الخميس, 13 كانون1/ديسمبر 2007 14:56

القيادة الإدارية

مقدمة:

منذ الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي بدأت العديد من المنظمات الكبيرة بالعمل على تحسين و تطوير عملية إختيار من يخلف كبار المسؤولين التنفيذين و التعرف المبكرعلى المواهب القيادية لهم ،وذلك لأثرها على سلوك الأفراد و الجماعات ومستوى أداءهم في التنظيم وبالتالي على تحقيق الأهداف بشكل مباشر.

فالمنظمة تستطيع قياس مدى نجاحها و كفاءتها من خلال معاملة القيادة الإدارية للأفراد العاملين ، فكلما كانت القيادة كفؤة و جيدة ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المنظمة وتستطيع أن تحقق أهدافها ، فالقادة أناس مبدعون يبحثون عن المخاطر لإكتساب الفرص و المكافآت.

أولا: مفهوم القيادة الإدارية و أنواعها

كثيرون هم الذين تطرقوا إلى تعريف القيادة سواء كانوا علماء أم قادة ظهروا في التاريخ ،لكن القيادة لم تكن في كل هذه التعاريف موضوعا قابلا للجدل بقدر ما كانت موضوعا يستدعي الرصد المستمر و الدراسة و المناقشة (كلالدة،1997، ص17)

وتعرف القيادة الإدارية بأنها النشاط الذي يمارسه القائد الإداري في مجال إتخاذ  وإصدار القرار و إصدار الأوامر و الإشراف الإداري على الأخرين بإستخدام السلطة الرسمية وعن طريق التأثير والإستمالة بقصد تحقيق هدف معين، فالقيادة الإدارية تجمع في هذا المفهوم بين إستخدام السلطة الرسمية وبين التأثير على سلوك الأخرين و إستمالتهم للتعاون لتحقيق الهدف (عليوة،2001،ص45)

و يمكن تصنيف القيادة إلى (عليوة،2001،ص46):

  1. القيادة الرسمية: وهي القيادة التي تمارس مهامها وفقا لمنهج التنظيم (أي اللوائح و القوانين) التي تنظم أعمال المنظمة، فالقائد الذي يمارس مهامه من هذا المنطلق تكون سلطاته و مسؤولياته محددة من قبل مركزه الوظيفي والقوانين و اللوائح المعمول بها.
  2. القيادة غير الرسمية: وهي تلك القيادة التي يمارسها بعض الأفراد في التنظيم وفقا لقدراتهم و مواهبهم القيادية وليس من مركزهم ووضعهم الوظيفي، فقد يكون البعض منهم في مستوى الإدارة التنفيذية أو الإدارة المباشرة إلا أن مواهبه القيادية و قوة شخصيته بين زملاؤه وقدرته على التصرف و الحركة و المناقشة و الإقناع يجعل منه قائدا ناجحا، فهناك الكثير من النقابيين في بعض المنظمات يملكون مواهب قيادية تشكل قوة ضاغطة على الإدارة في تلك المنظمات.

وبشكل عام فإن كلا من هذين النوعين من القيادة لاغنى عنه في المنظمة فالقيادة الرسمية وغيرالرسمية متعاونان في كثير من الأحيان لتحقيق أهداف المنظمة و قلما أن تجتمعان في شخص واحد.

ثانيا: هل القائد يولد أم يصنع؟

وهو تساؤل مشهور إختلفت إجابات المتخصصين عليه إختلافًا واسعًا، فأكد بعضهم إلى أن القيادة موهبة فطرية تمتلكها فئة معينة قليلة من الناس ،يقول وارين بينسي: "لا تستطيع تعلم القيادة، القيادة شخصية وحكمة وهما شيئان لا يمكنك تعليمهما" ،وأكد آخرون أن القيادة فن يمكن اكتسابه بالتعلم والممارسة والتمرين، يقول وارن بلاك:" لم يولد أي إنسان كقائد، القيادة ليست مبرمجة في الجينات الوراثية ولا يوجد إنسان مركب داخليًا كقائد " ومثله بيتر دركر يقول :" القيادة يجب أن تتعلمها وباستطاعتك ذلك".

والذي يتبين لنا أن القيادة تارة تكون فطرية وأخرى تكون مكتسبة، فبعض الناس يرزقهم الله تعالى صفات قيادية فطرية ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للأحنف بن قيس رضي الله عنه "إنك فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة، فقال الأحنف: يا رسول الله: أنا تخلقت بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: بل الله جبلك عليهما، فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله".

ثالثا: صفات القائد الإداري

قام كلا من داني كوكس(Danny Cox) وجون هوفر(John Hoover) بدراسة على مجموعة من القادة الإداريين في بعض المنظمات و إستطاعوا من خلالها تلخيص صفات القادة إلى عشر صفات هي (كوكس و هوفر،1998، ص ص71-104):-

صقل المقاييس العليا للأخلاقيات الشخصية : بحيث لا يستطيع القائد الفعَال أن يعيش أخلاقيات مزدوجة إحداها في حياته العامة (الشخصية) و الأخرى في العمل ،فالأخلاقيات الشخصية لابد أن تتطابق مع الأخلاقيات المهنية.

