العربية - نضال الأحمدية: قبل انطلاق التداولات عليها في سوق الأسهم السعودية غدا السبت 22-3-2008، مرت شركة الاتصالات المتنقلة "زين" بسلسلة من الشائعات ببعديها السلبي والإيجابي، لكن آخر هذه الشائعات وأكثرها تأثيرا على ما يبدو جاءت لتفيد بتوجه محافظ كويتية نحو تملك كميات كبيرة من السهم فور طرحه، أو ما يقال له بلغة المتداولين "الدخول القوي" فيه
ورغم أن التوجه الكويتي المزعوم لا يزال في عالم التكهنات الذي يتساوى صوابه وخطؤه، إلا أن بعض المتداولين شرع فعلا في بناء قرراته عليه، عامدا إلى شراء ما يستطيع من أسهم الشركة عبر ما يسمونها السوق السوداء، وبأسعار تتعدى 15 ريالا (الدولار = 3.75 ريالات) للسهم الواحد، كما أكد لـ"الأسواق. نت" مستثمرون على اطلاع واسع بأحوال السوق السعودية.
رسالة مقصودة ويمثل السعر الوسطي الذي بيع عنده السهم مكسبا يعادل 50% من قيمته؛ حيث تم طرحه من قبل للاكتتاب العام بسعر اسمي يعادل 10 ريالات فقط، وهذا بحد ذاته يعكس -وفقا للمتداول محمد فرج- قوة السهم وجاذبيته، التي جعلته مرغوبا وقادرا على تحقيق الأرباح لمكتتبيه حتى قبل تداوله.
ولفت فرج النظر إلى أنه من النادر أن تنشأ سوق سوداء لسهم ما إلا إذا كانت هناك فترة طويلة بين الاكتتاب عليه وإدراجه، إلا أن سهم زين كسر القاعدة وشهد عقد صفقات غير نظامية عليه ضمن الفترة القصيرة التي فصلت بين نهاية اكتتابه وبداية طرحه.
وأُغلق الاكتتاب على "زين" في الـ18 من فبراير/شباط الفائت، بنسبة تغطية قاربت 270 %، تلاه مباشرة تخصيص السهم ثم إضافته إلى المحافظ، ليصدر بعدها قرار وزارة التجارة بالموافقة على تأسيس الشركة، فإعلان من هيئة السوق عن موعد إدراجه، وكل ذلك في مدة لا تتعدى 33 يوما.
فيما أكد المستثمر يوسف الصقعبي أن بث أنباء عن اهتمام الكويتيين دون غيرهم في صفوف المتداولين لم يكن عبثا على الإطلاق؛ حيث إن الشركة الأم كويتية، وفي ذلك رسالة ضمنية لتحفيز السعوديين على شراء السهم والتمسك به، ما دام لدى "أهل الدار" -وهم الأدرى بسهم شركتهم- كل هذا الاهتمام. |
استعداد بالسيولة وأضاف أغلب الذين استبقوا التداول بشراء السهم عبر السوق السوداء، إنما فعلوا ذلك بهدف زيادة حصتهم التي رأوا أن التخصيص لم ينصفهم فيها، مستفيدين من وقوع بعض المكتتبين تحت ضغوط سلبية أوحت لهم أن السهم لن يحقق أرباحا بأكثر من 3 أو 4 ريالات في أولى جلساته.
وتم تخصيص أسهم "زين" على مرحلتين، أعطت الأولى كامل الكمية لمن اكتتب بخمسين سهما، مقابل 83 سهما لمن اكتتب بمئة سهم أو أكثر، وذلك في المرحلة الثانية.
أما تركي العجمي فقال "إن هناك ترقبا كبيرا من قبل معظم المتداولين لليوم الأول من إدراج "زين"، يدعمه تجهيز سيولة كافية لـ"لاقتناص" السهم إذا هبط دون مستوى 20 ريالا، باعتبارها فرصة مغرية قد لا تتكرر لاحقا".
وأشار إلى أنه لو كان أداء السوق وشركاتها المدرجة على ما يرام، لما كنا شهدنا على الأغلب بيوعا خاسرة لبعض الأسهم في سبيل تأمين سيولة للانضمام إلى قافلة ملاك "زين"، على أمل تحقيق مكاسب تفوق تلك الخسائر.
من ناحيته رأى مراقب التعاملات فيصل إبراهيم أن احتمال إدخال عروض على السهم بأسعار متواضعة وارد جدا، فالشركة المدرجة تعد أسهمها بالملايين، وهناك عدد هائل من المكتتبين ذوي الظروف والتقديرات المختلفة، حتى إن بعضهم لا يكتتب إلا ليبيع مع أول دقيقة. |
|
تجاذب القوة والضعف وحول توقعاته بشأن سعر السهم مع افتتاحه، بيّن إبراهيم أننا أمام معادلة صعبة طرفاها شركة قوية وسوق تمر بواحدة من أضعف مراحلها، وفي ظل هذا التجاذب لا يمكن نهائيا التكهن بما ستسفر عنه تداولات السبت ذات التذبذب المفتوح، لكن النصف ساعة الأولى ستكون حاسمة في رسم مسار السهم صعودا أو هبوطا، كما جرت العادة.
ولفت إبرهيم إلى أن قوة "زين السعودية" تتركز في عدة عوامل، منها أنها امتداد لشركة عالمية، إضافة إلى ضخامة رأس مالها والتوقعات بتحقيقها نجاحا ملحوظا في إطار منافسة الشركتين القائمتين (الاتصالات السعودية وموبايلي).
وحسب بياناتها، فقد نما عملاء مجموعة زين الأم بنسبة 56% بين 2006 ونهاية 2007 ليبلغ عددهم أكثر من 42 مليون عميل متوزعين على 22 دولة مختلفة، منها 15 بلدا إفريقيا، مما حقق لها عائدات تقارب 6 مليارات دولار، منها قرابة مليار و150 مليونا أرباح صافية، وذلك عن العام الماضي وحده.
ويعود تأسيس المجموعة إلى 24 سنة خلت، في عام 1983، كأول شركة اتصالات متنقلة في المنطقة، وقد باشرت تقديم خدماتها في مجال الهاتف المحمول انطلاقا من الكويت عام 1994. |