الرؤساء التنفيذيون يحتاجون إلى المهارات في ظل التغير

بينما يلجأ مزيد من الرؤساء التنفيذيين إلى التكنولوجيا لتساعدهم على التأقلم مع بيئة النشاط العملي المتغيّرة سريعاً، لم يعد رؤساء المعلومات التنفيذيون ''رجال التكنولوجيا فقط''، حيث يُتوقع منهم أكثر فأكثر لعب دور أكثر استراتيجية. ووفقاً لدراسة رابطة أمم جنوب شرقي آسيا لقيادة رئيس المعلومات التنفيذي، وهي ترتكز على دراسة استطلاعية لنحو 160 رئيس معلومات تنفيذي في ست دول من جنوب شرقي آسيا، يجد رؤساء المعلومات التنفيذيون أن هذا التغيّر في المسؤوليات يعني كذلك مجموعة جديدة من المهارات اللازمة للاستمرار في الوظيفة. ويقول هارفي كوبل، وهو رئيس تنفيذي لمركز آي بي أم – IBM، لقيادة رئيس المعلومات التنفيذي الذي كان مشتركاً في دراسة مماثلة على مستوى عالمي، ''نحن نشهد بعضاً من المهارات الأصعب، ومزيدا من المهارات التقنية التي تتزايد من خلال بعض المهارات الناعمة، حيث ارتبطت في العادة مع باقي الجناح التنفيذي. وإن أموراً مثل القيادة، وإدارة رأس المال البشري، والاستراتيجية، والابتكار، تصبح وجهة رئيسية أكثر فأكثر من دور رئيس المعلومات التنفيذي''. بناءً على ذلك، هنالك تنوع أكبر في خلفيات الأشخاص الذين يرتقون إلى منصب رئيس المعلومات التنفيذي. فعلى سبيل المثال، من الممكن أن يختار مدير المبيعات اتباع ذلك الطريق. أما بالنسبة لبرونو لانفين، وهو الرئيس التنفيذي للمختبر الإلكتروني في إنسياد، فإنه يرى ''أن هذا الاتجاه الذي بدأنا نلاحظه هو حديث الولادة، وأنا أعتقد أنه اتجاه عالمي. ومن بين الأفراد الذين يخطون نحو نيل دور منصب رئيس المعلومات التنفيذي، فقد وصل مزيد منهم من خلال دوائر تنظيمية مختلفة. ولا يسعى الأفراد بخلفيات متنوعة أكثر إلى الخطو نحو دور رئيس المعلومات التنفيذي فقط، لكن بدأ رؤساء المعلومات التنفيذيون كذلك بالأخذ بعين الاعتبار، بكل جدية، الحصول على مقعد لهم في قاعة اجتماعات مجالس الإدارة، وذلك يشمل أن يصبحوا رؤساء تنفيذيين. ''أعتقد أن ذلك ما بدأ رؤساء المعلومات التنفيذيون بالتفكير فيه بكل طموح، وما يدفعهم إلى ذلك بشكل أساسي هو إدراكهم الخاص بأن هنالك حجماً بالغ الأهمية من قيمة النشاطات العملية التي يمكن استغلالها من وظيفة تكنولوجيا المعلومات التي تُترك ببساطة على الطاولة. بالتأكيد هنالك عنصر من التقدم الوظيفي المضاف إلى ذلك، لكن من البحث والدراسات الاستطلاعية العالمية التي أجريناها، فإن الأمر يدور أكثر حول إدراك رئيس المعلومات التنفيذي الفرصة الضائعة التي لا بد منها، ويمكن الإمساك بها لمعاودة إضافتها إلى قيمة النشاط العملي''، كما يقول كوبيل. وهنالك قيد واحد يواجهه رؤساء المعلومات التنفيذيون من حيث هذا الطموح، وهو ضغط مهامهم اليومية، كما يقول لانفين. ''ما يأخذونه بعين الاعتبار هو أن مسؤوليتهم الأساسية هي القيام بمهامهم اليومية كل يوم بيومه''. ووافق رؤساء المعلومات التنفيذيون الذين شاركوا في منتدى قيادة رئيس المعلومات التنفيذي التابع لرابطة أمم جنوب شرق آسيا الذي عُقد في الفترة ما بين 23 إلى 24 من شهر تموز (يوليو) في حرم جامعة إنسياد في آسيا، بالتعاون مع آي بي أم – IBM، على هذا التقييم للدور المتحوّل لرئيس المعلومات التنفيذي. ''أعتقد أننا تغيرنا من كونه يُنظر إلينا على أننا رجال التسليم إلى مساهمين أكثر مباشرة في النمو، والابتكار، وحمل المؤسسة إلى ما هو أبعد مما هي قادرة على القيام به في الوقت الراهن؛ وذلك من خلال الارتقاء بها إلى مستوى آخر من القدرة التنافسية''، كما يقول تيرانون سريهونج، وهو نائب رئيس تنفيذي، ومدير قسم في إدارة النظام في شركة كاسيكورنبانك في تايلاند. ومهما كان دور التكنولوجيا مهماً في خلق القيمة لعديد من النشاطات العملية اليوم، فهي لا تزال غير كافية لضمان كرسي لرئيس المعلومات التنفيذي في غرفة الاجتماعات. ويقول رئيس معلومات تنفيذي آخر تحدث خلال المؤتمر، وهو ستيفان ياب، نائب رئيس تكنولوجيا المعلومات في إس إم ريتيل – SM Retail، في الفلبين: ''لا يحصلون على كرسي (على طاولة اتخاذ القرار) فقط كونهم يتحلون بميزة رؤساء المعلومات التنفيذيين، لكن أداءهم هو الذي يحملهم إلى هناك''. ويقول لانفين، على أية حال، إن أغلب رؤساء المعلومات التنفيذيين ينظرون إلى ذلك على أنه عملية باتجاهين، ويحاولون توصيل رسالة إلى جناح الرؤساء التنفيذيين وهي ''أنهم بحاجة إلى معرفة الفرص أمامهم؛ إضافة إلى المهام الملحقة بها، وما إذا كانت تساعدهم على التطور، وسيحصلون في المقابل على شيء من حيث الأداء العام للشركة. لكنهم بحاجة إلى أن يكونوا على علم بها. فأنا لست الوحيد الذي هو بحاجة إلى معرفة تلك الفرصة''.
Top