  1. النشاط العالي: بحيث يترفع القائد عن توافه الأمور و ينغمس في القضايا الجليلة في حال إكتشافه بأنها مهمة و مثيرة.
  2. الإنجاز: فالقائد الفعَال تكون لديه القدرة على إنجاز الأولويات ،غير أن هناك فرقا مابين إعداد الأولويات وإنجازها.
  3. إمتلاك الشجاعة: فهناك فرق في الطريقة التي يتعامل بها الشخص الشجاع و الشخص الخجول مع الحياة ،فالشخص الجريء المقدام قد يلجأ إلى المشي على الحافة بهدف إنجاز الأعمال مع تحمله لكافة النتائج المترتبة على ذلك والمسؤولية الكاملة ،في حين أن الشخص المسالم ذا الحركة البطيئة و الثقيلة يعكف على المشي بحذر وعلى أطراف الأصابع بهدف الوصول إلى الموت بسلام.
  4. العمل بدافع الإبداع: يتميز القادة الفعالون بدوافعهم الذاتية للإبداع و الشعور بالضجر من الأشياء التي لاتجدي نفعا أما الأفراد الذين يتمتعون بالحماس و الإقدام فلن يكون لديهم الصبرلإنتظار رنين الهاتف من أجل البدء بالعمل ،فالقائد الفعال هو شخص مبدع خلاَق يفضل أن يبدأ بطلب المغفرة على طلب الإذن.
  5. العمل الجاد بتفان وإلتزام: فالقادة الفعالين يقوموا بإنجاز أعمالهم بتفان و عطاء كبير كما يكون لديهم إلتزام تجاه تلك الأعمال.
  6. تحديد الأهداف: فجميع القادة الفعَالين الذين تم دراستهم يمتلكون صفة تحديد الأهداف الخاصة بهم والتي تعتبر ذات ضرورة قصوى لإتخاذ القرارات الصعبة.
  7. استمرار الحماس: إن أغلب القادة يمتلكون حماسا ملهما ،فهم تماما كالشعلة التي لاتنطفئ أبدا لتبقى متقدة على الدوام ،فنمو القائد وتطوره يتطلب حماسا حقيقيا ملهما وإذا كان الفرد في حيرة حول الكيفية التي يمكن الحصول بها على ذلك الحماس فما عليه إذا إلا إعادة الصفات القيادية السابقة لوجود علاقة وثيقة و متراصة بين تلك الصفات.
  8. إمتلاك الحنكة: فالقائد الفعَال هو ذلك الشخص الذي يمتلك مستوى رفيعا من الحنكة بحيث يتمكن من تنظيم المواقف الفوضوية، فهو لا يتجاوب مع المشاكل بل يستجيب لها.
  9. مساعدة الأخرين على النمو: فالقادة الحقيقيون لايسعون للتطوير و النمو الذاتي فقط ،وعندما يكون جو العمل سليما و صحيا و خاليا من التفاهات يتم حينها تبادل الأفكاربحرية مما يؤدي إلى التعاون ،ومن خلال هذا التعاون تصبح المنظمة و العاملون فيها جزءا متكاملا لايتجزأ منتجين فريقا يتصدى لأقوى الفرق و المهام.

أما د.السيد عليوة حدد الصفات الشخصية و القيادية كما يلي: (عليوة، 2001، ص53):

الصفات الشخصية:

  1. السمعة الطيبة و الأمانة و الأخلاق الحسنة.
  2. الهدوء و الإتزان في معالجة الأمور و الرزانة و التعقل عند إتخاذ القرارات.
  3. القوة البدنية و السلامة الصحية.
  4. المرونة وسعة الأفق.
  5. القدرة على ضبط النفس عند اللزوم.
  6. المظهر الحسن.
  7. إحترام نفسه و إحترام الغير.
  8. الإيجابية في العمل.
  9. القدرة على الإبتكار و حسن التصرف.
  10. أن تتسم علاقاته مع زملائه و رؤسائه و مرؤوسيه بالكمال والتعاون.

الصفات القيادية: كالمهارات والقدرات الفنية والتي يمكن تنميتها بالتدريب وأهمها ما يلي :

  1. الإلمام الكامل بالعلاقات الإنسانية وعلاقات العمل.
  2. الإلمام الكامل باللوائح و القوانين المنظمة للعمل.
  3. القدرة على إكتشاف الأخطاء وتقبل النقد البناء.
  4. القدرة على إتخاذ القرارات السريعة في المواقف العاجلة دون تردد.
  5. الثقة في النفس عن طريق الكفاءة العالية في تخصصه وإكتساب ثقة الغير.
  6. الحزم وسرعة البت وتجنب الإندفاع و التهور.
  7. الديمقراطية في القيادة وتجنب الإستئثار بالرأي أو السلطة.
  8. القدرة على خلق الجو الطيب و الملائم لحسن سير العمل.
  9. المواظبة و الإنتظام حتى يكون قدوة حسنة لمرؤوسيه.
  10. سعة الصدر و القدرة على التصرف و مواجهة المواقف الصعبة.
  11. توخي العدالة في مواجهة مرؤوسيه.
  12. تجنب الأنانية وحب الذات وإعطاء الفرصة لمرؤوسيه لإبراز مواهبهم وقدراتهم.

رابعا: اختيار القادة الإداريين واكتشافهم

تفشل الكثير من المنظمات في الوصول إلى صورة محددة و واضحة عن المرشحين لمراكز قيادية بسبب الخلل في الإجراءات التي تتخذها لتقييم المرشحين لتلك المراكز ،فغالبا ما يؤاخذ أشخاص واعدين جدا بخطأ واحد في حين يصل المحظوظون متوسطو الكفاءة إلى المراكز العالية(الفريان،2002،ص638).

فعملية إختيار القادة الإداريين غاية في الدقة وتتطلب عناية بالغة ،لذلك فإنه يمكن أن تتم وفق القواعد التالية (عليوة،2001،ص55):

أولا: تقدم رئاسات الأجهزة ترشيحها للأفراد الذين يتولون المناصب القيادية دون التقيد بقاعدة الأقدمية على أن تؤخذ في الإعتبارعند الترشيح القواعد والمعايير التالية:

  1. توافر الصفات المطلوبة في القائد الإداري.
  2. الكفاءة في العمل و القدرة على الإنتاج.
  3. أن تكون التقارير التي كتبت عنه طوال مدة خدمته عالية التقدير وخالية من الإنحرافات.
  4. أن يكون سلوكه خارج مجتمع الوظيفة سلوكا سليما.
  5. أن يكون مارس أعمال القيادة في المستوى الإشرافي الأول بنجاح.
  6. أن يكون الإختيار النهائي مبني على نتائج التدريب.
  7. توافر الصفات العامة و الخاصة التي تلزم الوظيفة المرشح لها.

ثانيا: أن يكون الترشيح قبل التعيين في الوظيفة القيادية بفترة زمنية معقولة تتيح لجهات الإختصاص تحري الدقة اللازمة في إجراء عملية الإختيار.

ثالثا: أن تعد من حين لأخر دورة تدريبية لإعداد المرشحين للمستوى القيادي المطلوب ،ويتم تقييم المرشحين خلال ستة أشهر عن طريق:

  1. التقارير عن المرشح في نهاية الدورة التدريبية.
  2. التقرير الفني عن أداء و إنتاج المرشح الذي تعده رئاسته الفنية نتيجة للتفتيش الفني في أدائه.
  3. التقرير عن الكفاءة الإدارية نتيجة للتفتيش الإداري بواسطة أجهزة الرقابة المختصة.
  4. التقرير عن النواحي السلوكية و العقائدية.

ويتم تجميع التقارير المطلوبة وترفع إلى الجهة صاحبة السلطة في التعيين لإصدار القرار اللازم.

