كان موظفو إنتل Intel يشتكون منذ فترة طويلة من بيئة مكتبهم الكئيبة، لكن الأمر استدعى كونان أوبراين لإحداث التغيير. وخلال هذا الصيف، ضحك هذا الرجل الكوميدي كثيراً أثناء برنامجه التلفزيوني الذي يبث في وقت متأخر من الليل عندما بث تسجيلاً لجولته عبر المكاتب المكعبة الكئيبة خلال حقبة السبعينيات في مقرات إنتل في سليكون فالي— تكتمل بالأعمدة الداعمة المرقمة مثل مواقف السيارات (سي 14، إف 8، إتش 10، وما إلى ذلك).
وعندما لمس الحائط الرمادي، بحافة رمادية تتدفق لتصل إلى سجادة باللونين الرمادي والأزرق، قال أوبريان بوجه خال من التعبير، "إنني معجب بما فعلتم أيها الشباب بالألوان هنا. أعتقد أن اللون الرمادي يبدو رائعاً للغاية مع اللون الرمادي ويتناسب للغاية مع اللون الأزرق المائل إلى الرمادي." وبعدئذ، وهو يتقدم سائراً ليدور في بحر من المكعبات الرمادية، تمتم أوبريان قائلاً: "إنه أمر رائع، لا توجد خصوصية، وهو يتقدم سائراً ليدور في بحر من المكعبات الرمادية، تمتم أوبريان قائلاً: "إنه أمر رائع، لا توجد خصوصية، لا يوجد أمل."
اجتذب هذا المقطع أكثر من 50 ألف مشاهد على الموقع الإلكتروني يو تيوب You Tube. وعلى الأرجح أنه سرّع العمل في إعادة تصميم مكتب إنتل، وهو مشروع كانت الشركة تفكر ملياً فيه منذ عدة أشهر، ولكن ما زال يتعين عليها أن تحصل على الموافقة. للأسف، فإن تصميم المكتب الذي كان موضة شائعة ويتميز بتفكير متقدم قبل سنوات – كانت إنتل الشركة الأولى التي تضع جميع موظفيها بمن فيهم الرئيس التنفيذي في مكاتب مكعبة - أصبح اليوم عتيق الطراز بشكل محزن.
يقول الرئيس التنفيذي لإنتل، بول أوتيليني: "لقد كانت إنتل الرائدة في ثورة المكاتب المكعبة في السبعينيات. لقد ساهمت في تغذية الابتكار في ذلك الوقت." ويضيف: "أما اليوم، فإن التعاون أعمق وأوسع نطاقاً وأقل تقييداً من حيث الحدود المادية. أعتقد أنه آن الأوان لجعل بيئتنا المادية في تناغم مع احتياجاتنا للتعاون شخصاً لشخص في الزمن الفعلي."
قانون الصالة
من أجل تحديث مكاتبها، فإن عملاقة الرقاقات تخطط لإنفاق عشرة ملايين دولار على برنامج أولي مدته ثلاثة أشهر، لإعادة تصميم مساحات العمل في ثلاثة مرافق – مرفق في كل من كاليفورنيا، وأوريجون، وأريزونا. أما هدفها فهو: تحسين الإنتاجية، ورفع معنويات الموظفين، وتخفيض التكاليف.
كجزء من المشروع، فإن ما بين 25 في المائة إلى 50 في المائة من محامين، ومندوبي تسويق، ومهندسين في إنتل والبالغ عددهم 1150 شخصاً ويعملون في هذه البنايات، سوف يتخلون عن المكاتب المكعبة المخصصة لهم. وبدلاً من ذلك، فسوف يضعون ممتلكاتهم الشخصية في خزانات، ويحصلون على مكاتب، ولوحات بيضاء، وكراسي بذراعين محشوة في مناطق مشتركة ملونة أكثر على غرار مقهى ستاربوكس، توزع على أساس من يحضر أولاً يحصل على المكان.
