ما التحليل الفني (التقني) Technical Analysis

ماذا لو قام أحد كبار المحللين الماليين بالتصريح بأن مؤشر السوق السعودية سوف يرتفع بعد أي  إجازة للعيد. قد يكون في ذلك التصريح مجازفة ولكن أنت كمستثمر في هذه السوق هل ستلقي بالاً لهذا التصريح؟
وهل ستقوم بالشراء بناءً على هذا البيان؟
نعتقد أن الإجابات عن التساؤلات السابقة ستكون مبهمة بعض الشيء. ولكن لو كان التصريح الأول بهذا الشكل خلال السنوات الخمس الأخيرة من عام 2003 عادةً ما يرتفع مؤشر السوق السعودية بعد إجازات الأعياد وعلى سبيل المثال فإن مسببات الارتفاع كما يلي:
1- إن كبار المستثمرين يستغلون فترة ما قبل العيد إما للبحث عن فرص بديلة في أسواق أخرى أو للاستفادة من الفوائد المتحصلة على النقد خلال الفترة.
2- الحالة النفسية للمستثمر عادة ما تكون أكثر استقراراً وإيجابية بعد الإجازات.
3- قيام صغار المستثمرين بالبيع قبل الإجازة تحسباً لتغطية مصاريف قد تستجد خلال هذه الفترة لسفر أو خلافه.


نعتقد أن الإجابة على التساؤلين في بداية المقال ستكون أكثر وضوحاً وموضوعية في ذهن المتلقي بعد معرفته للمعطيات الإضافية الجديدة عن الواقع التاريخي لأداء المؤشر، وبعد تقييمه الشخصي لمسببات الظاهرة. لقد وقع اختيارنا على المثال السابق على الرغم من عدم تطابقه مع واقع سوقنا السعودية، لوجود بديهيات العملية التحليلية في طياته بغض النظر عن مسماها.

 فهنالك عملية تنبؤ بالأسعار المستقبلية مبنية على رصد حركة الأسعار السابقة مع ربطها بطريقة أو بأخرى بالتعاليل المنطقية المناسبة، بسبب توافر الكثير من النقاط المشتركة بين كل ما تقدم وعملية التحليل الفني فضلنا أن تكون هذه مقدمة بسيطة لموضوع نجزم بأنه على قدر كبير من الأهمية لما يضيفه من الثقة للقرار الاستثماري، ذلك هو موضوع التحليل الفني (التقني) فما التحليل الفني؟ وما ميزاته؟ وما عيوبه؟ وما هي المؤشرات التقنية وكيف نقرأها؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في ثنايا مقالنا هذا.
ما هو التحليل الفني؟
هو عملية اختبار ودراسة حركة السعر السابقة للتنبؤ بحركة السعر المستقبلية سواء كان ذلك سعر سهم أو مؤشر أو حتى سلعة متداولة. بعبارة أخرى التحليل التقني هو الطريقة المستخدمة لمعرفة قيمة ورقه مالية عن طريق دراسة إحصاءات حركة تداول هذه الورقة.