ويتأثر إختيار القائد بمؤثرات قد تختلف بعض الشيء في جوهرها عن إختيار المدير ومن أهمها(عليوة،2001،ص56):

  1. حجم المنظمة ونوعها: فحجم المنظمة ونوعها يمكننا من خلق الظروف المواتية لصنع القائد ووجود جمع من الأتباع يساندونه.
  2. موقع المنظمة: فوجود المنظمة في منطقة مكتظة بالسكان له تأثير مخالف عن وجودها في منطقة نائية أو غير مكتظة بالسكان.
  3. نوع المشكلة التي تصنع الموقف الذي بدوره يصنع القائد: فهل هي مشكلة عامة تتعلق بالأجور والحوافز أم مشكلة فنية تتعلق بالأجهزة والآلات والمعدات، وعلى سبيل المثال فإن مشكلة إستخدام معدات مستهلكة وأسلحة وذخيرة فاسدة في حرب 1948م ضد اليهود في فلسطين وما ترتب على ذلك من آثار خلفت مواقف وصنعت قيادات قامت بثورة يوليو سنة 1952م.
  4. نوع العاملين ومدى إيمانهم بمشكلتهم: أي مدى معرفتهم لأبعادها وقدرتهم على صنع القيادة بتأييدها و الإلتفاف من حولها و حمايتها من الضغوط التي تقع عليها والأذى الذي قد يتوقعها.
  5. المناخ المناسب لظهور القائد و القدرة على الاستمرار في الوقوف من حوله: فالمناخ الديمقراطي يساعد على ظهور القيادات كما يعاونها على الحركة أما المناخ الإستبدادي الذي يعتمد على القهر وعلى البطش فلا يساعد على ظهور القيادات وممارستها لمهامها ولكنه قد يصنعها لتعمل طويلا في الخفاء.
  6. الوقت المناسب: فكما أن المناخ يؤثر في صنع القيادات وظهورها فإن الوقت المناسب يكون له تأثير بالغ على ذلك أيضا.
  7. مقدار الوقت المتاح: يؤثر هو الآخر في صنع القيادات وظهورها، ففي المنظمات الحديثة قد لاتتاح الفرصة لصنع القيادات (بينما قد يحتاج ذلك لتلك المنظمة في الأجل الطويل(.

خامسا: الأخطاء الرئيسية في عملية التقييم

قد لاينتج معلومات دقيقة ومتكاملة عن عملية التقييم في العديد من المنظمات مما يجعل كبار المديرين عرضة للكثير من الأخطاء عند تقييمهم للمرشحين ،ومن تلك الأخطاء الرئيسية النزعة إلى المبالغة في تقدير أهمية بعض الصفات و الخصائص مثل (الفريان،2002،ص ص633- 638):

  1. المهارة في العمل كعضو في فريق: يفضل كبارالمديرين الأشخاص الذين يديرون إداراتهم أو أقسامهم بسلاسة وبدون مشاكل مع العاملين ومثل هؤلاء الأشخاص عادة ما يصعدون السلالم الوظيفية بسرعة بسبب هذه الخاصية ،لأن كبار المديرين لايريدون أن يضيعوا وقتهم في حل المشاكل و الحفاظ على الوئام بين مديري الإدارات و الأقسام وموظفيهم، إلا أن مثل هؤلاء الأشخاص لايمكن أن يصبحوا قادة مميزين، لأن القادة المميزين ليسوا عادة لاعبين ضمن فريق بل ربما يفضلون أن يعمل الآخرون كفريق في حين أنهم يرددون الشعارات المؤيدة للفرق ،ولكن عندما يتطلب الأمر إتخاذ قرار حاسم فإنهم يدركون أنهم ليسوا في حاجة ماسة إلى الإستماع الكامل إلى الآخرين قبل القيام بخطوتهم ،فهم مستقلون في تفكيرهم ولايمانعون في إتخاذ القرارات بأنفسهم وهي قرارات تجعلهم في عزلة عن المجموعة.
  2. التدريب الشخصي: من الإعتقادات الخاطئة و الشائعة أن القادة يمكن أن يطوروا الآخرين عن طريق التدريب الشخصي و المباشر لهم ،إلا أن الكثير من القادة المتميزين يفضلون إختيار مرشحين أقوياء ومتمكنين ومن ثم إعطائهم صلاحيات كافية ومنحهم الفرص لتطوير أنفسهم من خلال تجاربهم و الإستفادة من أخطائهم.
  3. البراعة في الأعمال التشغيلية: كثير من كبار المديرين يبالغون في تقدير قيمة المديرين الجيدين في أداء الأعمال التشغيلية وفي حل المشكلات لأنهم يسهلون و ييسرون عليهم العمل ،وعلى الرغم من أن مثل هؤلاء قد يكونون في وضع جيد في منظماتهم ،إلا أنهم غالبا لايكونون قادة فعالين، حيث يعتمد هؤلاء المديرون الفنيون و المختصون بشكل رئيس على الأنظمة و السياسات و الإجراءات فيكون هناك جمود تام ،لذا فإنهم يعتقدون أنه على كل شخص أن يعمل بنفس الأسلوب و الطريقة ،فهؤلاء يمكن أن ينجحوا في منظماتهم وأن يصلوا إلى أرفع المراكز ،لكن هذا الأمر قد يؤدي إلى إغتراب و إنعزال الآخرين في المنظمة و الحد من إبداعهم.
  4. الخطابة الفعالة: إن كبار المديرين يبالغون في أهمية كيفية الظهور أمام الناس ،وبشكل خاص يركزون على مهارات الإلقاء ومع أن هذه المهارات مهمة إلا أنه يمكن أن تطور بالتدريب المكثف.
  5. الطموح الواضح:  يتسبب الإنطباع المتعلق بعدم وجود طموح واضح في فقد الكثير من الناس للترقيات المستحقة ،ولسوء الحظ فإن كبار المديرين يغفلون عن أن طموح الشخص قد لا يكون معبرا عنه.
  6. التشابه و الإنسجام: كثير من كبار المديرين يفضلون الأشخاص الذين لديهم خلفيات و تجارب و صفات تشبههم ،وفي بعض الأحيان فإن المرشحين الواعدين يتم تجاهلهم بسبب الإختلاف في العرق أو الجنس أو الخلفية الإجتماعية أو الإقتصادية أو الثقافية أو الأكاديمية أو الجغرافية أو بسبب أنهم لم يتولوا مناصب في شركات متشابهة.

