الشركات ملزمة بحماية المساهمين من المخاطر والأضرار ال

- كريستينا بورتز - 24/11/1428هـ
أليسون سلاتر، المدير الاستراتيجي لمبادرة الإبلاغ العالمي، يتحدث عن كيف يعمل الكشف عن الانبعاثات الضارة على مساعدة الشركات.


إن الإبلاغ عن انبعاثات الكربون يُعتبر مشروعاً مجدياً، حيث يعمل على الكشف بصورة علنية عن المسؤوليات القانونية والمخاطر الكامنة التي تواجه عملك، وهو اختياري. إذن لماذا ينبغي القيام به؟ قمنا باستكشاف هذه المسألة ذلك مع أليسون سلاتر، وهو المدير الاستراتيجي في مبادرة الإبلاغ العالمي، وهي منظمة مقرها في أمستردام، عملت على تطوير الإطار الأوسع استخداماً لمبادئ الإبلاغ، وتوجيهات ومعايير الكشف عن الأداء البيئي، والاجتماعي، والاقتصادي.

لماذا ينبغي على النشاطات العملية أن تهتم بالإبلاغ الاختياري عن انبعاثات الكربون؟

من واجبات الثقة أن يتم طرح السؤال التالي على أية شركة؛ هل هذا الأمر مهم بالنسبة للمساهمين لدينا؟ أصبح اليوم من الصعب جداً بالنسبة لأية شركة أن تقول إن انبعاث الغازات الضارة ليس من الشؤون التي تهم المساهمين.

إذا كنت مزوداً لمتاجر وول مارت، فإن عليك أن تجيب على السؤال بالإيجاب. وإذا كنت تعمل في أعمال النفط والغاز، فعليك أن تردّ بالإيجاب. وإذا كنت شركة تبحث عن مدخل جيد للأسواق الرأسمالية، حيث تأخذ المزيد والمزيد من الشركات الاستثمارية الآن بعين الاعتبار تأثير التغير المناخي كجزء من ملف المخاطر للشركة، فعليك أن تردّ بالإيجاب.
بغض النظر عن قطاع العمل الذي تعمل فيه، فإن الكشف متوقع بصورة متزايدة، والفشل في الكشف يمكن أن يعرضك لأذى استراتيجي.
كيف تعمل عملية الإبلاغ على مساعدة الشركة في معالجة المخاطر المتعلقة بالمناخ؟

سرعان ما تلاحظ الشركة أن الإبلاغ لا يمكن أن يحدث من دون تطوير استراتيجي. فبينما تبدأ الشركات بعملية جمع التقرير: التحدث إلى المساهمين، وفحص جوهر النشاط العملي، عليها أن تتكاتف وتسأل، ما هي استراتيجياتنا المتعلقة بالتغير المناخي على أية حال؟ ما هو أسلوبنا بتدبر تلك المخاطرة؟
إن نظام تصنيف أي النشاطات التي يمكن أن تكون مادة للإبلاغ عنها وإلى أي عمق، وما هي البيانات التي ستُستخدم لتوثيق التقدم، يجبر الشركات على تكوين الاستراتيجيات. أما بالنسبة للشركات التي ارتبطت بالتغير المناخي، وبحاجة إلى اللحاق بالمنافسين الذين يتجرأون على الكشف، تُعتبر عملية الإبلاغ حافزاً لفتح حوار مع المساهمين فيما يتعلق بالمسألة.
وبالقدر نفسه من الأهمية، يخدم الإبلاغ كآلية مساءلة، فهو يسمح لأية شركة بالتعهد بالالتزامات، وتظهر من خلال الأداء أنها تقوم بما قالت إنها ستقوم به. وإذا كنت تفكر في دورة إدارة الشركات "خطط، افعل، تفحص، وتصرف"، فإن التقرير يزودنا بالتأكد: ها هي أهدافنا؛ ها هو نظامنا الذي نستخدمه في موقع العمل. والآن دعونا نرى كيفية تقدمنا، وأين تكمن الحاجة إلى التعديل.
ألا يعتبر الكشف عن مكامن المآزق المحتملة أمراً خطيراً؟
إن غريزة الشركات الطبيعية، التي رأيناها بصورة موسعة ، تسعى إلى تجنب الكشف العلني عن المخاطر الكامنة، سواء كانت انبعاثات الغازات الضارة، أو أي شيء آخر. ولكن كذلك رأينا كيف يعمل الإبلاغ عن توفير سبيل للتواصل يمكن للشركات عن طريقه أن تمركز نفسها بصورة فعالة، وبدقة، مع مساهميها، والمستثمرين، والزبائن، والمشرعين، إلى آخره.
ولا يمكنك أن تمر خلال مطار في أوروبا مثلاً دون أن ترى ملصقات شركة بريتيش بيتروليوم – BP، لحملتها التي تحمل شعار "ما وراء البترول – Beyond Petroleum ". وفي تلك المبادرة، تعتمد بريتيش بيتروليوم على حقائق صارمة من عمليتها للإبلاغ بينما تعمل على تشكيل مناظرة انبعاثات الكربون، وتمركز نفسها كرائدة في مجال مصادر الطاقة المتجددة. وهي تستخدم بيانات تقريرية، وتلك ليست بيانات مضللة، لتُظهر فطنتها كشركة لتبني المخاطر الظاهرة للعيان، ولتكون على أعلى مستوى لاستغلال الفرص الجديدة.

