السّلطة وحدها لا تكفي لاكتساب احترام الموظفين!
فيما تتطور
إلا أن الكثير منهم لا يشعرون بهذه المسؤولية التي تقع على عاتقهم لكونهم في موقع قيادة، ويعتقدون أن سلطتهم وحدها كفيلة بأن تُكسبهم الاحترام حتى لولم يستحقوه.
لكن عالم الأعمال بات مختلفاً في هذا العصر، وأصبح من الصعب أن يثق أفراده ببعضهم بعضاً إلا بعد التجربة والاختبار. لذا على القادة أن ينتبهوا إلى تصرفاتهم لأن لها أثراً كبيراً على موظفيهم ومؤسستهم كلها على نحو عام، وأن يتفاعلوا مع موظفيهم ويساعدونهم في أعمالهم، بدلاً من أن ينتظروا النجاح على طبق من ذهب.
وقد يحترم الموظفون الهيبة المصاحبة للقب الإداري، لكن ذلك لا يعني أنهم يحترمون الشخص الذي يتولّى هذا المنصب بالضرورة؛ فالاحترام والثقة والولاء صفات تُكتسب مع مرور الوقت، ولها متطلبات محددة، أبرزها: أن يترجم القائد أقواله إلى أفعال، وينفذ وعوده، ويشارك في خدمة مؤسسته شأنه شان أي موظف آخر. ومن الجدير بالملاحظة أيضاً أن الاحترام لا يعني المحبة بالضرورة؛ فهناك الكثير من القادة غير المحبوبين بين موظفيهم، لكنهم يتمتعون بقدر كبير من الاحترام والتقدير لأسلوب قيادتهم.
وفي حال أردت كسب احترام موظفيك، سعياً منك إلى تحقيق نجاحك وتقويته، إليك 5 طرق تمكّنك من ذلك:
1. حافظ على قيمك وكن مثلاً أعلى للآخرين: للأفعال أثر أكبر من الكلمات، وعلى القائد أن يجسّد هذه القيمة؛ فالقادة العظام لا يقطعون الوعود الكاذبة، ويتجنبون إثارة الضجيج لجذب الاهتمام فقط. ولا يخفى أن هناك الكثير ممن تبدو عليهم مظاهر القيادة، إلا أنهم لا يتمتعون بأي قيمة في الصميم. لذلك، يجب عليك إذا أردت أن تكسب احترام مرؤوسيك أن تثبت جدارتك وتكون مثالاً يحتذى به في الالتزام بقيم العمل. وحين يجد الموظفون نتائج ملموسة ويرون تفاني مديرهم والتزامه، فإنهم سيتأثرون بذلك كثيراً، مما سيحسّن من ثقافة العمل لديهم.
2. لا تخشَ الإقدام على المخاطرة واعترف بأخطائك:تحلّ بالجرأة الكافية للإقدام على المخاطرات وعمل تغييرات جذرية في مؤسستك، ولا تخشَ الاعتراف بغلطتك في حال أخطأت؛ فالقادة العظام لا يترددون في اتخاذ أصعب القرارات على الرغم مما يواجههم من تحديات، كما أنهم يتحملون المسؤولية كاملة عن قراراتهم وأفعالهم.
3. ادعم موظفيك الموهوبين:إذا كنت تهدف إلى كسب احترام مرؤوسيك، فعليك أن تكتشف مواهبهم وتعمل على تطويرها لتحقيق النجاح على المدى البعيد، فأنت بهذا تصنع منهم قادة في المستقبل. كما أن دعم الموظفين وتعزيز مهاراتهم وقدراتهم والاستثمار فيهم- حتى لو كان ذلك يعني أن يضع القائد سمعته على المحكّ- هي قيمة تستحق الإعجاب والاحترام.
4. تفاعل مع الموظفين: إن أفضل القادة هم من يخالطون موظفيهم، ويشعرونهم بأن النقد البنّاء أمر مُرحّب به بغض النظر عن مكانتهم في الهرم الوظيفي؛ فوجود القائد بين مرؤوسيه وتفاعله الدائم معهم، يخلق أثراً إيجابياً طويل الأمد في المؤسسة وفي نفوس الموظفين، ويجعل من القائد قدوة ومثلاً أعلى لغيره، من حيث شغفه للعمل ودافعيته وتأثيره وتفاعله مع الآخرين وسمعته الطيبة.
5. قدّر موظفيك واهتم بحاجاتهم:الكثير من المديرين أنانيّون، ويريدون الاستئثار بالنجاح والتقدير لأنفسهم، ويقسّمون فريق العمل بدلاً من أن يوحّدوه. فهؤلاء لا يأخذون الوقت الكافي لمعرفة احتياجات موظفيهم، مع أن القيادة تتمحور في جوهرها حول معرفة الموظفين حق المعرفة، وإرشادهم وإلهامهم وتسهيل عملهم وإتاحة فرص التطور أمامهم. فإذا أردت أن تحظى باحترام الآخرين قدّر جهود مرؤوسيك وزملائك، وتفهّم طريقة تفكير كلٍّ منهم لتطوير مواهبهم، وشاركهم بنجاح المؤسسة.
إن كسب احترام الموظفين هو عمليّة طويلة، تتطلّب من القادة التركيز على تحسين أدائهم وتنفيذ مهامهم ومسؤولياتهم على أتم وجه، والبحث دائماً عن طرق مناسبة لتطوير مؤسساتهم.
كيف تجد الخبرات المميزة لشركتك بعيداً عن السيرة الذاتية؟
كيف تجيب عن أسئلة مقابلة العمل للمناصب الإدارية؟