ولإجراء مكالمات هاتفية خاصة، فإن قاطني هذه المكاتب المزودة بكمبيوترات محمولة سوف يستخدمون حجيرات هاتف زجاجية، تتسع لنحو أربعة أشخاص، أو غرفة مراقبة لقاعات المؤتمرات—غير متاحة للحجز المسبق. وسوف يتميز كل طابق بغرفة استراحة، بمنطقة للمطبخ والقهوة والصودا اللذين يقدمان مجاناً. وفي مكان قريب، سوف يجلس الموظفون على مقاعد أشبه بمقاعد البار، حول شاشة تلفزيون بلازما كبير معلقة على حائط نصف دائري ملون. وبطبيعة الحال، ستتوفر منافذ ووصلات كثيرة للإنترنت متاحة لكل شخص يريد أن يجلب معه كمبيوتر محمولاً. يقول نيل تونمور، مدير الموارد البشرية في إنتل والمسؤول عن إعادة التصميم: "إنه أشبه ما يكون بالسير في صالة المطار".
الاتجاه إلى أن تكون المكاتب المكعبة متناثرة
تحاول إنتل أن تلحق بجيرانها في سليكون فالي، بمن فيهم جوجل، التي تتميز بنايتها جوجل بلكس GooglePlex بأسقف عالية، وحواجز زجاجية، وألوان ممتعة (ناهيك عن البيانو في الصالة). تمثل مكاتب جوجل منذ فترة طويلة إغراء للمتقدمين إلى الوظائف وهو أمر تفتقر إليه إنتل. وبطبيعة الحال، كانت جوجل الأصغر حجماً قادرة على ابتكار مساحاتها للعمل من الصفر. بينما تقع إنتل في واجهة الشركات الأمريكية الراسخة ـ الحرس القديم الذي كان قائماً منذ عدة عقود ويحاول الآن أن يجلب مساحات مكاتبه إلى واجهة الأوقات الحديثة.
يكمن عنصر النجاح الرئيسي في عدم التغيير كثيراً وبسرعة. سوف يبقى بعض موظفي إنتل في مكاتبهم المكعبة المعينة، ولكنها سوف تفتقر إلى النوافذ وسوف تحاط بحواجز طولها 52 بوصة بلون الكريما، أدنى بأكثر من قدم من الحواجز الحالية الرمادية. وسوف تتقلص أبعاد المكاتب المكعبة بنحو الثلث، إلى نحو 8 في 6 قدم، وتصبح أكثر تناثراً: يتميز المكتب النموذجي بمكتب صغير عصري من القيقب الخفيف بعلامات معدنية، وكرسي، وخزانة بجارورين على عجلات من أجل الملفات ويمكن وضع وسادة عليها لتصبح كرسياً لضيف ما.
لن تحتوي المكاتب المكعبة الجديدة على سلة للفضلات، إذ سوف يستخدم العاملون صواني للفضلات تعلو الطاولة، ومنها يحملون أكواب القهوة وأغلفة الحلويات إلى سلة فضلات رئيسية موقعها في المنطقة المشتركة. والفكرة وراء ذلك، والتي تم اختبارها فعلياً على 5 آلاف موظف في إنتل أيرلندا، هي تشجيع إعادة التدوير، وجعل الفئران والحشرات الأخرى جائعة إلى حد الموت، ومن أجل تبسيط وتسريع عملية جمع النفايات.
ذرة من تفاؤل الموظفين
إن الحواجز المكتبية بلون الكريما الزجاجية والأثاث الفاتح اللون، يجب أن ينتج عنه شعور بهيج. ويساهم في ذلك، وجود مصابيح ضوئية جديدة ساطعة أكثر. وسوف يحل محل الآجر الرمادي في السقف، آجر ملون بالأبيض. وسوف يعاد طلاء معظم الجدران الرمادية باللون الأبيض، وبينما سوف يعمل بعضها على إحياء البيئة بألوان بهية مثل الأصفر والأخضر والأرجواني والبرتقالي الفاتح – وفي بعض الأحيان العلامة التجارية لإنتل باللون الأزرق الساطع. يقول جون سكوفس، مدير التصميم في شركة التصميم جينسلر Gensler، التي ابتكرت المظهر الجديد لإنتل. جينسلر صممت أيضاً مكاتب لأنظمة سيسكو Cisco Systems، وهيوليت باكارد Hewlett-Packard.
