ادارة اعمال

ادارة اعمال (87)

ارين تشو لماذا نحن مندهشون باستمرار بسبب ظهور الأزمات مثل الانهيار المالي الحالي، وما الدروس التي يمكننا تطبيقها عند معالجة هذه القضايا؟ وفقاً لمايك بيش، الأستاذ المتخصص في إدارة العمليات والمشاريع الاستثمارية فإن الأمر برمته يتخلص في المخاطر والشكوك – أو على الأقل في غياب الفهم للمبادئ الأساسية للمخاطر. ويقول بيش، وهو أحد مؤلفي كتاب «إدارة المجهول: منهج جديد لإدارة الشكوك والمخاطر العالية في المشاريع»: «إن الفكرة بأن الأسواق يمكنها أن تقيم المخاطر هي فكرة صعبة لأن المخاطر تعني أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين. وتتضمن المخاطر التنبؤ بشكل أساسي، أي التنبؤ بالحالات المستقبلية المحتملة للعالم. وأعتقد شخصياً أن من الواضح للغاية أنك إذا بحثت في الكتب حول تحليل القرارات والتوقع، فإنك ستجد أن التنبؤ أمر من الصعب تنفيذه». وإذا كانت المخاطر متأصلة فعلياً، فإن تنويع أو توزيع تلك المخاطر ربما لا يكون بالضرورة هو الحل. ويوضح بيش قائلاً: «عندما بدأوا بتشريح هذه المخاطر، سواء كانت مخاطر القروض العقارية في الولايات المتحدة، أو أي نوع من المخاطر وأي نوع من إنتاج هذه المخاطر، فإن محاولتهم بطبيعة الحال، أو أملهم، ينطوي على أنه بواسطة توزيع هذه المخاطر في شتى أرجاء العالم، وهم يفسحون المجال أمام الأشخاص لتنويع المخاطر، وبالتالي فإن التنويع سيكون دائماً أمراً جيداً، لأنني إذا قمت بالتنويع، فإنه لن يكون هناك حدث كارثي وحيد يمكنه أن يتعامل مع هذا الأمر». على أية حال، تم ابتكار، بغير قصد، المخاطر ذات الاعتماد المتبادل، بدلاً من ذلك، والتي قامت فعلياً بالهجوم على التنويع الأساسي، وأصبحت عرضة للإخفاقات المشتركة. وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى نشوء «عواصف مثالية». العودة إلى الأساسيات من أجل فهم التعريف الصحيح للمخاطر، على المرء أن يعود إلى الأساسيات. ووفقاً لبيش، فإن الأمر برمته يبدأ بإجراء واحد، حيث يقول: «إنك تتخذ إجراءً من نوع ما لأنك اتخذت قراراً. وأنت تتخذ هذا الإجراء ضمن عالم قائم، وبناءً عليه، فإن العالم كما هو.... وبعدئذ تحصل على حالة ما مستقبلية للعالم، وذلك هو السبب الذي اتخذت بناءً عليه الإجراء – لابتكار حالة ما مستقبلية للعالم». ويضيف: «إن حقيقة أن المستقبل مجهول، في الوقت الراهن، تعني أن علينا أن نتعامل مع المخاطر، وعلينا أن نتعامل مع المخاطر في الوقت الذي نتخذ فيه القرارات، ونمضي قدماً». لا تقم بأي افتراضات إن المنهج الكلاسيكي لإدارة المخاطر، حسبما يقول، يشتمل على ثلاث خطوات: الوقاية، والتخفيف، والتخطيط الطارئ. والناس في العادة مرتاحون لهذا النوع من المنهج النظامي، لأن الكائنات البشرية لا تحب الشكوك. ولكن تكمن هنا مشكلة: فعندما تنفذ تقييم المخاطر، عليك أن تقوم ببعض الافتراضات، إما ضمنياً أو بصراحة. يتعلق الافتراض الأول باحتمال حدوث «أحداث» معينة. ويقول: «إن أحد الأشياء التي علينا إدراكها هي أننا عندما، على سبيل المثال، نحدد ’الأحداث‘، فإننا فعلياً لا نحدد الأحداث، بل إننا نبتكر أحداثاً تعتبر تمثيلاً لحالات مستقبلية محتملة في العالم، وعلينا عندئذ أن نستجيب لها». إن هذه الحالات المستقبلية لا تتفق في الغالب مع الوضع الحالي الذي يمكن أن يفرض تحدياً أيضاً، حيث إننا لسنا جيدين في التنبؤ بالمستقبل. وسبب ذلك، حسبما يوضح بيش، هو أننا أيضاً لسنا جيدين في ابتكار أحداث تمثل الواقع. وهذا الفصل بين النماذج المدركة من العالم، واحتياجاتنا، هو الافتراض الثاني، فنحن نفترض أننا نستطيع التنبؤ بدقة التأثير المحتمل لهذه الأحداث على نتائجنا، وتأثير إجراءاتنا الطارئة على هذه الأحداث. الافتراض الثالث هو احتمال أن تحدث هذه الأحداث. ولكن بيش يوضح أن كل هذه مجرد احتمالات موضوعية، الأمر الذي يعني أنه لا يوجد احتمال فعلي، بل هو مجرد مقياس لفهمنا للعالم، وكيفية احتمال حدوث هذه الأحداث. تعلم من الأخطاء بناءً على ذلك، ماذا نفعل في عالم محفوف بالشكوك، وبالتالي بالمخاطر؟ ينصح بيش باللجوء إلى منهجين. الأول هو تعلم السلوك التكيفي، والثاني هو الانتقائية. يشير التعلم إلى تحسن عن الطريقة القديمة في تنفيذ الأمور. ويعني هذا التحديث الدوري لأية نماذج لدينا تتعامل مع الأحداث التي ابتكرناها، نماذج نستخدمها لابتكار سبب أو تأثير، واحتمالاتنا الموضوعية. والناس على أية حال، حسبما يقول، يفضلون تطبيق الموارد لتنفيذ الإجراءات – نمط التسليم – ومن ثم القيام فعلياً بتحسين النماذج التي تعتمد عليها الإجراءات. بعدئذ، هناك مسألة التغذية الراجعة. ويقول: «إن هذه التغذية الراجعة تقول لنا شيئاً ما. وإنها تقول لنا إنه إذا لم يكن حدثاً لم نتوقعه، فمن الأفضل أن نفهم لماذا لم نتوقعه، ولماذا لم يكن في قاعدة أحداثنا، وماذا يمكننا أن نفعل لتحسين نماذجنا». يمكن أن تكون الانتقائية أداة في غاية الأهمية لضبط النماذج القديمة. ويوضح بيش قائلاً: «إنها تخلق تكرارات أو بدائل متعددة يمكنها أن تتنافس مع بعضها البعض. والبدائل التي لا تنجح تفنى وتزول، وتلك التي تنجح تمضي وتواصل. ونحن نبدأ في أن نرى أن هذا يمكن أن يخلق على نحو سريع للغاية بدائل لم نتوقعها في بداية المشروع». إن الأمر الرئيسي هو ألا يتم تضليلك بشعور زائف من الأمان، وتعتقد أنك خططت لكل شيء. ويقول بيش: «لأن المشكلة هي أن الخطة الطارئة تصبح هي الخطة، وتصبح العالم الذي تعمل داخله، وتتجاهل كل شيء في الخارج كما لو أنه نيران من نوع ما تريد أن تطفئها». * إدارة المجهول: منهج جديد لإدارة الشكوك والمخاطر العالية في المشاريع‘، تأليف كريستوف لوش، وأرنولد ديمير، ومايكل بيش، من منشورات جون ويلي أند صنز.
