- بقلم: ريتشارد إم روسين، وفريد أدير - 13/09/1428هـ
تشير الأبحاث الجديدة إلى أن الرؤساء التنفيذيين لديهم وجهة نظر أكثر تفاؤلاً لأداء الإدارة العليا من تلك التي يملكها الأعضاء الآخرون في فريق الإدارة العليا. وفي دراسة عالمية شملت 124 رئيساً تنفيذياً و 579 تنفيذياً آخر رفيع المنصب في شركات كبيرة ومتوسطة الحجم من نطاق من الصناعات، قال 52 في المائة من الرؤساء غير التنفيذيين إن أداء فرقهم كان سيئاً في مجالات مهمة مثل التفكير بإبداع، والتسويق المتقاطع، وقيادة التحدي، والإشراف على تنمية المواهب، وبناء ثقافة الشركة. وذكر 28 في المائة فقط من الرؤساء التنفيذيين عن وجود مشكلات في هذه المجالات. ولدى تقييم الكفاءة الكلية لفرقهم على مقياس من سبع نقاط (سبعة هي الأفضل)، حصل الرؤساء التنفيذيون على معدل نقاط بلغ 5.39 نقطة، بينما حصل التنفيذيون الآخرون على معدل نقاط بلغ 4.02 نقطة فقط. (انظر المستند "انحراف نقاط الأداء").

انحراف نقاط الأداء
في استطلاع حديث، قام 124 رئيساً تنفيذياً، و579 تنفيذياً رفيع المنصب بتقييم عدة نواحٍ من أداء فرقهم الإدارية العليا على مقياس من واحد (الأدنى) إلى سبعة (الأعلى). اعتقد الرؤساء التنفيذيون أن الأمور كانت تسير أفضل مما اعتقد غير التنفيذيين.

إحصائياً، تعتبر هذه التقييمات متباعدة جداً، ويبدو أن الرؤساء التنفيذيين هم التنفيذيون الذين يلزمهم فحص واقعي. والبحث الذي تم إجراؤه بشكل مشترك بين ممارسة استشارات القيادة لشركة الأبحاث التنفيذية هيدريك آند ستراجلز ومركز المؤسسات الفاعلة التابع لجامعة جنوب كاليفورنيا، تضمن أيضاً دراسة لنحو 60 تنفيذياً في الموارد البشرية من مجلة "فورتشن" لأفضل 500 شركة، ذكر 6 في المائة فقط أن "التنفيذيين في جناحنا سي هم فريق متكامل جيداً."

ولمعرفة ما إذا كانوا وفرقهم ينظرون إلى الأداء بالطريقة نفسها، يمكن أن يحاول الرؤساء التنفيذيون اللجوء إلى زملائهم من أجل تقييمات غير متحيزة. ولكن دون غموض الاستطلاع كبير الحجم، فربما يقول الأشخاص لرئيسهم ما يريد أن يسمع. والاختبار الأبسط والأكثر موثوقية هو أن يسأل الرؤساء التنفيذيون أنفسهم الأسئلة الثلاثة التالية. والذين يجيبون بلا عن أي منها، فعلى الأرجح أن يفهموا أداء الفريق بأنه أفضل مما يعتقد أعضاء الفريق الآخر – وعلى نطاق أشمل، أفضل مما هو عليه في الواقع.
1. هل يتخذ فريقي القرارات في الاجتماع؟
يفضل بعض الرؤساء التنفيذيين أن يقيمّوا خياراتهم سراً أو العمل وفق آرائهم بعد إجراء نقاشات جماعية، أو اجتماعات فردية مع أعضاء الفريق. ومع ثقتهم بأن تلك الاستشارة ساعدتهم على اتخاذ الخيارات المناسبة، فربما يفشلون في رؤية أنه قد تم إهمال فرقهم من المشاركة في الأجزاء الرئيسية من العملية: المداولات النهائية. ومع شعورهم بالعجز، يعطي التنفيذيون الآخرون على نحو مفهوم، علامات متدنية لأنفسهم فيما يتعلق بالأداء ولملكيتهم لنتائج الفريق.
2. إذا اتخذنا القرارات فعلاً أثناء الاجتماع، فهل تطبق بعد فترة وجيزة من ذلك؟
إن الإخفاق في التحرك بفكرة ما فوراً غالباً ما يشير إلى افتقار الفريق إلى الالتزام بها. وحيث إن الجميع وقع ظاهرياً، يفترض الرئيس التنفيذي أن المجموعة بأكملها قد انضمت وإن التقدم وشيك، وفي غضون ذلك يجعل المنشقون الصامتون الفكرة تذهب أدراج الرياح من خلال عدم القيام بأي عمل.
3. هل تفسح الاجتماعات المجال أمام الصراع الحيوي؟
حيث لا يوجد صراع، لا يوجد شغف. إن تفادي عدم الاتفاق يعني تفادي القرارات الصعبة حقيقة، والذي يقتضي حتمياً مستوى أعلى من المشاركة. وفي غرفة الاجتماعات الهادئة دائماً، قد يرى الرئيس التنفيذي الإجماع في حين قد يرى مراقب موضوعي الامتثال.
بعد التفكير في هذه الأسئلة، سيكون لدى الرئيس التنفيذي شعور أفضل حول ما إذا كان وفريقه ينظرون إلى أدائهم بشكل مختلف. وإذا كان الأمر كذلك، يمكن أن تبدأ الإدارة العمل الجاد للالتزام الحقيقي، وسوف يصبح من الواضح عندها أين يقف الأداء فعلياً، وما الذي يحتاج إلى تحسين.
- بقلم: لورين كيلر جونسون - 13/09/1428هـ
حين وصلت جاكلين لوبيز إلى مقر عملها في اليوم الوظيفي الأول لها، كمديرة برنامج جديدة لدى مجموعة إنتل موبايل، سلمتها مديرتها، جيسيكا روشا، أجندة تفيض بالاجتماعات. ولم تكن لهذه الاجتماعات علاقة بالعملية المألوفة لتكيف الموظف التي من خلالها يتعلم المستخدمون الجدد قيم إنتل، وإجراءات الموارد البشرية. وبدلاً من هذا، جدولت روشا مقابلات وجهاً لوجه مع أناس على امتداد إنتل ممن لديهم الخبرة التقنية، و"العصارة" السياسية التي ستكون لوبيز بحاجة إليها لإنجاز عملها.
وتقول لوبيز: "بفضل حكمة روشا، وقفت على قدمي سريعاً".
أداة فعالة جديدة
أصبحت عملية الاندماج السريعة للموظفين الجدد فعالة بصورة خاصة بينما ترتفع معدلات التقلب الوظيفي. وإضافة إلى هذا، فإعادة الهيكلة الداخلية، والمنافسين الجدد، والتقدم التقني، تعمل كلها على إعادة تشكيل الأدوار والمسؤوليات الوظيفية، ويلحّ المديرون الجدد أكثر على تعلّم الأدوار بسرعة.
ولمعالجة هذه المشكلة، على المديرين التنفيذيين لعب دور أكثر نشاطاً. وتساعد الممارسات التالية في عملية الاندماج السريع.
قدّم تدريباً لبداية قافزة
إن أحد أساليب نهوض المديرين، وحثهم على الاندفاع بسرعة، يتم عن طريق تقديم تغذية راجعة وتدريب مكثفين، حسب ما يقول ليخ برانام، صاحب كتاب "الأسباب السبعة الخفية وراء رحيل الموظفين: كيفية التعرّف على العلامات الخفية، والتصرف قبل فوات الأوان" (أماكوم – 2005). وخلال الأسبوع الأول للمدير الجديد، ينبغي على مديره تزويده بتوقعات مفصّلة حول الأشهر الثلاثة الأولى، وأن يطلب منه تلخيص هذه الأهداف، والمقاييس من خلال أداء منسجم.
وفي سياق مماثل، يقترح برانام إجراء "مقابلات المدخل" مع المستخدمين الجدد للمساعدة في الكشف عن قدراتهم، ومعرفة المواهب التي لديهم رغبة قصوى في تنميتها وتطويرها.
ارسم شبكة مديرك الجديد
ويقول رولاج: "تنبثق فعالية المديرين مباشرة من شبكة علاقاتهم". وبأخذ هذا في الحسبان، ارسم شبكة مديرك الجديد قبل أن يبدأ عمله. اسأل نفسك عمن هو بحاجة إلى التعرف عليه للتمكن من إنجاز عمله. فكر في مجريات العمل: ممن سيحتاج أنواعاً معينة من المعلومات؟ وإلى من سيكون بحاجة إلى تزويده بالمعلومات؟ وكذلك أدرس التاريخ التنظيمي: من كان دوماً على دراية بكيفية دفع المشاريع إلى الأمام، وحل المشاكل الشائكة؟
يركز بعض المسؤولين كذلك على قيم الشركة خلال رسمهم لشبكة المدير الجديد. وعليك أن تأخذ بعين الاعتبار شبكة فترة خدمة الأطراف الآخرين بينما تقوم بوضع المخطط. وتشمل أفضل الشبكات مزيجاً من الموظفين القدماء والجدد، حسب ما يوضّح روب كروس، وأندرو باركر، في كتاب "القوة الخفية في الشبكات الاجتماعية: فهم كيفية إنجاز العمل حقاً في المؤسسات" (هارفارد بيزنيس سكوول برس، 2004). ولم المزيج؟ إنك تريد أن يستفيد المديرون الجدد من حكمة الموظفين المخضرمين، والآفاق النضرة للمستخدمين الجدد.
ما إن يقابل المدير الجديد جميع الأشخاص الذين أوصيتَ بهم، عزز هذه العلاقات عن طريق المتابعة.
ويقول رولاج: "أسس مناقشة حول الشبكة من خلال محادثات منتظمة، وتحديث للمناصب". "اسأل، مع من تحدثت؟ ماذا تعلمت من هؤلاء الأشخاص؟ كيف قمت بمساعدتهم؟" إذا فشل المدير في الحفاظ على اتصال مع عضو مهم في الشبكة، فاسأل عن السبب، وقم بتطوير خطة لإعادة الصلة.

