وقال العساف على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ''إن السعودية لا تفضل الأسعار شديدة الارتفاع''، لكنه عندما سئل في مقابلة تلفزيونية عن رأيه في أسعار النفط عند نحو 100 دولار للبرميل، قال ''أنا مرتاح لهذا المستوى كوزير للمالية''.
أمام ذلك، أظهر مسح لـ ''رويترز'' أمس، أن التوترات بين إيران والغرب دفعت التوقعات لمتوسط سعر النفط في 2012 إلى أكثر من 107 دولارات للبرميل. ووفقا لمتوسط توقعات 36 محللا ومستشارا شملهم الاستطلاع فسيبلغ متوسط سعر خام برنت في العقود الآجلة 107.30 دولار للبرميل هذا العام. وينطوي ذلك على زيادة قدرها 2.10 دولار فوق متوسط التوقعات البالغ 105.20 دولار في استطلاع كانون الأول (ديسمبر). وارتفع برنت قليلا عن 110 دولارات للبرميل أمس.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
أكد الدكتور إبراهيم العساف، وزير المالية أمس، أن الإمدادات الحالية في سوق النفط العالمية ''كافية''، مضيفا أنه راض بمستويات الأسعار الحالية. وقال ''سياستنا دائما هي أن يكون هناك استقرار، ولهذا وفرنا دائما طاقة إضافية للسوق وقمنا بدور خلال جميع الأحداث في السوق، ومن وجهة نظري الإمدادات كافية في الوقت الحالي''.
وأضاف العساف على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: إن السعودية لا تفضل الأسعار شديدة الارتفاع، لكنه عندما سئل في مقابلة تلفزيونية عن رأيه في أسعار النفط عند نحو 100 دولار للبرميل، قال ''أنا مرتاح لهذا المستوى.. كوزير للمالية''.
أمام ذلك، أظهر مسح لـ''رويترز'' أمس، أن التوترات بين إيران والغرب دفعت التوقعات لمتوسط سعر النفط في 2012 إلى أكثر من 107 دولارات للبرميل. ووفقا لمتوسط توقعات 36 محللا ومستشارا شملهم الاستطلاع فسيبلغ متوسط سعر خام برنت في العقود الآجلة 107.30 دولار للبرميل هذا العام. وينطوي ذلك على زيادة قدرها 2.10 دولار فوق متوسط التوقعات البالغ 105.20 دولار في استطلاع كانون الأول (ديسمبر). وارتفع برنت قليلا عن 110 دولارات للبرميل أمس. وبلغ متوسط سعره مستوى قياسيا قدره 110.91 دولار للبرميل العام الماضي.
وأظهر الاستطلاع، أن متوسط سعر الخام الأمريكي الخفيف سيبلغ 99.10 دولار للبرميل بزيادة 2.10 دولار من 97 دولارا للبرميل في استطلاع كانون الأول (ديسمبر). وبلغ متوسط سعر الخام الأمريكي الخفيف 100.55 دولار للبرميل منذ بداية العام الجاري. ويقول محللون: إن الضغوط التي تعرضت لها الأسواق هذا العام لا تختلف عن ضغوط العام الماضي عندما أبطل تعطل الإمدادات بسبب الصراع في ليبيا مفعول تفاقم أزمة الديون في منطقة اليورو. وبدأ العام الجاري بتهديدات من إيران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر به ثلث تجارة النفط العالمية، بينما فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على صادرات طهران من النفط. وبالعودة إلى فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، شهد اليوم الأول للمنتدى هجوما واضحا من النقابيين على الرأسمالية، بينما مال أصحاب البنوك إلى تحميل صناعة القرار السياسي مسؤولية الأخطاء. فيما أعلنت حركة ''احتلوا المنتدى الاقتصادي العالمي'' فشل المنتدى في التحرك بما يخدم وضع الاقتصاد العالمي، منتقدين تشدق القائمين عليه بالديمقراطية.
وأعلنت شاران بورو، الأمينة العامة للاتحاد الدولي للنقابات في مداخلتها ''أن النظام الرأسمالي الذي ساد العالم في القرن العشرين لم يعد صالحا للتطبيق في القرن العشرين بعد أن أدى إلى هوة سحيقة بين دول العالم''، معززة موقفها بما يعيشه العالم الآن ''من أزمة طاحنة فاقت تلك التي شهدها قبل أزمة الثلاثينيات في القرن الماضي مثل ارتفاع عدد العاطلين عن العمل وانتشار الفقر وضعف شبكة الضمان الاجتماعي''. وانتقدت محاولة بعض القوى المتمسكة بالنظم الرأسمالية إعادة هيكلتها مرة ثانية دون الاعتراف بالسلبيات.