من وجهة نظر إدارية، ما الأهمية التي يجب أن تنطوي عليها المعلومات من عملية الإبلاغ؟
إنها مسؤولية رئيسية لمجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي لتحديد دلالات المخاطر المناخية المستقبلية لشركتهم، و (أ) الإبلاغ عنها، و (ب) وتخفيفها. إن الشركات ماهرة في تقييم أدائها المالي، ولكن العديد منها يخشى النظر في المرآة، ومواجهة المخاطر الكامنة التي يمكن أن تلحق الأذى بنشاطها العملي. ويريد المديرون أن يعرفوا أن الشركة ستبقى منافسة مع مرور الزمن بالقدر نفسه الذي هي عليه على المدى القصير. وذلك يتطلب النظر إلى ما هو أبعد من النتائج المالية.
وبالطبع يتيح الإبلاغ المالي لك فهم شريحة محددة من رأسمالية سوق فعلية للشركة. خذ شركة كوكاكولا على سبيل المثال: 20 في المائة من قيمتها السوقية يمكن أن تُعزى إلى قيمة سنداتها، وتلك هي أصولها الثابتة. ونحو 80 في المائة من قيمتها السوقية تُعزى إلى الأشياء غير الملموسة، مثل العلامة التجارية، والبحث والتطوير، وإدارة المخاطر، وقدرتها على التحديث في عالم معولم، ومحدود الموارد، وهي كل الأمور التي لا تدخل في البيان المالي. وإن التقرير المستدام يركز بالضبط على تلك المجالات التي لم تتمكن فيها النشاطات العملية من القيام بأداء جيد فيما يتعلق بالفهم والإدارة على نحوٍ تقليدي.

مفهوم الربح والخسارة في تحديد الاستراتيجية المستقبلية

- فوريست إل راينهارت - 17/11/1428هـ
ما الشركات التي ستربح وما الشركات التي ستخسر، بينما تبدأ الحكومات والنشاطات العملية بأخذ التغيّر المناخي على محمل الجد؟ إن الميزانيات العمومية للشركات تزود بعض الأفكار: فبينما تصبح انبعاثات الغازات الضارة أكثر تكلفة، فإن القيمة النسبية لمثل تلك الأصول كالغاز الطبيعي الذي ينتج حجماً أقل من غاز ثاني أكسيد الكربون من الفحم حين يتم حرقه، سوف تزداد. ويمكن إيجاد أفكار أخرى في جهود الشركات الحالية التي تهدف إلى تقليص الانبعاثات: حيث إن قدرة الشركة على تحليل المقايضات المتأصلة في المبادرات مثل تقليص مسافات النقل الكلية سوف تصبح ثمينة إلى حدٍ كبير في عالم يتسم فيه حق إصدار الغازات الضارة، محدودة.
وفي النهاية، وعلى الرغم من ذلك، فإن النجاح في عالم مقيد فيه انبعاث الكربون، لن يتحدد بفعل تأثيرات الميزانيات العمومية قصيرة الأمد أو مبادرات الكفاءة، ولكن عن طريق الابتكار، والفطنة الإدارية، والقيادة. إن الشركات التي عملت على استغلال الفرص الكبرى في النطاقات الاقتصادية المتغيرة كانت من تلك الشركات ذات التصورات الجريئة حول المستقبل، وليس بالضرورة تلك التي بدت تمحور أصولها الثابتة على أفضل نحو للنجاح. خذ تويوتا ، ووول مارت مثلاً، حيث لم يخطر ببال أحد بمجرد النظر إلى الميزانيات العمومية لتويوتا في فترة الأربعينيات، أو الميزانيات العمومية لوول مارت في فترة الستينيات، أن من شأن تلك الشركتين أن تستفيدا بنجاح إلى ذلك الحد من العولمة.
إن الشركات التي ستبرز في المقدمة حين تكلّف الانبعاثات مالاً ستكون تلك الشركات التي تقوم بالخطوات الجريئة الآن في إعادة محورة الاستراتيجية، والعمليات بهدف استغلال الفرص، وتجنب المخاطر التي تزداد بفعل تصورات التغير المناخي. وإن أخذ خطوات جريئة لا يعني فقط اللحاق بما يوصف أحياناً بحلول "فوز جميع الأطراف"، مثل استثمارات المردود السريع في كفاءات الطاقة. فتلك خطوات تبدو ضرورية بصورة ملحوظة، ولكنها غير كافية بحد ذاتها. فالشركات بحاجة إلى اجتياز بلاغات فوز جميع الأطراف والتحرك نحو المقايضات الصعبة.
والعديد من الاستثمارات المتعلقة بالمناخ التي قد تقوم بها الشركات من الممكن ألا تجدي بذاتها إلى أن تقوم بعض الشركات الأخرى باستثمارات مكملة لها، حيث تحتاج السيارات التي تعمل بالوقود البديل إلى بنية تحتية لتزويد الوقود الإضافي. ولا تُعد المنشآت المتخصصة في تدفق الغاز الطبيعي بهدف نقله إلى ما وراء المحيطات ذات قيمة، إلا إذا وجدت محطات لتفريغ الشحن، وتحويله من جديد إلى غاز في النهاية. ولن تعمل الكثير من الاستثمارات التي تسعى إلى تقليص الكربون على تقديم أية جدوى للمساهمين إلى أن تتخذ الحكومات إجراءات تهدف إلى جعل الانبعاثات باهظة الثمن.
وعلى مدى قرون من الزمن، أدى صيد سمك القد من المحيط الأطلسي الشمالي في إطعام ملايين الناس، ولكن لم تكن هنالك حقوق ملكية تسيطر على قدرة الوصول إلى السمك في البحر، ولذلك لم يتعامل رجال الصيد مع الموارد على أنها نادرة. أما في بداية فترة التسعينيات، فانهار صيد السمك. فمنذ ذلك الحين أسست الحكومات أنظمة حساسة لتصاريح الصيد المتداولة التي يبدو على الأرجح أنها تمنع انقراض أنواع أخرى من السمك، ولكن من الواضح أنها جاءت متأخرة جداً في إحياء صيد سمك القد من جديد.

