات المناسبة أقوم باستعمال وسائل ‏التحليل الفني لمعرفة حركة السهم ومراقبة سلوكه.‏

وبهذه الطريقة كان وضعي في السوق ممتاز والحمد لله ولم أتعرض خلال مدة ممارسة هذه الطريقة التي امتدت ‏إلى سنوات إلى خسائر تذكر (وان حدثت وبسبب استعمالي أسلوب تنويع المحفظة وهو من أساليب التحليل ‏الأساسي فان بعض القطاعات توازن الانخفاض بارتفاعها)‏.

التحليل الأساسي يعتمد على الأمور التالية‏

الظروف الاقتصادية
ظروف الصناعة
ظروف الشركة

وذلك من اجل تحديد سعر السهم الحقيقي الذي ينبغي إن يباع به السهم ولقد سبق شرح هذه الأمور في مواضيع ‏أخرى في هذا المنتدى.‏

إما التحليل الفني ‏

فهو لا يعني بتحديد السعر الحقيقي للسهم فهو لا يهتم بتجميع أو تحليل أي بيانات أو معلومات متاحة (مثل ‏الأخبار الاقتصادية وغيرها ) ذلك لأنه ينصرف في الأساس إلى تتبع حركة الأسعار في الماضي على أمل ‏اكتشاف نمط لتلك الحركة يمكن منه تحديد التوقيت السليم للقرار الاستثماري فحركة الأسعار في الماضي تعد ‏مؤشرا يعتمد عليه في التنبؤ بحركتها في المستقبل.‏

الفروض التي يقوم عليها التحليل الفني :-‏

‏1- إن سعر السهم بالسوق تتحدد على أساس قوى الطلب والعرض.‏
‏2- إن العرض والطلب تحكمه عوامل متعددة بعضها رشيد والبعض الأخر غير رشيد . ومن بين تلك العوامل ما ‏يدخل في نطاق اهتمام التحليل الأساسي ومن بينها ما يبتعد عن هذا النطاق مثل مزاج المستثمرين والتخمين وما ‏شابة ذلك.‏
‏3- يعطي السوق وزنا لكل متغير من المتغيرات التي تحكم العرض والطلب.‏
‏4- انه باستثناء التقلبات الطفيفة التي تحدث للأسعار من وقت لأخر فان أسعار الأسهم تميل إلى التحرك في اتجاه ‏معين وتستمر على 1لك لفترة طويلة من الزمن.‏
‏5- إن التغير في اتجاه أسعار الأسهم يرجع في الأساس إلى تغير العلاقة بين العرض والطلب وان التغير في تلك ‏العلاقة مهما كانت أسبابه يمكن الوقوف عليه –طال الزمن أو قصر- من خلال دراسة ما يجري داخل السوق ‏نفسه.‏

هذا هو الأساس الذي يقوم عليه التحليل الفني وكما يبدو فانه يبتعد كثيرا عن الفكر الذي يقوم عليه التحليل ‏الأساسي. كما انه لا يعترف بمفهوم كفاءة السوق الذي هو الدعامة الأساسية التي ترتكز عليها أسواق راس المال ‏‏.‏
ومع هذا فانه لا يمكن لأحد أن ينكر بعض الأساسيات فسعر السهم شأنه في ذلك شأن سعر أي سلعة أخرى يتحدد ‏نتيجة تفاعل قوى العرض والطلب .‏
الاعتراض الأساسي على فلسفة التحليل الفني تبدأ من الفقرة الرابعة المذكورة أعلاه التي تتعلق في حقيقة الأمر ‏بمدى سرعة استجابة أسعار الأسهم لما يطرأ على قوى العرض والطلب من تغيير فالاعتقاد في أن اتجاه معين ‏في الأسعار يستمر لفترة طويلة من الزمن يقوم على افتراض أن المعلومات الجديدة التي من شانها أن تحدث ‏تغيرا في العلاقة بين العرض والطلب لا يستجيب لها السوق بسرعة بل عبر فترة زمنية طويلة إما السبب فقد ‏يرجع إلى وجود فئة من المستثمرين يحصلون على المعلومات بسرعة ويجرون عليها التحليل ويتخذون على ‏أساسها القرارات الاستثمارية وذلك قبل غيرهم من المستثمرين.‏

معنى هذا أن أسعار السوق تبدأ في التغير استجابة لتصرفات هؤلاء المستثمرين أخذه طريقها لبلوغ نقطة توازن ‏جديدة بين العرض والطلب إما الوصول إلى تلك النقطة الجديدة فلا يحدث إلا بعد أن تصل المعلومات لباقي ‏المستثمرين.‏

‏ وهو ما يتم تدريجيا ويستغرق بعض الوقت فالمعلومات تتسرب أولا من مدراء الشركات وكبار العاملين فيها إلى ‏المحللين من أصحاب النفوذ ثم تأخذ طريقها فيما بعد إلى المستثمرين العاديين وعندما يبدأ وصول معلومات ‏جديدة إلى السوق وتحمل معها أنباء من شانها أن تؤدي إلى تغيير في سعر التوازن بالانخفاض أو الارتفاع عما ‏كان عليه من قبل .‏