في الوقت ذاته، طالبت النقابية البريطانية بضرورة إعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي برمته من دون أن تستأثر الرأسمالية بذلك المهمة متهمة هذا التوجه بالجشع، وطالبت بأن يجلس الجميع من عمال وموظفين وحكومات وممثلي الشركات على طاولة واحدة. وأوضحت أن جشع الرأسمالية يتمثل في إخفاء 15 ألف مليار دولار في ودائع ''اوف شور''؛ ما يعني ضياع ضرائب سنوية قيمتها 15 مليارا، مؤكدة ''أن التهرب الضريبي أصبح رياضة يتبارى فيها كبار الأثرياء''.
كما انتقدت بورو ''غياب البوصلة الأخلاقية في التعاملات الاقتصادية والخطط الداعمة لها؛ حتى تحول القطاع المالي إلى أشبه بأداة قتل موجهة ضد الجميع''، مشيرة إلى استقطاع أموال الضرائب لإنقاذ 29 بنكا عالميا تهمين على مسار الاقتصاد. في المقابل، دافع بريان موينيهان مدير بنك أوف أميركا في رده على ''النقابية'' عن سياسة البنوك واصفا إياها بأنها ''مرآة الحالة الاقتصادية العالمية وتسعى لتلبية احتياجات المجتمع من القروض والبطاقات الائتمانية''، لكنه اعترف بوجود تجاوزات في أداء بعض البنوك وتم القضاء عليها.
في الوقت ذاته، دافع دافيد روبنشتاين، رئيس مجموعة كارليل الأمريكية للاستثمارات، في كلمته عن الرأسمالية باعتبارها أنها ''تفوقت على الشيوعية والاشتراكية وحققت فائضا في الثراء والإنتاج والوظائف أفضل من أي نظام اقتصادي آخر''. وأوضح ''أن الأزمة الاقتصادية العالمية والركود الذي تعانيه الكثير من الدول جعل النقائص والسلبيات أكثر وضوحا'' من دون أن يوضح كيفية معالجة الأمر الواقع أو تصوره في تطور الأوضاع مستقبلا.
ولفت روبنشتاين إلى ''أن الرأسمالية لا يمكنها أن تتحكم في صعود وهبوط المؤشرات الاقتصادية بسبب التفاوت الكبير في الحالة الاقتصادية بين مختلف دول العالم''. بينما ألقى باللوم على صناع القرار السياسي ''لافتقارهم أسلوب القيادة الذي يحول دون ظهور عدم التوازن الاقتصادي بشكل كبير مثلما هو عليه الحال الآن، مطالبا الساسة بأداء دور حاسم''. كما طالب الاقتصادي الأمريكي بعدم تحميل الشركات والمؤسسات الكبرى مسؤولية السلبيات الناجمة عن الوضع الاقتصادي؛ لأن القوانين التي تحكم قواعد عملها غير واضحة، إلى جانب أن سياسة الإصلاحات تمر بمسار بطيء للغاية.
من جهتها، أعلنت حركة احتلوا المنتدى الاقتصادي العالمي أمس فشل المنتدى في التحرك بما يخدم وضع الاقتصاد العالمي، منتقدين تشدق القائمين عليه بالديمقراطية.
وشيدت الحركة بيوتا جليدية يقيم فيها أعضاؤها على بعد أمتار قليلة من مركز المؤتمرات الدولي الذي يشهد فعاليات منتدى دافوس احتجاجا على فلسفة المنتدى برمته وتعامله مع الأزمة العالمية.
ويقول لوارن مويري، أحد منسقي الحركة الاحتجاجية في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية: ''إن المنتدى يحاول أن ينصبّ نفسه متحدثا باسم الديمقراطية، لكن في ثياب الرأسمالية، إلا أن الواقع يشير إلى العكس؛ إذ يمثل المنتدى مصالح كبريات الشركات المستغلة فقط''. ويؤكد ''أن الرأي العام الدولي لا يعرف أن 109 شركات تدفع للمنتدى سنويا نصف مليون دولار كي تحشد هذا الكم الكبير من الخبراء والساسة وتمارس عملية غسل الأدمغة بالترويج لمبادئها وأفكارها، وهذا ليس من الديمقراطية في شيء''. ومن المتوقع أن تنظم حركة ''احتلوا'' ومعها منظمات غير حكومية مناهضة للعولمة وقفة احتجاجية يوم السبت تعبيرا عن تضامنها مع ضحايا العولمة، وتنديدا بسياسة الرأسمالية وما أفضت إليه من مشكلات.