وتعد قدرة الهواء على امتصاص الانبعاثات الآن محدودة بالقدر نفسه، وبدقة أكثر لأننا لم نعتقد أن ذلك من الممكن أن يحدث فعلاً. إنه نظام ندّعي أن انبعاثات الكربون فيه لا تكلف شيئاً، وهو يقدم المعونات المالية على حساب أطفالنا لكل منتج ومستهلك للطاقة اليوم. ولكن لنحقق الفعالية حقاً، فإننا بحاجة إلى العمل على التخلص من تلك المعونات، وذلك يعني تسعير الكربون.
ولا بد لقادة النشاطات العملية أن يكونوا ذوي شجاعة كافية للمراهنة على المستقبل بعيد الأمد الذي سيفيد شركاتهم إلى أقصى حد، وذلك يعني المستقبل، حيث تقيّد فيه الحكومات بطرق شفافة ومعقولة التأثير البشري على المناخ. ويمكن للشركات أن تستثمر الآن، وأن تشارك في أنظمة التداول التجاري الداخلي التطوعية للشركات بهدف تطوير الخبرات فيها، والإثبات للحكومات، والمشرعين، وهيئة النشاطات العملية، إلى أي مدى يمكن أن تكون مثل تلك الأنظمة متماسكة. ويمكن للشركات أن تشكل جماعات ضغط على الحكومات بهدف تطبيق أنظمة حساسة تفرض ضريبة على انبعاثات الكربون، وسقفها الأعلى، وتشجع على التداول بأرصدة الكربون. وبالمراهنة على المستقبل الذي تريد، ستعمل الشركات على جعل ذلك المستقل أكثر مسؤولية.
ومن الممكن أن يتحدث رجال الأعمال الحذرون عن الفكرة التي تقول إن من الجدير بهم أن يبقوا على أنفسهم بعيدين عن كل ذلك، وفي بعض الأحيان، التصرف بطريقة أحادية الجانب فيما يتعلق بالتغير المناخي. ولكن على ما يبدو أنهم أصبحوا منكشفين فعلياً أمام كل ذلك، حيث إن الوضع الراهن لن يستمر. وإن القصور الذاتي، والزيادة، تعادلان كذلك مراهنات كبيرة (وخطرة)، وهي مراهنات تشير إلى أن المستقبل لن يكون مختلفاً كثيراً عن الحاضر.
وعقب الحرب العالمية الثانية، نصحت الشركات الأمريكية الشركات اليابانية بالتركيز على المنتجات مكثفة الجهد، ومتدنية القيمة التي قيل حينها إن اليابان تمتاز بها على غيرها من الدول. ولكن بدلاً من ذلك، استثمرت اليابان في إنتاج السلع المكثفة رأسمالياً ومرنة المردود مثل السيارات، والأدوات الإلكترونية، واثقة بأن عدداً كبيراً من المستهلكين سوف يصبحون في النهاية أثرياء إلى حدٍ يمكنهم من شراء تلك المنتجات. ولكن لو قامت الشركات بمراهنات خاطئة، لفشلت الاستراتيجية. ولو لم تتخذ خطوات جريئة نحو المستقبل الذي أرادته، لبقيت اليابان فقيرة بغض النظر عن شكل تطوّر الاقتصاد العالمي.
وأما الشركات التي من الممكن أن تجني مكاسب قصيرة الأمد من المعونات المالية، على سبيل المثال جراء الإيثانول المشتق من الذرة، أو الطاقة الكهربائية الناتجة عن طاقة الرياح، فسوف يغريها تشكيل جماعات الضغط لصالح تلك المكاسب، وبالتأكيد ستجد الحكومة دعم المعونات المالية أسهل من ناحية سياسية أكثر من فرض الضريبة على الانبعاثات، أو تأسيس نظام منطقي للتجارة والسقف الأعلى. ولكن لن تعمل المعونات المالية على إصلاح مشكلة المناخ، ولا أي نشاط عملي غير صحي، ولا دائم تجني فيه المعونات المالية المكاسب. وينبغي على قادة النشاطات التجارية أن تكون لديهم الرغبة في إيجاد نظام يعمل على تسعير حق توليد انبعاثات الكربون، وكأنه أي مورد نادر، ويمكّن الشركات من مجاراة النشاطات العملية المتسمة بالمنافسة.

