مبادئ الشموع اليابانية
تعكس الرسوم بالشموع اليابانية اتجاه سعر السهم نتيجة الحالة السيكولوجية لأداء المتعاملين في السوق، وتتميز الشموع اليابانية عن الرسم بالأعمدة كونها تبين من الوهلة الأولى ما إذا كان سعر السهم بدأ على ارتفاع أو انخفاض، حيث أنه في الشموع اليابانية يشير جسم الشمعة باللون الأخضر إلى أن سعر السهم بدأ على ارتفاع بينما يشير اللون الأحمر على أن سعر السهم بدأ على انخفاض، وعليه فمقارنة بجميع الرسوم البيانية، تعتبر الشموع اليابانية من أفضل أدوات الدراسة والتحليل الفني للأسهم، لأنها تعطي، وبصورة سريعة وواضحة لمحة عن أداء سعر السهم عن الفترة المرسومة، خاصة لمن يفهم مثل هذه التقنية البسيطة والمتميزة، كما تبين الشمعة اليابانية الحقيقية سعر افتتاح السهم، سعر الإغلاق، أعلى سعر، أدنى سعر، وفكرة سريعة عن المجال السعري بين الافتتاح والإغلاق، وكذلك بين أعلى وأدنى سعر حققه سعر السهم خلال الفترة المعنية المطلوبة، والتي يحددها تردد الرسم، فمثلا لو طلب من يقوم بالدراسة أن يكون تردد الرسم يوميا فسوف تعطي كل شمعة يابانية حقيقية المعلومات الكافية عن ذلك اليوم، وفي حالة رغب معد الدراسة معلومات أسبوعية عن السهم، يحدد تردد الرسم بالأسبوع وهكذا.
مكونات الشمعة اليابانية
تتكون الشمعة اليابانية الحقيقية من ثلاثة عناصر رئيسية، وهي:
أولاً: جسم الشمعة الذي يوضح التذبذب بين سعري الافتتاح والإغلاق.
ثانياً: ظل الشمعة العلوي، والذي يعلو جسم الشمعة، وهو عبارة عن خط مستقيم يمتد فوق جسم الشمعة، وتمثل قمته أعلى سعر ارتفع إليه سعر السهم خلال فترة الدراسة.
ثالثاً: وفي أسفل جسم الشمعة ظلها الآخر، والذي يبين قاعه أدنى سعر انخفض إليه السهم خلال الفترة.
وإذا نقص أحد أو بعض العناصر للشمعة الحقيقية، والتي جرى ذكرها آنفا، فهي تفقد مسمى الشمعة الحقيقية، ولا تعتبر شمعة متكاملة، كما في حالة الشموع: المطرقة، علامة زائد، والرجل المشنوق.
وجسم الشمعة إما أن يكون أخضر (أبيض)، في إشارة إلى أن سعر السهم افتتح على ارتفاع، أي أن سعر السهم افتتح ثم ارتفع، وفي حالة كان لون جسم الشمعة أحمر (أسود)، فإن هذا يعني أن سعر السهم افتتح على انخفاض، أي افتتح ومن ثم بدأ بالانخفاض.
من هذه المقدمة يتبين أن الشمعة تعكس بشكل سريع الحركة التي تطرأ على سعر السهم خلال الفترة المعنية بالدراسة. فأي متابع لمثل هذه الرسوم يستطيع وبكل بساطة أن يقرأ حركة السهم دون الرجوع إلى أية أرقام.
قراءة الشموع اليابانية
بالنظر إلى الرسم أدناه لمجموعة من الشموع اليابانية، يستطيع القارئ أن يتعرف على بعض أنواع الشموع اليابانية كما يأتي:
في اليوم الأول، شمعة يابانية حقيقية مندفعة، افتتح فيها السهم على سعر 524 ريالاً، ارتفع بعد ذلك إلى 533 ريالاً، ومن ثم انخفض إلى 521 قبل أن يغلق على 531 ريالاً.
في اليوم الثاني والثالث، شمعة يابانية متراجعة، فقد افتتح سعر السهم على انخفاض، فبدأ السعر عند 533 ريالاً ومن ثم انخفض إلى 531، ارتفع بعد ذلك إلى 540 قبل أن يغلق على 534 وهو تقريبا نفس سعر الافتتاح.
في اليوم الرابع، شمعة يابانية حقيقية متراجعة، فقد افتتح السهم على 532,5 ريالاً، انخفض بعد ذلك إلى أدنى مستوى له ذلك اليوم عند 521، فعاود الارتفاع بعد ذلك ليصل 536 قبل أن يغلق على 526 ريالاً.