جينا تراباني على مدار الأعوام الخمسة الماضية، كانت حياتي العملية محط حسد أصدقائي. فبينما يرتدون بزاتهم الخاصة بنشاط معين، ويحملون حقائبهم الجلدية، ويستخدمون وسيلة نقل معينة، فأنا أنهض لأعمل من المنزل. ولكن العمل مع الناس في مدن مختلفة، ومناطق بفارق زمني مختلف بأقل حد من الالتقاء وجهاً لوجه، يشكل مجموعة جديدة التحديات, والتواصل المستمر، والواضح هو مفتاح علاقة العمل الجيدة. وهنا بعض أفضل ممارسات العمل عن بعد على شبكة الإنترنت: اصقل مهاراتك في استخدام البريد الإلكتروني عليك أن تكون جيداً في متابعة صندوق بريدك الإلكتروني، وبخاصة إذا كنت في منطقة ذات فارق زمني مختلف. إذا كنت من العاملين عن بعد، فأعط الرسائل الواردة من مديرك أولوية قصوى، وحولها سريعاً. وكن واضحاً، ومختصراًَ في ردودك، وقم بتغطية كافة العناصر الأساسية من أجل تجنب الشد والجذب غير الضروريين. وإذا أرسل زميلك طلباً سيستغرق أكثر من يوم منك لترد عليه، فلا تتركه معلقاً. بل رد عليه باعتراف سريع: «هذا يبدو جيداً. وسأرد عليك بشأنه يوم الثلاثاء». كن حاضراً من خلال برنامج الرسائل الفورية، أو الدردشة المرتكزة على استخدام الشبكة إذا لم تكن تجلس في المكتب، يمكن أن تكون متاحاً للدردشة عن طريق برنامج الرسائل الفورية. وبينما الخدمات الكلاسيكية مثل أيم – AIM – AOL Instant Messenger، أو جوجل توك – Google Talk، أو ياهو مسنجر – Yahoo Messenger، يمكن أن تكون فعالة إذا كان زبونك يستخدمها أيضاً، فهنالك خيارات أخرى كذلك. فإن خدمات الدردشة الجماعية مثل كامبفاير – Campfire، هي خيار ممتاز عندما لا يريد زبونك أن يحمّل برنامج الرسائل الفورية – Instant messaging. تعاون على شبكة الإنترنت مع الأدوات التي تتناسب على أفضل وجه مع زبونك، ومشروعك من أجل عقود مكثفة، وطويلة الأجل، فإن تطبيقات إدارة المشاريع على شبكة الإنترنت هي الأفضل. وإن بيسكامب – Basecamp، يقدم محوراً مركزياً حيث يمكن لك، ولزملائك تسجيل الدخول فيه، وتدبّر قوائم المهام، ومتابعة الساعات المحسوبة، ومشاطرة الملفات، وإجراء محادثات على أساس كل مسألة على حدة. ومن أجل التعاون في مجال وثائق مكتبية فردية، جرّب جوجل دوكس – Google Docs، أو زوهو – Zoho، حيث يمكنك أن تدردش مع متعاونيك بينما تقوم بالتحرير والتدقيق. والكثير من تطبيقات الشبكة الخاصة بالأفراد تقدم كذلك حيزاً من المشاطرة والتعاون، وهي تشمل روزنامة جوجل – Google Calendar، وإيفرنوت – Evernote، ريميمبر ذي ميلك – Remember the Milk. اجر محادثات تفقدية صوتية أو صورية من السهل أن تنسى كيف يترابط الناس العاملون في مكانٍ ما معاً عن طريق إجراء محادثة صغيرة حول برّاد المياه، أو خلال فترات استراحة التدخين، أو الغداء. إن مكالمة هاتفية لعشر دقائق لا توفر عليك الوقت فحسب، ولكن يمكن أن تساعدك في التواصل بطريقة إنسانية. وإن صوت مديرك عن بعد، أو صوت الموظف الحر يقول: «كيف كانت عطلة نهاية الأسبوع؟»، أو «أهلاً بك من جديد بعد إجازتك»، يمكن أن تختصر شوطاً طويلاً في ترسيخ علاقة عمل فعالة. * المحررة المؤسسة لموقع لايفهاكر دوت كوم – Lifehacker.com، وهي مدونة أرشيفية يومية حول الإنتاج البرمجي والشخصي، ومؤلفة «طوّر حياتك: مرشد لايفهاكر للعمل على نحوٍ أدهى، وأسرع، وأفضل – Upgrade Your Life: The Lifehacker Guide to Working Smarter, Faster, Better».
ميخائيل آي. نورتون أستاذ مساعد في كلية هارفارد للأعمال في بوسطن. إن العمل ليس مجرد تجربة لها معنى، ولكنها كذلك تجربة تلقى رواجاً. فعندما تم التعريف بخليط الكيك الجاهز في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، فإن ربات البيوت قاومن ذلك: حيث كان الخليط سهلاً للغاية، لدرجة أنه تم التقليل من قيمة عملهن. وعندما غيّر المصنعون الوصفة، بحيث تتطلب إضافة البيض، ارتفعت نسبة الموافقة والتأقلم بصورة دراماتيكية. وبصورة ساخرة، فإن زيادة العمل المنخرط بالأمر، وهو ما يجعل المهمة شاقة أكثر، أدى إلى أعجاب أكبر. إن الدراسة التي أجريتها مع زملائي، دانيل موخن، من جامعة يالي، ودان أريلي، من جامعة ديوك، أظهرت أن العمل يعزز التعلق بالنتائج. فحين يؤسس الناس الأشياء بأنفسهم، من الرفوف، إلى بيع الدببة المصنعة خصيصاً حسب المواصفات المطلوبة، فإنهم يرفعون من شأن مبتكراتهم «الرديئة في الغالب». ونحن ندعو هذه الظاهرة بتأثير «إكيا»، كتشريف للمصنع السويدي الناجح على نحوٍ ملحوظ، حيث تصل منتجاته في العادة مع الحاجة إلى تجميع قطعها بعض الشيء. وفي واحدة من دراساتنا، طلبنا من الناس طي ورقة على الطريقة اليابانية، ومن ثم المقارنة بين ابتكاراتهم الخاصة بهم إلى جانب ابتكارات أناس آخرين. وكانوا يرغبون دوماً في دفع المزيد مقابل فن طي الورق على الطريقة اليابانية الخاص بهم. في الحقيقة، لقد كانوا مفتونين بابتكاراتهم غير المتقنة التي قيموها كفن طي ورق ياباني مصنوع من قبل خبراء. وحققنا كذلك في حدود تأثير إيكيا، مظهرين أن العمل يؤدي إلى تقييم أكبر فقط عندما يكون العمل مثمراً: فحين فشل المشاركون في إتمام مهمتهم المجهدة، تبدد تأثير إيكيا. وتشير دراستنا إلى أن المستهلكين قد يرغبون في دفع المزيد مقابل مشاريع تقوم بها بنفسك، ولكن هنالك توضيح مهم: إن الشركات التي تأمل بإقناع الزبائن بأخذ تكاليف العمل في الحسبان، على سبيل المثال، بدفعهم نحو خدمة ذاتية عن طريق قنوات الإنترنت، لابد أن تكون حذرة في توليد مهام صعبة بما يكفي لتؤدي إلى تقييم أعلى، ولكن ليست صعبة لدرجة ألا يتمكن الزبائن من إنجازها. وأخيراً، فإن تأثير إيكيا يتسم بدلالات أوسع بالنسبة للديناميكية التنظيمية : فإنه يسهم في تأثير التكلفة الغارقة، بينما يواصل المديرون في تكريس الموارد لمشاريع «فاشلة أحياناً»، حيث استثمروا فيها الأيدي العاملة لديهم، و لإغراض لا تتضمن الابتكار هنا، فإنهم يقللون من أهمية الأفكار الجيدة المطورة في مكانٍ آخر لصالح الأفكار المطورة داخلياً والرديئة أحياناً. وعلى المديرين أن يأخذوا في الحسبان دوماً، أن الأفكار التي أحبوها لأنهم استثمروا الأيدي العاملة لديهم فيها قد لا تكون ذات قيمة مرتفعة للغاية من قبل مساعديهم، أو زبائنهم.
