توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، أن تصبح سوق النفط العالمية أكثر توازنا في النصف الثاني من هذا العام، في الوقت الذي يساعد فيه تعطل بعض الإنتاج في نيجيريا وكندا على تقلص تخمة المعروض التي ضغطت على الأسعار بسرعة أكبر من المتوقع.
وقالت المنظمة في تقريرها الشهري، إن إنتاجها هبط بواقع 100 ألف برميل يوميا إلى 32.36 مليون برميل يوميا في مايو أيار بقيادة نيجيريا، وأبقت على توقعاتها بطلب موسمي أعلى على نفطها في النصف الثاني من العام وتقلص الإمدادات من خارجها. وقالت "أوبك" في التقرير "من المرجح أن يتقلص فائض المعروض في السوق خلال الفصول المقبلة"، مضيفة أن "تعطل بعض الإنتاج في نيجيريا وكندا أدى إلى تقلص الفجوة بين العرض والطلب في السوق بشكل ملحوظ وجعل العرض والطلب أكثر اتساقا مع بعضهما البعض في وقت أقرب مما توقعه كثيرون ما دعم الأسعار".
ويشير تقرير "أوبك" إلى فائض في الإنتاج قدره 160 ألف برميل يوميا في النصف الثاني من 2016، إذا ظلت المنظمة تضخ بمعدلات أيار (مايو)، لافتا إلى أن فائض الإنتاج بلغ 2.59 مليون برميل يوميا في الربع الأول.
وأبقت المنظمة على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2016 دون تغيير عند 1.20 مليون برميل يوميا في أيار (مايو)، كما أبقت على توقعاتها للطلب على نفطها في 2016 دون تغيير عند 31.49 مليون برميل يوميا. وكانت أسعار النفط شهدت هبوطا حادا منذ يونيو 2014، إذ كانت عند نحو 120 دولارا للبرميل، لتهوي إلى نحو 30 دولارا للبرميل مطلع العام الجاري قبل أن تعاود الارتفاع في فبراير.
وتنتج دول "أوبك" أكثر من 32 مليون برميل يوميا، بينما زاد الإنتاج من دول خارج "أوبك" مثل الولايات المتحدة وروسيا، فيما لم يزد الطلب على النفط بالوتيرة ذاتها، ما أدى إلى وجود فائض في المعروض بالسوق.
ومنذ هوت الأسعار، لم تعد "أوبك" مهتمة بخفض الإنتاج للحفاظ على نصيبها من السوق، خاصة مع زيادة إنتاج النفط الصخري في أمريكا الشمالية في الأعوام الأخيرة.
وحسب آخر أرقام مؤكدة للعرض والطلب بنهاية العام الماضي، تنتج دول العالم ما يقرب من ثلاثة ملايين برميل يوميا إضافية فوق مستوى الطلب. وأدى ذلك بدوره إلى زيادة المخزونات التجارية في الدول الصناعية الكبرى، خاصة الولايات المتحدة والصين.
ووصل الأمر مع زيادة المخزونات إلى توقف ناقلات نفط كثيرة في مياه البحار والمحيطات لا تجد منفذا للبيع ـ لتضاف حمولتها أيضا إلى المخزونات التجارية العالمية.
وتنتج أمريكا وروسيا حاليا ما يزيد على ثلثي إنتاج دول "أوبك" مجتمعة، مع الإشارة إلى أن نسبة كبيرة من الإنتاج الأمريكي تستهلك محليا، بينما أغلب إنتاج معظم دول "أوبك" للتصدير.
اقرأ أيضاً:
الفالح يعيد إحياء “أوبك” ويعد بأنها ستفعل أكثر بكثير من مجرد الكلام