تداولات سوق الأسهم تعيد كارثة 2006 إلى الأذهان
أعادت موجة الارتفاعات المتتالية التي تشهدها سوق الأسهم السعودية في الفترة الحالية الذكريات المؤلمة لصغار المساهمين في 25 شباط (فبراير) 2006، الذي وافق أمس، بعد ست سنوات من فقدانهم مدخراتهم التي تجاوزت تريليوني ريال، بعد أن هوى مؤشر الأسهم من 20635 نقطة إلى أن كسر حاجز الستة آلاف نقطة.
وتأتي المكاسب في سوق الأسهم حاليا، مع حذر وخوف من بعض صغار المتعاملين من تكرر الخسائر في سوق الأسهم، فيما يلاحظ زيادة في قيمة التداولات وإقبال من قبل البعض، وسط تحذيرات من محللين ومتابعين بعدم الانجراف خلف المغريات وتحقيق المكاسب ووصفوا ذلك بالمصيدة لجذب صغار المساهمين من جديد إلى سوق الأسهم، وإيهامهم بتحقيق الأرباح وتعويض الخسائر السابقة.
وحول الإقبال على التداولات وصف بعض المتعاملين في السوق السعودية صغار المساهمين بعدم التعلم من الأزمات والاستفادة من الدروس القاسية في سوق الأسهم، مؤكدين أنه رغم النكبة في 2006 إلا أن عديدا من صغار المساهمين منجرفون حاليا خلف أحاديث المجالس بارتفاعات مقبلة في مؤشر سوق الأسهم السعودية، ودعوات البعض إلى التوجه بالاستثمار في سوق الأسهم، دون تخطيط.
وتتزامن الدعوات بالاستثمار في سوق الأسهم في الفترة الحالية، مع بعض التحليلات التي تشير إلى زيادة قيمة التداولات في ظل الوضع الاقتصادي المتميز في المملكة، والتوجه إلى عديد من الصناديق للاستثمار في سوق الأسهم السعودية بحسب محللين.
ووصف المستشار أبو بكر باعشن المحلل المالي المتخصص في الإدارة وتطوير الأعمال، الإقبال على التداولات في سوق الأسهم، بأنه إقبال أكثر وعيا ونضجا للمتعاملين من السابق بعد التجربة القاسية في 2006.
وقال: إن المستثمرين في سوق الأسهم سيتداولون أسهم القطاعات الواعدة وأسهم الشركات الناجحة، بعد قراءة متأنية للشركات والاطلاع على ميزانيات الشركات والقوائم المالية، وسنجد الحذر وتجنب أسهم الشركات الخاسرة والاستثمار العشوائي في جميع القطاعات والبحث خلف الشائعات، بعد الدرس القاسي وخسائر صغار المساهمين في 2006.
وأوضح أن التجربة السابقة مفيدة جدا وأعطت سوق الأسهم والمستثمرين فرصة لمعرفة كيفية التعامل مع الأسهم وأخذ الحيطة، وهي بحذ ذاتها مؤشر لعدم التردد في الدخول في سوق الأسهم ولكن ليس في كل القطاعات وبطريقة عشوائية، مبينا أن الفرصة مواتية لصغار المساهمين لتوجيه الادخار للاستثمار في الأسهم والادخار في القطاعات الواعدة.
وحذر من الادخار والاستثمار في سوق الأسهم بتحمل القروض أو التعرض للممتلكات الشخصية التي قد تورطهم نظرا لسرعة التذبذب في أسعار الأسهم خلافا للاستثمار في العقار ويكون نتيجة ذلك تحمل القرض وتكلفة الأموال في حال الخسائر - لا قدر الله.
وأشار باعشن إلى أن السوق السعودية واعدة، مؤكدا أن مؤشرات النجاح تعود إلى قوة الاقتصاد في المملكة الذي يعطي دفعة وأمانا للمستثمرين وفرصة للدخول في القطاعات الواعدة.
وبين أن النمو الحالي في سوق المال السعودية يساعد على التخطيط السليم لدخول المستثمرين أسواق الأسهم، كما أن ارتفاع أسعار النفط يهيئ فرصة لدخول المستثمر الأجنبي في أسواق الأسهم السعودية وبالتالي يشجع ويمنح الفرصة للمستثمر في السوق السعودية.