راحيلا زعفر يقول باول سافو، خبير التكنولوجيا، ومستشار الزبائن الخاصين والحكومات حول العالم، «إذا كنت فعلاً مصمماً على إيجاد الفكرة التالية الجديدة، بحيث تؤقّتها بشكل صحيح لتحقق فرقاً، فإن الأمر يستغرق في العادة نحو 20 عاماً من الاكتشاف، حتى الانطلاق». وهنالك درس تنبؤ واحد مهم تعلمه خلال مرحلة طفولته حين حذّر مربياً للماشية بأن عليك أبداً ألا تسيء فهم وجهة نظر واضحة على بعد مسافة قصيرة. وإن سبب تأخير 20 سنة هو أن الابتكارات الجديدة تستغرق وقتاً ليتم اعتناقها، وضمها إلى الروتين المعتاد عليه الناس. وإن سر النجاح هو أن تعرف كيف تفشل بالطريقة الصحيحة، كما يوضّح سافو، مستشهداً بمثال عن وادي السيلكون، حيث يقول إن جزءا كبيراً من نجاحه بُني على حصيلة إخفاقات سابقة. «وقد كان يفشل بصورة مستمرة طوال 20 عاماً، اخرج واحصل على أموال المشاريع وابدأ العمل، فبالتأكيد سيكون ذلك نجاحاً مضموناً»، كما يقول سافو. وفي فترة الخمسينيات من القرن الماضي، كان التلفزيون مثل شبكة الإنترنت اليوم، فقد كانت لدى رجال المشاريع الحرة مبالغ مالية صغيرة ولكن مع أفكار كبيرة. وتحول المجتمع من عصر المعلومات الاستهلاكية إلى خبرات وتجارب شخصية، وتشبيك عن طريق مواقع مثل فيس بوك، ويوتيوب، وماي سبيس، وويكيبيديا. ويضيف هذا البروفيسور في جامعة ستانفورد أننا الآن على طرف مستدق «لاقتصاد مولد». «وإن المبدعين هم حيوانات اقتصادية، حيث إنهم في مسار يومهم العادي، يولدون أموراً، ويستهلكون أخرى. وإن المؤشر الحقيقي على هذا هو جوجل؛ فمن الممكن أن يعتقد أحدهم أنه يستهلك شيئاً، ولكنه بالفعل يولد شيئاً له قيمة لشخص آخر». مجتمع آلي يقول سافو إن على المبتكرين أن يراقبوا «المؤشرات»، أو «تلك الاتجاهات الصغيرة المتدلية من المستقبل بحيث يمكن أن ترشدنا». وهو يتنبأ بأن الرجال الآليين يمثلون الموجة التالية، بالارتكاز على الابتكار المعروف برومبا، المكنسة التي تشبه الرجل الآلي المعروفة لدى كثير من الأسر. وهو يقول إن اليابان استهدفت تلك الابتكارات منذ عقود نظراً إلى أنها أدركت أن مجتمعها هرم. وكان الحل هو أن تحظى بمزيد من الأطفال، وجذب المهاجرين، أو ابتكار الرجال الآليين للقيام بالعمل. وفي عام 1992 عندما وظّفت عملاقة الاتصالات آيه تي آند تي – AT&T، أول مشغل للنظام الذي أدرك خمس كلمات، فإنه أنقذ الشركة بما يوازي 200 مليون دولار سنوياً من تكاليف الطاقم. «وحين ترى مؤشرا، انظر إلى عناقيد المؤشرات التي تأتي مع بعضها»، كما يقول سافو، مستشهداً بتنبؤ مستقبلي بأن نصف الأميال التي تقطعها المركبات في الولايات المتحدة سنوياً، سيتم قطعها في مرحلة معينة في المستقبل من قبل الرجال الآليين. ومن حيث الانكماش الاقتصادي اليوم، كما يقول سافو «إن هنالك كومة كاملة من الكسارات تولدت» ومن الممكن تحويلها إلى ابتكارات، طالما أن الناس ليسوا خائفين من الفشل. عصر علماء الأحياء يقول سافو إن جزءا من تحدي الابتكارات «يبحث عن أنماط منسجمة في دورة التاريخ لرؤية ما يمكن أن يكون إلى الأمام». وهو يستخدم مثالاً حول كيفية عمل الكيمياء، والمكتشفات في أواخر فترة 1800 هيأت مرحلة التطوير لتكنولوجيا جديدة. وفي أواخر فترة الثلاثينيات من القرن الماضي، حلت الفيزياء محل الكيمياء كمجال مهيمن في العلوم، ولكن حل محلها أيضاً مجال من الإلكترونيات التي بدأت في فترة الخمسينيات من القرن الماضي. واليوم، على الأرجح أن الأحياء هي المجال الذي سيحل محل تركز النشاط العملي الذي كان متمركزاً للغاية في مجال الإلكترونيات. وبينما يتنامى الاهتمام بالمجالات الحيوية مثل الجينات البشرية، والحمض النووي، يقول سافو إن الأمر لا يدور حول التكنولوجيا الحيوية، ولكن بالأحرى «التفكير الحيوي»، وهو استخدام الطبيعة كنوع من الإلهام للنظر إلى المنتجات بطريقة جديدة بالكامل. نجد مثلاً أن نايك وآبل، على سبيل المثال، اتحدتا معاً لابتكار حذاء رياضة يخبر جهاز الآي بود بما يشغله، بالارتكاز على حساسات تتابع أداء اللاعب. وبينما يدمج المهندسون وعلماء الأحياء الأفكار، تستمر ابتكارات أكثر شخصية في الظهور. قوة المجموعات الاجتماعية ويوضّح الرئيس المؤسس لمجلس إدارة العلوم في سامسونج الأمر بقوله: «لأن ابتكاراتنا تتم على نطاق واسع، ومن ثورات اجتماعية، أو اضطراب سياسي، أو تحول عملي، أو تحول في مواقف الزبائن، أو أية ظروف بيئية ضخمة، فإن التحدي فعلاً هو كيف تأخذ فكرة بسيطة، وتربطها بروح العصر، بحيث تنطلق عملياً». وعلى الرغم من أن الابتكارات تواجه التحديات من قبل الكساد الاقتصادي، فلا توجد حجة لوقف الطاقة المبدعة. «إن شكوكنا هي صديقتنا في هذا الوقت»، كما يقول سافو. «ومن هذه الشكوك تأتي الفرصة، ويتم ذلك، إذا ما جلسنا بعيداً، وحصلنا على سياق لرؤية الفرصة». * تحدث باول سافو في الآونة الأخيرة في منتدى الابتكار العالمي الذي عُقد في مدينة نيويورك.
ليست لدينا كقراء سيطرة على مدى سرعة نمو الأسواق، أو مدى حكمة البنوك في الإقراض. وإذا كان كل ما لديك هو جدول بياني زاخر بالتوقعات ذات اللون الأحمر، فإن من السهل أن تصاب بالشلل من خلال الخوف، وكذلك مقاومة التغيير. ولكن إذا استجمعت بعضاً من قواك العصبية، فإن الأوقات الصعبة يمكن أن تتيح لك فرصاً حقيقية لفصل نفسك عن هذا الوضع اليائس. إن الشيء الوحيد المسبب للقلق زيادة على مسألة كثرة التغيير، هو القليل للغاية من التغيير. ويبدو أنه آن الأوان لإعادة التفكير في الاستراتيجيات التي اتخذتها شركتك منذ فترة طويلة، كما أنه وقت تحدي الحكمة التقليدية التي سادت صناعتك لعقود طويلة من الزمن. وهو، إضافة إلى كل ذلك، وقت دفع نفسك صوب التعلم، والنمو، والإبداع. وفيما يلي خمسة أسئلة ينبغي لقادة النشاطات العملية أن يوجهوها إلى أنفسهم، والى منظماتهم. وهي أسئلة تتحدث عن تحديات التغيير في لحظة يكون التغيير فيها أهم القضايا المطروحة. هل ترى فرصاً لا يراها منافسوك؟ يحب توم كيلي، المدير العام لشركة IDEO، اقتباس قول الروائي الفرنسي المعروف، مارسيل براوست، الشهير «إن الفعل الحقيقي للاكتشاف لا يتجسد في اكتشاف أراضٍ جديدة، وإنما بالرؤية من خلال عيون جديدة». وإن أعلى الشركات نجاحاً لا تكتفي فقط بالتفوق في المنافسة على غيرها، بل إنها تعيد تحديد شروط المنافسة من خلال تبني إحدى الأفكار النوعية الرئيسية. هل توصلت إلى كيفية مساعدة تاريخ منظمتك لها في تشكيل مستقبلها؟ إن روح الإبداع حسب قول عالم النفس جيروم برونر هو «معرفة كيفية استخدام ما تعرفه بالفعل حتى تبلغ ما يتجاوز ما تفكر فيه بالفعل». وقد لاحظت أن أعلى قادة النشاطات العملية الذين قابلتهم إبداعاً لا يهملون الماضي، وأنهم يعيدون اكتشاف، وتفسير الأمور التي حدثت في الماضي كوسيلة لتصور ما يمكن أن يحدث في المستقبل. هل يستطيع زبائنك الاستغناء عنك؟ إذا استطاعوا ذلك، فإن من المحتمل أن يستغنوا عنك بالفعل. وقد حدد الباحثون في مؤسسة جالوب سلسلة من الارتباطات بين الشركات وزبائنها بحيث يمكن أن تتدرج من الثقة إلى النزاهة إلى الفخر، وإلى العواطف. وتوجه جالوب سؤالاً بسيطاً لاستكشاف مسألة العواطف «هل يمكنك تصور عالم يخلو من هذا المنتج؟». وتبين أن أهم تحديات التغيير هو أن يصبح الشيء غير قابل للاستبدال. هل تحصل على أفضل المساهمات من معظم الناس؟ تأتي أفضل المساهمات الأشد فاعلية في أيامنا هذه من مصادر غير متوقعة، أي من «العبقرية المختبئة» داخل شركتك، ومن «العبقرية الجماعية» للزبائن، والمزودين، وغيرهم من الجهات المحيطة بشركتك. وتتطلب متابعة، وطرق أبواب هذه العبقرية أن تتذكر وأنت تحاول حل المشكلات أنك لا تملك جميع الحلول والأجوبة. هل تتعلم بالسرعة ذاتها التي يتغير بها العالم؟ قد يكون هذا هو السؤال الأشد إلحاحاً الذي يواجه قادة النشاطات العملية في مختلف المجالات. ولا يستطيع قادة النشاط العملي التوقف عن التعلم في عالم طبعه التغير الدائم: والمسألة، هي كيفية دفعك ذاتك كفرد، بحيث تستمر في النمو، والتطور، بما ينعكس على النمو والتطور داخل شركتك.