وفي المناطق المشتركة، ثمة حواجز زجاجية معينة – بيضاء أو زرقاء – سوف تميز شعار إنتل. وسوف تكون المفاصل الأخرى من الزجاج المشبك والأسلاك، ما يشبه الرقاقات – مثل صحون السليكون التي تقطع منها إنتل رقاقات الكمبيوتر. يقول سكوفس: "في الوقت الحاضر، حالما تدخل البناية، فسوف تجد أنه عالم رمادي. وبعد التصميم، سيكون من الواضح أنك ستكون في فضاء إنتل."
سوف يزال السجاد الأزرق والرمادي ويوضع مكانه سجاد ملون بألوان الكريما والأصفر والبيج. ووقع الرئيس التنفيذي أوتيليني، الذي يسكن هو نفسه في مكتب مكعب قياسي، على خطة اللون. يقول تونمور: "سبب ميل بول إلى لوحة الألوان هذه هو أنها ليست أمام ناظريك، ويمكن أن تدوم 15 عاماً." ستكون الفرق في المواقع المختلفة على الاختيار من مجموعة الألوان والأقمشة.
ستمر المرافق في أوريجون وكاليفورنيا بمرحلة تجديد كاملة، وتحصل على أثاث جديد، وسجاد، ودهان. ولكن في أريزونا، لن يكون التجديد إلى هذا الحد. بدلاً من ذلك، سوف تختبر الشركة، ببساطة عن طريق تغيير مخطط الأثاث في شتى أرجاء المرفق. والفكرة وراء ذلك هي إدراك أي عنصر من عناصر التصميم الجديد يحدث الاختلاف الأكبر بالنسبة للموظفين.
تصاميم تعمل على تخفيض التكلفة
المتوقع أن يعمل التصميم الجديد على زيادة الإنتاجية، ورفع رضا العاملين، وتخفيض التكاليف. ووجد استطلاع حديث أجرته إنتل أن 60 في المائة من مكعبات الشركة فارغة في أي وقت يذكر. ويعمل معظم الموظفين من مكاتبهم بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع، والبقية تقضي الوقت في اجتماعات بعيدة عن الموقع أو تعمل من البيت. وباستخدام المساحة المشتركة، تأمل إنتل في إيواء عدد من الموظفين أكثر بنحو 20 في المائة في نفس المساحة، كما يستخلص تونمور.
ويمكن أن تنخفض التكاليف الأخرى أيضاً: وجدت سيسكو التي جربت مساحات العمل المرنة بمجموعة من 140 عاملاً قبل عدة سنوات أن نفقات أثاث مكاتبها انخفضت بنحو 50 في المائة، بينما انخفضت كل من تكاليف العقار وخدمة مكان العمل بنحو 37 في المائة. وازداد رضا الموظفين كذلك. يقول كريس كايت، وهو نائب رئيس في سيسكو: "يتمثل هدفنا في جعل الناس متحمسين ليس فقط إزاء العمل أنما أيضا بشأن القدوم إلى العمل." تخطط سيسكو إلى توسيع تجربتها لتشمل مكاتب أخرى في الشركة.
ومع الانتقال المتزايد للعمال، فإن العديد من الشركات بدأت بتجديد مكاتبها في العامين الأخيرين، حسبما يقول كيفين شافير، المدير والمدير الإداري في جينسلر. ويضيف: "يبدو أنه موضوع ساخن إلى حد ما في عالم الشركات."