سادسا: المهام الأساسية للقائد المدير

لا شك أن القيادة لا تأتي بالتنصيب أوالإعتبارات الخاصة ولا تأتي بالمال أيضاً ،بل هي قدرات خاصة ومواهب يعتمد عليها القائد وتضفي عليها التجارب وقوة التفكير وسعة الأفق ورحابة الصدر مهارات رائعة تجعله يمسك بزمام الأمور بثقة واقتدار بل لا بد أن يتولى القائد مهاماً أساسية في المنظمة التي يديرها حتى يصلح أن يكون في هذا المقام ،وتقسم مهام القائد في الغالب إلى قسمين:

مهام رسمية تنظيمية:

وتتلخص المهام الرسمية في مراعاة تنفيذ مبادئ التنظيم الإداري في المنظمة لكي تسير الأمور بانضباط وجدية، وأبرز هذه المهام ما يلي:

  1. التخطيط: أي رسم السياسات ووضع الإستراتيجيات وتحديد الأهداف البعيدة والقريبة، ووضع الخطط الموصلة إليها، وتحديد الموارد والإمكانات المادية والبشرية في ذلك كله. ولكي يتمكن القائد من إنجاز مهامه بشكل فاعل وناجح عليه أن يقوم بتوضيح أهداف المنظمة للعاملين معه، والإستماع إلى آرائهم حول القضايا، والتعرف إلى أهدافهم الشخصية، وليس الحصول على تعهداتهم والتزاماتهم بالمشاركة في إنجاز الأدوار والخطط فقط ، فالقيادة الناجحة و الفاعلة تقوم على القناعات الشخصية للأفراد وتحظى بالتعاطف والتعاون بإرادة ورضا، وهذا لا يتحقق في الغالب إلا إذا شعر الأفراد أن في إنجاز خطط المنظمة وتحقيق أهدافها تحقيقاً لأهدافهم وطموحاتهم أيضاً، ولو تلك الطموحات الذاتية التي يجب أن يشعر فيها الكثير من الأفراد بالإحترام والتقدير والإعتناء برأيهم والإهتمام بدورهم.
  2. التنظيم: أي تقسيم العمل وتوزيع المسؤوليات والوظائف بين الأفراد وتوزيع العاملين عليها حسب الكفاءات والخبرات والقدرات والطموحات. ولا يكون التوزيع ناجحاً إلا إذا وضع الرجل المناسب في مكانه المناسب، وهذا ما يفرض عليه أن يراعي الخبرة والتخصص والقدرة والفاعلية في الأفراد، ولعلّ أنجح أسلوب وأبقى لضمان التنظيم الأقوى هو التوزيع على أساس اللجان أو الهيئات والجماعات المستقلة التي تحظى بصلاحية التفكير والتخطيط في مهامها حسب نظام شورى مفتوح، ويبقى للمدير دور الإستشارة لأنه في هذا يضمن تفرغاً كبيراً للإدارة الأهم ويضمن للأفراد طموحاتهم وإحترام آرائهم،فهذا الأسلوب يؤدي دوراً كبيراً في دفع العاملين إلى المشاركة في العمل بحماس وقناعة ويضمن إلتزامهم في تحقيق الأهداف وبهذا يكفي نفسه المزيد من الرقابة والقلق من التسيب والإنفلات.
  3. التنسيق بين أطراف العمل وأجنحته وتوجيه الجميع للمسير باتجاه هدف المنظمة الأول والحث على الأداء بأعلى مستوى من الكفاءة والفاعلية: وهنا لابد للمدير من العمل على تذليل العقبات التي تقف أمام التنسيق وتمنع من تحققه أو تعرقل نجاحه من النزاعات الشخصية بين الأفراد أو عدم قناعة البعض الآخر المؤمن بالفردية أو الذي يصعب عليه تجاوزها للقبول بالجماعية والتنسيق، وغير ذلك من الموانع والمعرقلات التي تواجه التنسيق والتعاون، وهذا ما يتطلب منه الاتصال الدائم مع العاملين وشرح أهداف المنظمة لهم وتذكيرهم بها بإستمرار لشحذ هممهم وتحفيزهم للتعاون، وبعبارة مختصرة عليه أن يعمل دائماً لخلق روح الفريق المتكامل والمتعامل المتحد الأهداف والطموحات.
  4. تشكيل شبكة من الإتصالات العمودية والأفقية: وذلك لنقل المعلومات والأفكار والقرارات والإطلاع على مجريات الأمور وتذليل الصعوبات أو معرفتها  ليكون الجميع في أجواء العمل وتفهم حاجاته ومتطلباته.
  5. المتابعة والإشراف: فنجاح و إستمرار الكثير من الأعمال يعود على مهمة المتابعة التي يقوم بها المدير مباشرة أو بوساطة المهام والخطط، كما تعد المتابعة المستمرة وسيلة للثواب والعقاب وأداة للإصلاح والتقويم والتطوير،وأيضاً تعد مهمة كبيرة لإكتشاف الطاقات الكبيرة من تلك الخاملة، لتحفيزالخامل وترقية الكفؤ المتحمس إلى غير ذلك من فوائد جمة ،فمهمة المتابعة المتواصلة من المدير تعد من أكثر المهام تأثيراً على الإنجاز وتحقيقاً للنجاحات.

مهام غير رسمية:  

تعتمد بشكل كبير على شخصيته وآفاقه وأسلوبه الشخصي في التعامل مع الآخرين، إلا أن لها الدور الكبير في تحقيق أهداف المنظمة وتطوير العاملين وتماسكهم ،ومن هذه المهام:

  1. الإهتمام بالجماعات غير الرسمية: وهي عبارة عن جماعات تتكون بشكل طبيعي ،وفي كل جماعة مصالح مشتركة تجمعهم بشكل إختياري أو مخطط فيعملون على فرض سياسة تخدم أهدافهم بعيداً عن شكل الإدارة الرسمي كجماعات الإختصاص العلمي أو الإنتماء الإقليمي أو الديني أو غير ذلك وهنا يتوجب على القائد الإهتمام بهذه الجماعات وإقامة إتصالات جيدة معهم وذلك بهدف الإقتراب منهم والتعرف على مشكلاتهم وأفكارهم من الداخل لتذليل الصعوبات وتحقيق ما يمكن تحقيقه بما لا يضر بمصالح المنظمة بل يصب في خدمتها.
  2. الإتصال مع الجماعات المختلفة في المنظمة: بحيث يكسر الحاجز بين الطابع الرسمي الذي يفرضه العمل وغير الرسمي الذي يفرضه الشعور أو الطموح أو المصلحة المشتركة مما يجعل المدير متفهماً لمطالبهم ،وبذلك يحتويهم نفسياً وفكرياً ويبعد عنهم المضايقات كما يقرب وجهات النظر معهم من خلال شرح رؤيته بلا نقل من الغير،كما يمنع من الحدس والتحليلات البعيدة عن الواقع فيحول دون الإنقسامات والإضطرابات التي قد تحدث جراء هذا الخلاف وبهذا يكون قد ضمن الوحدة والتفاهم وتحقيق النجاح للجميع.
  3. المشاركة: وقد بات أنموذج الإدارة التشاركية حقيقة مفروضة على واقع المنظمات إذا أرادت الإنتصار في المجالات المختلفة ،وتتمثل القيادة التشاركية في إقامة العلاقات الإنسانية الطيبة بين القائد والعاملين معه وإحتوائهم عاطفياً وتحسيسهم بأهميتهم وموقعهم من قلب القائد ورعايته فيجعلهم دائماً في ظله وكنفه ينعمون بالراحة والطمأنينة والثقة به،وبهذا يمنع من وجود أفراد يسبحون خارج فضاء المنظمة وإن وجد منهم فإن أسلوبه الحكيم هذا من شأنه أن يحتويهم ويرجعهم إلى الأجواء.
  4. مشاركة العاملين في إتخاذ القرارات الإدارية وبحث مشكلات العمل ومعالجتها و وضع الحلول الناجحة لها بروح جماعية متوحدة: فمن الخطأ أن يتصور بعض المدراء أن مشاركة المدير للعاملين معه في الرأي والقرار يقلل من شأن المدير القائد أو ينزل من مستواه ،بل الروح الجماعية المتفتحة ترفع من شأن المدير وتعطيه قوة فوق قوته وتضفي عليه إحتراماً وتقديراً قد لا يحصل عليه إلا بهذا الأسلوب كما تعد من أبرز عوامل نجاحه في القيادة وتأثيره على الأفراد وحفظ تماسك المنظمة وتحقيق أهدافها.
  5. درجة الرعاية التي يبديها المدير تجاه القيم والمثل الإنسانية والأخلاقية في التعامل: كقيمة الوفاء والستر على النواقص و العثرات والعفو والصفح والسماحة والكرم وغيرها من صفات إنسانية نبيلة تجعله قدوة وأسوة يحتذيها الجميع ،فيسعى لتقمص شخصيتها وبذلك يحول المدير منظمته إلى مدرسة للتربية والتهذيب والتعليم وهي تمارس أدوارها اليومية في العمل.
  6. مهارة تبصر الأهداف العامة للمنظمة وربطها بأهداف المجتمع ومعالجة المشكلات الإدارية في إطار الأعراف العامة: وهذا يتطلب منه معرفة جيدة بالسياسة العامة للدولة، وتفهم كافي للإتجاهات السياسية وتبصرها والقدرة على التعامل معها بحكمة، ليكون أقدر على التوفيق بين الضغوط العامة وإتجاهات المجتمع والدولة وبين نشاط المنظمة ،مع إعطاء الأهمية للصالح العام.
  7. المهارة في تنظيم الوقت وإدارته: وذلك من خلال تحديد المهمات المطلوب إنجازها وتحديد الأولويات وتتابعها الإنجازي على مراحل الزمن ، وتلافي الأوقات المهدورة.

سابعا : النظريات القيادية

هناك العديد من النظريات التي تناولت القيادة من جوانبها المتعددة ،ومن هذه النظريات(الفياض،1995،ص ص27-35):

أولا:  نظريات التأثير على المرؤوسين

وتتعلق بالأسباب أو الأساليب التي تمكن القادة من التأثير على مرؤوسيه ،بغض النظر عن فعاليته كقائد ،وهي من أوائل النظريات القيادية ومنها:

  1. السمات القيادية: وهي صفات شخصية يمتلكها القائد ،مثل: القوة الجسدية و الذكاء و قوة الشخصية ،مما يجعل المرؤوسين يقبلوا به كقائد و يتأثروا به.
  2. القدوة: حيث يقوم المرؤوسون بتقليد قائدهم الذي يعتبرونه نموذجا لتصرفهم ،وعندما لايكون تصرف القائد قدوة ،فإنه يرسخ عدم الثقة في نفوس مرؤوسيه.
  3. الحزم و الإصرار: يستجيب المرؤوسين لقائدهم نتيجة حزمه في طلبه و إصراره عليه ،ويكون هذا القائد عادة صريحا و واضحا في طلبه.
  4. التبرير المنطقي: القائد هنا يحمل أتباعه على الأداء المطلوب عن طريق تبريره و تسويغه لهم.
  5. التودد للمرؤوسين و الثناء عليهم: بعد ذلك يطلب منهم ما يراد أداؤه ،وهذا أسلوب يتبعه كل قائد لا يثق بنفسه.

ثانيا: نظريات سلوك القائد وقدراته

تطورت هذه النظريات عن سابقاتها ،حيث يقول أصحابها ليس المهم حمل المرؤوسين على أداء المهمة فحسب ،وإنما المهم هو فعالية هذا الأداء ومن هذه النظريات:

  1. القائد السلطوي: هو القائد الذي لديه تصميم على إستخدام سلطته للتأثير على تفكير وسلوك مرؤوسيه، وأن يظهر دائما أمامهم بمظهر القوة.
  2. القائد الميال للإنجاز: بحيث يميل القائد للإنجاز و الشروع بمشاريع جديدة يتم إنجازها تحت بصره.
  3. القدرة على حل المشاكل: فالقائد الفعال هو القائد القادر على حل المشاكل ،ومثل هذا القائد يكون ذكيا و قادرا على وضع الخطط و الإستراتيجيات و صنع القرارات الفعالة.
  4. القدرة على المبادرة: فالقائد الفعَال هو القائد القادر على الشروع بأعمال جديدة من تلقاء نفسه ،ويعتبر هذا القائد ممن يثقون بأنفسهم و لديهم القدرة على المبادرة بإكتشاف المشاكل و الثغَرات.
  5. القدرة الفنية: بالإضافة إلى القدرات الإدارية يعتبر القائد الذي يمتلك قدرات فنية في العمل الذي يديره أكثر صلة بمرؤوسيه ممن لا يمتلك مثل هذه القدرات الفنية ،وبذلك يكون هذا القائد أكثر كفاءة و أكثر فعالية.
  6. دعم المرؤوسين: فالمدير الذي يشجع مرؤوسيه و يثني عليهم و يمدحهم بشكل يساعد على رفع معنوياتهم و دفعهم لمزيد من العطاء ،يكون أكثر فعالية من غيره وقد يدفع لمزيد من الأداء عن طريق رفع معاييرالأداء.
  7. التغذية الراجعة : وهي خاصية مهمة لابد من توافرها لدى القائد ليكون فعالا ،بحيث تمكن المرؤوسين من معرفة موقعهم و بعدهم عن الأهداف التي يسعون لتحقيقها ،كما أنها تمكنهم من معرفة أداءهم الفعَال وفي ذلك تعزيز إيجابي لهم.