وكاستراتيجية متابعة أخرى، ادعُ المدير الجديد إلى اجتماعات خارج نطاق مسؤوليات عمله. وعن طريق هذه اللقاءات غير المتوقعة، سيلمس ديناميكية المؤسسة السياسية، وسيرى كيفية عمل الشركة ككل.

استفد من التكنولوجيا
في المؤسسات العالمية، من الممكن أن يكون التأكيد على إجراء صلات من قبل المدير المعيّن حديثاً مع أطراف الشبكة المناسبين، صعباً بصورة خاصة. وحين تستخدم مديراً جديداً، استخدم البريد الإلكتروني للإعلان عن خبرته، واهتماماته للآخرين. سجله ضمن مجموعة المناقشة والمراسلة أونلاين، والقوائم التي سيكون بحاجة إليها للوقوف على قدميه. أره كيفية استخدام مواضع الخبرة.
وإذا كنت تميل إلى الافتراض بأن المدير الحذق الذي قمت بتعيينه للتو، يمكنه تناول أمر انضمامه بنفسه، تذكر أنه بإمكانك تسريع العملية بصورة كبيرة. ومكافأتك؟ قائد قادر على توليد نتائج عمل أفضل وأسرع، والانطلاق بنفسه بحماس بصورة عاجلة.
- - 20/09/1428هـ
يعمل التقدم العلمي والتكنولوجي على تحويل الطريقة التي تؤدي بها الشركات نشاطاتها العملية، وهذا أمر واضح للغاية. ولكن الشيء الذي يُعد أقل وضوحاً هو كيفية تأثير هذا التقدم في الطريقة التي نفكر بها ونشعر، وبالتالي كيف نستهلك، ونعمل، وندير، ونقود.
ووفقاً لما جاء عن البارونة سوزان جرينفيلد، وهي مؤلفة معروفة، وأستاذة في علم الأدوية في جامعة أوكسفورد، فإن النمو الضخم في الإعلام الإلكتروني يعمل على تغيير عقولنا وأنظمتنا العصبية المركزية بصورة جذرية. والشركات التي لا تدرك هذا الأمر من الممكن أن تصبح ضحايا منسية للثورة التكنولوجية.
وقضت جرينفيلد فترة طويلة من حياتها المهنية في العمل على دراسة الأمراض العصبية، مثل الزهايمر، والباركينسون، ولكن يستكشف آخر مؤلف لها، تحت عنوان "أناس غدٍ – Tomorrow’s People"، كيف ستعمل تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين على تغيير الطريقة التي يفكر، ويشعر، ويتصرف بها الناس. وحذرت جرينفيلد في المقابلة التي أجرتها وورلد بيزنس معها، من أن تلك التغيرات ستحوّل العلاقة بين الشركات وموظفيها، والطريقة التي تتشكل بها الشركات نفسها.
وتقول: "بدأنا فعلاً نرى تأثير ثورة تكنولوجيا المعلومات في مواقع العمل". وتضيف قائلة: "إن العمل أمام الشاشة يحظى بتأثير هائل في الطريقة التي نفكر بها، ونعالج بها المعلومات. وإن ثقافة الشاشة لا تساعد على أخذ وقت للتفكير، حيث إن كل شيء متاح فوراً. والنتيجة هي تفكير أيقوني (أي مرتبط بالضغط على الأيقونات)، وبالتعديلات السريعة، وفترات الانتباه القصيرة".
وستعمل تلك التطورات على توليد بعض التغيرات الاجتماعية الإيجابية، كما تقول جرينفيلد. على سبيل المثال، بينما يختار المزيد من الناس العمل من المنزل، ستكون الشركات قادرة على تقديم المزيد من ممارسات التوظيف المرنة. وتلك ستكون أخبارا جيدة بالنسبة لكبار السن، والأشخاص العاجزين جسدياً، وهم في العادة أشخاص غير قادرين على الوجود جسدياً في المكتب، ولكن لا تزال ثقافتهم ومهاراتهم ثمينة. وتقول جرينفيلد: "إن توافر التكنولوجيا سيعني أن الناس سيبقون رشيقين ذهنياً بينما يتقدمون في العمر، ولن يكون هنالك سبب يمنعهم من مواصلة العمل".
وتحذّر جرينفيليد من أن تغيرات أخرى سوف تعرّض الشركات لتحديات صعبة. وبما أن عقول الناس في تطور، كذلك فإن حوافزهم وطموحاتهم ستتحول تباعاً. وتقول: "إن مقاييسنا للرضا الذاتي والإنجاز سوف تكون مختلفة جداً في المستقبل".
وتضيف: "نحن نفترض أن الناس يريدون العمل لدى غيرهم من الناس، ولكن تلك لن تكون الحال في المستقبل. ففي الوقت الراهن نستمد الكثير من متعتنا من المكانة، ولكنني أعتقد أن ذلك سوف يتعرض للتحدي عما قريب، حيث إن الناس لن يكونوا محفّزين على ذلك النحو فحسب. فما هو إلا سباق تسلح آخر، وأعتقد أننا سنتطور إلى نقطة حيث لا يكون الناس مهووسين فيها بالمكانة".
ومن الممكن أن يعمل ذلك على رسم النهاية للشركات التقليدية، والجامدة، كما تقول. وبما أن العديد من الأسس المنطقية لتشكيل الشركات الكبرى، على سبيل المثال تقليص تكلفة جمع المواد، تصبح أقل أهمية، فسوف تنشأ وحدات أصغر وأقل أهمية وأكثر افتراضية، وهي مستقلة، ولكنها تعمل من خلال مجموعة متنوعة من شبكات غيرها من المؤسسات، كما تصر جرينفيلد.
إنه مقياس للتأثير المتنامي لأفكار جرينفيلد بأن دعيت لحضور مؤتمر لندن في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لمواجهة عدد من شخصيات النشاطات العملية الرائدة في العالم. ويتحدث برفقتها كولين باول، وريتشارد برانسون، وألان شوجار، وبوب جيلدوف، وستخبر جرينفيلد الوفود كيف ستعمل التكنولوجيا على تغيير الطريقة التي يحتاج القادة إلى التفكير والتصرف بها في المستقبل.
وإن إحدى الرسائل التي تنوي جرينفيلد إيصالها هي عندما يكون التغيّر حتمياً، يمكن للشركات اختيار كيفية استجابتها للتغيّر. وتقول: "من غير الدقيق التفكير بأنفسنا كـ "ضحايا" للتغير التكنولوجي". وتضيف: "ولكن علينا أن نتيقّظ، ونكون إيجابيين".
- بقلم: ثيودور كيني - 20/09/1428هـ
إن القادة هم الذين يشكلون المستقبل، حيث يحددون الأهداف الاستراتيجية، ويوجهون مؤسساتهم نحو تحقيق تلك الأهداف. ولكنهم يصبحون دون قوة أو نفوذ ما لم يتعاون معهم الآخرون. ولذلك تعتبر القدرة على الإقناع والتحفيز مهارة إدارية بالغة الأهمية. ونستعرض فيما يلي خمسة كتب تزيد من قدراتك على القيادة من خلال التأثير.
إن القادة هم الأشخاص الذين يغيرون الناس، سواء كانوا زعماء أمة، أو رؤساء شركات، أو مؤسسات غير ربحية، حسب رأي هووارد جاردنر، من مؤسسة جون وإليزابيث هووارد، وهو أستاذ الإدراك والتعليم في كلية هارفارد للتعليم الحاصل على جائزة ماك آرثر بسبب نظريته في عوامل الذكاء المتعدد. وإذا أردت تحسين قدراتك على التأثير والإقناع، فعليك أن تبدأ بكتاب جاردنر بعنوان "تغيير العقول:فن وعلم تغيير عقلك وعقول الآخرين" (مطبعة هارفارد بزنس سكول 2006). ويشكل هذا الكتاب أساساً اعتمدت عليه كتب أخرى في هذا المجال. وهو يطرح إطاراً متطوراً في فهم كيفية تغير العقول. وهنالك في رأي مؤلفه ثلاثة جوانب لتغير العقل هي الشخصيات، والمفاهيم والقصص، والنظريات والمهارات، من جانب، وعوامل الرفع التي توثر في هذه التغيرات مثل المنطق، والبحث، وإعادة الوصف،وأخيراً هنالك مجالات التغير العقلي ذات النطاق الواسع، والمجتمعات السكانية الممتدة،مثل الأمم، ثم التدرج للوصول إلى مستوى العقل الواحد.

إن أهمية هذا الإطار تكمن في أنه يطرح أسلوباً لتحليل جهود التغير العقلي، إضافة إلى أنه يقدم مكونات أداة لأولئك الذين يريدون تحسين جهودهم التأثيرية. و من جوانب ذلك إطلاق مبادرة جديدة على مستوى الشركة تتطلب من الموظفين التفكير بطريقة مختلفة. وإذا كان المجال معروفاً، فإن بإمكانك اختيار الشخصيات التي تركز عليها، واستخدام الروافع التي تثير عوامل التفرد للتغيير الناجح للعقل.

ونظراً لاعتماد العقل على الرسائل، فإن عليك قراءة الكتاب المعنون "وجد لكي يثبت: لماذا تعيش أفكار وتموت أخرى" (راندوم هاوس 2006) لمؤلفيه تشب،ودان هيث، وذلك لجعل رسائلك أشد تأثيراً وأقوى من حيث التذكر. وهذان المؤلفان شقيقان حيث يعمل دان كمستشار في مؤسسة ديوك التربوية، بينما يعمل تشب أستاذاً للسلوك التنظيمي في كلية ستانفورد للنشاطات العملية. ويرى المؤلفان أن أشد الرسائل فاعلية هي التي تلتصق بالأذهان. وهم يعيدان تعبير الالتصاق هذا إلى كتاب مالكولم جلادويل الذي حقق رقماً قياسياً في المبيعات"نقطة القمة:كيف يمكن للأشياء الصغيرة أن تحدث فرقاً كبيراً" (ليتل براون،2000).