أجواء تنافسية
هل سينجح التصميم الجديد بالنسبة لإنتل؟ حتى داخل الشركة، يبقى هذا الجهد مثيراً للجدل إلى حد كبير. ما قام تونمور بإيداعه حول المشروع مدونة داخلية، أصبح بسرعة المقال الأكثر مناقشة، بوجود أكثر من 150 تعليقاً في الصباح الأول. وبشكل مزعج للمصممين، بدأ الموظفون فوراً باستنباط استراتيجيات لاختطاف حجيرات الهاتف وغرف المؤتمرات غير المعينة لتصبح مكاتبهم الخاصة. واحدة من تلك الأفكار الذكية: تكليف مساعد ما بمسؤولية الاستيلاء على أفضل مكتب في الصباح الباكر، قبل أن يأتي المديرون. وخشي آخرون أن يزيد الوضع الجديد من مستويات الضجيج ويؤدي إلى مزيد من المقاطعات المتكررة.
رغم ذلك فإن الوضع الراهن لن ينجح أيضاً. فقد أظهر استطلاع داخلي شمل 4500 موظف أجرى في أيار (مايو)، أن 12 في المائة فقط من موظفي إنتل على قناعة بأن يتركوا بيئة عملهم كما هي. (بدأت دائرة الموارد البشرية في إنتل بالأخذ بعين الاعتبار إعادة التصميم بعد تلقيها العديد من شكاوى الموظفين، ومراقبة اختيار المتقدمين إلى الوظائف للعمل لدى شركات أخرى لديها مكاتب مريحة أكثر.) وأحب نحو 55 في المائة من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع، فكرة بيئة العمل المفتوحة والحواجز الأدنى ارتفاعاً. وأحب 33 في المائة آخرون تغيير الألوان ولكن ليس الحواجز الأدنى ارتفاعاً.
وسيتم تقييم التجربة التي ستدوم ثلاثة أشهر خلال عام 2008. فإذا كان رد الفعل إيجابياً، فربما تقرر إنتل في النهاية تجديد كافة مكاتبها، وهو مشروع قد تبلغ تكلفته نحو 300 مليون دولار في الولايات المتحدة فقط، حيث تملك إنتل مساحة مقدارها 6.5 مليون قدم مربع.
بطبيعة الحال، سوف يتأكد كانون أوبريان من أنه سيجد شيئاً ما يغيظ به إنتل حتى عندئذ.
وعندما لمس الحائط الرمادي، بحافة رمادية تتدفق لتصل إلى سجادة باللونين الرمادي والأزرق، قال أوبريان بوجه خال من التعبير، "إنني معجب بما فعلتم أيها الشباب بالألوان هنا. أعتقد أن اللون الرمادي يبدو رائعاً للغاية مع اللون الرمادي ويتناسب للغاية مع اللون الأزرق المائل إلى الرمادي." وبعدئذ، وهو يتقدم سائراً ليدور في بحر من المكعبات الرمادية، تمتم أوبريان قائلاً: "إنه أمر رائع، لا توجد خصوصية، وهو يتقدم سائراً ليدور في بحر من المكعبات الرمادية، تمتم أوبريان قائلاً: "إنه أمر رائع، لا توجد خصوصية، لا يوجد أمل."
اجتذب هذا المقطع أكثر من 50 ألف مشاهد على الموقع الإلكتروني يو تيوب You Tube. وعلى الأرجح أنه سرّع العمل في إعادة تصميم مكتب إنتل، وهو مشروع كانت الشركة تفكر ملياً فيه منذ عدة أشهر، ولكن ما زال يتعين عليها أن تحصل على الموافقة. للأسف، فإن تصميم المكتب الذي كان موضة شائعة ويتميز بتفكير متقدم قبل سنوات – كانت إنتل الشركة الأولى التي تضع جميع موظفيها بمن فيهم الرئيس التنفيذي في مكاتب مكعبة - أصبح اليوم عتيق الطراز بشكل محزن.