ثالثا:نظريات النمط القيادي

و تصف هذه النظريات نمط القائد الذي ينشأ عن مجموعة توجهات القائد و بناءا على هذه النظريات فإنه يمكن أن نتنبأ بسلوك القائد مع مرؤوسيه بمجرد أن نعرف نمطه القيادي و الذي قد يكون فعَالا أو غير فعال ،ومن هذه النظريات:

1) أنماط إستخدام السلطة: أي مدى إستئثار القائد بعملية صنع القرار، وهناك العديد من النماذج التي وضحت هذه الأنماط ومنها:

أ‌- نموذج وايت و ليبيت: ومن هذه الأنماط

  1. السلطوي (الأتوقراطي): حيث يحاول القائد أن يستأثر بأكبر قدر من السلطة وعلى المرؤوسين الإطاعة و الإستجابة.
  2. النمط المشارك: وهو النمط الفعَال في هذا النموذج حيث يشترك المرؤوسين بصنع القرار ،ومن صور هذا النمط مايسمى (الإدارة بالتجوال) ،حيث يقوم القائد بجمع المعلومات من المرؤوسين أثناء الجولات التي يقوم بها على أقسام المنظمة ،ويتخذ في هذا النمط قراره بأسلوبين هما:
  3. القرار بالإجماع : بحيث يشجع القائد النقاش حول الموضوع ،وبعد ذلك يتخذ القرار الذي يحظى بموافقة جميع الأطراف المعنية.
  4. القرار الديمقراطي: القرار هنا لايتطلب الإجماع وإنما تلزم موافقة الأغلبية عليه.
  5. النمط المتسيب: وفيه يخوَل سلطة صنع القرار للمجموعة ويكتفي بإعطاء إرشادات و توجيهات وبعد ذلك يتدخل عندما يطلب منه فقط.

ب- نموذج تننبوم و شمت: ويسمى (نظرية الخط المستمر في القيادة( ،ويشتمل على سبعة أنماط قيادية هي:

  1. يتخذ القرار بشكل أوامر على المرؤوسين تنفيذها.
  2. يتخذ القرار لوحده ويبرره للمرؤوسين.
  3. يحاور المرؤوسين بشأن القرار ولايلتزم بتنفيذ إقتراحاتهم.
  4. يستشير المرؤوسين بشأن القرار وقد ينفذ بعض مقترحاتهم.
  5. تتم مناقشة القرار بجو ديمقراطي ويتخذ القرار بناءا على رأي الأغلبية.
  6. يصدر توجيهات بشأن القرار للمرؤوسين ويتركهم يتخذون القرار بأنفسهم.
  7. يعطي الحرية الكاملة للمرؤوسين بشأن إتخاذ القرار حيث يتخذون القرار بأنفسهم.

جـ - نموذج ليكرت: حيث قسم القيادة إلى أربع فئات هي:

  1. المتسلط الإستغلالي: يتخذ القرار ويلزم المرؤوسين بتنفيذه.
  2. المتسلط النفعي: يحاور المرؤوسين بموضوع القرار ثم يتخذه بنفسه.
  3. الإستشاري: يستشير مرؤوسيه بأمور القرار و يسمح بمشاركتهم في بعض جوانب القرار.
  4. الجماعي/المشارك: تتم مشاركة المرؤوسين في صنع القرار الذي يتخذ بالأغلبية ،وقد دعا ليكرت لإستخدام هذا الأسلوب القيادي لإعتقاده بفعاليته ،وذلك لإن الإدارة الوسطى همزة الوصل بين الإدارتين العليا و الدنيا في مجال صنع القرار.

2) أنماط تعتمد على إفتراضات القائد: ومنها

أ‌- نموذج مكريجور:

  • نظرية(x): يفترض القائد فيها أن العامل لا يرغب في العمل و يتهرب منه ولذلك يجب إجباره عليه ،ويجب توجيهه و مراقبته و معاقبته إذا خالف التعليمات.
  • نظرية(y): يفترض القائد فيها أن المرؤوس لايكره العمل إلا بسبب عوامل خارجية ،ويتمتع المرؤوس برقابة ذاتية ويمكن توجيهه بأساليب غير الرقابة و التهديد ،وتحفيزه بأساليب كثيرة مثل: التفويض وزيادة حريته ،الإثراء الوظيفي ،التوسع الوظيفي ،المشاركة في صنع القرار ،ويفترض في الفرد أنه قادر على الإبداع.

ب - نموذج أوشي (نظرية Z): ويفترض (أوشي) أن الفرد الأمريكي يختلف في ثقافته عن الفرد الياباني، وحتى يتم الإستفادة من الأساليب القيادية اليابانية حاول (أوشي) تعديل هذه الأساليب لتناسب الثقافة الأمريكية، فعلى سبيل المثال الممارسات اليابانية التالية:

القراربالإجماع ، أسلوب جمع المعلومات من أسفل لأعلى، المسؤولية الإجتماعية ،التنظيم غير الرسمي يجب أن تمارس في المؤسسات الأمريكية على الشكل التالي: القرار بالأغلبية ،حرية إنسياب المعلومات ويغلب عليها من أعلى لإسفل، المسؤولية الجماعية و الفردية معا، التنظيم الرسمي و البيروقراطي مصحوبا بشبكة من العلاقات غير الرسمية ومحاولة ترسيخ الثقة و الإحترام المتبادل.

