محمد البيشي من الرياضوقعت شركة "سيسكو سيستمز" العالمية اتفاقية مع هيئة الطيران المدني السعودي تتولى بموجبه تنفيذ بنية تقنية متطورة في المطارات الدولية (مطار الملك خالد ومطار الملك عبد العزيز ومطار الملك فهد)، بهدف رفع مستوى الخدمات المقدمة في تلك المطارات ومستوى تنافسيتها. وكشف لـ "الاقتصادية" ويم إلفرك نائب الرئيس ورئيس الأسواق الناشئة في شركة "سيسكو سيستمز" العالمية، عن أن الشركة وقعت أخيراً اتفاقية مع هيئة الطيران المدني السعودي لإعادة تأهيل البنية التقنية إلى المطارات السعودية، وأن العمل بدأ فعلاً في ثلاثة مطارات دولية داخل المملكة. في مايلي مزيد من التفاصيل: كشف لـ''الاقتصادية'' ويم إلفرك، نائب الرئيس ورئيس الأسواق الناشئة في شركة ''سيسكو سيستمز العالمية'' عن أن الشركة وقعت أخيرا اتفاقية مع هيئة الطيران المدني السعودي لإعادة تأهيل البنية التقنية للمطارات السعودية، وأن العمل بدأ فعلا في ثلاثة مطارات دولية داخل المملكة؛ بغية تعزيز تنافسية الاقتصاد السعودي وفق فلسفة جديدة اعتمدتها ''سيسكو سيستمز'' تؤكد أن المطارات باتت اليوم المحرك غير التقليدي للاقتصادات الصاعدة، رافضا الكشف عن قيمة العقد. وأوضح إلفرك، أن لدى ''سيسكو'' اليوم مشروعا لتطوير خدمات المطارات الدولية في المملكة من خلال إعادة تأهيل البنية التقنية لتلك المطارات لتنتهي في نهاية المقام كمدن تقدم كامل الخدمات للمسافرين أو العابرين، مشيرا إلى أن المطارات الدولية اليوم لم تعد مجرد محطة ينتقل فيها الناس من مكان إلى آخر، وقال ''أثبتت تجارب دولية متعددة أن المطارات يمكن أن تكون نقطة جذب وتعزيز لتنافسية أي مدينة اقتصاديا''. وبيّن نائب رئيس شركة سيسكو سيستمز، أن هذا المفهوم الجديد لا يتعلق فقط بتطوير البنيات التقنية لعمليات شحن البضائع كما حدث في مطار ''ممفيس'' والذي أحدث طفرة وظائف وخلق قيمة إضافية للمدينة، بل يتجاوز ذلك إلى تعميم الخدمات من خلال فتح الشركات المحلية والعالمية لفروع لها داخل المطارات، في حال توافرت الخدمات المتطورة. وأضاف ''على سبيل المثال أمستردام في هولندا نجحت في استقطاب نحو 200 شركة جديدة في العام الماضي، وتم إضافة 29 مليار دولار للناتج المحلي، بعد أن تم تنفيذ حزمة من خدمات البنية التقنية المتطورة والمتكاملة في مطار أمستردام؛ فالهدف هو إرساء بنية تحتية للخدمات تكون ذات صبغة تنافسية''. ونوه إلفرك بأن تعزيز الشبكات التقنية والخدمات المترابطة يبدأ في المطار، ومن ثم ينتقل تدريجيا إلى المدينة التي تحتوي المطار، ومن ثم بقية أرجاء المدينة، متوقعا أن تبلغ المطارات التي تقدم مفهوم ''الخدمات المتكاملة'' في نهاية المطاف نحو 25 مطارا في العالم، والتي منها مطار لندن ومطار فرانكفورت وأمستردام وسنغافورة وهونج كونك ودبي والدوحة.