في التحليل السابق ورد الرسم البياني "1 " والذي كان يعرض المسار الذي كان متوقعا أن تسيره أسعار النفط خلال الموجة الثانية الصاعدة. وبالمقابل يوضح الرسم البياني "2 " المسار الفعلي الذي سارته أسعار النفط خلال الموجة الثانية المذكورة. وكما يتضح فإن هذه الموجة أنهت مسارها عند قيمة 83 دولارا تقريبا وهو أقل من قمة الموجة B الكبرى، حيث لم تستطع تجاوز قمة الموجة B مما يؤكد استمرار النفط في موجته الهابطة الكبرى C التي تعيشها أسعار النفط حاليا. (الموجة C هي موجة من المستوى Primary، وقد ذكرنا في مقال سابق أنه يتوقع أن يتجاوز قاعها (على الأقل) قاع الموجة A السابقة وهو 33 دولارا وأنه ربما يكون قاعها عند قرابة 18 دولارا).
الموجة الثانية الصاعدة تكونت من موجتين فرعيتين صاعدتين وهما موجة W وموجةY بحيث تفصلهما موجة X الهابطة. اكتملت الموجة W عند القيمة 79.4 بعدها انتهت الموجة X عند القاع 71 وتلتها الموجة Y لتنهي النموذج المكون للموجة الثانية الصاعدة عند القيمة 83 دولارا. وكما يتضح من الرسم البياني 2، فإن هذه الموجة كونت النموذج Double Zigzag وهو النموذج الذي غالبا ما يتكون في مثل هذه الموجات.
لاحظنا كثرة الأخبار الإيجابية التي كانت تصاحب ارتفاع أسعار النفط في قمة الموجة الثانية الصاعدة وهو ما يحدث عادة في قمم الموجات الصاعدة و لكن بعد أن اكتملت الموجه الثانية الصاعدة عكس النفط مساره الصاعد وبشكل مفاجئ حيث دخل النفط في موجة هابطة (من مستوى intermediate) وهي الموجة الثالثة المتفرعة من موجة C المذكورة بالأعلى. ويتضح من الرسم البياني 3 أن سعر النفط أنهى موجة فرعية أولى صغيرة- حيث بلغ قاعها قرابة 70.75 دولارا للبرميل- وسيستمر في نزوله لتكوين نموذج هذه الموجة والتي غالبا ما تكون أشد الموجات عمقا في السعر (هبوطا في حالتنا هذه).
وخلاصة التحليل أن النفط ما يزال في موجته الهابطة الكبرى والتي تتخللها موجات صاعدة مؤقتة وهذا ما لاحظنا في المدة الماضية. النفط الآن ما زال في بداية الموجة الثالثة الهابطة والمتفرعة من موجة C. هذه الموجة الهابطة هي أشد الموجات نزولا وعمقا وهذا غالبا طبيعة هذا النوع من الموجات. يتوقع أن يكون قاع الموجة في مستوى الأربعينات أو الثلاثينات دولارا للبرميل وربما أقل. ولكن سوف تتخلل هذه الموجة موجات صاعدة ومؤقتة ما يلبث أن يعاود النفط مشوار هبوطه.