الإدارة الذكية لا تركض بخزان فارغ

- ليز ريان - 24/11/1428هـ
حدث قبل عشر سنوات لسبب لا أعرفه أنني كدت أنقسم إلى عدة قطع، ولم يكن باستطاعتي تذكر ما المواد التي تناولتها، أو شربتها بحيث سببت لي كل هذه البقع الحمراء المرعبة على جلدي. وطلبت في ذلك مشورة معلمتي ذات الصوت الحكيم، ونيفريد، ولكنها غمرتني ببرميل كامل من مسببات الحساسية.
وقالت إن جسمك يشبه البرميل، فكيف يمكننا أن نتحمل كل هذه الحساسية دون مشاكل؟ حين يمتلئ البرميل، فإن ما يحدث هو أنه إذا دخل أي عنصر كيماوي جديد على مادة التنظيف الجاف المعتادة، ودخلت على ملابسك الخارجية والداخلية، فإنك تبدأ بإحساس التمزق إلى قطع متباعدة. غير أن شيئاً واحداً لا يتسبب بكل ذلك في العادة، وإنما يتعلق الأمر بتراكم عدد من المواد السامة التي تعمل على امتلاء البرميل، بحيث يفيض على جوانبه في يوم ما.
ولدينا في إطار قيامنا بأعمالنا أمور يجب علينا إنجازها، وأناس لا بد أن نراهم، ومواعيد نهائية لا بد أن ننجز أمورنا بحلول أوقاتها. ونصرف كميات هائلة من الطاقة الفعلية والعاطفية خلال أدائنا لواجبات أعمالنا. وتكون بعض الأيام منتجة وباعثة على الثقة والتمكين، بينما تتصف أيام أخرى بدرجات من الإحباط والملل، أو القيام بأمور أقرب إلى الجنون. أما الأنباء الجيدة، فهي أن الطاقة المبذولة لا تذهب في اتجاه واحد، حيث يمكن لعملنا أن يملأ خزانات وقودنا بالسهولة ذاتها التي يمكنه فيها استنفاد ما فيها من مخزون وطاقة. وتمنحنا أمور بسيطة مثل الثناء، والصحبة، والتشجيع، الطاقة التي نحتاج إليها لكي نستمر في حياتنا.
ولتحاول دائماً أن تلاحظ كيف يمكن لاجتماع أو حدث في إطار عملك(كمناقشة لشؤون الميزانية على سبيل المثال)، أن يستنزف كل الطاقة المتوافرة لديك، بينما تمنحك نشاطات أخرى المزيد من النشاط والبهجة. ومن الجيد الانتباه إلى هذه الأمور الباعثة على زيادة الطاقة، وتلك التي تعمل على استنزافها من خلال أدائك لعملك. والحقيقة هي أنك لا يمكن أن تمضي في سباق بوجود خزان فارغ. وإذا كان عملك يستهلك من الوقود أكثر مما يمدك به، فإنك سوف تواجه حالة من نفاذ المخزون.

أوجد مجلساً متعقلاً

هنالك وسائل قليلة لإبقاء المؤشر بعيداً عن المنطقة الحمراء في خزان طاقتك, ومن بين تلك الوسائل أن تمضي معظم الوقت مع أولئك الذين يدعمونك. وإذا لم يكن رئيسك من بينهم، فابحث عن زميل يمكنه أن يشكل معك مجموعة عمل متضامنة. وقد يبدو الأمر تافهاً، ولكن وجود مستمع متعاطف يمثل مصدر طاقة حيوية حين تشعر بالإحباط، أو بعدم إمكانية التقدم في أداء مهامك. وحتى لو لم تكن من أولئك الذين يحسنون الحديث الحميم، أو تكوين الصداقات الطبيعية خلال العمل، فإنني أشجعك على الاستثمار في علاقة سوف تعمل على مساعدتك حين يقترب مؤشر طاقتك في يوم ما من المنطقة الحمراء.