3) أنماط تعتمد على إهتمامات القائد بالإنتاج و الأفراد معا: كنموذج بليك و موتون(نظرية الشبكة الإدارية) - سيتم شرحها بشكل مفصل -

رابعا:النظريات الموقفية في القيادة

يقول أصحاب هذه النظريات و مؤيدوها بأن الفعالية القيادية لايمكن أن تعزى لنمط قيادي محدد ،فالموقف الذي يتواجد فيه القائد هو الذي يحدد فعالية القائد. ومن هذه النظريات:

1) نموذج فيدلر: في هذا النموذج لابد من قياس أمرين هما:

الأمر الأول:  وصف القائد لمرؤوسه الأقل تفضيلا عنده ،فقد يصفه القائد بأنه جيد وعندها نقول أن القائد يهتم بالمرؤوسين ،وإن وصفه بأنه غير جيد نقول إن القائد يركز على المهام ،وقد يهتم بهما بشكل متوسط (وقد شكك الباحثين بصدق هذا المقياس)

الأمر الثاني:  الموقف القيادي و يقاس من خلال الأبعاد الثلاثة التالية مرتبة حسب أهميتها:

  1. علاقة القائد بمرؤوسيه: جيدة(ج) أو سيئة(س)
  2. هيكلة المهام: قد تكون مهيكلة (م) أو غير مهيكلة(غ)
  3. قوة القائد: قد يكون قويا(ق) أو ضعيفا (ض)

وينشأ من هذه الأبعاد ثمانية مواقف قيادية تحدد درجة سلطة القائد ففي أحد المواقف (س،غ،ص) تكون سلطة القائد قليلة ويلزمه التركيز على المهام ،وفي المواقف الأربعة التالية: (س،غ،ق)، (س،م،ض)،(س،م،ق)،)ج،غ،ض) تكون سلطة القائد معتدلة ويلزمها قائد يهتم بالعلاقات الإنسانية.

وفي المواقف الثلاثة الباقية: (ج،غ،ق) ، (ج،م،ض(، )ج،م،ق (تكون سلطة القائد قوية، ويلزمها قائد يركز على المهام و العلاقات الإنسانية.

2) نموذج هاوس و إيفانس: أطلقا عليه (المسار و الهدف)، وبينا أن المهمة الأساسية للقائد هي توضيح الأهداف للمرؤوسين ومساعدتهم لتحقيقها بأفضل الطرق بالإعتماد على نظرية التوقع و نظريات الحفز أما العوامل الظرفية في هذا النموذج فهي:

  1. بيئة العمل: المهمة،نظام المكافآت،و العلاقة بالزملاء.
  2. صفات العاملين: حاجاتهم ،الثقة بالنفس و قدراتهم.

أما الأساليب القيادية التي يمكن للقائد إستخدامها في ظل هذه     الظروف فهي :

  1. المساند: يهتم بحاجات المرؤوسين و راحتهم و يخلق جو عمل مريح لهم.
  2. المشارك: يعطي المرؤوسين المجال للمشاركة في صنع القرار.
  3. الإجرائي: يزود المرؤوسين بالإجراءات و التعليمات و التوقعات بشكل واضح.
  4. الإنجازي أو التحدي: يضع للمرؤوسين أهدافا تتحدى قدراتهم وتساعد على تطوير أدائهم و تشعرهم بثقة قائدهم بهم.

 3) نموذج فروم و ياتون: أطلقا عليه (مخطط عملية صنع القرار) وبينا    فيه خمسة أساليب لصنع القرار تعتمد على الوضع الذي يمكن تحديده من خلال الإجابة على سبعة أسئلة (بنعم أولا) ،وتتعلق هذه الأسئلة: بنوعية المشكلة ،كفاية المعلومات،هيكلة المشكلة،أهمية قبول القرار من قبل المرؤوسين،مدى قبولهم للقرار الذي يصنعه القائد بنفسه،مدى مشاركة المرؤوسين في تحقيق أهداف المنظمة عند حل هذه المشكلة و إحتمال أن يتسبب الحل الأمثل بنزاعات بين المرؤوسين ،أما الأساليب الخمسة لصنع القرار فهي:

  1. يصنع القرار لوحده.
  2. يصنع القرار لوحده بعد الحصول على المعلومات من المرؤوسين.
  3. يصنع القرار لوحده بعد أن يسمع وجهات نظر العاملين فرادى.
  4. يصنع القرار لوحده بعد أن يسمع وجهات نظر العاملين كمجموعة.
  5. يصنع القرار بشكل جماعي مشارك.

 4) نظرية الشبكة الإدارية (The managerial Grid Theory)

استطاع روبرت بلاك و جين موتون في عام 1964م تصنيف السلوك القيادي في خمس مجموعات أساسية، وتعكس هذه النظرية درجة إهتمام القادة في كل منها ببعدين أساسين هما:

  1. درجة الإهتمام بالإنتاج (المهمة)
  2. درجة الإهتمام بالأفراد (العلاقات)

شكل(1): نموذج الشبكة الإدارية ويبين الأنماط القيادية الخمسة التي تضمنتها الشبكة الإدارية في نموذج بليك وموتون

يلاحظ من الشكل السابق أن البعد الأفقي لها يعبر عن بعد الإهتمام بالإنتاج ،بينما البعد الرأسي عن بعد الإهتمام بالأفراد (العاملين)، كذلك يلاحظ تحديد كل من بليك و موتون لخمسة أنماط إدارية (1/1 – 9/1 – 1/9 – 5/5 – 9/9) يعبر كل منهم عن درجات مختلفة من الإهتمام بكل من البعدين ،بحيث يعبر الرقم الأول(من اليسار) عن درجة الإهتمام التي توليها الإدارة للأفراد ،بينما يعبر الرقم الثاني عن درجة إهتمامها بالإنتاج فمثلا النمط (1/9) يعبرعن درجة منخفضة جدا للإهتمام بالإنتاج (1) و درجة مرتفعة جدا للإهتمام بالأفراد (9).

ومن هذه الأنماط القيادية (الغمري،1979،ص ص160- 162):

1. النمط (1/1) الإدارة السلبية (المتساهلة)(Impoverished Management):

إن هذا النمط من القادة الإداريين يولون إهتماما ضئيلا جدا للأفراد والإنتاج على حد سواء وبالتالي فالنتيجة المتوقعة لمثل أولئك القادة هي عدم تحقيقهم لأي أهداف إنتاجية وعدم تحقيق أي درجة معقولة من الرضا الوظيفي بين العاملين في وحداتهم التنظيمية وينعكس ذلك بطبيعة الحال على علاقات العمل حيث تسودها الصراعات و الخلافات المستمرة.

2. النمط (9/1) الإدارة العلمية (السلطوية)(Scientific Management):

يعبر هذا النمط عن إهتمام كبير بالإنتاج وبتحقيق النتائج العالية حتى ولو تم ذلك على حساب العاملين حيث يقل الإهتمام بهم إلى درجة كبيرة (1) ،ويعكس هذا النمط الإداري المبادئ التي نادى بها فردريك تايلورفي نظريته ((الإدارة العلمية)) ،ويؤمن القادة الإداريين بوجوب إستخدام السلطة مع المرؤوسين لإنجاز العمل و أهمية فرض أساليب الرقابة الدقيقة على أعمالهم ،ودائما ما يضعون تحقيق النتائج و كأنه الهدف الوحيد الذي يسعون إليه حتى ولو تم ذلك على حساب العاملين ومشاعرهم.

