المحافظ الكبيرة تضغط على نفسيات المتداولين وتفقد
Featured

24 كانون2/يناير 2008
تخلت سوق الأسهم السعودية خلال تداولات الأمس عن جزء كبير من مكاسبها التي وصلت إلى 766.04 نقطة والتي وصل خلالها المؤشر إلى مستوى 10104.58 نقطة وذلك خلال الربع ساعة الأولى من التداول. وخلال فترة التداول استمر المؤشر دون ذلك المستوى محاولا العودة فوق 10000 نقطة، قبل أن يهوي في النصف ساعة الأخيرة من التداول ويفقد جميع مكاسبه ويضيف عليها 154.7 نقطة، إلا أنه ارتد قبيل الإغلاق وعاد ليكسب 21.9 نقطة عند مستوى 9360.44 نقطة.
وبلغت القيمة الرأسمالية لسوق الأسهم السعودية عند إغلاق الأمس نحو 1.638 تريليون ريال، ونتيجة لعمليات البيع العالية التي طغت على قرارات المتعاملين خلال النصف ساعة الأخيرة، هوت القيمة الرأسمالية للسوق من 1.778 مليار ريال إلى 1.59 مليار ريال، لتفقد السوق بذلك قبيل الإغلاق بعشر دقائق نحو 188.2 مليار ريال، وتتمكن قبل الإغلاق من استرداد 48.8 مليار ريال، ليصل صافي الخسائر الرأسمالية للسوق أمس إلى 139.4 مليار ريال. ووصف محللون تحدثوا لـ"الاقتصادية" تخلي سوق الأسهم عن المكاسب التي حققتها أمس رغم الإغلاق الإيجابي لها، إلى الخوف العام الذي يسيطر على نفسيات صغار المتعاملين، والذي يأتي بسبب ضغوط مفتعلة من محافظ كبيرة تسعى إلى تحقيق أكبر عمليات تجميع في الأسهم، مستغلة هذا الخوف لتحقيق أهدافها. وأوضح نبيل المبارك المحلل المالي، أن حالة الاطمئنان العالمية وعودة الأسواق في آسيا واليابان للارتفاع، بعث إشارات لعودة المحافظ الكبرى للسوق السعودية والتي تدخل في بداية التعاملات، إلا أن تلك المحافظ لم تحقق أهدافها التجميعية كاملة، لذلك مارست ضغوطا في ختام التداولات مستغلة الحالة النفسية التي يعيشها صغار المتعاملين والمخاوف التي يساورهم خصوصاً أن لهم تجارب سابقة في انهيار سوق الأسهم السعودية في شباط (فبراير) 2006.

وقال، إنه بالنسبة للمضاربين الكبار من المنطقي أن يستغلون هذه الفرصة ويمارسون الضغط على صغار المتعاملين وذلك حتى يتمكنوا من شراء أسهمهم بأبخس الأثمان، وهم بهذا الضغط يعطون انطباعا بأنهم يبيعون في السوق، وما يحدث هو العكس تماما فهي عمليات تجميع احترافية. وحسب تقرير لبنك الرياض، انخفض المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع بنسبة 18.9 في المائة ليقفل عند مستوى 9360 نقطة، وهو أسوأ انخفاض أسبوعي منذ الأسبوع المنتهي في 11 أيار (مايو) 2006 عندما انخفض بنسبة 21.2 في المائة. وبذلك بلغت خسائر السوق 16.2 في المائة منذ بداية السنة، في حين حققت مكاسب بنسبة 40.9 في المائة في عام 2007.

من جهته أوضح حسن الشقطي المحلل المالي، أن الهبوط الأخير في السوق السعودية غير مبرر ومبالغ فيه، خصوصا أن السوق السعودية لا توجد فيها استثمارات أجنبية ولم يكن هناك خوف من هروب مثل هذه الأموال، بل هي أموال سعودية أو خليجية، بل من المفترض أن تعود السوق السعودية للارتفاع حتى أقوى من سوق دبي التي شهدت ارتفاعا بنسبة 10 في المائة وهي السوق التي يوجد فيها استثمارات أجنبية كبيرة، وعلى العكس في حالة استمرار أزمة الأسواق المالية، يفترض أن تكون السوق السعودية مأوى آمناً للاستثمارات.

وقال الشقطي، إن السوق السعودية معروفة أنها منغلقة على نفسها، وبالتالي هي آمنة من التقلبات التي تحدث في الأسواق العالمية، أيضا السيولة دائما تبحث عن الأسواق الآمنة وهو ما يتوافر في السوق السعودية تليها الأسواق الخليجية. وأضاف، إن التذبذب العالي في تداولات الأمس دليل على أن هناك من يستغل هذا الهبوط، ويسعى للضغط على السوق لإبقاء المسار الهابط، وأيضا هو استغلال للأزمة العالمية في إحداث نوع من الضغط المفتعل لتبرير هذا الهبوط.

K2_LEAVE_YOUR_COMMENT

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.

Top