أوباما أول رئيس أمريكي يزور هيروشيما
دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما في زيارة تاريخية لهيروشيما الى عالم خال من السلاح النووي في اثناء تكريم مشحون بالعواطف لضحايا الهجوم الذري الاول في التاريخ.
واغتنم اوباما مناسبة الزيارة
وقال اوباما بعد وضع اكليل زهور أمام نصب ضحايا القنبلة “قبل 71 عاما، هبط الموت من السماء وغير وجه العالم الى الابد”، مشيرا الى ان القنبلة الذرية “اثبتت ان البشرية تملك وسائل التدمير الذاتي”. وامر الرئيس هاري ترومان بشن الهجوم الذري الاول في التاريخ.
وصافح الرئيس الاميركي ناجين وعانق رجلا بدا شديد التاثر، وحادث سوناو تسوبوي البالغ 91 عاما الذي اعلن قبلا انه يريد ان يعبر للرئيس الاميركي عن مدى امتنانه لزيارته.
ووقف اوباما دقيقة صمت امام الصرح المقام في ظل مبنى مدمر ما زالت بعض اجزائه صامدة ترحما على الموتى قبل ان يفسح مكانه لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.
وقال اوباما مخاطبا الحضور “لماذا جئنا الى هذا المكان، الى هيروشيما؟ جئنا لنفكر في قوة مروعة اطلقت في ماض ليس ببعيد. جئنا حدادا على الموتى. ارواحهم تخاطبنا، يطلبون منا النظر الى دواخلنا لندرك من نحن”.
وتبعه ابي ووضع اكليلا من الزهور قبل ان ينحني امام النصب.
وراح 140 الف شخص ضحية القنبلة الذرية بعضهم على الفور في كتلة النار واللهيب بينما قضى الباقون متاثرين بالجروح والامراض الناتجة عن التعرض للاشعاعات في الاسابيع والاشهر والسنوات التالية.
والقت الولايات المتحدة قنبلة ذرية ثانية على مدينة ناغازاكي بعد ذلك بثلاثة ايام.
وتاتي زيارة اوباما بعد سبعة اعوام على الخطاب الشهير الذي القاه في براغ في السنة الاولى من حكمه ودعا فيه الى ازالة السلاح النووي من العالم مما ساهم في فوزه بجائزة نوبل للسلام.
ومع ان العالم لا يبدو اقرب الى تطبيق هذه الرؤية، الا ان اوباما استغل الرمزية الطاغية في زيارته للتركيز على تعزيز السلام ونجديد الدعوة من اجل “عالم خال من السلاح النووي”.
وكان الترقب كبيرا قبل وصول اوباما اذ تجمعت حشود من اليابانيين والاجانب بالقرب من النصب.
وقالت توشيوكو كاواموتو (80 عاما) “نرحب بالرئيس اوباما. امل ان تشكل هذه الزيارة التاريخية الى هيروشيما دفعا من اجل الغاء الاسلحة النووية من العالم”.
“نصغي الى عويل الصمت”
وعلقت اعلام اليابان والولايات المتحدة في الشارع امام النصب التذكاري، وقال مسؤولون انها المرة الاولى التي يرفرف فيها العلم الاميركي في المدينة.
وكما كان متوقعا، لم يقدم اوباما اي اعتذار اذ كان شدد قبلا انه لن يعيد النظر في القرار الذي اتخذه سلفه هاري ترومان وادى الى وضع حد للحرب العالمية الثانية.
وقال اوباما ان اي “تقدم تكنولوجي لا يوازيه تقدم المؤسسات البشرية سيقضي علينا. فالثورة العلمية التي مكنتنا من شطر الذرة تتطلب ثورة اخلاقية كذلك (…) لهذا نأتي الى هذا المكان، نقف هنا في وسط هذه المدينة ونلزم انفسنا بأن نتخيل لحظة سقوط القنبلة”.
تابع بينما الشعلة الابدية مضاءة وراءه “نلزم انفسنا بالشعور بالهلع الذي انتاب الاطفال المرتبكين بما يشاهدون, نصغي الى عويل صامت”.
وقال اخيرا “العالم تغير الى غير رجعة، لكن اليوم، سيمضي اطفال هذه المدينة يومهم بسلام…ويا له من أمر لا يقدر بثمن”.
ومع ان البعض طالب بتقديم اعتذار او تعبير عن الندم الا ان الراي العام في اليابان رحب بالاجمال بزيارة اوباما.
في المقابل، اثارت الزيارة ردود فعل اقل ترحيبا في كوريا الشمالية حيث اعتبر الاعلام الرسمي انها “محاولة طفولية” لاخفاء الطبيعة الحقيقية لاوباما بانه “مهووس بالحرب النووية”.
وفي بكين، عنونت صحيفة “تشاينا ديلي” الرسمية بالقول ان “اليابان هي التي جنت على نفسها” في حين اعاد وزير الخارجية الصيني وانغ يي الى الاذهان المجازر التي ارتكبتها القوات اليابانية بحق المدنيين في نانجينغ والتي تؤكد الصين انها ادت الى مقتل 300 الف شخص خلال ستة اسابيع في 1937.