-->

وزير البترول: السعودية تستطيع إنتاج مليوني برميل يوميا
Featured

17 كانون2/يناير 2012
فايز المزروعي من الدمام
أكد المهندس علي النعيمي وزير البترول، أن السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، تريد استقرار سعر النفط عند نحو 100 دولار للبرميل، محددا بذلك سعرا نموذجيا للمرة الأولى منذ نحو ثلاثة أعوام.

 

وقال المهندس النعيمي ''نأمل أن نحقق الاستقرار، ونبقي سعر النفط عند مستوى يبلغ نحو 100 دولار''، مشيرا إلى أنه بمقدور الرياض زيادة الإنتاج إلى نحو مليوني برميل يوميا، وبشكل شبه فوري.

وأوضح النعيمي، أن السعودية تستطيع بسهولة أن ترفع الإنتاج إلى 11.4 و11.8 مليون برميل يوميا، وبشكل شبه فوري في غضون أيام قليلة، وذلك مقارنة بأقل قليلا من عشرة ملايين برميل يوميا يتم إنتاجها حاليا.

وأضاف النعيمي، أن تصاعد التوترات بين إيران والغرب يبعث على القلق، ويعد عاملا سلبيا بالنسبة لأسواق النفط، لافتا إلى أن التصريحات الأخيرة ليست مفيدة لسوق النفط العالمية أو لسعر النفط، وأنها مبعث قلق حقيقي.

يشار إلى أن الرياض لم تحدد نطاقا مفضلا لسعر النفط منذ أن قالت إنها تفضله عند 75 دولارا للبرميل في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008، لكن النعيمي قال في فترة سابقة، إن ذلك السعر قد تقادم.

من جهته أرجع الدكتور راشد أبانمي، المحلل النفطي والخبير الاستراتيجي السعودي، ارتفاع سعر خام برنت أمس، إلى 111 دولارا، إلى الأجواء المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا التصعيدات الإيرانية الأخيرة، وتهديدها الصريح والمباشر لدول الخليج العربي بعدم تعويض نفطها، بسبب حظر الاتحاد الأوروبي استيراد النفط الخام من طهران، المزمع اتخاذه نهاية الشهر الجاري. وأوضح لـ ''الاقتصادية'' الدكتور أبانمي، رئيس مركز السياسات النفطية والتوقعات الاستراتيجية، أن أسعار النفط دائما ما تخضع للعوامل الجيوسياسية، والعسكرية، والتوترات حول منابع النفط والخشية من انقطاع الإمدادات، التي منها كما هو واضح حاليا التصعيدات الإيرانية الأخيرة ضد جاراتها الخليجية، بعد أن خسرت ورقة التهديد الأخيرة في أثناء مناوراتها العسكرية في الخليج العربي، المتمثلة في التهديد بإغلاق مضيق هرمز، التي قوبلت برد حاسم من أمريكا وأوروبا على أعلى مستوى، إلى جانب الاستهجان العالمي. وبين أبانمي، أن إيران تحاول الآن استخدام جميع الأوراق التي في جعبتها، لتبعد ردود الأفعال العالمية عن ملفها النووي الذي يعد السبب الأساسي لفرض العقوبات الأمريكية والأوروبية، لثني إيران عن تطوير قنبلة ذرية، مشيرا إلى أنه من ضمن الأوراق المتبقية لدى إيران لنقل التصعيد إلى جانب آخر، إلى جانب تهديد جيرانها، إعلان الحرس الثوري الإيراني البارحة الأولى، أن إيران ستقف إلى جانب النظام السوري ضد المطالب الشعبية، وأن إيران سترسل قوات إيرانية للدفاع عن النظام السوري بموجب اتفاقية الدفاع المشترك - على حد زعم إيران - في حال أي تدخل عسكري خارجي، وذلك عقب التصريحات القطرية بضرورة إرسال قوات عربية إلى سورية.

وقال أبانمي ''جميع هذه التهديدات أو التصعيدات من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات خيالية، لولا معاناة العالم من الأزمة المالية العالمية وبطء النمو في الاقتصاد الدولي حاليا، لافتا إلى أن تذبذب أسعار النفط بين الصعود والانخفاض وعدم استقرارها، لن يخدم الدول التي تعتمد بنسب كبيرة في دخلها على تصدير النفط كالدول الخليجية، وإنما يخدم دولا أخرى كروسيا التي لديها بدائل عديدة غير النفط في دخلها القومي، ومن مصلحتها ارتفاع الأسعار.

أمام ذلك، ارتفع سعر مزيج برنت 19 سنتا إلى 110.73 دولار للبرميل، وكان العقد الذي يحل أجله في وقت لاحق أمس، قد مني بخسارة أسبوعية بلغت 2.36 في المائة، وتقدم الخام الأمريكي 23 سنتا إلى 98.93 دولار للبرميل بعد أن تحدد سعر التسوية على انخفاض نسبته 2.82 في المائة للأسبوع الماضي.

وتأتي التهديدات الإيرانية الأخيرة لدول الخليج، التي استنكرها المجتمع الدولي، في وقت يقوم فيه زعماء من مستوردين آسيويين رئيسيين للنفط الإيراني كالصين واليابان وكوريا الجنوبية، بجولة في عدة دول في منطقة الشرق الأوسط، مما يمكنها أن توفر إمدادات بديلة، بينما تضغط الولايات المتحدة على دول لوقف استيراد النفط من طهران، لكن المكاسب جاءت محدودة لمخاوف بشأن الطلب بعد أن خفضت ''ستاندرد آند بورز'' تصنيفات الديون السيادية لتسع من دول منطقة اليورو.

وقال كين هاسيجاوا مدير تداولات المشتقات لدى نيو- إدج للسمسرة في طوكيو ''تحاول الولايات المتحدة حمل المشترين على وقف استيراد النفط من إيران في حين يدرس كل بلد خياراته ووضعه، إذ سيستمر هذا الوضع مصحوبا بتوترات عالية''.

من جهة أخرى اتفقت كوريا الجنوبية وسلطنة عمان، على التعاون لضمان استقرار إمدادات النفط والغاز لسيئول، حيث تشتري كوريا الجنوبية - أكبر خامس مستورد للنفط الخام في العالم - 10 في المائة من نفطها من إيران، و2 في المائة من عمان، إذ زار كيم هوانج سيك رئيس الوزراء الكوري الجنوبي، عمان في مطلع الأسبوع الجاري قبل توجهه إلى الإمارات لإجراء محادثات بشأن إمدادات النفط.

وأوضح مكتب رئيس الوزراء الكوري، أن كلا الجانبين وافق على التعاون بشكل وثيق لمواصلة التوريد المستقر للطاقة، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، والنفط الخام، في مواجهة عدم الاستقرار في الأسواق الدولية للنفط الخام، لافتا إلى أن السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، قال إن عمان ستتدخل للمساعدة إذا واجهت كوريا الجنوبية مشكلات في استيراد النفط الخام.

K2_LEAVE_YOUR_COMMENT

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.

Top