يشعر المستثمرون بالتشجيع والدخول في صفقات بفعل روح التفاؤل بعد صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية التي كانت أفضل من التوقعات، وبعد موسم أرباح الشركات الأمريكية الذي لقي قبولاً حسناً بصورة عامة لدى المستثمرين. وقد استعد المستثمرون الشجعان كذلك للرهان على ناتج إيجابي في الوقت الذي يسود فيه الغموض أية صفقة أوروبية للإنقاذ سيتم الكشف عن تفاصيلها يوم الأربعاء. ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز لعموم الأسهم العالمية بنسبة 2.2 في المائة في سوق كانت تدخل في تعاملات الموجودات الخطرة مع تقدم الجلسة.
اندفع اليورو بقوة بعد أن تراجع قليلاً في المرحلة الأولى من جلسة التعاملات، وقد سجل زيادة بنسبة 0.8 في المائة في مقابل الدولار ليصل السعر إلى 1.3894 دولار، في حين أن مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسة ويعتبر من الناحية التقليدية أن له علاقة عكسية بشهية المخاطر، تراجع بنسبة 1 في المائة. بل إن الدولار سجل في إحدى المراحل رقماً قياسياً متدنياً مقابل الين، حيث بلغ السعر 75.78 يناً، وفقاً لبيانات رويترز.
كانت السلع في وضع أقوى نسبياً، حيث ارتفع سعر خام برنت بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 109.95 دولار للبرميل، في حين أن الموجودات التي تعتبر في نظر المستثمرين على أنها ملاذات استثمارية آمنة، مثل سندات الخزانة الأمريكية وسندات الخزانة الألمانية، شهدت البائعين وهم يدفعون بالعوائد قليلاً إلى الأعلى بنسبة بضع نقاط أساس. كذلك ارتفع الذهب بنسبة 1.2 في المائة ليصل السعر إلى 1640 دولاراً للأونصة.
وفي وول ستريت ارتفع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بنسبة 1.9 في المائة ليصل إلى مستوى 1238 نقطة، وهو أعلى مستوى إقفال له منذ آب (أغسطس)، ويقع فوق مستوى المقاومة البالغ 1230 نقطة. وقد جاء الدفع الإضافي من تقارير الأرباح التي وقعت موقعاً حسناً من المستثمرين، من شركات جنرال إلكتريك، وهانيوِيل، وماكدونالدز.
ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 لعموم الأسهم الأوروبية بنسبة 2.5 في المائة، وذلك بسبب الاندفاع القوي في المؤشر الفرعي لأسهم القطاع البنكي، الذي سجل ارتفاعاً بنسبة 3.8 في المائة، في الوقت الذي يرى فيه المستثمرون أن المسؤولين الأوروبيين سيعلنون خلال الأيام القليلة الماضية عن آلية مساندة للحؤول دون انتقال عدوى السندات السيادية في منطقة اليورو.
على الرغم من المزاج العام الذي يتسم بالتفاؤل، سيكون المستثمرون مدركين أن أية أنباء أو أقاويل أو تكهنات ذات طابع سلبي أثناء فترة التقدم الذي تحققه منطقة اليورو في سبيل احتواء أزمة السندات السيادية في المنطقة يمكن لها أن تقلب المزاج العام وتجعله عرضة للتشاؤم.
يذكر أن هذا الجانب كان سمة أساسية صارخة لجلسات التعامل الأخيرة، حيث كانت الموجودات تتأرجح استجابة لتقارير تشير إلى التقدم أو الاختلاف في المحادثات.
مع ذلك كان من الملاحَظ أن وول ستريت يوم الخميس كان يبدو عليه أنه قادر على الهروب من براثن الخوف بخصوص منطقة اليورو وأن يشق الطريق لتحقيق المكاسب استناداً إلى تراجع المخاوف من أن الاقتصاد الأمريكي يمكن أن يواجه ركوداً مزدوجاً. وقد تعززت روح الجَلَد لدى المستثمرين بفعل التوسع المفاجئ في نشاط المصانع الأمريكية في منطقة الولايات الأطلسية الوسطى – وهو أقوى أداء لها منذ ستة أشهر – ويبدو أن هذه المشاعر حُمِلت إلى جلسة التعاملات يوم الجمعة.
مع ذلك يظل المتداولون يشعرون بالتوتر. صحيح أن مؤشر ستاندارد آند بورز 500 يقع الآن عند قمة نطاقه البالغ 120 نقطة على مدى شهرين ونصف، لكن مؤشر فيكس، الذي يعتبر مقياساً لمدى التقلب في وول ستريت وينظر إليه على أنه مؤشر واضح لمشاعر القلق لدى المستثمرين، يظل مرتفعاً عند مستوى 32 نقطة.
في وقت مبكر من جلسة التعاملات سجلت الأسواق الآسيوية مكاسب متواضعة في الوقت الذي ارتفعت فيه أسهم البنوك وشركات التكنولوجيا بفعل التفاؤل الحذر بخصوص صفقة إنقاذ شاملة لمنطقة اليورو خلال الأيام القليلة المقبلة.