في اليوم الخامس، أعتقد أن القارئ يستطيع أن يقرأ أداء السهم خلال بقية الأيام.
نماذج الشموع اليابانية
مسميات وأيضا نماذج الشموع اليابانية كثيرة ومتشعبة ولا أعتقد أنها تعني الكثيرين من القراء المبتدئين، فهي مخصصة للمحللين والمحترفين، والمنظرين، وسنقتصر هنا على ما يهم القارئ المبتدئ، ولن تعنينا المسميات، التنظير، أو السرد القصصي في هذا الموضوع، والذي ربما يشط بالقارئ غير المحترف وغير الأكاديمي، كما أن التعريفات غير ضرورية على الأقل في هذه المرحلة، بل المهم التركيز على ما يعني أو يشير إليه كل نموذج.
يوجد نحو عشرة أنواع من الشموع اليابانية، وكذلك أكثر من 40 نموذجا، بعضها لا ينطبق على الأسهم السعودية، حيث حدد التذبذب بنسب لا تتجاوز 10 في المئة صعودا أو هبوطا خلال يوم تداول، مثل الشمعة الطويلة، سواء كانت البيضاء أو السوداء، كما أن هناك نماذج نادرا ما تتكرر، حتى في الأسهم العالمية، والبقية من نماذج الشموع اليابانية ليست ذات معنى حقيقي للمضارب.
أما النماذج التي لها دلالة على أداء سعر السهم في اليوم التالي وهي تسعة نماذج فقد تم التركيز عليها بشكل معقول في هذه العجالة، فكل من هذه النماذج غالبا ما يضم إما أربع شموع حقيقية إحداها صغيرة، أو ثلاث شموع حقيقة، والرابعة غير حقيقية، أو ثلاث شموع حقيقية إحداها شمعة غير مغمورة، والشمعة الحقيقية هي التي يكون له جسم حقيقي وظلان عاديان، بينما الشمعة غير الحقيقية هي التي لا تشتمل على عناصر الشمعة، مثلا يكون لها ظلان فقط دون جسم، أو يكون لها ضل واحد، وأما الشمعة المغمورة أو المبلوعة فهي الشمعة التي تحتويها الشمعة الكبيرة السابقة بجسمها أي أن الشمعة الصغيرة وظليها لا يتجاوزان طول جسم الشمعة الطويلة السابقة وفي هذه المرحلة لسنا معنيين بالألوان أو الترتيب أو الأسماء بقدر اهتمامنا بمفهوم هذه النماذج، وماذا تعنيه بالنسبة للسهم مجال التحليل أو السوق ككل، والآن لنبدأ بالتفريق والتلوين والتعرف على النماذج:
أولاً: ثلاث شموع حقيقية خضراء (بيضاء) يتبعها شمعة صغيرة حقيقية حمراء (سوداء)، هذا النموذج يشير إلى أن سعر السهم سوف يتراجع في اليوم التالي، فبالنسبة للمضاربين الذين لديهم تسهيلات بنكية ومحافظهم متخمة، عليهم توخي جانب الحيطة والحذر، وتقليص كمية السهم الذي يتسم بهذا النموذج في اليوم التالي.
ثانياً: شمعتان حقيقيتان خضر، تليهما شمعة حقيقية حمراء قصيرة، تبتلعها شمعة حمراء حقيقية طويلة، هذا يعني أن السهم، ربما يفتح على انخفاض، للتنبيه لمن يضاربون على المارجن، وأصحاب التسهيلات البنكية.
ثالثاً: ثلاث شموع حقيقية حمراء (سوداء)، يتبعها شمعة صغيرة حقيقية خضراء (بيضاء)، هذا نموذج اندفاعي لسعر السهم، أي الشراء، لأن المشترين باتوا أكثر من البائعين، فيجب شراء السهم، والنموذج كما في الشكل التالي.
رابعاً: ثلاث شموع حقيقية حمراء طويلة، تتبعها شمعة غير مكتملة، على شكل علامة زائد (+) ، هذا يعني أن السوق ستفتح على ارتفاع في اليوم التالي.
خامساً: ثلاث شموع حقيقية حمراء، اثنتان منهما طويلتان والثالثة صغيرة، تبتلعهم شمعة حقيقية خضراء طويلة، هذا يشير إلى أن سعر السهم سيفتح على ارتفاع في اليوم التالي.
