ووفقاً للمهندس سعيد الزهراني مدير الشؤون الهندسية في شركة صدق السعودية فإنهم كمستوردين رئيسيين لعديد من الأجهزة والمعدات الأوروبية لاحظوا تغيراً في سلوك الشركات الأوروبية، التي بدت مشوشة وغير واضحة في تعاملاتها مع المستوردين من جراء الأزمة التي تعيشها منطقة اليورو.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
لاحظ مراقبون أن بعض الشركات الأوروبية عمدت في الآونة الأخيرة إلى استخدام أساليب متعددة للتقليل من الخسائر التي قد تطولها من جراء تهاوي قيمة اليورو بسبب الأزمة التي تعيشها منطقة اليورو في الوقت الراهن، ومن هذه الأساليب فرض الالتزام بقيمة الشراء في العقود عند الطلب وليس عند تسليم البضائع كما جرت العادة.
وبحسب مراقبين، هناك شركات ترد على استفسارات المستوردين عن بعض الأجهزة والآلات والمعدات للراغبين في شرائها بالقول إنها غير موجودة في الوقت الراهن، وأنها ستكون جاهزة بين ستة وثمانية أشهر تقريباً، آملين تحسن قيمة اليورو والحصول على أسعار أفضل مستقبلاً. ووفقاً للمهندس سعيد الزهراني مدير الشؤون الهندسية في شركة صدق السعودية فإنهم كمستوردين رئيسيين لعديد من الأجهزة والمعدات الأوروبية لاحظوا تغيراً في سلوك الشركات الأوروبية، التي بدأت مشوشة وغير واضحة في تعاملاتها مع المستوردين من جراء الأزمة التي تعيشها منطقة اليورو. وأوضح المهندس الزهراني أن الشركات الأوروبية أصبحت تتفاوض على أسعار الشراء بعد ستة أو ثمانية أشهر من الآن؛ أي وقت تسلم المعدات وليس وقت توقيع العقود كما كان يحدث سابقاً، وفسر ذلك بقوله "أصبح الأوروبيون اليوم يطلبون الدفع بقيمة اليورو أثناء تسلم البضائع وليس عند الطلب كما كنا نتعامل من قبل، وهم بذلك يأملون تحسن قيمة اليورو التي وصلت مستويات قياسية في الفترة الأخيرة".
وأشار مدير الشؤون الهندسية في شركة صدق السعودية إلى أن شركات أخرى تنفي وجود الأجهزة والمعدات التي نطلبها ـ مع أنها متوافرة في الأصل ـ إلا أن ذلك نوع من الرهان على المستقبل وتحسن حالة اليورو المعتل في الوقت الراهن، ويضيف الزهراني "غالباً ما نتلقى وعوداً بإمكانية توفير ما نطلبه في غضون ستة أو ثمانية أشهر وهي مواعيد لم نكن نعهدها في الماضي وبدأنا نلمسها مع تفاقم أزمة الديون الأوروبية وانهيار قيمة اليورو فالبيع بهذه الأسعار يكلفهم كثيراً". إلى ذلك، يوضح تركي فدعق المحلل المالي ورئيس شعبة الاستثمار في بنك البلاد أن المحدد الرئيسي لوضع اليورو خلال العام الحالي هو ردة فعل الحكومات الأوروبية لمعالجة أزمة الديون التي تعصف بدولها، ويضيف "قامت الدول الأوروبية بعدة تحركات لمعالجة الأمر ونتوقع أن تقوم بمعالجات أخرى لذلك سعر اليورو مرتبط بالسياسات والطرق التي ستتخذها الدول خلال الفترة القادمة".
وفي تعليقه على ما تقوم به بعض الشركات الأوروبية لتلافي سعر اليورو المنخفض في الوقت الراهن، أشار فدعق إلى أن المستوردين السعوديين يستطيعون الاستفادة من انخفاض اليورو اليوم عبر تثبيت سعر الشراء أثناء العقود الحالية، وقال "يمكن لأي شركة عن طريق مستشار مالي الحصول على استشارة مالية ضد مخاطر أسعار الصرف وبالتالي يستفيد من الوضع الحالي لانخفاض قيمة اليورو".
وصعد اليورو لأعلى مستوى في ثلاثة أسابيع أمام الدولار في تعاملات متقلبة يوم أمس، بعدما تجاوزت نتائج استطلاع لقطاع الخدمات بمنطقة اليورو التوقعات وهدأت المخاوف من حدوث ركود، إلا أن السوق أزعجها انهيار محادثات لتفادي تخلف اليونان عن سداد ديون.
وأظهرت استطلاعات أن منطقة اليورو قد تتفادى الوقوع في الركود بفضل نمو مفاجئ لقطاع الخدمات عوض الانكماش المستمر في قطاع التصنيع هذا الشهر مما دفع اليورو لفترة وجيزة لأعلى مستوياته يوم أمس.