والمقصود بالالتصاق هو أن تكون أفكارك مفهومة وقابلة للتذكر، وأن يكون لها تأثير دائم، وأن تغير آراء مستمعيك وسلوكهم. وتوصل الأخوان المؤلفان إلى ذلك بعد دراسة لعدد من الأفكار الخالدة لعدد من المفكرين. ووجدوا المبادئ الستة المشهورة موجودة في أولئك الأشخاص، حيث أن الأفكار اللاصقة بسيطة في طبيعتها، وغير متوقعة وجاذبة للانتباه، إضافة إلى صلابتها وعنايتها بالتفاصيل مما يجعلنا نتذكرها بسهولة، كما أنها مؤثوقة ومدعومة بالأدلة، وهي كذلك عاطفية وتجعلنا مهتمين بها، كما أنها في النهاية مدعومة بعدد من القصص.

واختار هيرب كيليهر البساطة حين اختار لشركة طيران الخطوط الجوية الجنوبية الغربية شعار "نحن خط الطيران ذو البطاقات متدنية السعر". واختار جيري كابلان مفهوم الصلابة حين أسس شركة الكمبيوتر الخاصة به، وجعل شعاره "أيها السادة، إن هذا نموذج للخطوة التالية في ثورة الكمبيوتر".

ولكن المؤلفين يحذران من "لعنة المعرفة"، حيث إننا ما إن نعرف أمراً ما حتى ننسى ما يعنيه عدم معرفتنا به. وبالتالي فإننا لا نضع أنفسنا في موضع المستمعين حين نقوم بإعداد رسائلنا. ولذلك نجد أن رسالة الرئيس التنفيذي التي تحمل شعار " تعظيم قيمة المساهمين" لا تحفز الموظفين على المزيد من الأداء، حيث إنه يعرف معنى ذلك، ولكنهم لا يعرفون.

إن تركيز هذين المؤلفين على أهمية القصص ينقلنا إلى كتاب أنيت سيمونز المعنون " يفوز أولئك الذين يخبروننا بأفضل القصص:كيف تستخدم قصصك الخاصة للاتصال بقوة وتأثير"(أماكوم2007). وهي تنصحك بألا تشعر بغرابة أهمية إيراد القصص."إنك تروي بالفعل قصصاً عن نفسك، وعن سبب وجودك في مكان معين، وعن خيالاتك، وقيمك،وتعليمك، وكيفية معرفتك بأسرار أفكار الآخرين. والمشكلة هي أنك لا تدرك مدى أهمية قصصك". وتعمل هذه المؤلفة رئيسة لمؤسسة الاستشارات العملية، جرينسبورو.
وإذا كنت لا تجد مادة لقصص ترويها، فإن هذا الكتاب يتضمن عدداً من التمارين المصممة لمساعدتك على تكوين قصصك الخاصة. وتنصحك المؤلفة باختيارها من أقرب المصادر إليك، أي من مناسبات كنت فيها ناجحاً، أو أحداث كنت فيها مؤثراً، أو من كتاب قرأته، أو فيلم شاهدته، أو مناسبة حديثة. والحقيقة هي أن القصص تحمل الكثير من ملامح الشخصية، كما أنها كثيراً ما تكون مشحونة بالعواطف. وهذا أمر جيد من حيث قدرتها على ربطك بالآخرين، وربما ليس بما كان يدور في ذهنك. وعلى ذلك، فإنك بحاجة مستمرة إلى تطوير مهارات روايتك للقصص، وتجديد مخزونك منها. وسوف يساعدك هذا الكتاب كثيراً على إنجاز ذلك الأمر.

وعليك أن تتذكر حين تريد تغيير عقول الآخرين أن الاتصال يحدث في إطار يتجاوز الحديث. ويكشف ستيفن يونج في كتابه المعنون" الرسائل القصيرة للغاية:لماذا تتجاوز القيادة العظمى حدود الكلمات" (ماكجروهيل،2006) كيفية تدمير القادة لأهدافهم المحددة من خلال الرسائل القصيرة للغاية، والتلميحات، والتعبيرات، ونبرة الصوت، بما لا يعادل الكلمات الموجهة. والمؤلف مؤسس مشارك لشركة الاستشارات التربوية، أنظمة البصائر التعليمية، ونائب الرئيس السابق المسؤول عن التنوع الدولي في جي بي مورجان تشيس. وهو يرى أنه يتم توجيه كل ذلك بطريقة غير واعية. ومن أمثلة ذلك العبث بجهاز الاتصال الخاص بك بينما تستمع إلى حديث طرف آخر، حيث إن كثيراً منا يمارسون ذلك دون إدراك منهم بأنهم ينقلون رسائل سلبية عن أنفسهم. ولا يعبر لك الطرف الآخر عما فهمه حتى لا تظن أنه ساذج أو أحمق.

إن الرسالة الأساسية لهذا الكتاب هي ضرورة الوعي الذاتي لدى من يتصدون لمهمة تغيير عقول الآخرين. وإذا أردت النجاح في التأثير في الآخرين، فإن عليك اجتناب إرسال رسائل مختلطة.

وعليك أن تتأكد من أن جميع رسائلك القصيرة إيجابية، حيث إن نهوضك وابتسامتك حين يدخل الآخرون إلى مكتبك، وتركيز نظرك عليهم، وإبداء ما يفيد بأنك تتذكرهم، أو تتذكر شيئاً فعلوه، وتقديمهم إلى الآخرين بطريقة محترمة حين تكون ضمن مجموعة من الناس، من شأنه إحداث قوة إقناع كبرى.

وأما الكتاب الخامس، فعنوانه هو "مواجهات حاسمة:أدوات لحل الوعود غير المحققة، و التوقعات الخائبة، والسلوك السيء"(ماكجروهيل، 2004) لمؤلفيه، كيري باترسون، وجوزيف جريني، ورون ماكميلان، وآل سويتزلر، الذين يشكلون فريق العمل وراء كتاب نيويورك تايمز الذي حقق رقماً قياسياً في المبيعات "محادثات حاسمة:أدوات للحديث حين تكون المخاطر عالية "(ماكجروهيل2002). وهم كذلك مؤسسو شركة الاستشارات، فايتال سمارتس. ويتولى هذا الكتاب شرح أصعب جهود التأثير في الآخرين المتمثلة في الوعود غير المحققة، والتوقعات الخائبة، والسلوك السيئ.

وقليلون من الناس هم الذين يتمتعون بالمواجهة، والبعض يتجنبها وكأنها طاعون. ولكن على القادة الذين يسعون إلى تغيير عقول الآخرين، تعلم المواجهة الإيجابية. وفي دراسة فام بها هؤلاء المؤلفون اكتشفوا أن "قادة الرأي أتقنوا التأثير لأنهم كانوا الأفضل في الوصول إلى الزملاء، والعمال، أو حتى إلى رؤسائهم، وجعلهم عرضة للمساءلة".

وضرب المؤلفون مثلاً على ذلك من خلال مصنع للأخشاب في منطقة الشمال الغربي، حيث كان أفضل المراقبين في هذه النيئة القاسية هي المهندسة ميليسيا التي استطاعت التعامل مع عمال يدمرون المنتجات انتقاماً من الإدارة. فكيف نجحت تلك المهندسة فيما فشل فيه الآخرون؟. وعلى الرغم من مواجهتها بعدم الكفاءة، وعدم الطاعة، واتهامها بالعنصرية، إلا أنها لم تتراجع عن مسؤولياتها في معالجة هذه القضية. وكانت ناجحة في إظهار نزاهتها في مختلف مراحل حل المشكلة،كما أظهرت درجة عالية من الحزم في الدخول إلى صلب المشكلة، في الوقت الذي استمر احترامها للأطراف الأخرى.