ستيفر روبينز يشكّل صرف الموظّفين حدثاً مشحوناً عاطفياً لا للذين يُصرَفون من عملهم فحسب، بل للذين يبقون في وظائفهم أيضاً. ولا شك في أنّ الموظّفين الذين نتخلّى عن خدماتهم يحتاجون إلى المساعدة للانتقال إلى وظيفة جديدة. لكنّ الموظّفين الذين لا يطولهم الصرف يحتاجون هم أيضاً إلى الطمأنة عن مستقبلهم الخاص، وإلى فهم الأهداف الاستراتيجية الكامنة وراء الصرف. في ما يلي توجيهات تساعد الشركات على التعامل مع صرف الموظّفين بشكل تحافظ به على كرامة الموظّفين الذين تتخلّى عن خدماتهم، وتطمئن الموظّفين الباقين بأنّ قرار تخفيض عدد المستخدَمين لم يُتَّخذ بشكل اعتباطي. ناهيك عن أنّ هذه التوجيهات تساعد الموظّفين الباقين على الشعور بالإيجابية حيال المنظمة، والتفاؤل حيال مستقبلهم، والشعور بالالتزام بالعمل لتحقيق مستقبل أفضل. تذكّروا دائماً أنّ الموظّفين الذين يصيبهم الاستياء إثر المعاملة التي تلقّاها زملاؤهم المصروفين، الذين يخشون على توجّه الشركة ليسوا بموظّفين منتجين. 1. تواصل مع الموظّف المصروف غالباً وبانفتاح غالباً ما يظنّ المديرون أنه إذا ساءت أوضاع العمل فلا يجوز أن يخبروا موظّفيهم لئلا يحبطوهم. ولكنّ الموظّف ليس بغبيّ، ويشعر بالخلل متى وُجِد. لذلك عندما تناقش وضع الشركة وتعترف به، تخطو الخطوة الأولى لتبقي الموظّفين منخرطين وملتزمين بحلّ المشكلات التي يفهمونها. 2. زوّد موظّفك بالمعلومات التي تنقصه لن يُصدَم الموظّف بخبر الصرف الاضطراري بعد أن يكون قد استشرفه، فأطلع موظّفيك على المعلومات المتعلّقة بالسوق والمنافسة. ولا تلجأ إلى الصرف إذا لم تدعُ الحاجة إلى ذلك طبعاً، ولكن لا تقوّض الثقة بالكذب أو بإظهار تفاؤل غير واقعي قبل شهرين على صرفك الموظّفين. 3. زوّد الموظّف بالمعلومات العاجلة أولاً عندما يتساءل الجميع عما إذا كان ينتظرهم خبر سيئ، قُل لهم الحقيقة. لا داعي لتبدأ الكلام بمناقشة عن المنافسة، أو قوى السوق، أو البيئة المالية، فلا أحد سيصغي حتى تتمّ الإجابة عن سؤالهم المهم. 4. إيّاك وتفويض غيرك بمهمة نقل خبر الصرف المؤلمة أن نعلِم موظّفاً بأنّنا تخلّينا عن خدماته هو التحدي الأصعب. فلا تفوّض قسم الموارد البشرية بهذه المهمة المؤلمة، ذلك أنّ معظم الموظّفين يحملون الولاء لمديرهم أولاً ثم لشركتهم. على المدير بنفسه أن ينقل الخبر للموظّف، وعلى الشركات أن تتيح للمديرين جدولاً زمنياً واقعياً كي يحظوا بمحادثات شخصية مع كلّ موظّف ينوون التخلّي عن خدماته. 5. أوصل الرسالة إلى الموظّف بنفسك وباحترام ثم أصغِ إليه أطلع الموظّف على خبر صرفه على انفراد، وامنحه الوقت ليتفاعل مع هذا الخبر. واعلَم أنّ ردّات فعل الموظّفين تختلف أحدهم عن الآخر، فالبعض يحتاج إلى التنفيس عن مكنوناته، والبعض إلى الوقت للتفكير، بينما البعض الآخر يحتاج إلى معرفة بعض الوقائع والحصول على الشروحات. بعد ذلك، حثّهم بأسرع ما يمكن على التفكير في مستقبلهم. ولهذه الغاية، لا بدّ للمدير أن يبثّ الرسالة الأساسية التالية: ''كيف يمكنني أن أساعدك؟''. 6. ادعَم الموظّف المصروف في بحثه عن عمل جديد ''ماذا أفعل الآن؟''، هذا هو السؤال الذي يطرحه كلّ موظَّف بعد صرفه من عمله. وقلّة من الموظّفين يملكون سيرةً ذاتيةً بين أيديهم أو شبكة مجنّدةً للبحث عن الوظائف. لذلك تساعد الموظّف المصروف على تخطّي الصعاب عندما تساعده على العثور على عمل جديد. وتذكّر أنك تساعد الموظّف المصروف في فترة حساسة لا تخلو من التوتّر، وبذلك تبعث إليه وإلى الموظّفين الباقين برسالة مفادها أنّك تعامل مستخدَميك السابقين كأشخاص لا كبند على ميزانية. كما يمكن لمقابلات ترك العمل أن تكون مفيدةً، ولكن من المستحسن أن تجريها شركة ثالثة. فيمكن للموظّفين أن يقدّموا معلومات قيّمةً قد لا ينوون البوح بها لمطّلِع. احرَص إذاً على أن تطرح عليهم السؤال التالي: ''كيف أُجريَ الصرف في رأيك؟''. فهذا السؤال يحثّهم على التنفيس عن مكنوناتهم، وقد يكشف عن نصائح مهمة تجعل العملية أقلّ إيلاماً. ما من موظّف يكون في مزاج يسمح له بالعمل بعد أن يتعرّض للطرد من وظيفته. لذلك امنح الموظّفين المصروفين مساحةً ليتعاملوا مع ما حدث لهم. تقبّل أيضاً خسارتك (على الأقلّ) يوماً واحداً من الإنتاجية، وابذل كلّ ما يلزم لتساعد الموظّفين على التكيّف مع عواطفهم بسرعة. 7. لا تنسَ دعم الموظّفين الباقين في العمل أيضاً سيقع الموظّفون الذين لم يطلهم الصرف في صراع مع الشكوك حيال مستقبل الشركة. فسيريدون التأكّد مما إذا كانت وظائفهم ستتغيّر. هل يُنتَظَر منهم الآن تولّي مهامهم ومهام زملائهم السابقين؟ ما هو وضع الشركة المالي بالضبط؟ هل سيتمّ صرف المزيد من العاملين قريباً؟ عليك أن تعالج كلّ مسألة عبر مناقشتها بأكبر قدر ممكن من العقلانية. 8. أيها المديرون التنفيذيون، اتّخذوا موقعاً بارزاً على المديرين التنفيذيين أن يقفوا إلى جانب المديرين والموظّفين المصروفين على السواء. وقد أثبتت إحدى المقاربات عن فاعليتها حين ساعدت مديرة تنفيذية مديريها بإعطائهم كشفاً مكتوباً سبق وحضّرته ليقرأوه. تضمّن هذا الكشف المعلومات ذات الصلة، بما فيها اللوجستيات الخاصة بالتأمين الصحي والمنافع الأخرى، وخيارات مساعدة الموظّف المصروف في إيجاد عمل جديد. وبعد أن أعلن كلّ مدير خبرَ الصرف من الخدمة لموظّفيه، وجّههم مباشرةً إلى مركز المساعدة في إيجاد عمل جديد. هكذا نجحت المقاربة في توجيه الموظّفين نحو المستقبل، ومساعدتهم ليشعروا بأنّهم يحظون بالدعم عند مباشرتهم البحث عن وظيفة جديدة. ليس من السهل صرف موظّفين من عملهم، ولكنّ الطريقة المثلى للتعامل مع هذا الوضع تكون بتذكّرنا أنّ الالتباس هو مصدر الشائعات والتوتّر. كما يمكن للتواصل الواضح والمنفتح مع المديرين، والموظّفين المصروفين من العمل، والموظّفين الباقين أن يبقي المعنويات مرتفعةً في خلال واحدة من أصعب اللحظات التي تمرّ بها كلّ شركة. ستيفر روبينز هو رئيس www.Venture Coach.com، وهي شركة في كامبريدج، ماساتشوستس، تقدّم خدمات تدريبيةً في مجال تنظيم المشاريع.
