وتظهر الدراسات أن لدى هذا الجيل تطلعات مختلفة عن الجيل السابق الذي كان في العمر نفسه أقل مديونية مع رواتب أعلى، حيث تبدي المؤسسات الفاخرة قلقا عميقا بشأن معرفة إذا ما كان هذا أفراد هذا الجيل سينفق القدر عينه من الأموال لاقتناء المنتجات الفاخرة بالمقارنة مع أهلهم.
ولا يمكن لقطاع السلع الفاخرة استبعاد هذا الجيل من مرمى نظره خصوصا أنه يعاني من تباطؤ في مبيعاته التي لم ترتفع سوى 1% فقط السنة الماضية ولا يتوقع أن تحقق أداء أفضل هذه السنة وفق تقديرات مجموعات “باين أند كومباني”، وقد كشفت شركة تصنيع المجوهرات “Tiffany” مؤخرا عن توقعات مخيبة للآمال كما أعلنت مجموعة “Burberry” البريطانية عن خطة لادخار النفقات.
زبائن غير أوفياء
وجاء في دراسة صادرة عن مجموعة “ديلويت” أن جيل الألفية يشكل فرصة للماركات الفاخرة، لكن استقطابه يتطلب “نسبة عالية من الاستثمارات .. فزبائنه أقل وفاء من أسلافهم لا سيما أن تعلقهم بالتكنولوجيات الرقمية يقدم لهم مزيدا من مصادر المعلومات وقاعدة أوسع من التأثيرات وخيارات أكثر تنوعا من علامات تجارية أقل كلفة”.
وترى ساره كوينلن من مجموعة “ماستركارد أدفايزرز” أن “قطاع السلع الفاخرة كان موفقا جدا لأنه وجد قاعدة زبائن مستعدة للانفاق غير أن السوق لم تعد كذلك اليوم”.
الهواتف الذكية بدل باعة المحلات
غير أن أثرياء النفط والأغنياء الجدد في بلدان مثل روسيا والصين حيث يتراجع النمو حاليا قد ينقلون الشعلة إلى أبناء جيل الألفية، فقد أطلقت “Burberry” في السنوات الأخيرة استراتيجية رقمية موجهة إليهم غالبا ما يضرب بها المثل في القطاع، وحذت “LVMH” حذوها مستعينة بخدمات أين روجرز المسؤول السابق في “Apple”.
وتعول الماركات الفاخرة خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي التي تستقطب الشباب مع نشر صور لها على “انستغرام” وخوض غمار “سناب شات”.
وبات التواجد على شبكة الانترنت مسألة حيوية، حتى لو كان الجزء الأكبر من المبيعات يتم في المتاجر المادية لكن في هذه الحالة أيضا يفضل الشباب البحث عن معلومات على هواتفهم الذكية بدلا من الاستعانة بالبائعين.
لكن إحدى المشاكل التي تواجهها ماركات مثل “Tiffany & Co” هي أنها تمثل للجيل الصاعد “نمط رفاه كان سائدا في عالم قديم لا يتماشى بالكامل مع أنماط العيش والقيم الحالية”، بحسب نيل ساوندرز من مجموعة “كونلومينو”.
للسفر والمآدب أفضلية
وفي هذا السياق ترى ساره كوينلن أنّ المسألة لا تكمن في خوض غمار مواقع التواصل الاجتماعي … التي تعد تحصيلا حاصلا … فالأهم هو اعتماد مقاربة متينة، والماركات الفاخرة لا تبذل برايها جهودا كافية لكي تدمج منتجاتها في نمط حياة جيل الانترنت.
وليست المسألة أيضا مسألة مداخيل فقط، فقد أشار تقرير “ماستركارد” إلى مستهلك يتخذ “قرارا مستنيرا” مفضلا الإنفاق على سفرات ورحلات ومآدب عشاء بدلا من شراء سلع فاخرة، وشدد نيك بوب على ضرورة أن تتكيف الماركات مع هذه التغيرات و”تعرض منتجات تقدم قيمة مضافة للمستهلك”.
ومن الحلول المقترحة فتح مقاه في المتاجر وتسليط الضوء على مسائل تعني المستهلك مثل التاريخ والمسار الصناعي والقيم الأخلاقية.