وطور المؤلفون عملية من ست خطوات نتيجة لدراسة حالة ميليسيا، وغيرها من قادة العمل الناجحين.
- حدد ما إذا كان الهدف يستحق العمل من أجل التوصل إلى حل له. فإذا أخطأ عامل في موعد ما، أو لم ينجز مهمة معينة،فإن عليك أن تفكك هذين الأمرين، وألاّ تسأله عنهما معاً.
- اعمل على إتقان قصصك بإظهار فهمك التام لأسباب حدوث المشكلة.
- صف الفجوة بين ما كان متوقعاً وما تمت ملاحظته.
- أجعل الأمر محفزاً، وسهّل الأمر على الشخص المعني إذا كنت تريد تغيير عقله. فإذا أخطأت موظفة ما في موعد إنتاج معين، فإنها ربما تكون غير منتبهة لمسألة التكاليف البسيطة. وسوف تصبح أكفأ إذا ما فهمت تفاصيل ذلك.
- اتفق على خطة معينة، وتابعها حتى تتأكد من حل المشكلة.
- حافظ على تركيزك، وكن مرناً في مراقبة المشكلات، واحرص على تجنب التحيز.
- بقلم: جاري كلاين - 20/09/1428هـ
تفشل المشاريع بسرعة مذهلة. ومن أسباب ذلك أن كثيراً من الناس لا يرغبون في الحديث عن تحفظاتهم أثناء مرحلة التخطيط المهمة للغاية. وحين نجعل الأمور مأمونة بالنسبة لأصحاب الآراء المخالفة والعليمين بنوعية المشروع والقلقين على نقاط ضعفه ونسمح لهم بالكلام، فإننا نستطيع تحسين فرص النجاح أمام المشروع.
من الأبحاث التي أجراها في عام 1989 ديبورا ميتشل، من كلية وارتون، وجاي روسو ونانسي بيننجتون، من جامعة كولورادو، تبين أن توقع الأمور، أي تخيل أن أمراً معين قد وقع فعلاً، يزيد من القدرة على التحديد الصحيح للأسباب المؤدية إلى النتائج المستقبلية بمقدار 30 في المائة. وقد استخدمنا توقع الأمور لتطوير أسلوب يدعى "فحص ما قبل الوفاة"، الذي يعين فرق المشاريع على التعرف على المخاطر منذ البداية.
إن فحص ما قبل الوفاة هو النقيض المفترض لفحص الجثة بعد الوفاة. إن فحص الجثة في السياق الطبي يسمح للمختصين الصحيين وللعائلة بمعرفة سبب وفاة المريض. ويستفيد الجميع من ذلك، ما عدا المريض نفسه بالطبع. وفي سياق الأعمال فإن فحص ما قبل الوفاة يأتي في بداية المشروع بدلاً من تشريحه بعد الوفاة. وبخلاف جلسة الانتقاد العادي، التي يُسأل فيها أعضاء فريق المشاريع عن الأمور التي يمكن أن تتعثر، فإن هذا الفحص يعمل على افتراض أن "المريض" قد مات فعلاً، وبالتالي فهو يسأل: ما الذي حدث فعلاً في سبب الوفاة؟ ومهمة أعضاء الفريق هي توليد أسباب معقولة لفشل المشروع.
يبدأ الفحص في العادة بعد إطلاع الفريق على الخطة. ويبدأ المسؤول التمرين بإعلام الجميع أن المشروع قد فشل على نحو مذهل. وخلال الدقائق القليلة التالية لذلك يكتب كل شخص من الموجودين في الغرفة، على نحو مستقل، كل سبب للفشل يمكن أن يخطر على باله، خصوصاً الأشياء التي لا يذكرونها في العادة على أنها مشكلات محتملة، خوفاً من أن ذلك من قلة الكياسة.
على سبيل المثال، في جلسة عقدت في إحدى الشركات الواردة في قائمة فورتشن 50، اقترح أحد التنفيذيين أن مشروعاً للاستدامة البيئية بقيمة مليار دولار "فشل" لأن الاهتمام بالمشروع تراخى بعد تقاعد كبير الإداريين التنفيذيين. ونسب آخر فشل المشروع إلى ذوبان الحجة التجارية واضمحلالها بعد أن عدلت وكالة حكومية من سياساتها.
بعد ذلك يسأل المسؤول كل عضو في الفريق، بدءاً من مدير المشروع، قراءة سبب واحد من قائمته. ويذكر كل شخص من الحاضرين سبباً مختلفاً للفشل إلى أن ينتهي الجميع من عرض جميع الأسباب. وبعد أن ترفع الجلسة، يراجع مدير المشروع القائمة، بحثاً عن سبل لتقوية الخطة.
وأثناء جلسة حول مشروع لتطوير خوارزميات متطورة للغاية للكمبيوتر متوافرة لمخططي الحملات الجوية في المجالات العسكرية، فإن أحد أعضاء الفريق الذي ظل صامتاً أثناء الاجتماع التمهيدي الطويل تطوع بالقول إن أحد الخوارزميات لن يحتل موقعاً بسهولة على بعض الكمبيوترات المحمولة المستخدمة في الميدان. وبناء على ذلك فإن البرنامج سيحتاج تشغيله إلى ساعات في الوقت الذي يحتاج فيه المستخدمون إلى نتائج سريعة. وجادل بأنه إذا لم يتمكن الفريق من إيجاد حل لهذا الموضوع فإن المشروع لن يكون عملياً. وتبين فيما بعد أن مطوري البرنامج الخوارزمي خلقوا وصلة مختصرة قوية ولكنهم كانوا مترددين في ذكرها. وفي النهاية تم استخدام الوصلة واستمر العمل في المشروع الذي أصبح ناجحاً للغاية.
وفي جلسة لتقييم مشروع للأبحاث في منظمة مختلفة، اقترح أحد كبار التنفيذيين أن "فشل" المشروع حدث لأنه لم يكن هناك وقت كاف لإعداد حجة للأعمال لصالح منتج معين قبل المراجعة العامة التالية لمبادرات المنتجات. وخلال الاجتماع التمهيدي الذي دام 90 دقيقة لم يأت أحد على ذكر القيود الزمنية. وعدل مدير المشروع الخطة بسرعة بحيث أُدخل في الاعتبار دورة القرارات في الشركة.
ورغم أن كثيراً من فرق المشاريع تمارس تحليل المخاطر قبل إطلاق المشروع، إلا أن منهج الفحص قبل الوفاة يعطي منافع لا تعطيها المناهج الأخرى. والواقع أن هذا الفحص ليس فقط يساعد الفرق على التعرف على المشكلات المحتملة بصورة مباشرة. بل هو كذلك يقلل من المواقف الذي غالباً ما يتخذها الأشخاص الذي يُستثمرون فوق الحد في مشروع معين، وهي مواقف تدفع بأصحابها إلى العمل بمنتهى السرعة للانتهاء بسرعة من العمل.
فضلاً عن ذلك، فحين نصف نقاط الضعف التي لا يذكرها أي شخص آخر غيرنا، يشعر أعضاء الفريق بقيمتهم على ما قدموه من معلومات وخبرة، ويتعلم الآخرون منهم. كما يعمل التمرين كذلك على رفع درجة حساسية الفريق بحيث يتمكن من اكتشاف الدلائل الأولى للمتاعب حين يبدأ العمل على تنفيذ المشروع. وفي النهاية فإن فحص ما قبل الوفاة يمكن أن يكون السبيل الأمثل للحيلولة دون أن تكون هناك حاجة لإجراء فحص ما بعد الوفاة، الذي يكون مؤلماً في العادة.
- هنري مينتزبيرج - 11/10/1428هـ
إنني أخشى على النشاطات العملية الأمريكية ليس بسبب الخلل في التجارة الأمريكية، أو عجز الميزانية، ولكن بسبب الإنتاجية في الشركات. ومن الممكن أن تؤدي الإنتاجية الأمريكية المرتفعة إلى تدمير عدد كبير من كبريات الشركات الأمريكية.
وتبين أن الكثير من مكاسب الإنتاجية التي تم ادعاؤها خلال السنوات القليلة الماضية، إنما كانت خسائر فعلية في تلك الإنتاجية. وحتى تستطيع أن تتصور ذلك، فما عليك إلا أن تتخيل أنك طردت جميع العاملين في شركتك، وأنك بدأت تشحن من المخزون المتوافر لديك. وستختفي بذلك ساعات العمل بينما يستمر العمل. وسوف تعتقد أنك أنجزت أمراً كبيراً، وأن ذلك شأن منتج للغاية، وأنك حققت أرباحاً كبرى. ويستمر ذلك بالطبع إلى أن ينتهي المخزون.
وإنني أرى أن معظم الشركات الأمريكية تقوم بالسحب من المخزون، بحيث تقترب من انتهائه. وإنها بذلك تقايض سلامتها المستقبلية بنتائج على المدى القصير. وطبيعي أنه ليس هنالك أي رئيس تنفيذي يطرد جميع العاملين في الشركة. ويعود الفضل إلى الحرص الشديد للغاية من جانب الشركات على زيادة القيمة إزاء حاملي الأسهم، أي العمل الدائب على زيادة أسعار أسهم الشركة، في زيادة قدرة الرؤساء التنفيذيين على إيجاد كل الوسائل الأخرى اللازمة لزيادة كميات الأموال التي يجد المحاسبون والاقتصاديون صعوبة في إحصائها.
ومن الطرق التي يتبعونها في ذلك التقليل من قيمة العلامة التجارية، وكذلك الحد من الإنفاق المخصص لأغراض البحث والتطوير في الشركة. كما أن هنالك أسلوب الإدارة بالأرقام، حيث يحدد الرئيس التنفيذي النتائج المرغوبة ليبدأ الجميع بالركض من أجل تحقيقها، بغض النظر عن العواقب .
ومن أشهر أساليب إظهار ضخامة الأرباح المحققة الأقرب إلى السحب من المخزون، التقليل من "حجم"، أو وقع عمليات الاستغناء عن عمال التشغيل، ومديري الإدارة الوسطى كيفما اتفق، بهدف تحقيق تقليص في النفقات. وحين تتراجع أسعار الأسهم، حتى لو كانت الشركة محافظة على أرباحها، فإن العظام ترمى للكلاب الجائعة في مجتمع الأسواق المالية.

فكيف يمكن أن تصبح أعداد كبيرة من الناس فائضة عن الحاجة بصورة مفاجئة، وهل كانت شركات أمريكا توظف موظفين زائدين عن الحاجة إلى هذا الحد، أم أن لديها مديرين لا يحسون بالمسؤولية لدرجة أنهم عاجزون عن إيجاد القيمة الحقيقية، أم أنهم يكتفون بإلقاء فشلهم على أكتاف العمال والمديرين الأقل درجة الذين يتم الاستغناء عنهم، أم أن الأمر يتعلق بكون الباقين أسوأ من الذين ذهبوا؟

وإذا أخذنا بعين الاعتبار الخسارة الناجمة عن فقدان أولئك الموظفين، فإن الإجابة تبدو واضحة. وهنالك بالطبع استثناءات من حيث وجود شركات تدار بطريقة سليمة وآخذة بنظر الاعتبار قضايا الأجل الطويل. ومن أمثلة تلك الشركات، شركة كوستكو التي تحترم العاملين فيها، وتدفع لهم أجوراً عادلة. ولكن مناقشات مختلفة أجريتها مع مختلف مستويات النشاطات العملية تشير إلى أن فلسفة القيمة الخاصة بحملة الأسهم تزيد من شدة قبضتها على الشركات الأمريكية التي يتم تداول أسهمها. وتفيد معلومات واردة من أوروبا بأن هذه المشكلة تنتشر بصورة واسعة. ولنتذكر الإجراءات الخرقاء التي اتخذتها شركة دايملركرايزلر التي أدت إلى تدمير العلامة التجارية المشهورة لمرسيدس. كما يمكن أن نتذكر في هذا الصدد ما لجأت إليه شركة البترول البريطانية حين دمرت كل ميزاتها المعروفة في مجال المحافظة على البيئة من خلال تقليص التكاليف الذي أدى إلى الكوارث في تكساس (حريق المصفاة عام 2005 الذي أدى إلى قتل 15 شخصاً، والتسرب النفطي الكبير في ألاسكا عام 2006.).
فما الذي يمكننا عمله؟. لنقتبس سطراً من رواية "شوجون": إن كل ما نحتاج إليه هو تغيير نظراتنا للعالم. وهنالك عدة خطوات عملية مفيدة في هذا الصدد:
أبعدوا المحللين عن ظهور الشركات: لا يمكن إدارة الشركات من مكتب محلل أوراق مالية. ويتم إنشاء الشركات الكبرى بصورة بطيئة، وبتفكير عميق من أناس كاملي الالتزام. ولنبدأ بالتخلص من أسلوب العوائد ربع السنوية. فمن هو ذلك العبقري الذي جاء بنظرية إمكانية التحول الكبير في ثروات الشركات بين فصل وآخر؟. وتعمل التقارير ربع السنوية على إبقاء اهتمام الإدارة مركزاً على النتائج القابلة للقياس بدلاً من توجيهه نحو المنتجات، والخدمات، والزبائن.