وهذه الطريقة في التحليل ترتكز على ثلاث فرضيات أساسية مستخلصة من فرضية الداو Dow Theory الشهيرة وهذه الفرضيات هي:
1- أن الأسعار تخصم أو تتأثر تلقائياً بكل خبر أو معلومة مهما كان حجمها أو نوعها.
2- أن الأسعار غالباً لا تتحرك بصورة عشوائية.
3- الأهمية القصوى لمدخلين فقط ألا وهما الأسعار الحالية والأسعار السابقة، فهي لا تفسر بأي شكل من الأشكال أسباب حدوث التغيير بل ترصده فقط بمعنى "تفسير فقط ما حدث وليس لماذا حدث ذلك.  مميزات التحليل التقني  1- القيادية: حيث إن كامل التركيز على محاولة التنبؤ بالأسعار المستقبلية عن طريق رصد التحركات السابقة للسعر، سواء كانت هذه التحركات بسبب عمليات تجميع أو تصريف أو ما إلى ذلك.
2- السهولة: تعتبر هذه الطريقة في التحليل أقل تعقيداً مقارنة بالأنواع الأخرى من التحليل حيث إن المدخلات محدودة العرض، الطلب + ردة فعل السعر.
3- التوقيت: يرى الكثير من المحللين أن هذه الطريقة لا تساعد كثيراً في اختيار السلعة المستهدفة للمضاربة حيث إن التحليل الأساسي لأداء الشركة والقطاع أفضل للاختيار، ولكن يوجد شبه إجماع على أن التحليل التقني يدل على الوقت المناسب للقيام بالعملية الاستثمارية وقت + نقطة الدخول.  عيوب التحليل التقني  1- تتأثر كثيراً بالتقييم أو المنظور الشخصي لمن يقوم بعملية التحليل، فالانطباعات المسبقة عن الحالة قد تعطي قراءات خاطئة.
2- بوجود عامل التنبؤ قد تختلف قراءات الأشخاص المتخصصين بالتحليل التقني للمنحنى نفسه على الرغم من وجود قواعد عامة والأسباب كثيرة.
3- في بعض الحالات يكون التحليل التقني متأخرا قليلاً في اختيار التوقيت، فمثلاً بوجود أخبار مهمة أو أرباح قد يتأخر المحلل في اتخاذ القرار حتى يجد أو يرى تأكيدات تبرر القيام بذلك.
4- بالنسبة لتحليل الأسواق الناشئة عموماً لا يعتبر التحليل الفني الوسيلة الأفضل لاتخاذ القرار، وذلك لقلة البيانات التاريخية نسبياً، بالإضافة إلى قلة المتابعين والمتخصصين بهذا النوع من التحليل حيث إن زيادة معرفة العامة بهذا النوع من التحليل يزيد من أهميته وإمكانية تطبيقه.  المؤشرات التقنية  هي نتاج أو محصلة مجموعة من المدخلات التاريخية المتعلقة بتداول ورقة مالية بعد ربطها بآلية استخدام أو معادلة معينة، بمعنى أننا نقوم بالتعامل مع دليل إرشادي يقوم بقراءة المدخلات ولإنتاج نتيجة مطلقة واحدة مثلا: إن انخفاض مؤشر Rsi عن 30 في المائة قد يعطي دلالة على مستوى مناسباً للدخول. وتقتصر وظيفة المؤشر التقني على: التنبيه أو التأكيد أو التنبؤ.  تصنيف المؤشرات التقنية:  ليس هنالك اتفاق على طريقة واحدة لتصنيف المؤشرات ولكننا فضلنا استخدام هذه الطريقة لتشابه المخرجات الناتجة عنها وهي:


 1- المؤشرات التي تعتمد على قياس العزم Momentum كأساس، ومن الأمثلة الشهيرة عليها: Relative strength index RSI ،Rate of Change ROC ، Ultimate Oscillator ULT ، Williams WM%R.
2- المؤشرات التي تعتمد على قياس الاتجاه Trend كأساس، ومن الأمثلة الشهيرة عنها: Price Oscillator PPO ، Moving Averages MA ، Average True range ATR ، والـ MACD.
3- المؤشرات التي تعتمد على حجم التنفيذ Volume كأساس، ومن الأمثلة الشهيرة عليها: Volume Oscillator PVO ، On balance VolumeOBV ، Money Flow Index ، Accumulation Distribution” AD ، والـ CMF
الجدير بالذكر بخصوص التصنيف السابق أنه من الأخطاء الشائعة استخدام أكثر من مؤشر من التصنيف نفسه لاختبار القرار الاستثماري، حيث إن المخرجات سوف تكون متشابهة إلى حد ما.  أهم القراءات التي تم رصدها لحركة المنحني:  1- نقاط الدعم والمقاومة Support & Resistance.
أ- نقاط الدعمSupport:
هي النقاط التي يكون فيها الطلب قوياً بما يكفي مقارنة بالعرض لمنع الورقة المالية من الانخفاض أكثر وتزداد قوة هذه النقاط كلما تكرر ارتداد السعر عنها وزاد حجم التنفيذ عندها.
ب‌- نقاط المقاومة Resistance
هي النقاط التي يكون فيها العرض قوياً بما يكفي مقارنة بالطلب لمنع الورقة المالية من الارتفاع أكثر.
2- الفجوات Gaps:
وهي تغير كبير في مستويات السعر ما بين إغلاق يوم ما وافتتاح اليوم الذي يليه سواء كان هذا التغير هبوطا أو ارتفاعا.
3- حركات المنحنى الانعكاسية " الارتدادية ":
وهي تمثل عادة تكرار تسجيل المنحنى لأسعار سابقة بشكل معين ولكن بعكس الاتجاه السابق والأمثلة عنها كثيرة مثل:
الرأس والأكتاف Head and Shoulders، والقمتان Double Top، الثلاث قمم "Triple Top، والقاعان Double Bottom.
4- حركات المنحنى ذات طابع الاستمرارية:
وهي تمثل نقاطا يكون فيها تضارب بين قوى العرض والطلب لفترة ما، بعدها يتحدد الاتجاه أكثر وضوحاً وعادة ما تكون إما فترات تجميع أو فترات تصريف. ومن الأمثلة عليها: العلم Flag، القناة السعرية Price channel، الكوب والعروة Cup with handle، المستطيل Rectangle، المثلث المتطابق Symmetrical Triangle. 

Top