تاريخ الرئاسة الأمريكية: الديمقراطيون يدعمون أسواق المال والجمهوريون يحبطونها

قد نستطيع فهم سرّ نجاح المرشح الجمهوري دونالد ترامب، حين ندرك أن المصوتين الأمريكيين بجميع مستوياتهم يؤمنون أن النظام الرأسمالي العالمي يعمل لصالح 1% من الكيانات وليس لصالح 99% منها،

أي أنه مصمم أساساً لخدمة الأغنياء أو الشركات الكبرى، ولكن أن يغير المواطن الأمريكي مجرى تفكيره ويقرر جني المزيد من الأموال بعد فوز مرشحه، قد يكون من الصائب له أن ينتخب مرشحاً ديمقراطيا وليس جمهورياً، وذلك بحسب باول هايكي الخبير في مجموعة Bespoke Investment، حيث أنه وبالعودة إلى عام 1900، سنجد أن مؤشر “داو جونز” شهد مكاسب سنوية تعادل 8.9% في عهد رؤساء ديمقراطيين، إلا أن المكاسب لم تتجاوز 3.8% في عهد الرؤساء الجمهوريين، وهو ما نوّه إليه هايكي في حديث لـCNBC مشيراً إلى أن تاريخ الرئاسة الأمريكي شهد اثنين فقط من الرؤساء الديمقراطيين أثروا بشكل سلبي على هذا المؤشر، وهما وودرو ويلسون و جيمي كارتر.

وتشير البيانات والأحداث الأخيرة إلى أن الظروف القادمة قد لا تلبي رغبة “وول ستريت” بفوز وزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، لاسيما وأن التنبؤات الالكترونية الصادرة عن Iowa Electronic Markets تشير إلى أن فرصة فوز منتخب ديمقراطي في البيت الأبيض قد باتت تتلاشى رغم أن فرصة فوز منتخب ديمقراطي بالرئاسة الأمريكية قد وصلت إلى 74% في الشهر الماضي لتتراجع اليوم إلى 58%.

واللافت أن فرص كلينتون بالفوز الرئاسي قد تضاءلت تحت وطأة الجدل الذي تتعرض له حملتها الانتخابية لإخلالها بأمن البريد الالكتروني واستخدامها حساب بريدها الخاص في مسائل رسمية ولإجراء اتصالات دبلوماسية دون موافقة الجهات الأمنية، ما أدى إلى تراجع فرصتها للفوز من 75% إلى 66%.

ويشير هايكي إلى أن تفضيل الأسواق لفوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على نظيرها الجمهوري دونالد ترامب يعكس قناعة شريحة من الأمريكيين في أنك “إذا أردت العيش كأمريكي جمهوري، عليك أن تنتخب ديمقراطياً”.

ومع ذلك، لابد من ملاحظة التغييرات الجذرية التي باتت تحصل بشكل متسارع في التوجهات الأمريكية على المستويات الاقتصادية والسياسية، فهنالك ميل متزايد إلى الحد من توحش الرأسمالية من خلال الاقتداء بالنموذج الاسكندنافي الاقتصادي حيث الجمع بين الاشتراكية والنيوليبرالية.

Top