خذوا الحكم الرشيد للشركات بجدية
يجب على مجالس إدارة الشركات أن تفتح أبوابها أمام أصوات أولئك الذين يحرصون على السلامة طويلة المدى للشركة، وأبرز أولئك بالطبع هم الموظفون أنفسهم.

أخرجوا المرتزقة من أجنحة المسؤولين التنفيذيين
يجب أن يحرص المسؤولون في الشركات بصورة عميقة على سلامة أوضاع الشركة في الأجل الطويل. وإن كل من يطالب بصفقة شخصية مميزة له، تجعله على مسافة بعيدة من الآخرين، لا يستحق أن يدعي وصف القائد.
عاملوا الشركة كمجتمع من الأعضاء المنتمين، وليس كتجمع للوكلاء:
يمكننا أن نبدأ، على سبيل المثال، بأنظمة التعويضات التي تعمل على تشجيع الجهد المتعاون، فالشركات هي عبارة عن مؤسسات اجتماعية تعمل بأفضل صورة ممكنة حين يتعاون بنو البشر وليس الموارد البشرية. ولا بد أن تقوم العلاقات بين المتعاونين على الثقة والاحترام. وإذا ما تم تدمير ذلك، فإن الشركة ككل تصبح عرضة للدمار.
ولا بد للشركات الأمريكية من الخروج من الوضع المستحيل الذي تمر به في الوقت الراهن. ولا بد كذلك من تغيير النظرة إلى الإنتاجية بصورة كاملة من أجل المجتمع الأمريكي، ومن أجل الاقتصاد الأمريكي.
- - 11/10/1428هـ
إن العمل على جعل الآخرين منخرطين فيما أنت مسؤول عنه، هو إكسير الإدارة. ولكن ما يميّز أفضل المديرين، هو كيفية تحقيقهم عملية الانخراط تلك، حيث إن حاجة المشاركة سهلة للغاية، ولكن الامتثال للأوامر لا يعني الالتزام.
ولا يساند الموظفون في الحقيقة سوى الأشياء التي كان لهم يد في إيجادها، حسب ما يقول استشاري التغيير، ريتشارد إتش أكسيلرود، المؤلف المشارك في كتاب "ليس عليك القيام بالأمر وحدك": "كيفية إشراك الآخرين في إنجاز الأمور" (بريت كولير، 2004). ويمكن لتفعيل هذا الفهم أن يغيّر الطريقة التي تُدير بها بصورة جوهرية.
أين يرتكب المديرون الأخطاء حين يفكرون بالمشاركة والانخراط؟
يميل الجميع على الأغلب إلى إجابة هذا السؤال بسؤال: "ما نوع المشاركة التي احتاج إليها؟"، إما من منظور واقعي أو إنساني. فالواقعيون يركزون على الوجهات التي تتعلق بإنجاز الأمور: تطوير خطة، وميزانية للعمل، والتأكد من تحقيق الأهداف الزمنية النهائية. بينما يهتم الإنسانيون بصورة رئيسية بشأن الوجهات الإنسانية، على سبيل المثال، التأكد من أن الجميع يفهمون الخطة ويلتزمون بها، ومحاولة التوصل إلى أساليب معالجة في حالة أية مقاومة لها.
وبهدف إنجاز الأمور في أية مؤسسة، فإنك بحاجة إلى مراعاة كلا المنظورين.
كيف يمكن أن يساعد التفكير كواقعي، أو إنساني، في تحقيق انخراط الآخرين؟
إن مباشرة العمل في مشروع من كلا المنظورين تساعدك على زيادة تقدير الأنواع المختلفة للانخراط المطلوبة في أغلب الأحيان.
فعلى سبيل المثال، لا يفكر بعض المديرين الإنسانيين سوى في مفاهيم تتعلق بموافقة المشاركين على تقديم الدعم. وذلك ضروري لنشاطات العمل التي تدعو إلى التغيير، أو بحاجة إلى أن يبقى أفراد العمل منخرطين حتى فترة طويلة، ولكن ذلك ليس النوع الوحيد من الانخراط. وأحياناً تكون بحاجة إلى أن ينخرط الأفراد بصورة تساعدهم على تحسين مهاراتهم، بحيث يصبحون أكثر إنتاجاً وتحمّلاً للمسؤوليات الجديدة.
وهنالك المزيد من الأنواع الواقعية للانخراط: حين تكون بحاجة إلى أفراد قادرين على إمداد العمل بمهارات، وخبرة، ومعرفة تفتقدها، أو حين يتجاوز نطاق العمل وقتك وطاقتك.
ولا تساعدك طريقتنا على مراعاة أنواع الانخراط فحسب، ولكن كذلك في مستويات الانخراط التي تحتاج إليها.
من يجب أن يسعى المدير إلى إشراكه؟
تجاوز من نسميه نحن بـ "المشتبهين التقليديين": أفراد يهتمون أو مقصودون بالمبادرة، أو أفراد بمعرفة وخبرة مناسبة، أو أفراد يمسّ العمل سلطتهم.
فمن المهم العمل على ضم أفراد لديهم وجهات نظر متنوعة بوضوح، وتنتج عن ذلك في العادة حلول ابتكارية. وقد يبدو الأمر غريباً، ولكن هناك أسبابا جيدة وراء ضم المقاومين، والديكتاتوريين، وغيرهم من مفتعلي المشكلات إلى الطاقم. فمن الأفضل الحصول على مفتعل مشكلات لكي يستخدم طاقته داخل إطار المبادرة بدلاً من أن يعمل على تهييج القلق والارتياب من الخارج، علاوة على أنه حين يرى بأن اهتماماته تؤخذ على محمل الجد، فإن ذلك يمكن أن يحوّله إلى عضو فاعل في الفريق.

ما الذي يحافظ على بقاء الأفراد منخرطين؟
حين يغوص الأفراد عميقاً في تفاصيل مشروع تنافسي إلى درجة أنهم لا يتمكنون من تذكر السبب وراء تعاقدهم معه، يكونون بحاجة للتأكد من أن مساهماتهم مهمة. وهنالك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها بهذا الخصوص: حافظ على رؤية واجهة ووسط المشروع، وذكّر الأفراد بما سيكون مختلفاً كنتيجة لجهودك الجماعية، وزوّدهم بتقارير مرحلية منتظمة حول ما تم تحقيقه حتى الآن. واحرص على أن يكونوا على علم بأن حجم الجهود والطاقة التي يزودون بها المشروع موضع تقدير، حيث إن هذا هو ما يحافظ على رؤوسهم داخل اللعبة.

لماذا يُعد الختام مهماً جداً؟
عند اكتمال المشروع الذي بنيته كقاعدة أساسية للمستقبل، يُعد الاحتفال بما تم إنجازه هو ما يجعل الأفراد راغبين أكثر في المشاركة في غيره من المبادرات. ولكن هنالك عنصر نقل المعرفة أيضاً. فعند الاحتشاد للاحتفال في ختام المرحلة الأولى من المشروع الذي سيُقام في أجزاء مختلفة من المؤسسة التي أقدم استشاراتي لها، ندعو كذلك الأفراد الذين سيكونون منخرطين في المرحلة الثانية. فبالنسبة لهم، سيكون من القيّم جداً استماعهم لأفراد كانوا منخرطين في المرحلة الأولى، يتحدثون عما قاموا، وما لم يقوموا به.
- بقلم: أولجا خاريف - 25/10/1428هـ
كان موظفو إنتل Intel يشتكون منذ فترة طويلة من بيئة مكتبهم الكئيبة، لكن الأمر استدعى كونان أوبراين لإحداث التغيير. وخلال هذا الصيف، ضحك هذا الرجل الكوميدي كثيراً أثناء برنامجه التلفزيوني الذي يبث في وقت متأخر من الليل عندما بث تسجيلاً لجولته عبر المكاتب المكعبة الكئيبة خلال حقبة السبعينيات في مقرات إنتل في سليكون فالي— تكتمل بالأعمدة الداعمة المرقمة مثل مواقف السيارات (سي 14، إف 8، إتش 10، وما إلى ذلك).
وعندما لمس الحائط الرمادي، بحافة رمادية تتدفق لتصل إلى سجادة باللونين الرمادي والأزرق، قال أوبريان بوجه خال من التعبير، "إنني معجب بما فعلتم أيها الشباب بالألوان هنا. أعتقد أن اللون الرمادي يبدو رائعاً للغاية مع اللون الرمادي ويتناسب للغاية مع اللون الأزرق المائل إلى الرمادي." وبعدئذ، وهو يتقدم سائراً ليدور في بحر من المكعبات الرمادية، تمتم أوبريان قائلاً: "إنه أمر رائع، لا توجد خصوصية، وهو يتقدم سائراً ليدور في بحر من المكعبات الرمادية، تمتم أوبريان قائلاً: "إنه أمر رائع، لا توجد خصوصية، لا يوجد أمل."
اجتذب هذا المقطع أكثر من 50 ألف مشاهد على الموقع الإلكتروني يو تيوب You Tube. وعلى الأرجح أنه سرّع العمل في إعادة تصميم مكتب إنتل، وهو مشروع كانت الشركة تفكر ملياً فيه منذ عدة أشهر، ولكن ما زال يتعين عليها أن تحصل على الموافقة. للأسف، فإن تصميم المكتب الذي كان موضة شائعة ويتميز بتفكير متقدم قبل سنوات – كانت إنتل الشركة الأولى التي تضع جميع موظفيها بمن فيهم الرئيس التنفيذي في مكاتب مكعبة - أصبح اليوم عتيق الطراز بشكل محزن.

