تغير طلبة كليات الأعمال منذ أن حصلت جولي ماير Julie Meyer على درجة ماجستير إدارة الأعمال في أواخر تسعينيات القرن الماضي. وجولي هي صاحبة رأس المال المغامر والرئيسة التنفيذية لشركة أريادني كابيتال ومؤسستها. وكانت تعتقد آنذاك أنه لا يوجد من يرغب في البدء بعمله الخاص. ورغم ذلك، بدا تمويل هذه الأعمال أكثر إغراء بالنسبة للكثيرين.
وتقول جولي:» كنت أقول على سبيل النكتة إنك إذا انتظرت لمدة طويلة بما يكفي فإن صفك بأكمله يصبح صاحب رأسمال مغامر. والآن يبدو أنك إذا انتظرت لمدة طويلة بما يكفي، فإن صفك بأكمله في انسياد يصبح من رواد المشاريع لأن كل شخص يريد أن يعمل لنفسه».
لمع اسم جولي من خلال فيرست ثيرزادي First Thursday، وهو منتدى للشبكات الاجتماعية الخاصة بأصحاب المشاريع قامت ببيعه لشركة إسرائيلية في عام 2000 مقابل 50 مليون جنيه على شكل نقد وأسهم.
وكان أحد الدروس التي تعلمتها من فيرست ثيرزداي هو أن الكثير من أصحاب المشاريع كانوا يريدون تجاهل أصحاب رأس المال المغامر. وفي أغلب الأحيان، كان المستثمرون الأكثر جاذبية أصحابَ مشاريع ناجحة آخرين. من هنا جاءت شركة أرياندي كابيتال التي أسستها في عام 2000 كطريقة للجمع بين رأس المال وخبرة أصحاب المشاريع الناجحين ممن يريدون مساعدة الجيل التالي من الشركات المبتدئة.
دعم 50 صاحب مشروع الشركة ومساندتها. إنهم يستثمرون رأس المال والوقت وشبكاتهم. والقطاعات الرئيسية التي تعمل فيها شركة أرياندي هي الإعلام الرقمي والتسلية، والبرمجيات، والخدمات الحياتية كالتمويل، والصحة الإلكترونية والبيوت الرقمية.
وأطلقت شركة إنتريبرينور كانتري أخيرا، وهي شركة للشبكات والمناسبات، وشعارها:» حيث لحظات الاختراق تنتصر على تجارب شبه الموت». إن هذا الشعار يعبر عن رحلة المشروع. وتقول جولي بأنه ينبغي عليك أن تصمم على تجاوز جميع العقبات. هذا هو النجاح- إنه حين يصر الناس في الوقت الذي يستسلم فيه الأشخاص العقلاء العاديون.
تتمتع جولي بمهارة هائلة في تحديد المشاريع الجديدة الواعدة في مرحلة مبكرة. وكانت واحدة من أوائل المستشارين في Skype التي تعمل في مجال خدمة هاتف الإنترنت. ورأت أن هناك مستقبلاً واعداً لشركة Espotting Media التي أطلقت قبل عشر سنوات خدمة الإعلان على الإنترنت التي يتم الدفع مقابلها بواسطة الضغط على أحد الأزرار. وهي تشعر بالأسف لأن الشركة لم يكن لديها المال الكافي للاستفادة من إمكاناتها ولأنها خسرت الميزة التي كانت تتوافر عليها لشركات مثل جوجل.
ويتردد على شركة أرياندي نحو 60 صاحب مشروع في الشهر. وفي بعض الأحيان ترى جولي أشخاصاً يستطيعون أن يمارسوا عملية التحليل إلى الأبد ولكنهم يصابون بالشلل عندما تواجههم معلومات غير كاملة. وتقول جولي إنها تستطيع أن تحدد بسرعة ما إذا كان صاحب أحد المشاريع سينجح.
وتقول جولي عن أصحاب المشاريع الناجحين إنهم طموحون. وهم لا يفقدون حماسهم أبداً لتأسيس شركة أنموذج لمعايير الشركات.
إنهم يدعونك إلى رحلة سيقومون بها، سواء اشتركت معهم أم لم تشترك فيها.
واستثمرت أرياندي في عدد من المشاريع الواعدة في مراحلها المبكرة، ومن هذه المشاريع شركة SpinVox التي تحول الرسائل الكلامية إلى نص يمكن إرساله بالبريد الإلكتروني أو كرسالة نصية SMS إلى هاتف جوال. وهذا يمكن الأشخاص ذوي المشاغل الكثيرة من تصفح صفحة نصية بدلاً من قضاء ساعات في الاستماع إلى البريد الصوتي.
وكان لدى شركة SpinVox طموح واسع كما تقول جولي. ففي بعض الأحيان كان الوقت الوحيد الذي تستطيع فيه الجلوس مع الرئيس التنفيذي الذي كان يتعين عليه السفر باستمرار تقريباً، هو صباح يوم الأحد- وكانت تجد 60 شخصاً يعملون في مكاتب SpinVox في ذلك الوقت، الأمر الذي كان يثير إعجابها.
ولكن عموماً إذا أردت أن تكون صاحب مشروع تكنولوجي ناجح، عليك أن تدرك أن التكنولوجيا أمر ثانوي من عدة نواح. وتبحث جولي عن الشركات التي تحقق الربح من طريقة استخدام الناس للتكنولوجيا ولديها الإمكانية لأن تصبح أكبر الشركات في العالم.
وتقول جولي إن شركات التكنولوجيا الكبيرة هي شركات تسويق عظيمة. ذلك أن التركيز على التسويق وليس على المبيعات أمر مهم. إذ إن المبيعات تأتي فيما بعد إذا كان فهم أصحاب المشاريع وتفسيرهم للسوق صحيحاً.
وتوضح في هذا الصدد:» ربما كانت أشد التجارب التي مررت بها إيلاماً هي العمل في التسويق لدى شركة موتورولا باور بي سي في قطاع التكنولوجيا». لقد كانت شرائح موتورولا أكثر تطوراً من المنتجات المنافسة. ولكن شركة إنتيل كان لديها مهارات تسويقية أفضل فتفوقت على موتورولا.
والنصيحة التي تقدمها جولي للشركات الكبرى عموماً هي أن تخشى الشركات المبتدئة. وهي تقول على هذا الصعيد:» لقد تغلب النبي داود حقيقة في المعارك التي دارت بينه وبين طالوت. ولذلك من الأفضل ألا تقلل من شأن الآخرين وتعتبر أنك سوف تتغلب عليهم بالتأكيد لأن شعار كل صاحب مشروع ناجح هو:» كن طموحاً، وابدأ صغيراً وتحرك بسرعة».