مادورو يستبعد استفتاءً لعزله ومقايضة الأغذية “أسلوب حياة” الفنزويليين
استبعد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إجراء أي استفتاء لعزله في 2016، في محاولة لإحباط المعارضة التي تحذر من احتمالات حدوث انفجار اجتماعي مرتبط بنقص المواد الغذائية.
وقال مادورو انه في
ويواجه الرئيس الفنزويلي الذي تراجعت شعبيته، منذ أشهر معارضة تزداد حدة وتسعى بعد هيمنتها على البرلمان، إلى دفعه على الرحيل قبل انتهاء ولايته.
وهنا تجدر الإشارة أنه في حال جرى الاستفتاء بحلول 10 كانون الثاني/يناير 2017 ونجح، فمن الممكن أن يؤدي إلى انتخابات جديدة، وإلا فإن النتيجة ستقتصر الامر على حلول نائب الرئيس مكان مادورو حتى انتهاء الولاية الرئاسية في 2019.
وكانت المعارضة ممثلة بتحالف طاولة الوحدة الديموقراطية قد دعت أنصارها إلى التجمع في كراكاس من أجل تنظيم انتقال 1.3 مليون شخص دعوا إلى تأكيد رغبتهم في إجراء الاستفتاء شخصيًا.
وبين 20 و24 حزيران/يونيو يفترض ان يتوجه كل الذين وقعوا طلب اجراء الاستفتاء, الى 24 مقرا للمجلس الوطني الانتخابي من اجل وضع بصماتهم. ويقع بعض هذه المكاتب في مناطق بعيدة عن اماكن اقامة عدد من هؤلاء الناخبين.
مخاوف من انفجار اجتماعي:
وتشير استطلاعات للرأي إلى أن سبعة من كل عشرة فنزويليين يرغبون برحيل مادورو، لكن الذين يتظاهرون قلة بسبب انشغالهم في البحث اليومي عن الغذاء على ما يبدو وخوفاً من التهديدات بالقمع.
أما عملية تنظيم الاستفتاء فتجري ببطء، فبعد التحقق من 1.3 مليون توقيع، يفترض أن يتم جمع 4 ملايين توقيع خلال ثلاثة ايام.
وبعد ذلك فقط سيكون للمعارضة الحق في تنظيم الاستفتاء الذي يفترض ان يكون عدد مؤيدي رحيل مادورو يتجاوز عدد الذين انتخبوه (7,5 ملايين ناخب) في 2013.
وحذر الناطق باسم تحالف طاولة الوحدة الديموقراطية ان السلطة “تعزز امكانية حدوث انفجار اجتماعي” عبر “تمديد المهل بطريقة غير مسؤولة”.
المقايضة أسلوب الحياة:
وفي كاتيا أحد أحياء كراكاس، اصطف المئات لساعات أمام سوبرماركت أعلن في نهاية المطاف ان كل بضاعته نفدت، وقام عشرات منهم بالاحتجاج في الشارع وردد بعضهم “هذه الحكومة ستسقط”.
ويعاني السكان من نقص على جميع المستويات، الأمر الذي جعل عمليات المقايضة منتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من “فيسبوك” و”إنستغرام”، لتبادل الطحين والحليب والحفاضات.
ويقول خوفيلين بريميرا خبير المعلوماتية إن مجموعات المقايضة تشكل بحسب المواضيع فمنها ماهو خصص لحاجات الأطفال الرضع مثلاً، أو بحسب الموقع الجغرافي، وهي تخضع لبعض القواعد مثل تحديد مواعيد لتبادل الرسائل أو منع إعادة البيع بأسعار عالية للحؤول دون حصول مضاربات.
ويوضح أن “المسؤول عن إدارة المجموعة يتحقق من احترام القواعد، والهدف من ذلك ليس كسب المال بل التزود بالسلع الاساسية، فالوضع للأسف يرغمنا على اللجوء إلى وسائل كهذه للحصول على المؤن”.
أما الحل الثاني فيقوم على الانتظار في طوابير لساعات طويلة أمام المتاجر الكبرى من دون أي ضمانة بالعثور على الغرض المطلوب.
ويوضح خوفلين “ليس لدي اطفال، لكن عندما اقف في طابور وادخل المتجر واجد فيه حفاضات اشتريها وابادلها بالسكر او اللحم لاني بحاجة اليهما”.
وتحمل المعارضة الرئيس الاشتراكي نيكولا مادورو مسؤولية هذه الفوضى الاقتصادية المعممة، وهي تسعى لإجراء استفتاء بهدف إقالته، تساعدها في ذلك النقمة الشعبية.
ويتهم النظام من جهته رؤساء الشركات المتحالفين مع المعارضة بشن “حرب اقتصادية” من خلال افتعال هذه الأزمة عمداً من أجل النيل منه.
وبعد التفاوض على عملية المقايضة عبر الانترنت او الهاتف، يتم التبادل في مكان عام تجنباً للاعتداءات في هذا البلد الذي يعتبر من أعنف دول العالم، حيث عمليات النهب والاعتداء ازدادت كثيراً في الاشهر الاخيرة.
ويقول خوفلين “نتفق عبر واتساب او فيسبوك ونتبادل الصور ونصف الملابس التي سنرتديها خلال اللقاء”.