يقول الرئيس التنفيذي لإنتل، بول أوتيليني: "لقد كانت إنتل الرائدة في ثورة المكاتب المكعبة في السبعينيات. لقد ساهمت في تغذية الابتكار في ذلك الوقت." ويضيف: "أما اليوم، فإن التعاون أعمق وأوسع نطاقاً وأقل تقييداً من حيث الحدود المادية. أعتقد أنه آن الأوان لجعل بيئتنا المادية في تناغم مع احتياجاتنا للتعاون شخصاً لشخص في الزمن الفعلي."
قانون الصالة
من أجل تحديث مكاتبها، فإن عملاقة الرقاقات تخطط لإنفاق عشرة ملايين دولار على برنامج أولي مدته ثلاثة أشهر، لإعادة تصميم مساحات العمل في ثلاثة مرافق – مرفق في كل من كاليفورنيا، وأوريجون، وأريزونا. أما هدفها فهو: تحسين الإنتاجية، ورفع معنويات الموظفين، وتخفيض التكاليف.
كجزء من المشروع، فإن ما بين 25 في المائة إلى 50 في المائة من محامين، ومندوبي تسويق، ومهندسين في إنتل والبالغ عددهم 1150 شخصاً ويعملون في هذه البنايات، سوف يتخلون عن المكاتب المكعبة المخصصة لهم. وبدلاً من ذلك، فسوف يضعون ممتلكاتهم الشخصية في خزانات، ويحصلون على مكاتب، ولوحات بيضاء، وكراسي بذراعين محشوة في مناطق مشتركة ملونة أكثر على غرار مقهى ستاربوكس، توزع على أساس من يحضر أولاً يحصل على المكان.
ولإجراء مكالمات هاتفية خاصة، فإن قاطني هذه المكاتب المزودة بكمبيوترات محمولة سوف يستخدمون حجيرات هاتف زجاجية، تتسع لنحو أربعة أشخاص، أو غرفة مراقبة لقاعات المؤتمرات—غير متاحة للحجز المسبق. وسوف يتميز كل طابق بغرفة استراحة، بمنطقة للمطبخ والقهوة والصودا اللذين يقدمان مجاناً. وفي مكان قريب، سوف يجلس الموظفون على مقاعد أشبه بمقاعد البار، حول شاشة تلفزيون بلازما كبير معلقة على حائط نصف دائري ملون. وبطبيعة الحال، ستتوفر منافذ ووصلات كثيرة للإنترنت متاحة لكل شخص يريد أن يجلب معه كمبيوتر محمولاً. يقول نيل تونمور، مدير الموارد البشرية في إنتل والمسؤول عن إعادة التصميم: "إنه أشبه ما يكون بالسير في صالة المطار".

الاتجاه إلى أن تكون المكاتب المكعبة متناثرة
تحاول إنتل أن تلحق بجيرانها في سليكون فالي، بمن فيهم جوجل، التي تتميز بنايتها جوجل بلكس GooglePlex بأسقف عالية، وحواجز زجاجية، وألوان ممتعة (ناهيك عن البيانو في الصالة). تمثل مكاتب جوجل منذ فترة طويلة إغراء للمتقدمين إلى الوظائف وهو أمر تفتقر إليه إنتل. وبطبيعة الحال، كانت جوجل الأصغر حجماً قادرة على ابتكار مساحاتها للعمل من الصفر. بينما تقع إنتل في واجهة الشركات الأمريكية الراسخة ـ الحرس القديم الذي كان قائماً منذ عدة عقود ويحاول الآن أن يجلب مساحات مكاتبه إلى واجهة الأوقات الحديثة.
يكمن عنصر النجاح الرئيسي في عدم التغيير كثيراً وبسرعة. سوف يبقى بعض موظفي إنتل في مكاتبهم المكعبة المعينة، ولكنها سوف تفتقر إلى النوافذ وسوف تحاط بحواجز طولها 52 بوصة بلون الكريما، أدنى بأكثر من قدم من الحواجز الحالية الرمادية. وسوف تتقلص أبعاد المكاتب المكعبة بنحو الثلث، إلى نحو 8 في 6 قدم، وتصبح أكثر تناثراً: يتميز المكتب النموذجي بمكتب صغير عصري من القيقب الخفيف بعلامات معدنية، وكرسي، وخزانة بجارورين على عجلات من أجل الملفات ويمكن وضع وسادة عليها لتصبح كرسياً لضيف ما.
لن تحتوي المكاتب المكعبة الجديدة على سلة للفضلات، إذ سوف يستخدم العاملون صواني للفضلات تعلو الطاولة، ومنها يحملون أكواب القهوة وأغلفة الحلويات إلى سلة فضلات رئيسية موقعها في المنطقة المشتركة. والفكرة وراء ذلك، والتي تم اختبارها فعلياً على 5 آلاف موظف في إنتل أيرلندا، هي تشجيع إعادة التدوير، وجعل الفئران والحشرات الأخرى جائعة إلى حد الموت، ومن أجل تبسيط وتسريع عملية جمع النفايات.

ذرة من تفاؤل الموظفين
إن الحواجز المكتبية بلون الكريما الزجاجية والأثاث الفاتح اللون، يجب أن ينتج عنه شعور بهيج. ويساهم في ذلك، وجود مصابيح ضوئية جديدة ساطعة أكثر. وسوف يحل محل الآجر الرمادي في السقف، آجر ملون بالأبيض. وسوف يعاد طلاء معظم الجدران الرمادية باللون الأبيض، وبينما سوف يعمل بعضها على إحياء البيئة بألوان بهية مثل الأصفر والأخضر والأرجواني والبرتقالي الفاتح – وفي بعض الأحيان العلامة التجارية لإنتل باللون الأزرق الساطع. يقول جون سكوفس، مدير التصميم في شركة التصميم جينسلر Gensler، التي ابتكرت المظهر الجديد لإنتل. جينسلر صممت أيضاً مكاتب لأنظمة سيسكو Cisco Systems، وهيوليت باكارد Hewlett-Packard.
وفي المناطق المشتركة، ثمة حواجز زجاجية معينة – بيضاء أو زرقاء – سوف تميز شعار إنتل. وسوف تكون المفاصل الأخرى من الزجاج المشبك والأسلاك، ما يشبه الرقاقات – مثل صحون السليكون التي تقطع منها إنتل رقاقات الكمبيوتر. يقول سكوفس: "في الوقت الحاضر، حالما تدخل البناية، فسوف تجد أنه عالم رمادي. وبعد التصميم، سيكون من الواضح أنك ستكون في فضاء إنتل."

سوف يزال السجاد الأزرق والرمادي ويوضع مكانه سجاد ملون بألوان الكريما والأصفر والبيج. ووقع الرئيس التنفيذي أوتيليني، الذي يسكن هو نفسه في مكتب مكعب قياسي، على خطة اللون. يقول تونمور: "سبب ميل بول إلى لوحة الألوان هذه هو أنها ليست أمام ناظريك، ويمكن أن تدوم 15 عاماً." ستكون الفرق في المواقع المختلفة على الاختيار من مجموعة الألوان والأقمشة.
ستمر المرافق في أوريجون وكاليفورنيا بمرحلة تجديد كاملة، وتحصل على أثاث جديد، وسجاد، ودهان. ولكن في أريزونا، لن يكون التجديد إلى هذا الحد. بدلاً من ذلك، سوف تختبر الشركة، ببساطة عن طريق تغيير مخطط الأثاث في شتى أرجاء المرفق. والفكرة وراء ذلك هي إدراك أي عنصر من عناصر التصميم الجديد يحدث الاختلاف الأكبر بالنسبة للموظفين.