وهنالك وسيلة أخرى لإدارة شؤون برميل خزانك من الجوانب العقلية والعاطفية أثناء أداء العمل، وهي من خلال تخطيط يومك العملي، بحيث تتجنب حدوث أسوأ الأمور حين تكون متعباً ومستعداً للعودة إلى بيتك. فإذا كانت لديك مهمة عمل شاقة لا بد من إنجازها، كمعركة مع مدير تكنولوجيا المعلومات حول مدى تعاون فريق العمل التقني العامل معك، فإن عليك عدم تأجيلها إلى موعد مغادرة العمل، بل اعمل على مواجهتها وأنت بكامل طاقتك العملية. وانظر إلى جدول إنجاز أعمالك من منظار امتلاء خزان طاقتك. فإذا كان موعد اجتماع مراجعة المبيعات هو الساعة الثالثة من بعد الظهر، فحاول أن تمنح نفسك بعض وقت الفراغ قبل أن تناقش كتيب المبيعات مع المحرر المختص. ومن الأمور المفيدة جعل وقت استراحة القهوة في الرابعة من بعد الظهر. ويمكن كذلك تجربة أي أمر تستمتع به، أو أن تفكر فيه كنشاط ممتع لفترة ما بعد العمل. وسوف تجد أن إدارة طاقتك العاطفية ليست بالأمر المريح فقط، بل إنها تعمل على زيادة فاعليتك العملية.

ادعم الآخرين من خلال دعمك لنفسك
حين يوجه الآخرون السؤال المعتاد: ما هو عملك؟ فإن الإجابة المعتادة يمكن أن تكون "إدارة المخاطر في بنك صغير"، أو "تصميم أنظمة تصوير الوثائق، أو "تدريب المقرضين الذين لا يسعون إلى الربح على مهارات الإدارة المالية". ولكن أياً من هذه الإجابات لا تمثل الجواب الصحيح. ويمكن أن تكون الإجابة "أحاول أن أخفف من صور الآخرين المبالغة في تقدير الذات حتى الساعة العاشرة صباحاً، وأتحدث مع رئيسي الهستيري حتى الظهر، وأعمل مع مسؤول الموارد البشرية حتى الثانية والنصف. وهم يطلقون على ذلك وصف إدارة المعرفة، ولكن هنالك من إدارة الناس ما يعادل على الأقل ما تفعله في إدارة المعرفة، بحيث تكون الآثار العاطفية هائلة. ومن المفروض أن يحصل بعضنا على علاوات خاصة مقابل إدارة حالات التوتر، والغضب، والانهيار، والمخاوف، والغيرة، والأوهام، والهجمات المتعلقة بالشعور بعدم الأمن من جانب أشخاص محيطين بنا. وإنك تسدي إلى نفسك معروفا إذا ما نظرت إلى عملك بعين تعمل على تعويض ما تفقده من طاقة بطريقة ميسرة، ويوماً بيوم، بل وحتى خلال قراءتك لهذه الكلمات، إذا لم أكن مخطئاً.
وإذا ما نفذ مخزونك من الطاقة في العمل، فليس من الضرورة أن تتمزق إلى قطع، إذ إن ذلك يمكن أن يؤدي إلى احتراقك، وقيامك بأمور تندم عليها فيما بعد. وصدقني أن أحداً لن يقول "كان يعطي كل شيء للجميع منا، حتى أن المسكين انهار تماماً". ولم أسمع عن حدوث ذلك في أي شركة عرفتها. وعليك إذن أن تحسن إدارة ما تأخذه وما تخرجه من طاقة عاطفية، وأن تبقي على مخزونك مملوءاً بما يكفي لبلوغك نهاية خط السباق.