سادساً: ثلاث شموع حقيقية خضراء، تتبعها شمعة غير مكتملة، على شكل علامة زائد (+) ، هذا يعني أن السوق ستفتح على انخفاض، في اليوم التالي، فعلى المضاربين على المارجن وأصحاب التسهيلات تقليص كمية هذا السهم.
سابعاً: ثلاث شموع حقيقية خضراء اثنتان طويلتان والثالثة صغيرة، وتبتلع الصغيرة شمعة حقيقية حمراء طويلة، هذا يشير إلى أن سعر السهم سيفتح على انخفاض في اليوم التالي.
تطبيقات الشموع اليابانية
على الأسهم السعودية
يمكن لأي قارئ، إذا كان يستطيع استعمال برنامج الجداول المحاسبية إكسل «EXCEL» من تأسيس الرسوم البيانية على الأسهم السعودية بواسطة الشموع اليابانية بنفسه، وتطبيقها بقراءة البيانات على أي أسهم، حتى يستنتج أداء السهم من التغيرات التي عادة ما تكون شبه منتظمة، وذلك حسب الخطوات التالية:
1) من بين البرامج في قائمة البدء على الجهاز، اختر برنامج إكسل. جهز قائمة بأسعار السهم الذي تود إعداد رسمه على الشموع اليابانية حسب الجدول أدناه، وفي حالة الرغبة في عمل جدول لمدة أطول يمكنك ذلك بعدد زيادة حقول الأسعار.
الفترة المرغوب تمثيلها بيانياً
1) ظلل الأسعار على القائمة، مبدئيا دون البيانات الأخرى فقط الأرقام، وعلى برنامج «اكسل»، اختر إيقونة «الرسوم»، ومن قائمة الرسوم اختر «الأسهم»، تظهر لك بعد ذلك قائمة الرسوم ومن ضمنها الشموع اليابانية. انقر على لوحة خيار الرسوم بالشموع اليابانية.
2) انقر على «إيقونة» النهاية: فيكمل «إكسل» رسم البيانات.
3) حدد المكان الذي ترغب وضع الرسم فيه، واضبط الحجم الرسم كما تريد.
بعد الانتهاء من الرسم، ابحث عن أي من النماذج السابقة، وحاول تطبيقها على الأسهم التي لديك، ليكن ذلك يوميا بإضافة كل يوم على قائمة الرسم السابقة وحذف اليوم السابق ومن ثم البحث عن أي من النماذج المذكورة أعلاه، عساك أن تتفادى أي خسارة لا قدر الله.
للمضاربين فقط:
1- النموذج الغامر المندفع ENGULFING BULLISH
إذا تراجع السهم بشكل ملموس، مثلا بنسبة 3 في المئة أو أكثر، خلال يومين متتالين ومن ثم تراجع في اليوم الثالث بنسبة أقل، وابتلع هذه التراجع في اليوم صعود قوي في اليوم الرابع، فمن المحتمل جدا أن يرتفع السهم في اليوم الخامس، حيث أن السهم ربما يكون قد وصل القاع.
2- نجمة المساء المتراجعة EVENING STAR BEARISH
نموذج يتكون عندما يندفع السهم بشكل قوي في يومين متتالين، ويتراجع في اليوم الثالث بشكل ضعيف ويتبع ذلك في اليوم الرابع تراجع كبير، فهذا يشير إلى أن السهم مرشح للتراجع في اليوم الخامس، السهم وصل مداه من الارتفاع.
3- نموذج هرامي المتراجع (HARAMI BEARISH)
في حال اندفع السهم ثلاثة أيام متتالية وتراجع بشكل طفيف في اليوم الرابع فالسهم سيعاود التراجع في اليوم الخامس.
4- نموذج هرامي المندفع (HARAMI BULLISH)
عندما يتراجع السهم بشكل ملموس لثلاثة أيام متتالية ويتبع ذلك صعود بسيط في اليوم الرابع، فمن المتوقع اليوم الخامس أن يرتفع السهم.
5- شمعة دوجي DOJI شمعة ليس لها جسم، على شكل علامة زائد (+)، أي أنها شمعة غير حقيقية، فإذا اقترنت هذه الشمعة بثلاث شمعات حقيقية فإنها تغير مسار سعر السهم، مثلا إذ جاءت نجمة دوجي بعد ثلاث شموع يابانية حقيقية خضراء مندفعة، فسعر السهم مرشح للانخفاض في اليوم التالي، وإذا تبعت هذه الشمعة (دوجي) ثلاث شموع يابانية حقيقية حمراء متراجعة، فإنه من المرجح أن يرتفع سعر السهم في اليوم الخامس.
---------
عبد العزيز حمود الصعيدي - جريدة الرياض