تصاميم تعمل على تخفيض التكلفة
المتوقع أن يعمل التصميم الجديد على زيادة الإنتاجية، ورفع رضا العاملين، وتخفيض التكاليف. ووجد استطلاع حديث أجرته إنتل أن 60 في المائة من مكعبات الشركة فارغة في أي وقت يذكر. ويعمل معظم الموظفين من مكاتبهم بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع، والبقية تقضي الوقت في اجتماعات بعيدة عن الموقع أو تعمل من البيت. وباستخدام المساحة المشتركة، تأمل إنتل في إيواء عدد من الموظفين أكثر بنحو 20 في المائة في نفس المساحة، كما يستخلص تونمور.
ويمكن أن تنخفض التكاليف الأخرى أيضاً: وجدت سيسكو التي جربت مساحات العمل المرنة بمجموعة من 140 عاملاً قبل عدة سنوات أن نفقات أثاث مكاتبها انخفضت بنحو 50 في المائة، بينما انخفضت كل من تكاليف العقار وخدمة مكان العمل بنحو 37 في المائة. وازداد رضا الموظفين كذلك. يقول كريس كايت، وهو نائب رئيس في سيسكو: "يتمثل هدفنا في جعل الناس متحمسين ليس فقط إزاء العمل أنما أيضا بشأن القدوم إلى العمل." تخطط سيسكو إلى توسيع تجربتها لتشمل مكاتب أخرى في الشركة.
ومع الانتقال المتزايد للعمال، فإن العديد من الشركات بدأت بتجديد مكاتبها في العامين الأخيرين، حسبما يقول كيفين شافير، المدير والمدير الإداري في جينسلر. ويضيف: "يبدو أنه موضوع ساخن إلى حد ما في عالم الشركات."
أجواء تنافسية
هل سينجح التصميم الجديد بالنسبة لإنتل؟ حتى داخل الشركة، يبقى هذا الجهد مثيراً للجدل إلى حد كبير. ما قام تونمور بإيداعه حول المشروع مدونة داخلية، أصبح بسرعة المقال الأكثر مناقشة، بوجود أكثر من 150 تعليقاً في الصباح الأول. وبشكل مزعج للمصممين، بدأ الموظفون فوراً باستنباط استراتيجيات لاختطاف حجيرات الهاتف وغرف المؤتمرات غير المعينة لتصبح مكاتبهم الخاصة. واحدة من تلك الأفكار الذكية: تكليف مساعد ما بمسؤولية الاستيلاء على أفضل مكتب في الصباح الباكر، قبل أن يأتي المديرون. وخشي آخرون أن يزيد الوضع الجديد من مستويات الضجيج ويؤدي إلى مزيد من المقاطعات المتكررة.
رغم ذلك فإن الوضع الراهن لن ينجح أيضاً. فقد أظهر استطلاع داخلي شمل 4500 موظف أجرى في أيار (مايو)، أن 12 في المائة فقط من موظفي إنتل على قناعة بأن يتركوا بيئة عملهم كما هي. (بدأت دائرة الموارد البشرية في إنتل بالأخذ بعين الاعتبار إعادة التصميم بعد تلقيها العديد من شكاوى الموظفين، ومراقبة اختيار المتقدمين إلى الوظائف للعمل لدى شركات أخرى لديها مكاتب مريحة أكثر.) وأحب نحو 55 في المائة من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع، فكرة بيئة العمل المفتوحة والحواجز الأدنى ارتفاعاً. وأحب 33 في المائة آخرون تغيير الألوان ولكن ليس الحواجز الأدنى ارتفاعاً.
وسيتم تقييم التجربة التي ستدوم ثلاثة أشهر خلال عام 2008. فإذا كان رد الفعل إيجابياً، فربما تقرر إنتل في النهاية تجديد كافة مكاتبها، وهو مشروع قد تبلغ تكلفته نحو 300 مليون دولار في الولايات المتحدة فقط، حيث تملك إنتل مساحة مقدارها 6.5 مليون قدم مربع.
بطبيعة الحال، سوف يتأكد كانون أوبريان من أنه سيجد شيئاً ما يغيظ به إنتل حتى عندئذ.
- أندرو هوفمان - 03/11/1428هـ
حين أعلنت الشركات الأمريكية المشاركة في الشراكة الأمريكية لإجراءات المناخ، بما فيها جنرال إلكتريك، وألكوا، ودوبونت، وPG&E، عن دعوتها إلى إعداد معايير فيدرالية خاصة بانبعاثات غازات البيوت الخضراء في كانون الثاني (يناير) 2007، علقت صحيفة وول ستريت جورنال على الأمر بأن هؤلاء العمالقة الخضر يعملون من أجل تحقيق مصالحهم الخاصة في الترويج لبرنامج التشريعات المصمم لتقديم مكافآت مالية للشركات التي تستطيع تخفيض انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، بينما يعاقب تلك التي لا تفعل ذلك. إلا أن ما تقوم به الشركات في العادة هو البحث عن الميزات والمنافع.
إن أي شركة تستشف فرص نشاط عملي في التأثير في التشريعات المتعلقة بالانبعاثات الكربونية، إنما تمارس ما يتوقع من جانب مديري النشاطات العملية في ظل عمل الرأسمالية. والحقيقة أن الشركة التي لا تبدي أي حراك إزاء هذا الأمر، إنما تعتبر مهملة في تحمل مسؤولية رئيسية تتعلق بتحول رئيسي في دعم بيئة الأسواق التي تبيع فيها منتجاتها.
ولا شك أن تشريعات الحد من الانبعاثات الكربونية سوف ترتب أعباءً على بعض الشركات، والصناعات، والقطاعات، بدرجة أعلى مما ترتبه على قطاعات أخرى، كما أنها سوف توزع منافعها بصورة غـير متساوية. وإن من شأن سياسة التشريعات في هذا المجال إرساء قواعد اللعبة التي تؤثر في كيفية توزيع الأعباء، وكيفية الحصول على المزايا. ويبدو أنه آن الأوان لمعرفة كيفية استجابة الشركات لذلك.
ويجب على جميع الشركات معرفة كميات الغازات التي تطلقها كحد أدنى من بداية ممارسة المسؤولية، وأن تحدد مصادر انبعاثاتها الغازية، وبأي كميات (يمكن أن يتضمن ذلك الظروف الخاصة بالانبعاثات لدى مزودي الشركات كذلك). وتستطيع الشركات في خطوات لاحقة تقليص الانبعاثات، واحتساب التكاليف الخاصة بكل طن من الغازات لدى قيامها بتخفيض انبعاثها.
وتستطيع الشركات الكبرى الجمع بين ذلك الجهد، واتصالاتها الخاصة مع الحكومات، لتكتسب مكانها على الطاولة حين يتم تصميم التشريعات المتعلقة بالحد من الانبعاثات الغازية.وتحركت شركتا البترول البريطانية، وشل، في مرحلة مبكرة، بحيث أصبحتا شركتين حكيمتين في الاتجار بالغازات الكربونية قبل فرض أي مطالب عليهما، مما يتيح لهما فرصة تقديم المشورة إلى صانعي السياسات ضمن الاتحاد الأوروبي.
وتحتاج الشركات التي تأمل صنع السياسات المتعلقة بهذه القضية إلى معرفة إجابتي سؤالين هما:
ما الموضوعات المطروحة على طاولة البحث (أي ما هي قضايا التشريعات التي يجري بحثها)؟
أين هي طاولة المفاوضات (أي أين يتم تطوير التشريعات المقترحة)؟.
وإذا أردت تشكيل السياسات بحيث تعمل لصالحك، فإن عليك أن تبدأ بمراقبة التشريعات المنتظرة، وتوقع كيفية تأثيرها في أهداف نشاطك العملي. ويستدعي ذلك معرفة جيدة باللغة المستخدمة، وتفاصيل القضايا المطروحة. فهل تفهم كيفية عمل برامج الاتجار بالكربونات، وهل تتوقع كيفية تطبيق ضرائب الكربون، وهل تعرف ما هو أفضل واحد من البرامج المطروحة يمكنه خدمة مصالح شركتك؟.

وهل تعرف كيفية تخصيص أذونات الكربونات، وما إذا كان ذلك سوف يشمل الاقتصاد ككل وفقاً لمعاير دقيقة؟ وهل يتوقع أن تأتي التخفيضات الكبرى للانبعاثات الغازية من المراحل الأولى أو اللاحقة للصناعة، وهل سيكون هنالك "صمّام أمان" لا ترتفع فوقه أسعار الانبعاثات، وما هي الانبعاث التي سوف تعتبر مباشرة أم غير مباشرة، أو الجانبان معاً؟
من الأسئلة المطروحة كذلك: هل تعرف الفرق بين أرصدة مصادر الطاقة المتجددة، والتخفيضات المختلفة للانبعاث الغازية، والانبعاثات المسجلة، ووحدات تقليص الانبعاثات، وحدود السماح المعمول بها ضمن الاتحاد الأوروبي؟. وهل تعرف كيف تعقد الصفقات وفقاً لتطوير الآلية النظيفة والتنفيذ المشترك؟.
إذا كانت شركتك لا تعرف إجابات هذه الأسئلة، فإن من المحتمل أن تكون غير مستعد لممارسة سياسة تنمية مفيدة لك، كما أن من المحتمل أن يفوتك النمو السريع لسوق الاتجار بالغازات الكربونية التي تضاعف حجمها نحو ثلاث مرات من 11 مليار دولار عام 2005، إلى 30 مليار دولار عام 2006.
أما بالنسبة لمكان تطوير التشريعات المتوقعة، فإن إجراءات الحد من الانبعاثات الغازية تمارس على النطاق المحلي، وعلى مستوى الدول فرادى، وعلى النطاق الدولي ككل. فما هو المستوى الذي سوف يصبح هو المهيمن في المستقبل؟.إن من شأن الإجابة عن هذا السؤال إخبارك بمكان الطاولة التي ينبغي أن تجلس حولها. ولكن الأمر يتطلب حدساً محسوباً بين عدد كبير من الاحتمالات.
ونجد على سبيل المثال، أن شركة في منطقة نيوانجلاند في الولايات المتحدة، يمكن أن تركز على تشكيل السياسات المحلية للأجل القصير، وأن تشارك في المبادرة الإقليمية لتخفيض غازات البيوت الخضراء في ولايات الشمال الشرقي، ووسط الأطلسي. أما في كاليفورنيا، فإن إحدى الشركات يمكن أن تعمل على تحريك مجلس موارد الطيران في الولاية، بينما تطور قواعد خاصة بها لتقديم التقارير المتعلقة بالانبعاثات الغازية.
ويمكن لشركة أخرى أن تحرك جماعات الدعم في 47 ولاية، وأن تبدأ في قياس مخزون الانبعاثات الغازية، وتطوير معايير وخطط عمل، وكذلك الالتزام بقواعد برنامج الاتجار بالانبعاثات الغازية. وإذا فكرت على نطاق أوسع، فإن بإمكانها حشد التأييد لجهودها على النطاق الفيدرالي من أجل واحد أو أكثر من 100 مشروع قانون تجري دراستها فيما يتعلق بالحد من الانبعاثات الغازية.
أما على صعيد دولي، وفي إطار التفكير المتعلق بالأجل الطويل، فإن بإمكان شركة ما الارتباط مع ميثاق الإطار الخاص بالأمم المتحدة حول التغير المناخي، بينما يناقش القواعد التي سوف يتم وضعها بعد انتهاء مفعول معاهدة كيوتو عام 2012. وإن من شأن تثبيت موقع للشركة حول أي من هذه الطاولات أن يتطلب الكثير من الموارد. وإن الحكمة تفضي بالانضمام إلى أي من مبادرات الصناعات العديدة، أو جماعات النشطاء، أو النقابات العمالية التي تعمل على إحداث التوازنات في المفاوضات المتعلقة بالتشريعات الخاصة بالحد من الانبعاثات الكربونية. ومن أمثلة تلك الجهات، بورصة شيكاغو لشؤون المناخ، وUSCAP، ومجلس إدارة الشؤون العملية في مركز بيو، والمائدة المستديرة العالمية حول التغير المناخي، أو مجلس النشاطات العملية العالمي للتنمية المستدامة. ومن شأن المشاركة في مثل هذه المنظمات إبقاؤك على علم حول تطورات السياسات، ومنحك أدوات تساعد على تشكيل تلك السياسات.
- دانييل سي إيستي - 10/11/1428هـ
بينما أسرعت "أبل" نحو إطلاق جهازها المبتكر "آي فون" في حزيران (يونيو) الماضي، اصطدمت الشركة بمطب بشع في الطريق، حيث أصدرت مجموعة بيئية تُدعى "كلايمت كاونتس" أي المناخ في الحسبان، سجلاً ترتيبياً للشركات الكبرى على التوالي فيما يتعلق بمتابعتها، وتقديمها التقارير، وتقليص انبعاث الغازات الضارة. واحتلت "أبل" إحدى المراتب الأخيرة جداً في تصنيف الصناعة الإلكترونية، محرزةً نقطتين من أصل 100. وشاع أمر البيانات عن أداء "أبل" السحيق مباشرة في صفحات المدونات على الإنترنت، وقدمت محطة MSNBC تقارير عنها، وكذلك صحيفة "وول ستريت جورنال أونلاين"، و"رويترز"، وغيرها من وسائل الإعلام السائدة.