وأنصار التحليل الفني يعترفون بان أسعار الأسهم تستجيب للمعلومات الجديدة التي تحدث تغييرا في قوى ‏العرض والطلب ولكنهم يقولون بان هذا التغيير في العلاقة بين العرض والطلب يمكن الوقوف عليه من خلال ما ‏يجري في السوق نفسه أي من خلال حركة الأسعار فيه دون الحاجة إلى المجهود الذي يبذل في تحليل كم هائل ‏من بيانات ومعلومات الاقتصاد والصناعة والشركة .‏

فهذه المعلومات لن تضيف شيئا ما سوى ما تسبب فيه من أرباك فالمحلل الفني ليس بحاجة سوى لمعلومات عن ‏أسعار وحجم الصفقات إضافة إلى أداة يمكن من خلالها اكتشاف بداية التحول من سعر التوازن الحالي إلى سعر ‏التوازن الجديد دون أن يشغل نفسه بمعرفة أسباب التحول.‏

وكما يبدو فان التحليل على هذا النحو يسهم في توقيت اتخاذ القرار الاستثماري الملائم . فلو أن سعر التوازن في ‏طريقه للتحول إلى سعر توازن جديد اقل مع بداية ورود معلومات جديدة حينئذ يكون التوقيت ملائم لاتخاذ ‏قرارات البيع والعكس صحيح .‏

بينما التحليل الأساسي نادرا ما يعطي قرارا قاطعا بشان توقيت قرار الشراء .
إما عن مزايا وعيوب التحليل الفني

يتسم التحليل الفني بعدد من المزايا التي خلقت له أتباعا ومؤيدين وفي مقدمة هذه المزايا السهولة والسرعة.‏
فبمجرد تحديد الوسيلة أو القاعدة الفنية التي سيعتمد عليها المحلل في التنبؤ بالأسعار يصبح تطبيقها آليا وعلى أي ‏عدد من الأسهم.‏

كل ذلك دون حاجة إلى تجميع وتحليل الكم الهائل من المعلومات التي يحتاجها التحليل الأساسي والتي تتطلب وقتا ‏وجهدا وفيرا .‏

إما الميزة الثانية فهي أن أساليب التحليل الفني يسهل تعلمها وتطبيقها بواسطة أي مستثمر مهما كان مستوى ثقافته ‏وهي ميزة لا يتيحها التحليل الأساسي.‏

يضاف إلى ذلك ميزة ثالثة هي أن المعلومات التي يحتاجها المحلل عن الأسعار والصفقات تتاح يوميا بانتظام من ‏خلال التقارير التي تظهر في شبكة الانترنت والصحف المتخصصة وبالطبع الوضع يختلف كثيرا بالنسبة للتحليل ‏الأساسي لان التقارير المالية التي يقوم عليها التحليل الأساسي تغطي فترة ماضية كما انه يصعب الاعتماد علي ‏محتوياتها في خال تلاعب الإدارة بصورة متعمدة في الأرقام .‏

ولكن رغم هذه المزايا للتحليل الفني فانه لا يخلو من العيوب ‏

فان أنصار التحليل الفني يعترفون بان المحلل الأساسي الذي تتوافر له المعلومات والقدرة التحليلية يمكن أن يصل ‏إلى نتائج أفضل من المحلل الفني ولعل أهم أسباب ذلك أن المحلل الأساسي يتنبأ بالإحداث المستقبلية ويخرج منها ‏بالقرار المناسب في الوقت المناسب .‏

إما المحلل الفني فان عليه أن ينتظر حتى تقع الإحداث ويرى بعينه التحول في حركة الأسعار ثم يتخذ القرار ‏يضاف إلى ذلك ما أثبته الواقع أن المستثمر الذي يتبع أسلوب التحليل الفني يندر أن يحقق عائد غير عادي على ‏استثماراته.‏

والانتقاد الأخير للتحليل الفني بان هؤلاء المخللين الفنيين يخلقون بأنفسهم التوقعات التي يعتقدون في إمكانية ‏حدوثها . فلو أن مئات المحللين الفنيين استخدموا نفس الأسلوب وذات البيانات فإنهم يتوصلون إلى نفس القرار ‏ولو أن هذا القرار كان شراء أسهم شركة معينه بسبب توقعهم ارتفاع سعره في المستقبل .‏
فماذا ستكون النتيجة ؟ بطبيعة الحال ارتفاع سعر هذا السهم بسبب أن هؤلاء المحللين سوف يندفعون لشراء هذا ‏السهم مما ينجم عنه ارتفاع السهم وهذا أمر طبيعي .‏

بعبارة أخرى أن الارتفاع في السعر أحدثه في الأساس سلوك اؤلئك الذين يؤمنون ويستخدمون التحليل الفني ‏وليس شيء أخر .

Top