يقول الرئيس التنفيذي لإنتل، بول أوتيليني: "لقد كانت إنتل الرائدة في ثورة المكاتب المكعبة في السبعينيات. لقد ساهمت في تغذية الابتكار في ذلك الوقت." ويضيف: "أما اليوم، فإن التعاون أعمق وأوسع نطاقاً وأقل تقييداً من حيث الحدود المادية. أعتقد أنه آن الأوان لجعل بيئتنا المادية في تناغم مع احتياجاتنا للتعاون شخصاً لشخص في الزمن الفعلي."
قانون الصالة
من أجل تحديث مكاتبها، فإن عملاقة الرقاقات تخطط لإنفاق عشرة ملايين دولار على برنامج أولي مدته ثلاثة أشهر، لإعادة تصميم مساحات العمل في ثلاثة مرافق – مرفق في كل من كاليفورنيا، وأوريجون، وأريزونا. أما هدفها فهو: تحسين الإنتاجية، ورفع معنويات الموظفين، وتخفيض التكاليف.
كجزء من المشروع، فإن ما بين 25 في المائة إلى 50 في المائة من محامين، ومندوبي تسويق، ومهندسين في إنتل والبالغ عددهم 1150 شخصاً ويعملون في هذه البنايات، سوف يتخلون عن المكاتب المكعبة المخصصة لهم. وبدلاً من ذلك، فسوف يضعون ممتلكاتهم الشخصية في خزانات، ويحصلون على مكاتب، ولوحات بيضاء، وكراسي بذراعين محشوة في مناطق مشتركة ملونة أكثر على غرار مقهى ستاربوكس، توزع على أساس من يحضر أولاً يحصل على المكان.
ولإجراء مكالمات هاتفية خاصة، فإن قاطني هذه المكاتب المزودة بكمبيوترات محمولة سوف يستخدمون حجيرات هاتف زجاجية، تتسع لنحو أربعة أشخاص، أو غرفة مراقبة لقاعات المؤتمرات—غير متاحة للحجز المسبق. وسوف يتميز كل طابق بغرفة استراحة، بمنطقة للمطبخ والقهوة والصودا اللذين يقدمان مجاناً. وفي مكان قريب، سوف يجلس الموظفون على مقاعد أشبه بمقاعد البار، حول شاشة تلفزيون بلازما كبير معلقة على حائط نصف دائري ملون. وبطبيعة الحال، ستتوفر منافذ ووصلات كثيرة للإنترنت متاحة لكل شخص يريد أن يجلب معه كمبيوتر محمولاً. يقول نيل تونمور، مدير الموارد البشرية في إنتل والمسؤول عن إعادة التصميم: "إنه أشبه ما يكون بالسير في صالة المطار".
الاتجاه إلى أن تكون المكاتب المكعبة متناثرة
تحاول إنتل أن تلحق بجيرانها في سليكون فالي، بمن فيهم جوجل، التي تتميز بنايتها جوجل بلكس GooglePlex بأسقف عالية، وحواجز زجاجية، وألوان ممتعة (ناهيك عن البيانو في الصالة). تمثل مكاتب جوجل منذ فترة طويلة إغراء للمتقدمين إلى الوظائف وهو أمر تفتقر إليه إنتل. وبطبيعة الحال، كانت جوجل الأصغر حجماً قادرة على ابتكار مساحاتها للعمل من الصفر. بينما تقع إنتل في واجهة الشركات الأمريكية الراسخة ـ الحرس القديم الذي كان قائماً منذ عدة عقود ويحاول الآن أن يجلب مساحات مكاتبه إلى واجهة الأوقات الحديثة.