فهل ينبغي أن يكون ستيف جوبس قلقاً؟ بالطبع، فعلى نحوٍ متزايد، يتوقع الموظفون، والأسواق الرأسمالية، وكذلك الحكومات والمنظمات غير الحكومية، من الشركات أن تصدر تقارير عامة تتعلق بانبعاث الغازات الضارة، وتحقيق تقدم في تطوير فاعلية الطاقة، وأن تصيب أهداف تقليص الانبعاثات. وأما الشركات التي تفشل في تلبية تلك التوقعات فإنها تواجه عواقب تجارية خطرة بقوة، لأربعة أسباب رئيسية.

الأول، أصبح من الصعب إخفاء الأداء البيئي غير المطابق للمعايير والمقاييس والمهدد لسمعة الشركة. وكان ترتيب "أبل" الذي خرجت به مجموعة كلايمت كاونتس أحدث ترتيب في سلسلة من التقييمات الازدرائية لشركة من قبل مثل تلك المنظمات، مثل "كاربون ديسكلوجر بروجيكت". وإن العلامات السيئة على التقرير، وإدارة تأثير المناخ، تضع سمعة "أبل" الرائدة والرائعة في خطر. ومن الممكن أن يبدو ذلك غير معقول بالنظر إلى أداء "أبل" القوي، والزبائن المشغوفين بها. وبدأت بعض المنظمات البيئية غير الحكومية بزيادة وعي المستهلك فيما يتعلق بنقص جهود "أبل" البيئية، وأشهر تلك المنظمات هي جرين بيس – Greenpeace، بحملتها "جرين ماي أبل" أي أجعل "أبل" صديقة للبيئة، الشيء الذي دفع الشركة لابتكار جهاز "آي ويست – iWaste". وعبّر مسؤولو الشركة، بمن فيهم ستيف جوبس، بصورة خاصة عن قلقه حيال رد فعل معاد ضد الشركة بفعل تقييمها البيئي السيئ. وفي أيار (مايو) 2007، تم وضع رسالة على موقع "أبل" الإلكتروني، اعترف فيها جوبس بالانتقاد حيال أداء الشركة البيئي، وتعهد من الآن فصاعداً "بمناقشة خططنا بصورة منفتحة لتصبح "أبل" أكثر صداقةً مع البيئة".

ثانياً، أصبحت الإدارة الذكية للقضايا البيئية وسيلةً لتشكيل صورة العلامة التجارية بصورة إيجابية، ولجذب زبائن جدد. وفي الوقت الراهن، يُعد الدليل على تلك الجبهة قصصياً أكثر من كونه إحصائياً دقيقاً جداً. ولكن اهتمام العامة المتزايد بالشركات والمنتجات الصديقة للبيئة تؤدي بالكثير من الشركات الرئيسية لأن تضع حصة صديقة للبيئة على ساحتها.
وأصبحت التقارير عن انبعاثات الكربون، وإدارة الغازات الضارة ساحة معركة للعلاقات العامة بين المتاجر في المملكة المتحدة على سبيل المثال. وبعد أن تعهدت "تيسكو" باستثمار 100 مليون جنيه استرليني في التكنولوجيا البيئية لتقليص استهلاك الطاقة، أعلنت "ماركس آند سبنسر" أنها تنوي أن تصبح "خالية من الكربون"، والخروج بخطة عمل يصل تقييمها إلى 100 نقطة فيما يتعلق بالتغيّر المناخي والبيئة. ولنقل إحساس دراماتيكي بالضرورة الطارئة، راقب المدير التنفيذي المسؤول للشركة، ستوارت روز، قائلاً: "نحن ندعو تلك "الخطة أ" لأنه لا يوجد "خطة ب". وعقب بضعة أيام، ردت تيسكو بإبرام وعد بوضع ملصق على كل القطع التي تبيعها، والتي يبلغ عددها 70 ألف، يوجد عليه بيانات تتعلق ببصمة الكربون لكل منتج. وعلى نحوٍ واضح جداً، وتكشف خطوات واضحة جداً مثل هذه فهماً قاطعاً لتحول مواقف الزبائن.

ثالثاً، فإن التقرير يشير إلى جدية الشركة فيما يتعلق بالتغير المناخي، ويزود مقياساً لقدرتها على متابعة وإدارة الانبعاثات. ويُنظر إلى تلك القدرة من قبل العديد من المراقبين، بمن فيهم محلل "وول ستريت"، على أنها توكيل بإدارة بيئة جيدة، حيث تشير الدراسات إلى علاقة بين إدارة عامة جيدة، وأداء سوق أسهم متميز مع مرور الوقت. ويُنظر إلى التقرير بصورة مماثلة على أنه مقياس للجدارة بثقة الشركة وإدارتها الرشيدة.
رابعاً، بدأت الأسواق المالية بملاحظة أن إهمال انبعاثات الغازات الضارة من الممكن أن تتسبب عقب فترة وجيزة بتكلفة فعلية، وبدلالات على الخطر. وفي الربيع الماضي دعا ما يزيد على 50 مستثمراً أمريكياً بحجم استثماري إجمالي قدره أربعة تريليون دولار أمريكي، الكونجرس الأمريكي لسن تشريع قانوني يعمل على كبح انبعاثات الكربون. وفي تصريح، كتب الموقعون على الوثيقة، بمن فيهم الصناديق الاستثمارية للنقابات العمالية، والتقاعد الحكومي، وشركات التأمين، وأبرز مديري الأصول، "في سياسة المناخ الحالية التي لا يمكن التنبؤ بها، فإنه من الصعب والخطر إلى أبعد حد على التجارة لتقييم، وتبرير الاستثمارات الرأسمالية الكبيرة، وطويلة المدى اللازمة لانتهاز الفرصة الموجودة والناشئة... ". وعشرات الصناديق الآن تفحص الشركات فيما يتعلق بالعوامل البيئية والتحمل، وهي تشمل التقرير عن الانبعاثات، وتستثني الأداء السيء. ففي تموز (يوليو)، على سبيل المثال، خفضت "سيتي جروب" حصص الفحم بين أعضاء المجلس، موضحةً في تقرير بحث الأسهم أن هوامش/ إنتاجية شركة الفحم على الأرجح أن تكون ضعيفة هيكلياً نظراً إلى أنه يُنظر إلى التفويض المنتظم المفروض على أية مجموعة على أنهم رجال الاحتباس الحراري السيئون الذين يشوهون معالم الطبيعة". وفي الوقت الراهن، يُعد عدد القرارات البيئية أمام أصحاب المصالح في فصل التوكيل الأمريكي لعام 2007 يسجل معدلات مرتفعة، تترأسه مطالب بمخاطبة مخاطر المناخ.
وكون الولايات المتحدة تتحرك نحو تنظيم الانبعاثات، وأوروبا أصلاً تفرض حدوداً للغازات الضارة، فالعديد من الشركات من تلك التي لا تقدم تقارير يُفترض أن تكون متسببة في حجم مرتفع من الانبعاثات الضارة. ولهذا فإن من المتوقع أن تتعرض لغرامات وشيكة بسبب انبعاث الكربون، وكذلك لتكاليف الطاقة المرتفعة حالياً، ومخاطر يمكن أن تعمل على تقويض قدرتها التنافسية. وفي الوقت الراهن، فإن الشركات التي تتابع أمر انبعاث الغازات الضارة من كثب، وتقدم تقارير بالنتائج تبدو في مكانة أفضل لمواجهة جهود ضبط الانبعاثات الجادة، وتقليص عواقب المطالب التنظيمية الجديدة.
وبالفعل، حين عقدت مجموعتا الشراء الكامل القويتان، KKR و"تكساس باسيفيك جروب" صفقة لشراء TXU، المرفق الكبير الواقع في دالاس، غيّرتا القليل باستثناء خطة الشركة لبناء 11 مصنع طاقة جديد يعمل على الفحم، بتقليص ذلك العدد إلى ثلاثة. واستنتجت شركات الأسهم الخاصة أن الاستثمار في الفحم اليوم بينما انبعاثات الكربون بالتأكيد ستكون مكلفة في المستقبل لم يكن منطقياً إلى حدٍ بعيد. وهنالك وجهة أخرى أوسع هنا اليوم جديرة بالملاحظة: في عام 2006، عانى سعر سهم TXU بعد أن أطلق النشطاء البيئيون حملة تعارض مصانع الفحم التي جعلت الشركة غير حصينة. ومشهد الاستيلاء من قبل مجموعات الأسهم الخاصة القوية على الأرجح أن يفرض عقوبة على أية شركة تفشل في حسبة تعريضها للكربون، وتعديل استراتيجيتها كما هو ملائم.

وإلى ما أبعد من الاستجابة لضغوط المساهمين، فإن المتابعة الحذرة، وإدارة الانبعاثات يعدّ الشركات لإدارة تحديات التغير المناخي بصورة تنظيمية. وأولئك الذين يفشلون في مراقبة، والتقرير، وتخفيف الانبعاثات، يواجهون مشهد التصاعد التنافسي.
Top