وانتعش الذهب أمس مجتذبا بعض المشترين إثر تراجعه أكثر من 2 في المائة في الجلسة السابقة، فيما استمر الطلب الكبير على الدولار في دعم العملة الأمريكية مع تهافت البنوك الأوروبية على توفير سيولة من الدولار.ويؤكد لـ "الاقتصادية" الدكتور قصي الخنيزي ـ باحث ومستشار اقتصادي ـ أن أسباب ارتفاع النفط والذهب الدولار يعود إلى تفاقم أزمة ديون منطقة اليورو ووصول لجنة الدين الأمريكي إلى طريق مسدود. وارتفع سعر مزيج برنت في العقود تسليم كانون الثاني (يناير) أثناء التعاملات 1.47 دولار إلى 108.35 دولار للبرميل بعد أن هبط في أربع جلسات متتالية. وزاد سعر الخام الأمريكي الخفيف في العقود تسليم كانون الثاني (يناير) 1.44 دولار إلى 98.36 دولار للبرميل، مسجلا أعلى مستوى في الجلسة عند 98.49 دولار للبرميل بعد تراجعه في ثلاث جلسات متتالية. وانتعش الذهب مجتذبا بعض المشترين إثر تراجعه أكثر من 2 في المائة في الجلسة السابقة مدفوعا بصعود الدولار في حين يتوقع أن تظل المعنويات ضعيفة من جراء مخاوف بشأن أزمة الدين في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو. وتخلى المشرعون في الولايات المتحدة عن مسعاهم لكبح الدين المتنامي في البلاد أمس الأول ولكن وكالتي التصنيف "ستاندرد آند بورز" و"موديز" قالتا إنه لن يكون هناك خفض فوري لتصنيف البلاد الائتماني.
وتحدد سعر الذهب في جلسة القطع المسائية في لندن أمس عند 1699 دولارا للأوقية (الأونصة) ارتفاعا من 1697.50 دولار في جلسة القطع السابقة. وكان سعر الذهب عند الإغلاق السابق في نيويورك 1678.50 دولار للأوقية. واستقر الدولار قريبا من أعلى مستوى في ستة أسابيع مقابل سلة عملات أمس في حين نالت مخاوف من فشل السياسة على جانبي الأطلسي في احتواء أزمة الدين من الإقبال المستثمرين على المخاطرة.
واستعادت العملات التي يعتقد أنها تنطوي على مخاطرة أكبر بعض الخسائر بعدما تعرضت لضغوط واستمر الطلب الكبير على الدولار في دعم العملة الأمريكية مع تهافت البنوك الأوروبية على توفير سيولة من الدولار.
وفي أحدث تداولات نزل مؤشر الدولار 0.2 في المائة إلى 78.131 مقتربا من أعلى مستوى له يوم الإثنين عندما سجل 78.516. ودفع فشل لجنة أمريكية في التوصل لاتفاق بشأن خفض العجز في الميزانية المستثمرين للجوء لأكثر عملات العالم سيولة.
ويرى الخنيزي أن ارتفاع أسعار خام برنت طبيعي بالنظر للمتوسط الحسابي للخام في الفترة الماضية. وأعاد ارتفاع الذهب إلى لجوء المستثمرين إلى ملاذ آمن مما أثر على نفسيات الأسواق العالمية حيث إن معظمها منخفض. وزاد "هذا يدل على تخوف المستثمرين من تفاقم أزمة منطقة اليورو وارتفاع المخاوف من ركود السوق الأمريكية بعد وصول اللجنة المشكلة لحل أزمة الدين الأمريكي إلى طريق مسدود".
وذهب الباحث الاقتصادي إلى أن ارتفاع الدولار أمام اليورو يعكس نظرة المستثمرين للاقتصاد الأمريكي والاقتصاد الأوروبي، حيث إن ذلك يدل على أن المستثمرين متيقنون بأن أزمة الاقتصاد الأمريكي أخف وطأة من أزمة منطقة اليورو.
وتوقع أن يخسر الدولار على المدى المتوسط جزءا من قيمته أمام العملات الأخرى خصوصا إذا تم اللجوء إلى التيسير الكمي مرة أخرى، مضيفا أن تحركات الذهب في الفترة المقبلة تكون معاكسة للعملة الأمريكية.
ويرى الخنيزي أن "تعمق أزمة منطقة اليورو وتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني سيضغطان على أسعار النفط ويبدأ في التراجع".