يكمن عنصر النجاح الرئيسي في عدم التغيير كثيراً وبسرعة. سوف يبقى بعض موظفي إنتل في مكاتبهم المكعبة المعينة، ولكنها سوف تفتقر إلى النوافذ وسوف تحاط بحواجز طولها 52 بوصة بلون الكريما، أدنى بأكثر من قدم من الحواجز الحالية الرمادية. وسوف تتقلص أبعاد المكاتب المكعبة بنحو الثلث، إلى نحو 8 في 6 قدم، وتصبح أكثر تناثراً: يتميز المكتب النموذجي بمكتب صغير عصري من القيقب الخفيف بعلامات معدنية، وكرسي، وخزانة بجارورين على عجلات من أجل الملفات ويمكن وضع وسادة عليها لتصبح كرسياً لضيف ما.
لن تحتوي المكاتب المكعبة الجديدة على سلة للفضلات، إذ سوف يستخدم العاملون صواني للفضلات تعلو الطاولة، ومنها يحملون أكواب القهوة وأغلفة الحلويات إلى سلة فضلات رئيسية موقعها في المنطقة المشتركة. والفكرة وراء ذلك، والتي تم اختبارها فعلياً على 5 آلاف موظف في إنتل أيرلندا، هي تشجيع إعادة التدوير، وجعل الفئران والحشرات الأخرى جائعة إلى حد الموت، ومن أجل تبسيط وتسريع عملية جمع النفايات.
ذرة من تفاؤل الموظفين
إن الحواجز المكتبية بلون الكريما الزجاجية والأثاث الفاتح اللون، يجب أن ينتج عنه شعور بهيج. ويساهم في ذلك، وجود مصابيح ضوئية جديدة ساطعة أكثر. وسوف يحل محل الآجر الرمادي في السقف، آجر ملون بالأبيض. وسوف يعاد طلاء معظم الجدران الرمادية باللون الأبيض، وبينما سوف يعمل بعضها على إحياء البيئة بألوان بهية مثل الأصفر والأخضر والأرجواني والبرتقالي الفاتح – وفي بعض الأحيان العلامة التجارية لإنتل باللون الأزرق الساطع. يقول جون سكوفس، مدير التصميم في شركة التصميم جينسلر Gensler، التي ابتكرت المظهر الجديد لإنتل. جينسلر صممت أيضاً مكاتب لأنظمة سيسكو Cisco Systems، وهيوليت باكارد Hewlett-Packard.
وفي المناطق المشتركة، ثمة حواجز زجاجية معينة – بيضاء أو زرقاء – سوف تميز شعار إنتل. وسوف تكون المفاصل الأخرى من الزجاج المشبك والأسلاك، ما يشبه الرقاقات – مثل صحون السليكون التي تقطع منها إنتل رقاقات الكمبيوتر. يقول سكوفس: "في الوقت الحاضر، حالما تدخل البناية، فسوف تجد أنه عالم رمادي. وبعد التصميم، سيكون من الواضح أنك ستكون في فضاء إنتل."
سوف يزال السجاد الأزرق والرمادي ويوضع مكانه سجاد ملون بألوان الكريما والأصفر والبيج. ووقع الرئيس التنفيذي أوتيليني، الذي يسكن هو نفسه في مكتب مكعب قياسي، على خطة اللون. يقول تونمور: "سبب ميل بول إلى لوحة الألوان هذه هو أنها ليست أمام ناظريك، ويمكن أن تدوم 15 عاماً." ستكون الفرق في المواقع المختلفة على الاختيار من مجموعة الألوان والأقمشة.
ستمر المرافق في أوريجون وكاليفورنيا بمرحلة تجديد كاملة، وتحصل على أثاث جديد، وسجاد، ودهان. ولكن في أريزونا، لن يكون التجديد إلى هذا الحد. بدلاً من ذلك، سوف تختبر الشركة، ببساطة عن طريق تغيير مخطط الأثاث في شتى أرجاء المرفق. والفكرة وراء ذلك هي إدراك أي عنصر من عناصر التصميم الجديد يحدث الاختلاف الأكبر بالنسبة للموظفين.