إن أرادت مؤسسة خدماتية جذب العملاء فلا بد لها من موظّفين ملتزمين ينقلون حماسهم للعملاء بلا كلل. في الواقع، ليس إلا ضرباً من التوهّم المبدأُ القائلُ بأنّ رضا الموظّف الناجع يفيد الشركة. نرى عديدا من المؤسسات المقدِّمة للخدمات، من الوكالات الحكومية الكبيرة وصولاً إلى الشركات المبتدئة، تستند بسياستها التسويقية وأهدافها إلى المبدأ القائل بأنّ موظّفاً راضياً يساوي عميلاً راضياً. وهذا مبدأ ينادي به المديرون التنفيذيون ذائعو الصيت، بمن فيهم غوردون بيثيون، المدير التنفيذي السابق لشركة الطيران ''كونتيننتال'' التي فازت بالعديد من الجوائز كأفضل مستخدِم. كما أنّ مديرين كثيرين ممَّن قابلناهم يؤمنون بهذا الرابط السببي أو يشعرون بأنّ أرباب عملهم يلزمونهم بقبوله. وجزء من هذا التفكير على الأقلّ يعود إلى مقال نُشِر في ''مجلة هارفرد للأعمال'' (HBR) في عام 1994 تحت عنوان ''تطبيق سلسلة الخدمة والفائدة''، وإلى كتاب لاحق بقلم جايمس هيسكيت وزملائه تمّ الاستشهاد بهما كثيراً. إلا أنّنا لم نحظَ بعد بأيّ معلومات أكيدة تثبت هذا المبدأ. فإحصاءاتنا التي تناولت عملاء وموظّفين في 49 وحدة عمل في 13 منظمة خدماتية في المملكة المتحدة، في مجالات تراوحت بين الخدمات المالية والبيع بالتجزئة، لم تؤكّد إذا ما كانت المؤسسات الخدماتية التي تضمّ موظّفين راضين تجذب عملاء راضين. وقد وجدنا علاقةً إيجابيةً بين هذين العاملين في مؤسسة واحدة فقط، حيث وحدات العمل التي تضمّ موظّفين راضين تجذب عملاء راضين. في مقابل ذلك، وجدنا في مؤسستين أخريين علاقةً سلبيةً بينهما، حيث العوامل التي تزيد من رضا العملاء تقلّل من رضا الموظّفين.لا شكّ في أنّ إرضاء العملاء أساسي لكلّ عمل، فثمة دليل كبير إلى وجود رابط سببي بين العميل الراضي والمكاسب الكبرى. كما أنّ إرضاء الموظّفين يشكّل بحدّ ذاته هدفاً مهما لأسباب عدة. هكذا إن رغبنا في ربط العاملين معاً، علينا أن نخرِط الموظّفين في العمل بمنحنا إياهم الأسباب والسبل الآيلة إلى إرضاء العملاء، ثم نقدّر كلّ سلوك ملائم يظهرونه ونكافئهم عليه. فلا يكفي أن يخدم العميلَ موظّفٌ راضٍ ليكسب ولاء هذا العميل. روزا تشان أستاذة في أخلاقيات العمل والمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، أما غاري دايفيز فأستاذ في سمعة المؤسسات في كلية مانشستر للأعمال في المملكة المتحدة.
بينما يلجأ مزيد من الرؤساء التنفيذيين إلى التكنولوجيا لتساعدهم على التأقلم مع بيئة النشاط العملي المتغيّرة سريعاً، لم يعد رؤساء المعلومات التنفيذيون ''رجال التكنولوجيا فقط''، حيث يُتوقع منهم أكثر فأكثر لعب دور أكثر استراتيجية. ووفقاً لدراسة رابطة أمم جنوب شرقي آسيا لقيادة رئيس المعلومات التنفيذي، وهي ترتكز على دراسة استطلاعية لنحو 160 رئيس معلومات تنفيذي في ست دول من جنوب شرقي آسيا، يجد رؤساء المعلومات التنفيذيون أن هذا التغيّر في المسؤوليات يعني كذلك مجموعة جديدة من المهارات اللازمة للاستمرار في الوظيفة. ويقول هارفي كوبل، وهو رئيس تنفيذي لمركز آي بي أم – IBM، لقيادة رئيس المعلومات التنفيذي الذي كان مشتركاً في دراسة مماثلة على مستوى عالمي، ''نحن نشهد بعضاً من المهارات الأصعب، ومزيدا من المهارات التقنية التي تتزايد من خلال بعض المهارات الناعمة، حيث ارتبطت في العادة مع باقي الجناح التنفيذي. وإن أموراً مثل القيادة، وإدارة رأس المال البشري، والاستراتيجية، والابتكار، تصبح وجهة رئيسية أكثر فأكثر من دور رئيس المعلومات التنفيذي''. بناءً على ذلك، هنالك تنوع أكبر في خلفيات الأشخاص الذين يرتقون إلى منصب رئيس المعلومات التنفيذي. فعلى سبيل المثال، من الممكن أن يختار مدير المبيعات اتباع ذلك الطريق. أما بالنسبة لبرونو لانفين، وهو الرئيس التنفيذي للمختبر الإلكتروني في إنسياد، فإنه يرى ''أن هذا الاتجاه الذي بدأنا نلاحظه هو حديث الولادة، وأنا أعتقد أنه اتجاه عالمي. ومن بين الأفراد الذين يخطون نحو نيل دور منصب رئيس المعلومات التنفيذي، فقد وصل مزيد منهم من خلال دوائر تنظيمية مختلفة. ولا يسعى الأفراد بخلفيات متنوعة أكثر إلى الخطو نحو دور رئيس المعلومات التنفيذي فقط، لكن بدأ رؤساء المعلومات التنفيذيون كذلك بالأخذ بعين الاعتبار، بكل جدية، الحصول على مقعد لهم في قاعة اجتماعات مجالس الإدارة، وذلك يشمل أن يصبحوا رؤساء تنفيذيين. ''أعتقد أن ذلك ما بدأ رؤساء المعلومات التنفيذيون بالتفكير فيه بكل طموح، وما يدفعهم إلى ذلك بشكل أساسي هو إدراكهم الخاص بأن هنالك حجماً بالغ الأهمية من قيمة النشاطات العملية التي يمكن استغلالها من وظيفة تكنولوجيا المعلومات التي تُترك ببساطة على الطاولة. بالتأكيد هنالك عنصر من التقدم الوظيفي المضاف إلى ذلك، لكن من البحث والدراسات الاستطلاعية العالمية التي أجريناها، فإن الأمر يدور أكثر حول إدراك رئيس المعلومات التنفيذي الفرصة الضائعة التي لا بد منها، ويمكن الإمساك بها لمعاودة إضافتها إلى قيمة النشاط العملي''، كما يقول كوبيل. وهنالك قيد واحد يواجهه رؤساء المعلومات التنفيذيون من حيث هذا الطموح، وهو ضغط مهامهم اليومية، كما يقول لانفين. ''ما يأخذونه بعين الاعتبار هو أن مسؤوليتهم الأساسية هي القيام بمهامهم اليومية كل يوم بيومه''. ووافق رؤساء المعلومات التنفيذيون الذين شاركوا في منتدى قيادة رئيس المعلومات التنفيذي التابع لرابطة أمم جنوب شرق آسيا الذي عُقد في الفترة ما بين 23 إلى 24 من شهر تموز (يوليو) في حرم جامعة إنسياد في آسيا، بالتعاون مع آي بي أم – IBM، على هذا التقييم للدور المتحوّل لرئيس المعلومات التنفيذي. ''أعتقد أننا تغيرنا من كونه يُنظر إلينا على أننا رجال التسليم إلى مساهمين أكثر مباشرة في النمو، والابتكار، وحمل المؤسسة إلى ما هو أبعد مما هي قادرة على