مفهوم الربح والخسارة في تحديد الاستراتيجية المستقبلية

- فوريست إل راينهارت - 17/11/1428هـ
ما الشركات التي ستربح وما الشركات التي ستخسر، بينما تبدأ الحكومات والنشاطات العملية بأخذ التغيّر المناخي على محمل الجد؟ إن الميزانيات العمومية للشركات تزود بعض الأفكار: فبينما تصبح انبعاثات الغازات الضارة أكثر تكلفة، فإن القيمة النسبية لمثل تلك الأصول كالغاز الطبيعي الذي ينتج حجماً أقل من غاز ثاني أكسيد الكربون من الفحم حين يتم حرقه، سوف تزداد. ويمكن إيجاد أفكار أخرى في جهود الشركات الحالية التي تهدف إلى تقليص الانبعاثات: حيث إن قدرة الشركة على تحليل المقايضات المتأصلة في المبادرات مثل تقليص مسافات النقل الكلية سوف تصبح ثمينة إلى حدٍ كبير في عالم يتسم فيه حق إصدار الغازات الضارة، محدودة.
وفي النهاية، وعلى الرغم من ذلك، فإن النجاح في عالم مقيد فيه انبعاث الكربون، لن يتحدد بفعل تأثيرات الميزانيات العمومية قصيرة الأمد أو مبادرات الكفاءة، ولكن عن طريق الابتكار، والفطنة الإدارية، والقيادة. إن الشركات التي عملت على استغلال الفرص الكبرى في النطاقات الاقتصادية المتغيرة كانت من تلك الشركات ذات التصورات الجريئة حول المستقبل، وليس بالضرورة تلك التي بدت تمحور أصولها الثابتة على أفضل نحو للنجاح. خذ تويوتا ، ووول مارت مثلاً، حيث لم يخطر ببال أحد بمجرد النظر إلى الميزانيات العمومية لتويوتا في فترة الأربعينيات، أو الميزانيات العمومية لوول مارت في فترة الستينيات، أن من شأن تلك الشركتين أن تستفيدا بنجاح إلى ذلك الحد من العولمة.
إن الشركات التي ستبرز في المقدمة حين تكلّف الانبعاثات مالاً ستكون تلك الشركات التي تقوم بالخطوات الجريئة الآن في إعادة محورة الاستراتيجية، والعمليات بهدف استغلال الفرص، وتجنب المخاطر التي تزداد بفعل تصورات التغير المناخي. وإن أخذ خطوات جريئة لا يعني فقط اللحاق بما يوصف أحياناً بحلول "فوز جميع الأطراف"، مثل استثمارات المردود السريع في كفاءات الطاقة. فتلك خطوات تبدو ضرورية بصورة ملحوظة، ولكنها غير كافية بحد ذاتها. فالشركات بحاجة إلى اجتياز بلاغات فوز جميع الأطراف والتحرك نحو المقايضات الصعبة.
والعديد من الاستثمارات المتعلقة بالمناخ التي قد تقوم بها الشركات من الممكن ألا تجدي بذاتها إلى أن تقوم بعض الشركات الأخرى باستثمارات مكملة لها، حيث تحتاج السيارات التي تعمل بالوقود البديل إلى بنية تحتية لتزويد الوقود الإضافي. ولا تُعد المنشآت المتخصصة في تدفق الغاز الطبيعي بهدف نقله إلى ما وراء المحيطات ذات قيمة، إلا إذا وجدت محطات لتفريغ الشحن، وتحويله من جديد إلى غاز في النهاية. ولن تعمل الكثير من الاستثمارات التي تسعى إلى تقليص الكربون على تقديم أية جدوى للمساهمين إلى أن تتخذ الحكومات إجراءات تهدف إلى جعل الانبعاثات باهظة الثمن.
وعلى مدى قرون من الزمن، أدى صيد سمك القد من المحيط الأطلسي الشمالي في إطعام ملايين الناس، ولكن لم تكن هنالك حقوق ملكية تسيطر على قدرة الوصول إلى السمك في البحر، ولذلك لم يتعامل رجال الصيد مع الموارد على أنها نادرة. أما في بداية فترة التسعينيات، فانهار صيد السمك. فمنذ ذلك الحين أسست الحكومات أنظمة حساسة لتصاريح الصيد المتداولة التي يبدو على الأرجح أنها تمنع انقراض أنواع أخرى من السمك، ولكن من الواضح أنها جاءت متأخرة جداً في إحياء صيد سمك القد من جديد.