تصاميم تعمل على تخفيض التكلفة
المتوقع أن يعمل التصميم الجديد على زيادة الإنتاجية، ورفع رضا العاملين، وتخفيض التكاليف. ووجد استطلاع حديث أجرته إنتل أن 60 في المائة من مكعبات الشركة فارغة في أي وقت يذكر. ويعمل معظم الموظفين من مكاتبهم بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع، والبقية تقضي الوقت في اجتماعات بعيدة عن الموقع أو تعمل من البيت. وباستخدام المساحة المشتركة، تأمل إنتل في إيواء عدد من الموظفين أكثر بنحو 20 في المائة في نفس المساحة، كما يستخلص تونمور.
ويمكن أن تنخفض التكاليف الأخرى أيضاً: وجدت سيسكو التي جربت مساحات العمل المرنة بمجموعة من 140 عاملاً قبل عدة سنوات أن نفقات أثاث مكاتبها انخفضت بنحو 50 في المائة، بينما انخفضت كل من تكاليف العقار وخدمة مكان العمل بنحو 37 في المائة. وازداد رضا الموظفين كذلك. يقول كريس كايت، وهو نائب رئيس في سيسكو: "يتمثل هدفنا في جعل الناس متحمسين ليس فقط إزاء العمل أنما أيضا بشأن القدوم إلى العمل." تخطط سيسكو إلى توسيع تجربتها لتشمل مكاتب أخرى في الشركة.
ومع الانتقال المتزايد للعمال، فإن العديد من الشركات بدأت بتجديد مكاتبها في العامين الأخيرين، حسبما يقول كيفين شافير، المدير والمدير الإداري في جينسلر. ويضيف: "يبدو أنه موضوع ساخن إلى حد ما في عالم الشركات."
أجواء تنافسية
هل سينجح التصميم الجديد بالنسبة لإنتل؟ حتى داخل الشركة، يبقى هذا الجهد مثيراً للجدل إلى حد كبير. ما قام تونمور بإيداعه حول المشروع مدونة داخلية، أصبح بسرعة المقال الأكثر مناقشة، بوجود أكثر من 150 تعليقاً في الصباح الأول. وبشكل مزعج للمصممين، بدأ الموظفون فوراً باستنباط استراتيجيات لاختطاف حجيرات الهاتف وغرف المؤتمرات غير المعينة لتصبح مكاتبهم الخاصة. واحدة من تلك الأفكار الذكية: تكليف مساعد ما بمسؤولية الاستيلاء على أفضل مكتب في الصباح الباكر، قبل أن يأتي المديرون. وخشي آخرون أن يزيد الوضع الجديد من مستويات الضجيج ويؤدي إلى مزيد من المقاطعات المتكررة.
رغم ذلك فإن الوضع الراهن لن ينجح أيضاً. فقد أظهر استطلاع داخلي شمل 4500 موظف أجرى في أيار (مايو)، أن 12 في المائة فقط من موظفي إنتل على قناعة بأن يتركوا بيئة عملهم كما هي. (بدأت دائرة الموارد البشرية في إنتل بالأخذ بعين الاعتبار إعادة التصميم بعد تلقيها العديد من شكاوى الموظفين، ومراقبة اختيار المتقدمين إلى الوظائف للعمل لدى شركات أخرى لديها مكاتب مريحة أكثر.) وأحب نحو 55 في المائة من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع، فكرة بيئة العمل المفتوحة والحواجز الأدنى ارتفاعاً. وأحب 33 في المائة آخرون تغيير الألوان ولكن ليس الحواجز الأدنى ارتفاعاً.
وسيتم تقييم التجربة التي ستدوم ثلاثة أشهر خلال عام 2008. فإذا كان رد الفعل إيجابياً، فربما تقرر إنتل في النهاية تجديد كافة مكاتبها، وهو مشروع قد تبلغ تكلفته نحو 300 مليون دولار في الولايات المتحدة فقط، حيث تملك إنتل مساحة مقدارها 6.5 مليون قدم مربع.
بطبيعة الحال، سوف يتأكد كانون أوبريان من أنه سيجد شيئاً ما يغيظ به إنتل حتى عندئذ.