القيام به في الوقت الراهن؛ وذلك من خلال الارتقاء بها إلى مستوى آخر من القدرة التنافسية''، كما يقول تيرانون سريهونج، وهو نائب رئيس تنفيذي، ومدير قسم في إدارة النظام في شركة كاسيكورنبانك في تايلاند. ومهما كان دور التكنولوجيا مهماً في خلق القيمة لعديد من النشاطات العملية اليوم، فهي لا تزال غير كافية لضمان كرسي لرئيس المعلومات التنفيذي في غرفة الاجتماعات. ويقول رئيس معلومات تنفيذي آخر تحدث خلال المؤتمر، وهو ستيفان ياب، نائب رئيس تكنولوجيا المعلومات في إس إم ريتيل – SM Retail، في الفلبين: ''لا يحصلون على كرسي (على طاولة اتخاذ القرار) فقط كونهم يتحلون بميزة رؤساء المعلومات التنفيذيين، لكن أداءهم هو الذي يحملهم إلى هناك''. ويقول لانفين، على أية حال، إن أغلب رؤساء المعلومات التنفيذيين ينظرون إلى ذلك على أنه عملية باتجاهين، ويحاولون توصيل رسالة إلى جناح الرؤساء التنفيذيين وهي ''أنهم بحاجة إلى معرفة الفرص أمامهم؛ إضافة إلى المهام الملحقة بها، وما إذا كانت تساعدهم على التطور، وسيحصلون في المقابل على شيء من حيث الأداء العام للشركة. لكنهم بحاجة إلى أن يكونوا على علم بها. فأنا لست الوحيد الذي هو بحاجة إلى معرفة تلك الفرصة''.
تتفوق مهارات الاتصال الجيدة على الكفاءات الأساسية الأخرى في العمل بصفتها المهارة التي تحتل الدرجة الأولى بالنسبة لشركات التوظيف التي تتطلع إلى تعيين الخريجين من حملة شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. ولا يأتي هذا الاستنتاج المدهش إلى حد ما من المختصين في مجال الاتصالات، وإنما من مؤسسة تمتلك جميع البيانات ذات العلاقة، مجلس قبول خريجي الإدارة The Graduate Management Admission Council، الذي يدير فحوص اختبار قبول خريجي الإدارة للمتقدمين من حملة شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. سنويا، ينفذ مجلس قبول خريجي الإدارة دراسة شركات التوظيف Corporate Recruiters Survey، وفيها تذكر الشركات التي تعين الخريجين من كليات إدارة الأعمال الأخرى البارزة، ما الذي تبحث عنه عندما تعين الخريجين من حملة شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. وتم نشر الدراسة في أيار (مايو)، وبالنسبة لعام 2009، فإن مهارات الاتصالات تعد في المركز الأول. إن الأمر مشوق من حيث الإشارة إلى أن ذلك لا ينطبق على سنة واحدة فقط. وكانت مهارات الاتصالات تحتل بشكل ثابت أعلى ثلاثة مراكز في السنوات القليلة الماضية، وهذه ليست السنة الأولى التي احتل فيها المتطلب المركز الأول. جاءت نتائج عام 2009 كمفاجأة مدهشة لستيف نايت، وهو اختصاصي اتصالات الأعمال. ويقول نايت، الذي يدرس مساقاً اختيارياً لطلبة الماجستير في إدارة الأعمال يطلق عليه ’فن الاتصالات‘: ''كنت أحبس أنفاسي حين ظهرت نتائج الدراسة. ولو كنت رجلاً من النوع المجازف، وأنا بطبعي لست كذلك، لراهنت على الأرجح بنقودي على انخفاض (ترتيب مهارات الاتصالات)، هذا العام بسبب الأزمة الاقتصادية ... وتغير ترتيبها على نحو استثنائي خلال الأعوام الخمسة إلى الستة الماضية – بعيداً عن شاشة المراقبة إلى المرتبة رقم واحد''. يشير المذيع السابق في تلفزيون البي بي سي، وقناة ديسكفري، إلى أنه على الرغم من أن مهارات الاتصال الجيدة مهمة، إلا أنها ليست كل شيء. ويضيف قائلاً: ''ينبغي أن يكون لديك بشكل مطلق الأسلوب والجوهر، ولكنني شخصياً أعتقد أن ما نتطلع إليه الآن، إذا كنت تملك الأسلوب، والجوهر، والمحتوى، وبإمكانك أن توصل ذلك، فعندئذ تكون لديك التذكرة الرابحة''. ويضيف نايت: ''ما عليك سوى أن تنظر الآن في مجال السياسة إلى الرئيس الأمريكي أوباما، وسوف ترى أن لديه الأسلوب، والمحتوى ليدعمانه، ويملك الجوهر، ولكنه يملك كذلك هذه القدرة المدهشة على الاتصال، وأن يكون متضمناً وشاملاً لكل شيء كما في الخطاب الذي ألقاه حديثاً في القاهرة''. حول السبب الذي تحتل لأجله الاتصالات مرتبة عالية من جانب شركات التوظيف، يقول نايت إن الناس يتوقعون في يومنا هذا أن يتم الاتصال بهم على أساس منتظم، وحيث إن التكنولوجيا سهلت الاتصالات إلى حد كبير، فإن التوقعات أعلى. وأضاف قائلاً إن الاتصالات تعبر جميع المستويات. ويقول: ''إننا لا نتوقع أن يجلس قادتنا في أبراج عاجية ويشرفون علينا، وبينما نطيع فقط كل كلمة تصدر عنهم – وهذا الأمر يتغير بشكل مباشر في شتى أرجاء العالم. ونحن نشكك في كل شيء، ونضعهم تحت دائرة الضوء، ونريد أن نعرف لماذا يفعل الأشخاص شيئاً ما، ولماذا يقولون لنا أن نفعل هذا''. وذكر نايت: ''إن الموظفين يستجوبون الرؤساء التنفيذيين وغيرهم، وهم على حق تماماً. ولذا فإن على الجميع أن يكونوا أكثر صراحة، ونزاهة، وشفافية، وأن يكونوا قادرين على الاتصال بثقة، وأسلوب، وشغف، من أجل إلهام الناس، لأنهم لو لم يفعلوا ذلك، فإنهم لن يكونوا في الإدارة العليا لفترة طويلة''. تتمثل واحدة من أدوات الاتصال في العرض الذي يعد شائعاً دائماً. وعلى أية حال، على الرغم من شيوع هذه الأداة، يقول نايت إن قلة: أتقنوا تماماً فن توصيل عرض لا ينسى وفعال للغاية. لديه عدد قليل من النقاط يقدمه: أولاً، قيّم الجمهور، ويفضل أن يتم ذلك قبل أسابيع من الحدث. واكتشف من هو جمهورك، وماذا سوف يتوقع منك. وبعدئذ يمكنك أن تضبط عرضك لتتأكد من أنك تصل إلى الملاحظات الصحيحة''. ويؤكد نايت: ''إن الخطأ الأكبر هو أن الأشخاص لا يقيمون في الغالب جمهورهم. ويجولون فحسب في أرجاء البلاد، أو القارة، ويقدمون العرض ذاته إلى جماهير مختلفة: مهندسون، وموظفو مراكز الاستفسار عبر الهاتف، ومديرون تنفيذيون''. وينسب نايت الحضور المسرحي الجيد كعامل حاسم آخر للعرض الفعال. ويشمل ذلك أن تعرف تماماً كيف تجذب انتباه الجمهور من خلال لغة الجسد، والاتصال بواسطة العين، والتحرك في أرجاء المسرح بدلاً من مجرد الوقوف وراء طاولة المحاضرة. وهناك أمر واحد فقط يحذر من أجل تفاديه وهو ما يطلق عليه ''الموت بواسطة باور بوينت PowerPoint ''، وهو في الأساس استخدام مجموعة معيارية من الشرائح، بغض النظر عن المحتوى والجمهور. ويبين نايت محذراً: ''يعد هذا وكأن الكلب هو الذي يصطحبك في نزهتك، بدلاً من أن تقوم أنت بنزهة للكلب. ويجب أن تأتي قصتك أولاً، ثم تقدم الشرائح لتدعم قصتك، وليس العكس. ويجب أن تكون الشرائح واضحة ومختصرة – يجب أن تكون قصيرة وبسيطة، وأن تكون ممتعة بصرياً، ويدخل فيها عنصر الترفيه''. ?? ?? ?? ?? 