وتعد قدرة الهواء على امتصاص الانبعاثات الآن محدودة بالقدر نفسه، وبدقة أكثر لأننا لم نعتقد أن ذلك من الممكن أن يحدث فعلاً. إنه نظام ندّعي أن انبعاثات الكربون فيه لا تكلف شيئاً، وهو يقدم المعونات المالية على حساب أطفالنا لكل منتج ومستهلك للطاقة اليوم. ولكن لنحقق الفعالية حقاً، فإننا بحاجة إلى العمل على التخلص من تلك المعونات، وذلك يعني تسعير الكربون.
ولا بد لقادة النشاطات العملية أن يكونوا ذوي شجاعة كافية للمراهنة على المستقبل بعيد الأمد الذي سيفيد شركاتهم إلى أقصى حد، وذلك يعني المستقبل، حيث تقيّد فيه الحكومات بطرق شفافة ومعقولة التأثير البشري على المناخ. ويمكن للشركات أن تستثمر الآن، وأن تشارك في أنظمة التداول التجاري الداخلي التطوعية للشركات بهدف تطوير الخبرات فيها، والإثبات للحكومات، والمشرعين، وهيئة النشاطات العملية، إلى أي مدى يمكن أن تكون مثل تلك الأنظمة متماسكة. ويمكن للشركات أن تشكل جماعات ضغط على الحكومات بهدف تطبيق أنظمة حساسة تفرض ضريبة على انبعاثات الكربون، وسقفها الأعلى، وتشجع على التداول بأرصدة الكربون. وبالمراهنة على المستقبل الذي تريد، ستعمل الشركات على جعل ذلك المستقل أكثر مسؤولية.
ومن الممكن أن يتحدث رجال الأعمال الحذرون عن الفكرة التي تقول إن من الجدير بهم أن يبقوا على أنفسهم بعيدين عن كل ذلك، وفي بعض الأحيان، التصرف بطريقة أحادية الجانب فيما يتعلق بالتغير المناخي. ولكن على ما يبدو أنهم أصبحوا منكشفين فعلياً أمام كل ذلك، حيث إن الوضع الراهن لن يستمر. وإن القصور الذاتي، والزيادة، تعادلان كذلك مراهنات كبيرة (وخطرة)، وهي مراهنات تشير إلى أن المستقبل لن يكون مختلفاً كثيراً عن الحاضر.
وعقب الحرب العالمية الثانية، نصحت الشركات الأمريكية الشركات اليابانية بالتركيز على المنتجات مكثفة الجهد، ومتدنية القيمة التي قيل حينها إن اليابان تمتاز بها على غيرها من الدول. ولكن بدلاً من ذلك، استثمرت اليابان في إنتاج السلع المكثفة رأسمالياً ومرنة المردود مثل السيارات، والأدوات الإلكترونية، واثقة بأن عدداً كبيراً من المستهلكين سوف يصبحون في النهاية أثرياء إلى حدٍ يمكنهم من شراء تلك المنتجات. ولكن لو قامت الشركات بمراهنات خاطئة، لفشلت الاستراتيجية. ولو لم تتخذ خطوات جريئة نحو المستقبل الذي أرادته، لبقيت اليابان فقيرة بغض النظر عن شكل تطوّر الاقتصاد العالمي.
وأما الشركات التي من الممكن أن تجني مكاسب قصيرة الأمد من المعونات المالية، على سبيل المثال جراء الإيثانول المشتق من الذرة، أو الطاقة الكهربائية الناتجة عن طاقة الرياح، فسوف يغريها تشكيل جماعات الضغط لصالح تلك المكاسب، وبالتأكيد ستجد الحكومة دعم المعونات المالية أسهل من ناحية سياسية أكثر من فرض الضريبة على الانبعاثات، أو تأسيس نظام منطقي للتجارة والسقف الأعلى. ولكن لن تعمل المعونات المالية على إصلاح مشكلة المناخ، ولا أي نشاط عملي غير صحي، ولا دائم تجني فيه المعونات المالية المكاسب. وينبغي على قادة النشاطات التجارية أن تكون لديهم الرغبة في إيجاد نظام يعمل على تسعير حق توليد انبعاثات الكربون، وكأنه أي مورد نادر، ويمكّن الشركات من مجاراة النشاطات العملية المتسمة بالمنافسة.

الإدارة الذكية لا تركض بخزان فارغ

- ليز ريان - 24/11/1428هـ
حدث قبل عشر سنوات لسبب لا أعرفه أنني كدت أنقسم إلى عدة قطع، ولم يكن باستطاعتي تذكر ما المواد التي تناولتها، أو شربتها بحيث سببت لي كل هذه البقع الحمراء المرعبة على جلدي. وطلبت في ذلك مشورة معلمتي ذات الصوت الحكيم، ونيفريد، ولكنها غمرتني ببرميل كامل من مسببات الحساسية.
وقالت إن جسمك يشبه البرميل، فكيف يمكننا أن نتحمل كل هذه الحساسية دون مشاكل؟ حين يمتلئ البرميل، فإن ما يحدث هو أنه إذا دخل أي عنصر كيماوي جديد على مادة التنظيف الجاف المعتادة، ودخلت على ملابسك الخارجية والداخلية، فإنك تبدأ بإحساس التمزق إلى قطع متباعدة. غير أن شيئاً واحداً لا يتسبب بكل ذلك في العادة، وإنما يتعلق الأمر بتراكم عدد من المواد السامة التي تعمل على امتلاء البرميل، بحيث يفيض على جوانبه في يوم ما.
ولدينا في إطار قيامنا بأعمالنا أمور يجب علينا إنجازها، وأناس لا بد أن نراهم، ومواعيد نهائية لا بد أن ننجز أمورنا بحلول أوقاتها. ونصرف كميات هائلة من الطاقة الفعلية والعاطفية خلال أدائنا لواجبات أعمالنا. وتكون بعض الأيام منتجة وباعثة على الثقة والتمكين، بينما تتصف أيام أخرى بدرجات من الإحباط والملل، أو القيام بأمور أقرب إلى الجنون. أما الأنباء الجيدة، فهي أن الطاقة المبذولة لا تذهب في اتجاه واحد، حيث يمكن لعملنا أن يملأ خزانات وقودنا بالسهولة ذاتها التي يمكنه فيها استنفاد ما فيها من مخزون وطاقة. وتمنحنا أمور بسيطة مثل الثناء، والصحبة، والتشجيع، الطاقة التي نحتاج إليها لكي نستمر في حياتنا.
ولتحاول دائماً أن تلاحظ كيف يمكن لاجتماع أو حدث في إطار عملك(كمناقشة لشؤون الميزانية على سبيل المثال)، أن يستنزف كل الطاقة المتوافرة لديك، بينما تمنحك نشاطات أخرى المزيد من النشاط والبهجة. ومن الجيد الانتباه إلى هذه الأمور الباعثة على زيادة الطاقة، وتلك التي تعمل على استنزافها من خلال أدائك لعملك. والحقيقة هي أنك لا يمكن أن تمضي في سباق بوجود خزان فارغ. وإذا كان عملك يستهلك من الوقود أكثر مما يمدك به، فإنك سوف تواجه حالة من نفاذ المخزون.

