وقد سجلت أخر احصائية للتداولات العقارية، أصدرتها وزارة العدل قسم التسجيل العقاري، أرقاما متدنية للغاية سواء لأعداد أو قيم الصفقات، فيما شهدت بعض المحافظات أدنى معدل للتداول لها على الاطلاق من خلال بيع عقار أو عقارين فقط على مدار الأسبوع، وهي المحافظات التي كانت تشهد أعلى معدل للتداول، الأمر الذي يؤكد حالة الركود الشديد التي يعاني منها السوق، وما يترتب على ذلك من تخوف الملاك من الإقدام على عمليات البيع والشراء.
«القبس» من خلال هذا التقرير ترصد حركة نزول الأسعار في عدد من المناطق التي تحتل أهمية على مستوى مختلف مناطق البلاد تلك التي شهدت انخفاضات ملحوظة، مع مقارنة الأسعار اليوم، بالأسعار التي كانت عليها تلك العقارات قبل عام أي قبل ظهور المؤثرات الخارجية التي تسببت الواحدة منها تلو الأخرى في نزول العقارات.
شارع أحمد الجابر
نبدأ من شارع أحمد الجابر الذي يعتبر أحد أهم الشوارع التجارية والأغلى على مستوى جميع المناطق، ويضم هذا الشارع الآن عدداً كبيراً من مشاريع الأبراج الشاهقة التي تتراوح ارتفاعاتها ما بين 20 و40 طابقا، وكان هذا الشارع قد سجل خلال العام المنصرم أرقاما قياسية لسعر المتر المربع تراوحت ما بين 13 و16 ألف دينار، والآن وبعد أزمة البورصة وتقنين التمويل يشهد الشارع عروضاً للبيع بسعر 9 آلاف دينار للمتر المربع.
.. وفهد السالم
وكذلك هي الحال في شارع فهد السالم الذي يقع في قلب العاصمة في موقع قريب من الفنادق والأسواق التجارية حيث انخفضت مستويات الأسعار فيه من 11 ألف دينار للمتر، وهو اخر سعر تم البيع على أساسه قبل أشهر قليله، الى 9 آلاف دينار للمتر في عدد من العروض للبيع التي لا تجد من يشتريها الآن.
السالمية وحولي
أما عن منطقة السالمية، لا سيما شارع سالم المبارك الذي يعتبر أهم الشوارع التجارية على مستوى البلاد والذي وصل سعر المتر ما بين 3500 الى 4000 دينار، فقد ناله الركود الذي عم السوق العقاري وسجلت مجمعاته انخفاضا في السعر، حيث أصبح سعر المتر يتراوح ما بين 3000 و3500 دينار، وكذلك شارع العثمان الذي يعد أحد أكثر الشوارع التجارية المرغوبة للشراء في منطقة حولي والذي انخفض سعر المتر المربع فيه من 3200 دينار الى نحو 2300 دينار.
ولا بد من الاشارة هنا الى أن الكثيرين من ملاك العقارات التجارية في هذه الشوارع الشهيرة غير راضين عن مستويات الأسعار التي وصلت اليها عقاراتهم، ويرفضون البيع في ظل الأزمة الحالية للسوق، وما زالت تراودهم آمال عودة الأسعار الى المعدلات المرتفعة التي اشتروا بها. وتعتبر أغلب الأسعار التي تم رصدها في تلك الشوارع جاءت عن طريق عمليات المساومة والعروض، بالاضافة الى عدد من الصفقات التي اضطر أصحابها الى البيع نظرا لما لديهم من مديونية استحق موعد سدادها، ولم يجدوا أمامهم سوى البيع في ظل هذه الظروف التي يمر بها السوق والمستوى المتدني من الأسعار.
الأراضي الاستثمارية
على المستوى الاستثماري، شهدت الأسعار للأراضي الفضاء الاستثمارية انخفاضا لسعر القسيمة مساحة 750 مترا مربعاً قد وصلت الى سعر 750 ألف دينار، والآن تراجعت الى حدود 550 ألفاً، حيث كان سعر المتر في حولي والسالمية قد وصل الى ألف دينار والآن باتت المساومة على 800 دينار، وفي منطقة الجابرية شهدت الأراضي أيضا انخفاضا، حيث سجلت القسيمة مساحة 750 مترا مربعا سعر 350 ألف دينار بعدما كانت قد وصلت الى 450 ألفاً بداية العام الحالي.
المهبولة الاستثماري
وفي المهبولة الاستثماري والتي كانت تشهد أكبر طلب استثماري على الاطلاق خلال الفترة السابقة بدأت تشهد عروضاً كثيرة بلا مشترين، حيث انخفض سعر المتر بناء على ذلك بمقدار 200 دينار وبلغ 700 دينار بعدما كان قد وصل الى حد 900 دينار.
المناطق السكنية
على الصعيد السكني سجلت المناطق السكنية البعيدة غير مكتملة المرافق أدنى مستوى من الانخفاض حيث انخفض سعر القسيمة 400 متر مربع من 175 ألف دينار، وهو أخر سعر وصلته قبل القرارات الاسكانية والأزمات المتتالية التي واجهت السوق، الى 85 ألف دينار، حيث تشهد تلك المناطق عروضا عدة للبيع من دون شراء.
كما انخفضت أسعار منطقة العقيلة أيضا من 150 ألف دينار للقسيمة مساحة 400 متر مربع شارع واحد الى 100 ألف مع عدم وجود رغبة أيضا في الشراء، أما القسيمة شارعين بطن وظهر فكان سعرها 185 ألف دينار والآن هبطت الى 120 ألفاً.
تأثر طفيف يطال المناطق السكنية الداخلية
يبدو أن تأثر المناطق السكنية الداخلية بهذه التطورات كان طفيفا، لاسيما المناطق التي لم تشهد عروضا، والتي يطلق عليها «مسكرة» من العروض، وان وجدت بها العروض لا يشتريها الا أهل المنطقة ذاتهم، حيث تراوح تأثيرها ما بين 10 في المائة و15 في المائة انخفاضا، وتراجعت كثير من القسائم التي يزيد سعرها على المليون دينار بشكل أوضح.