“أمريكانا” أيقونة كويتية تحمل علامة تجارية عالمية
بعد أشهر من المباحثات والمفاوضات تم التوصل أخيرا الى اتفاق نهائي لبيع حصة “مجموعة الخير” في شركة “أمريكانا” البالغة 69% الى شركة “أدبتيو” الاماراتية التي تضم مجموعة من المستثمرين العرب بقيادة محمد العبار.
وستقوم “أدبتيو” بموجب الاتفاق بتقديم عرض إلزامي على كامل ملكية الشركة طبقا لقوانين هيئة أسواق المال.
وكانت قناةً CNBC عربية قد كشفت يوم الجمعة الماضي عن الاتفاق على سعر 2.65 دينار كويتي للسهم مع اضافة توزيعات عام ٢٠١٥ التي بلغت ١٠٠ فلس وتوزيع قيمة اسهم مملوكة للشركة لتصل القيمة الإجمالية تقريبا 2.850 دينار كويتي.
وقد بلغت قيمة الصفقة نحو 3.6 مليار دولار أمريكي وهي تعد من اهم وأكبر الصفقات التي شهدتها الاسواق الخليجية خصوصا ي ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
والجدير بالذكر أن أكبر صفقة على الإطلاق شهدها السوق الكويتي وربما أسواق الخليج كافة كانت صفقة بيع “زين افريقيا” الى شركة “بهارتي” الهندية عام 2009 والتي بلغت قيمتها نحو 10.7 مليارات دولار.
وتاتي صفقة “أمريكانا” التابعة لمجموعة الخرافي في المركز الثالث بعد صفقة بيع “الوطنية للاتصالات” الى شركة “الاتصالات القطرية” عام ٢٠٠٧ والتي بلغت قيمتها نحو 3.78 مليارات دولار بارتفاع طفيف عن صفقة “أمريكانا” مع الأخذ في الاعتبار فارق الظروف الاقتصادية بين عامي 2007 و 2016.
وتاتي صفقة “أمريكانا” في وقت يشهد فيه السوق الكويتي ركودا كبيرا مستمر منذ الأزمة المالية العالمية في عام ٢٠٠٨ حيث لم يلق القطاع الخاص الكويتي أي دعم من الحكومة بأي شكل من الأشكال أسوة بدول اخرى مما اضطر شركات كثيرة التخارج من أصولها لمواجهة تداعيات الأزمة.
وتعد الصفقة محفزا كبيرا للسوق الكويتي حيث سيكون لها انعكاسات إيجابية خصوصا على القطاع المصرفي المستفيد الأكبر منها كما على شركات “مجموعة الخرافي” التي تلعب دورا محوريا في الاقتصاد الكويتي.
وعلى الرغم من أهمية الصفقة الا ان هناك من يرى أن بيع شركة تشغيلية بحجم “أمريكانا” والتي اسسها المرحوم ناصر الخرافي وجعل منها أيقونة كويتية ذات علامة تجارية عالمية ترفع علم الكويت حول العالم واستطاعت ان تحقق أرباحا مستمرة حتى خلال سنوات الأزمة الاقتصادية، تعد خسارة للكويت التي تفقد قيمة كبيرة لا يوجد مثيلها في العالم العربي.