وزاد: ''الأمر لا يتعلق بتأهيل المطارات فقط، بل يتعلق بتأسيس محركات اقتصادية جديدة غير تلك التقليدية، والتي تتوسع وتمتد لتشمل كل خدمات المدينة، و''سيسكو'' تسعى للقيام بالمهمة التقنية في هذا الجانب، والتي يمكن من خلالها الاستفادة من التكنولوجيا في تحقيق تلك الأهداف''. وبيّن أن المملكة وصلت في مرحلة التنافسية إلى مراكز جيدة مقارنة بدول المنطقة والعالم، و''سيسكو'' تسعى إلى تعزيز تنافسية المملكة في كل المؤسسات، ومنها التعليم والجامعات وتطبيق البرامج والتطبيقات التي تخدم هذا التوجه، مشيرا إلى أن هذا ما نجحت ''سيسكو'' في العمل عليه في فترة سابقة، وتسعى لتعزيزه حاليا في المطارات السعودية. وأكد إلفرك، أن مفهوم التنافسية اليوم، وخصوصا بعد الأزمة العالمية انتقل من ''تنافسية الدول'' إلى تنافسية المدن، موضحا أن مدنا مثل الرياض وجدة والدمام مؤهلة لأن تخوض سباقا في هذا الشأن مع مدن أخرى في المنطقة والعالم. وأشار إلى أنه ليس دقيقا أن الاعتماد على التكنولوجيا والتقنية يقلل من الفرص الوظيفية المتاحة، بل على العكس التقنيات الحديثة وتطور الأعمال تنتج فرص عمل أوسع؛ إذ إن الإبداع هو محفز لبدء الأنشطة والأعمال، ولنا في مطار دبي خير مثال والذي انتهج هذا المفهوم فخلق لهم الآلاف من فرص العمل، ولنا أن نعرف أن بعض المطارات لديها اليوم مستشفيات وبرامج رعاية طبية في المطارات. وحول تقييمه لمدى اعتماد المملكة على التقنية، بين إلفرك، أن السعودية قطعت شوطا جيدا في ذلك، إلا أنها لا تزال لم تبلغ المرحلة المتقدمة، وهي في وضع متوسط، وقال إن المملكة تنفق نسبة معقولة من ناتجها المحلي على التطوير التقني، حيث لديهم اليوم مشاريع مشتركة مع قطاعات مهمة ومختلفة في السعودية، منها القطاعان التعليمي والصحي وقطاعات أخرى كالداخلية والمطارات. وحول دور ''سيسكو'' في السعودية والعالم أوضح إلفرك، أن ''سيسكو'' أحد أهم الشركات العالمية في قطاع الشبكات ويبلغ عمرها عالميا نحو 25 عاما، أما في المملكة فقد تخطت حاجز السنوات العشر، وتعمل ''سيسكو'' على دعم أنشطة المسؤولية الاجتماعية في المملكة من خلال العديد من المبادرات، وهي تشارك بفاعلية في هذا الجانب عبر برامجها المتخصصة؛ بهدف تعزيز موقعها وسمعتها داخل المجتمع، كما أننا نركز بشكل خاص على تنمية رأس المال البشري وقال: ''بدأت ''سيسكو'' العمل بدعم البرامج الاجتماعية منذ ما يقارب عشر سنوات على المستوى العالمي، ويبلغ عدد الأكاديميات 11 ألف أكاديمية حول العالم، وفي السعودية وحدها توجد 90 أكاديمية، وتخرج في أكاديميات ''سيسكو'' مليونا خريج، منهم تسعة آلاف خريج في السعودية، كما نسعى لزيادة عدد الأكاديميات في خلال الفترة المقبلة في المملكة''. وتعمل ''سيسكو'' على تطوير مشروع التعليم الإلكتروني، وقد أطلقت الشركة مبادرة ''الجامعة الشبكية'' في المملكة بهدف تزويد أوائل الطلاب بالمهارات اللازمة لتأهيلهم للعمل في مجال تقنية المعلومات والشبكات وحقول الهندسة وعلوم الكمبيوتر في القطاعين العام والخاص، على حد سواء. وأوضح أن هذا المشروع انطلق في أواخر عام 2007، وتعمل الجامعة الشبكية على تأهيل الكفاءات في المملكة، مؤكدة بذلك التزامها بتنمية المهارات التقنية المحلية من خلال المبادرات التعليمية، وعملت الشركة بالتعاون مع جامعة الأمير سلطان على تفعيل وتطوير فكرة استقطاب أفضل الخريجين من الجامعات السعودية من جميع المجالات وإخضاعهم لدورة تدريبية تمتد لمدة عام، بهدف تخريج قادة أكاديميين تقنيين مختصين قادرين على تدريب وتخريج كوادر تقنية مؤهلة.