3 تتفوق مهارات الاتصال الجيدة على الكفاءات الأساسية الأخرى في العمل بصفتها المهارة التي تحتل الدرجة الأولى بالنسبة لشركات التوظيف التي تتطلع إلى تعيين الخريجين من حملة شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. ولا يأتي هذا الاستنتاج المدهش إلى حد ما من المختصين في مجال الاتصالات، وإنما من مؤسسة تمتلك جميع البيانات ذات العلاقة، مجلس قبول خريجي الإدارة The Graduate Management Admission Council، الذي يدير فحوص اختبار قبول خريجي الإدارة للمتقدمين من حملة شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. سنويا، ينفذ مجلس قبول خريجي الإدارة دراسة شركات التوظيف Corporate Recruiters Survey، وفيها تذكر الشركات التي تعين الخريجين من كليات إدارة الأعمال الأخرى البارزة، ما الذي تبحث عنه عندما تعين الخريجين من حملة شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. وتم نشر الدراسة في أيار (مايو)، وبالنسبة لعام 2009، فإن مهارات الاتصالات تعد في المركز الأول. إن الأمر مشوق من حيث الإشارة إلى أن ذلك لا ينطبق على سنة واحدة فقط. وكانت مهارات الاتصالات تحتل بشكل ثابت أعلى ثلاثة مراكز في السنوات القليلة الماضية، وهذه ليست السنة الأولى التي احتل فيها المتطلب المركز الأول. جاءت نتائج عام 2009 كمفاجأة مدهشة لستيف نايت، وهو اختصاصي اتصالات الأعمال. ويقول نايت، الذي يدرس مساقاً اختيارياً لطلبة الماجستير في إدارة الأعمال يطلق عليه ’فن الاتصالات‘: ''كنت أحبس أنفاسي حين ظهرت نتائج الدراسة. ولو كنت رجلاً من النوع المجازف، وأنا بطبعي لست كذلك، لراهنت على الأرجح بنقودي على انخفاض (ترتيب مهارات الاتصالات)، هذا العام بسبب الأزمة الاقتصادية ... وتغير ترتيبها على نحو استثنائي خلال الأعوام الخمسة إلى الستة الماضية – بعيداً عن شاشة المراقبة إلى المرتبة رقم واحد''. يشير المذيع السابق في تلفزيون البي بي سي، وقناة ديسكفري، إلى أنه على الرغم من أن مهارات الاتصال الجيدة مهمة، إلا أنها ليست كل شيء. ويضيف قائلاً: ''ينبغي أن يكون لديك بشكل مطلق الأسلوب والجوهر، ولكنني شخصياً أعتقد أن ما نتطلع إليه الآن، إذا كنت تملك الأسلوب، والجوهر، والمحتوى، وبإمكانك أن توصل ذلك، فعندئذ تكون لديك التذكرة الرابحة''. ويضيف نايت: ''ما عليك سوى أن تنظر الآن في مجال السياسة إلى الرئيس الأمريكي أوباما، وسوف ترى أن لديه الأسلوب، والمحتوى ليدعمانه، ويملك الجوهر، ولكنه يملك كذلك هذه القدرة المدهشة على الاتصال، وأن يكون متضمناً وشاملاً لكل شيء كما في الخطاب الذي ألقاه حديثاً في القاهرة''. حول السبب الذي تحتل لأجله الاتصالات مرتبة عالية من جانب شركات التوظيف، يقول نايت إن الناس يتوقعون في يومنا هذا أن يتم الاتصال بهم على أساس منتظم، وحيث إن التكنولوجيا سهلت الاتصالات إلى حد كبير، فإن التوقعات أعلى. وأضاف قائلاً إن الاتصالات تعبر جميع المستويات. ويقول: ''إننا لا نتوقع أن يجلس قادتنا في أبراج عاجية ويشرفون علينا، وبينما نطيع فقط كل كلمة تصدر عنهم – وهذا الأمر يتغير بشكل مباشر في شتى أرجاء العالم. ونحن نشكك في كل شيء، ونضعهم تحت دائرة الضوء، ونريد أن نعرف لماذا يفعل الأشخاص شيئاً ما، ولماذا يقولون لنا أن نفعل هذا''. وذكر نايت: ''إن الموظفين يستجوبون الرؤساء التنفيذيين وغيرهم، وهم على حق تماماً. ولذا فإن على الجميع أن يكونوا أكثر صراحة، ونزاهة، وشفافية، وأن يكونوا قادرين على الاتصال بثقة، وأسلوب، وشغف، من أجل إلهام الناس، لأنهم لو لم يفعلوا ذلك، فإنهم لن يكونوا في الإدارة العليا لفترة طويلة''. تتمثل واحدة من أدوات الاتصال في العرض الذي يعد شائعاً دائماً. وعلى أية حال، على الرغم من شيوع هذه الأداة، يقول نايت إن قلة: أتقنوا تماماً فن توصيل عرض لا ينسى وفعال للغاية. لديه عدد قليل من النقاط يقدمه: أولاً، قيّم الجمهور، ويفضل أن يتم ذلك قبل أسابيع من الحدث. واكتشف من هو جمهورك، وماذا سوف يتوقع منك. وبعدئذ يمكنك أن تضبط عرضك لتتأكد من أنك تصل إلى الملاحظات الصحيحة''. ويؤكد نايت: ''إن الخطأ الأكبر هو أن الأشخاص لا يقيمون في الغالب جمهورهم. ويجولون فحسب في أرجاء البلاد، أو القارة، ويقدمون العرض ذاته إلى جماهير مختلفة: مهندسون، وموظفو مراكز الاستفسار عبر الهاتف، ومديرون تنفيذيون''. وينسب نايت الحضور المسرحي الجيد كعامل حاسم آخر للعرض الفعال. ويشمل ذلك أن تعرف تماماً كيف تجذب انتباه الجمهور من خلال لغة الجسد، والاتصال بواسطة العين، والتحرك في أرجاء المسرح بدلاً من مجرد الوقوف وراء طاولة المحاضرة. وهناك أمر واحد فقط يحذر من أجل تفاديه وهو ما يطلق عليه ''الموت بواسطة باور بوينت PowerPoint ''، وهو في الأساس استخدام مجموعة معيارية من الشرائح، بغض النظر عن المحتوى والجمهور. ويبين نايت محذراً: ''يعد هذا وكأن الكلب هو الذي يصطحبك في نزهتك، بدلاً من أن تقوم أنت بنزهة للكلب. ويجب أن تأتي قصتك أولاً، ثم تقدم الشرائح لتدعم قصتك، وليس العكس. ويجب أن تكون الشرائح واضحة ومختصرة – يجب أن تكون قصيرة وبسيطة، وأن تكون ممتعة بصرياً، ويدخل فيها عنصر الترفيه''.