أوجد مجلساً متعقلاً

هنالك وسائل قليلة لإبقاء المؤشر بعيداً عن المنطقة الحمراء في خزان طاقتك, ومن بين تلك الوسائل أن تمضي معظم الوقت مع أولئك الذين يدعمونك. وإذا لم يكن رئيسك من بينهم، فابحث عن زميل يمكنه أن يشكل معك مجموعة عمل متضامنة. وقد يبدو الأمر تافهاً، ولكن وجود مستمع متعاطف يمثل مصدر طاقة حيوية حين تشعر بالإحباط، أو بعدم إمكانية التقدم في أداء مهامك. وحتى لو لم تكن من أولئك الذين يحسنون الحديث الحميم، أو تكوين الصداقات الطبيعية خلال العمل، فإنني أشجعك على الاستثمار في علاقة سوف تعمل على مساعدتك حين يقترب مؤشر طاقتك في يوم ما من المنطقة الحمراء.

وهنالك وسيلة أخرى لإدارة شؤون برميل خزانك من الجوانب العقلية والعاطفية أثناء أداء العمل، وهي من خلال تخطيط يومك العملي، بحيث تتجنب حدوث أسوأ الأمور حين تكون متعباً ومستعداً للعودة إلى بيتك. فإذا كانت لديك مهمة عمل شاقة لا بد من إنجازها، كمعركة مع مدير تكنولوجيا المعلومات حول مدى تعاون فريق العمل التقني العامل معك، فإن عليك عدم تأجيلها إلى موعد مغادرة العمل، بل اعمل على مواجهتها وأنت بكامل طاقتك العملية. وانظر إلى جدول إنجاز أعمالك من منظار امتلاء خزان طاقتك. فإذا كان موعد اجتماع مراجعة المبيعات هو الساعة الثالثة من بعد الظهر، فحاول أن تمنح نفسك بعض وقت الفراغ قبل أن تناقش كتيب المبيعات مع المحرر المختص. ومن الأمور المفيدة جعل وقت استراحة القهوة في الرابعة من بعد الظهر. ويمكن كذلك تجربة أي أمر تستمتع به، أو أن تفكر فيه كنشاط ممتع لفترة ما بعد العمل. وسوف تجد أن إدارة طاقتك العاطفية ليست بالأمر المريح فقط، بل إنها تعمل على زيادة فاعليتك العملية.

ادعم الآخرين من خلال دعمك لنفسك
حين يوجه الآخرون السؤال المعتاد: ما هو عملك؟ فإن الإجابة المعتادة يمكن أن تكون "إدارة المخاطر في بنك صغير"، أو "تصميم أنظمة تصوير الوثائق، أو "تدريب المقرضين الذين لا يسعون إلى الربح على مهارات الإدارة المالية". ولكن أياً من هذه الإجابات لا تمثل الجواب الصحيح. ويمكن أن تكون الإجابة "أحاول أن أخفف من صور الآخرين المبالغة في تقدير الذات حتى الساعة العاشرة صباحاً، وأتحدث مع رئيسي الهستيري حتى الظهر، وأعمل مع مسؤول الموارد البشرية حتى الثانية والنصف. وهم يطلقون على ذلك وصف إدارة المعرفة، ولكن هنالك من إدارة الناس ما يعادل على الأقل ما تفعله في إدارة المعرفة، بحيث تكون الآثار العاطفية هائلة. ومن المفروض أن يحصل بعضنا على علاوات خاصة مقابل إدارة حالات التوتر، والغضب، والانهيار، والمخاوف، والغيرة، والأوهام، والهجمات المتعلقة بالشعور بعدم الأمن من جانب أشخاص محيطين بنا. وإنك تسدي إلى نفسك معروفا إذا ما نظرت إلى عملك بعين تعمل على تعويض ما تفقده من طاقة بطريقة ميسرة، ويوماً بيوم، بل وحتى خلال قراءتك لهذه الكلمات، إذا لم أكن مخطئاً.
وإذا ما نفذ مخزونك من الطاقة في العمل، فليس من الضرورة أن تتمزق إلى قطع، إذ إن ذلك يمكن أن يؤدي إلى احتراقك، وقيامك بأمور تندم عليها فيما بعد. وصدقني أن أحداً لن يقول "كان يعطي كل شيء للجميع منا، حتى أن المسكين انهار تماماً". ولم أسمع عن حدوث ذلك في أي شركة عرفتها. وعليك إذن أن تحسن إدارة ما تأخذه وما تخرجه من طاقة عاطفية، وأن تبقي على مخزونك مملوءاً بما يكفي لبلوغك نهاية خط السباق.
Top