آسيا تعتمد على السعودية لتعويض النفط الإيراني
مصفاة هندية تزيد وارداتها من المملكة 27 %
عصام عقل من دبي
فيما يزداد الضغط الدولي على إيران من خلال حزمة من العقوبات التي ترمي إلى تجفيف منابع تمويل برنامجها النووي، تجد طهران أن الصعوبات تزداد في بيع نفطها إلى عملائها الرئيسين بسبب صعوبات السداد نتيجة الحصار المفروض على منظومتها المصرفية، ورضوخ عدد متزايد من الدول للضغوط الأمريكية لخفض الاعتماد على النفط الإيراني. وتعهدت السعودية - أكبر مصدر للنفط في العالم - بتعويض النقص في الإمدادات للأسواق العالمية.
وفي هذا الصدد ذكرت مصادر في قطاع النفط أمس أن شركة ''بهارات بتروليوم كورب'' الهندية ثاني أكبر مصفاة في البلاد تريد زيادة واردات النفط من السعودية بنسبة 27 في المائة في السنة المالية 2012 ـ 2013 مقارنة بالعام السابق لتعويض خفض وارداتها من إيران التي ترزح تحت وطأة العقوبات.
وذكر أحد المصادر أن الشركة طلبت من السعودية زيادة حجم عقدها في السنة المالية المقبلة التي تبدأ في نيسان (أبريل) إلى 152 ألف برميل يوميا مقابل 120 ألف برميل في السنة المالية الحالية. وأكد مصدر آخر عزم الشركة زيادة واردات الخام من السعودية، وأضافت أن المصفاة تنوي خفض حجم عقد استيراد النفط الإيراني بنحو 50 في المائة إلى عشرة آلاف برميل في 2012 ـ 2013.
على صعيد ذي صلة، صعدت أسعار العقود الآجلة لخام برنت إلى أعلى مستوياتها في تسعة أشهر أمس مدعومة بمخاوف من تعطل الإمدادات الإيرانية على الرغم من بيانات اقتصادية ضعيفة في أوروبا والصين ألقت شكوكا على التوقعات للنمو العالمي. وأثناء التعاملات ارتفع سعر خام القياس الأوروبي لعقود تسليم نيسان (أبريل) 36 سنتا إلى 122.02 دولار للبرميل بعد أن قفز في وقت سابق من الجلسة إلى 122.19 دولار وهو أعلى مستوى له منذ أيار (مايو) الماضي.
وفي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) تراجع الخام الأمريكي الخفيف لعقود نيسان (أبريل) 26 سنتا إلى 105.99 دولار للبرميل. وكانت عقود آذار (مارس) التي انتهى تداولها أمس الأول قد أغلقت على 105.84 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى للعقود الآجلة لأقرب استحقاق في (نايمكس) منذ الرابع من أيار (مايو).وقال مصدر إن ثمة منشور حكومي بخفض واردات الخام من إيران بنسبة 15 في المائة، ورفض التعليق على أن خفض بهارات بتروليوم وارداتها يزيد على هذه النسبة. وفي مطلع الشهر الحالي ذكر مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية أن السعودية ''ستدرس باهتمام'' تقديم المساندة بما في ذلك إمدادات نفط إضافية إذا طلبت سول ذلك في إطار بحثها عن بدائل للنفط الإيراني. جاء ذلك في اجتماع بين المهندس علي النعيمي وزير النفط السعودي، و لي ميونج باك الرئيس الكوري الجنوبي. وقام لي بزيارة السعودية وقطر والإمارات مطلع الشهر الحالي سعيا إلى توفير إمدادات مستقرة من الطاقة لبلاده.
قالت شركة النفط الوطنية الكورية أمس، إن واردات كوريا الجنوبية من الخام تراجعت 4.9 في المائة في كانون الثاني (يناير) عن مستواها قبل عام لتبلغ 80.15 مليون برميل. وأظهرت بيانات الشركة أن الواردات من إيران بلغت 7.03 مليون برميل الشهر الماضي بانخفاض نسبته 24.8 في المائة عن مستواها قبل عام. وكانت أرقام أولية للجمارك أصدرتها وزارة الاقتصاد في وقت سابق من الشهر الجاري، قد أظهرت تراجع واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام في كانون الثاني (يناير) بنسبة 5.2 في المائة عن مستواها قبل عام.
من جهتها، تجوب الصين دول العالم بهدف تأمين مصادر نفطية بديلة لتعويض خفض وارداتها من إيران، في الوقت الذي تسعى فيه إلى التفاوض مع طهران للحصول على أسعار أقل، وتزايد اعتمادها بصورة لافتة على السعودية التي اشترت منها خلال الأشهر القليلة الماضية كميات أكبر من النفط الخام.
كما أن ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم يستورد شحنات إضافية من غرب إفريقيا وروسيا وأستراليا لتعويض الواردات المتناقصة من إيران. والصين أكبر مشتر للنفط الإيراني حيث تستحوذ على نحو20 في المائة من إجمالي صادراتها النفطية إلا أنها منذ كانون الثاني (يناير) الماضي خفضت مشترياتها بنحو 285 ألف برميل يوميا، أي تقريبا نصف إجمالي الكمية اليومية التي استوردتها في 2011. وستعتمد الصين بصورة أكبر على استيراد النفط من السعودية في ضوء تراجع واردتها من إيران.