بعبارات مثل: ''بعيد عن العين بعيد عن الذهن'' يمكن للمرء أن يخرج بفرضية طبيعية أن هنالك الكثير مما يمكن كسبه من الاتصال المباشر وجها لوجه. لكن، وبناء على قول رودريك سواب، الأستاذ المساعد للسلوك التنظيمي، فإن كون المرء قادرا على رؤية الآخرين والاتصال العياني قد لا يكون دائما أفضل شيء في أي سيناريو، بما في ذلك المفاوضات ذات الأهمية العالية في الشركات. وهو يقول: ''إذا نظرت إلى البحث- تحصل على صورة مشوشة جدا، وهنالك بعض الأبحاث التي تظهر بالضبط أننا نكسب في بعض الأحيان أشياء كثيرة من القدرة على رؤية الطرف الآخر، وفي الوقت ذاته هنالك قدر كبير من الابحاث التي تظهر العكس تماما، بأن الاتصال البصري قد يضر. إذن متى ينجح الاتصال العياني؟ يقول سواب إن الاتصال العياني والاتصال البصري يمكن أن ينبآ بشيء . حين لا يكون الناس يعرف بعضهم بعضا مثل المقابلات للتوظيف، وحين لا يكون لدى الناس حافز قوي للتعاون أو التنافس فقد يساعدهم هذا على تكوين انطباع أكثر اكتمالا عن الطرف الآخر، وبعد هذا، فإن على المرء أن يكون حريصا على قراءة الأشياء الكثيرة جدا من الاتصال العياني، لأن معظمنا لسنا أفضل من القراءة اللحظية لتعبيرات وجوه الآخرين. لكن المواجهة التي تسمح بالاتصال العياني قد تفشل بشكل مؤسف في سيناريوهات يكون هناك فيها، تضارب، وهنا يقول سواب: ''في الأوقات التي يكون فيها تضارب شديد، فقد يكون من الأفضل فعلاً ان نفصل بين الخصوم بطريقة يتم بها تجنب كل الاتصال العياني أو البصري، وربما يكون من الأفضل أن نشرك طرفا ثالثا يستطيع أن يتوسط في الصراع في نزاع ربما يكون قد نشأ بين الشخصين، وإذا كان النزاع أو التفاوض أقل إثارة للمشكلات، لكن يظل هنالك بعض التضارب فقد يكون من الأفضل فعلا التحول إلى أشكال إلكترونية للاتصال مثل البريد الإلكتروني أو إرسال الرسائل الفورية. الفروق الجندرية يوحي بحث سواب أيضا بأن هنالك فروقا صارخة بين الجنسين فيما يتعلق بكيفية اتصالهم فيما بينهم. يقول سواب: ''الرجال يستجيبون بشكل مختلف عن النساء في الاتصال العياني، على الأقل في الثقافات الغربية، وتظهر بعض الأبحاث أنهم يفضلون اللعب مع شخص آخر من الجنس نفسه وهما يجلسان جنبا إلى جنب بينما، تجلس بنتان على الأرجح تقابل أحدهما الأخرى، وهذا الفرق موجود أيضا لدى البالغين : فالنساء يكن أكثر ارتياحا وهن يحملقن (الواحدة بالأخرى) وهن يحملقن لفترة طويلة، ويميل الرجال إلى تجنب ذلك ، ويربطانه بمحاولات ترمي إلى السيطرة على الحديث''. وقد اعتقدنا أن هذا لا بدّ أنه يؤثر في مقدرة الناس على التصرف بشكل إبداعي خلال تفاوض ووجدنا بالضبط أن الاتصال البصري يفيد امرأتين لا تعرفان بعضهما لأنهما أكثر ارتياحا به، بينما العكس هو الصحيح بالنسبة لرجلين لا يعرف أحدهما الآخر. ويقول سواب :'' ببساطة، قد يكون من الأفضل لرجلين لا يعرف أحدهما الآخر أن يضعا حاجزا بينهما أو إجراء التفاوض عن طريق الهاتف بدلاً من المواجهة''. لكن في مجموعات مختلطة فإن التباين أقل حدّة، فهذه الفروق تعتمد بقوة على طبيعة العلاقة بين الأطراف المعنية فإذا كان الناس لا يعرف أحدهم الآخر، ولا يوجد لديهم أي حافز قوي للتنافس أو التعاون، وهم منفتحون نسبيا للنقاش، عندها يكون هنالك مدى أكبر ليكون لوسيلة الاتصال أثر في سلوكات الناس. الحساسيات الثقافية ثقافيا، هنالك فروق أيضا. ويقول سواب إن أثر رؤية الطرف الآخر يعتمد أيضا على معايير الاتصال المحلية، ومع جعل الاتصال العياني شيئا مناسبا في ثقافات يقدر فيها الاتصال المباشر كثيرا فإن بعض الناس الذين يفضلون طريقة اتصال أقل مباشرة قد يحجمون عن الاتصال المباشر. ويوضح سواب: ''إن ما نجده هو أن دور التكنولوجيا له أثر أكثر إيجابية في ثقافات يشكل فيها الاتصال غير المباشر، المعيار (مثل بعض البلدان الآسيوية)، فالناس من هذه الثقافات أفضل في استخدام البريد الإلكتروني للتوصل إلى نتائج ابداعية في مهام اتخاذ القرارات الجماعية أو مهام التفاوض''. ويمكن لهذه النتيجة البسيطة أن تكون ذات فائدة كبيرة للطريقة التي تشكل فيها شركتك، وبالاستشهاد بمثال لشركة أمريكية لصناعة الملابس والتي كانت مهتمة بعلاقة عمل مستقرة طويلة الآأجل، مع مورّد آسيوي، يقول سواب إن الشركة الأمريكية استفادت لأنها كانت حساسة آزاء معايير الاتصال لدى نظيرتها الآسيوية. وبدلا من التوجه جوا إلى هناك، والقيام بكل المفاوضات وجهاً لوجه، اقترحت على الطرف الآخر اختيار وسيلة الاتصال، وفضلت الشركة الآسيوية فعلا الاتصال عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل الفورية لأن هذا سيجعلها في الموقع الذي يمكنها من القيام بكل هذه المفاوضات باللغة الإنجليزية. ويوضح سواب: ''هذا القرار أعطى الشركة الآسيوية وقتا لأطول لمعالجة الاقتراح الأمريكي والتفكير في ردّ مناسب، وكانت هذه خطوة ذكية لأن الآسيويين رأوا بالفعل أن الأمريكيين قدموا لهم خدمة بجعلهم يختارون وسيلة الاتصال، ولم يؤد هذا فقط إلى المساعدة في بناء الثقة بين الطرفين، فهو أيضا جعل من المرجح ان يردّوا على تلك الخدمة بالمقابل مع مرور الوقت''. وعلى عكس ذلك، يوضح سواب أن الشركات التي ترمي إلى التفوق في الأداء والمنافسة يمكن لها أن تختار الاتصال في مناخ تكون نظيرتها أقل ارتياحا. ومثال على ذلك، يذكر سواب أنه عندما تعرف أن نظيرك ليس سريعا في الطباعة مثلك يمكنك أن تبادر بالمفاوضات عن طريق الرسائل الفورية لأنها دردشة متزامنة حيث يمكن لنا أن نرى ما يطبع الطرف الآخر بشكل مباشر. وإذا كان نظيرك طابعا أبطأ ، يكون لديك مجال زمني أطول، وفرص للتأثير عليهم، الأمر الذي يمكن أن يعطيك تفوقا في المفاوضات. وبحث سواب الذي يقارن حملة ماجستير إدارة الأعمال والتنفيذيين، وحملة ماجستير إدارة الأعمال ونظرائهم الأكبر سنا، يؤيد هذه النظرية، وهو يقول :''إن ما وجدناه هو بالضبط هذا أن حملة ماجستير إدارة الأعمال في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من العمر اعتادوا على استخدام هذه الوسيلة، فهم يطبعون بشكل أسرع، ويمكن لهم نتيجة ذلك أن يتفوقوا في الأداء على أي نظير يطبع بشكل أبطأ، بمن فيهم مديروهم الأكبر''.
الصفحة 2 من 7
Top