3. النمط (1/9) الإدارة الإجتماعية (Social Club Management):

يعكس هذا النمط الإداري إهتماما كبيرا بالعنصر الإنساني ويتم ذلك أحيانا على حساب تحقيقهم للأهداف الإنتاجية المطالبين بتحقيقها ،وكثيرا ما يتمادى هؤلاء القادة في تقدير أهمية مراعاة العلاقات الإنسانية فيسعون بشتى الطرق للقضاء على أي مظاهر قد تنتج عنها خلافات بين العاملين حتى ولو كان ذلك على حساب الإنتاج.

4. النمط (5/5) الإدارة المتأرجحة (Pendulum Management):

يشبه هذا النمط الإداري ببندول الساعة الذي يستمر في التأرجح بين طرفي المدى الذي يتحرك فيه ولايثبت عند وضع معين ،ففي بعض المواقف يلجأ القادة المنتمون لهذا النمط إلى أسلوب(1/9) وذلك عندما يشعرون بإحتمال مواجهتهم للمتاعب من جانب العاملين ،ولكن إذا هدأت حالة العمال قد يلجأون إلى النمط (9/1) فيضغطون على العاملين من أجل الإنتاج ،وكثيرا ما يؤمن هؤلاء القادة بأسلوب منتصف الطريق.

5. النمط (9/9) الإدارة الجماعية(إدارة الفريق) (Team Management):

إن القادة الذين ينتمون إلى هذا النمط الإداري يولون عناية فائقة و إهتماما كبيرا لكل من بعدي الإنتاج و العاملين ،فمثلا هؤلاء القادة يؤمنون بأن العمل الجماعي يعبر عن الركيزة الأساسية اللازمة لتحقيق الأهداف الإنتاجية الطموحة ،وينبني ذلك على إيمان عميق بأهمية العنصر البشري و إشباع الحاجات الإنسانية لدى هؤلاء القادة وبالتالي يحققون مفاهيم المشاركة الفعالة للمرؤوسين في تحديد الأهداف وإختيار أساليب التنفيذ والمتابعة اللازمة للأهداف المطلوب تحقيقها.

وبمثل هذا الأسلوب القيادي تسود الجماعة روح الفريق و مفاهيم التعاون الخلاقة وتسود علاقات الإخاء و الود بين القائد و المرؤوسين ،وبين المرؤوسين وبعضهم البعض.

ويعرض الأستاذ الدكتور سيد الهواري المقارنة التالية لهذه الأنماط الخمسة على الوجه التالي:

 جدول (1) مقارنة الأستاذ الدكتور سيد الهواري للأنماط القيادية الخمسة في نظرية الشبكة الإدارية ،حيث عبر عن العمل أو الإنتاج بـ (ع) و عن الناس أو الأفراد بـ (ن)


و في نهاية الثمانينيات قام كلا من بليك و مكانزي بتطوير نظرية الشبكة الإدارية ،وأضافا نمطان مركَبان هما (الفياض،1995،ص ص39-40):

6. الإدارة الأبوية(9+9):

يتكون هذا النمط من مزيج من النمطين (إدارة النادي، الإدارة السلطوية) ،ويرمز له (9+9) بإستخدام إشارة (+) لتمييزه عن إدارة الفريق(9/9) ،وفيه يستخدم القائد الجانب اللين من (1/9) مع الجانب القاسي من (9/1) معا ،فتجمع بين نقيضين هما الإهتمام بالإنتاج على حساب الأفراد والإهتمام بالأفراد على حساب الإنتاج ،فالقائد هنا كالأب الذي يعطف على أولاده ولكنه صارما معهم بحيث يأمرهم ويطلب منهم الإذعان ،فهو يعتبرهم أقل منه معرفة و إدراكا للأمور.

7. الإدارة المتقلبة:

تتكون هذه الإدارة من مزيج من الأنماط الستة السابقة ،حيث يستخدم القائد أحد الأنماط الستة أو مزيج منها ،مما يناسب طبيعة المرؤوسين ويساعد القائد في الحصول على المنفعة الشخصية التي ربما يهدف إليها ،ويمكن لهذا القائد أن يهدد المرؤوس أو يقدم له منفعة شخصية بالمقابل أو يستغله و يضلله.

- لورين كيلر جونسون - 20/04/1428هـ
يقول هولتوم إن الممارسات الشاملة أثناء العمل، والتخطيط والتنمية المهنية العميقة، إلى جانب السياسات التي تعزز التوازن ما بين العمل والحياة توفر طرقا قيمة بشكل خاص لزيادة انتماء الموظفين. ويقدم الاقتراحات التالية.

اجعل عملية تدريب الموظف الجديد أثناء العمل أكثر شمولية

توفر عملية التدريب أثناء العمل عدة فرص لمساعدة الموظف الجديد على تنمية روابط قوية مع المنشأة وفي الوقت نفسه مع المجتمع. وكثير منها يتميز ببساطة كبيرة تجعل من السهل تطبيقها. على سبيل المثال فإن مجرد إعطاء الموظف الجديد الكثير من الفرص ليتعرف على زملائه الجدد يساعده على البدء في تشكيل روابط قوية ما بين الموظف والشركة. كما أن وضع الموظف الجديد مع مرشد بخلفية مشابهة يساعد أيضاً على هذا المجال.
ثم إن التوافق ما بين الموظف والمجتمع، وعقد صلات بين الموظف والمجتمع يمكن تعزيزها من خلال عملية التدريب أثناء العمل. ويستشهد هولتوم بمثال لمستشفى استطاع اجتذاب عدد من الممرضات اللواتي يصعب العثور عليهن وثبوتهن في العمل عن طريق إنشاء برنامج عقاري لهن، من خلال الاتصال مع سماسرة عقاريين والتعامل معهم وتقديم قروض مكفولة من البنك بشروط إقراض ميسرة. ولم تقف الأمور عند هذا الحد, فقد عمل البرنامج على تحويل علاوات الممرضات البالغة خمسة آلاف دولار إلى دفعات أولى لبيت في المنطقة القريبة.

إدخال عوامل الانتماء للوظيفة في عمليات التخطيط والتطوير الوظيفي

يقول هولتوم إن مساعدة موظفيك على تخطيط حياتهم العملية وتطويرها توفر فرصاً إضافية في توطيد الانتماء. على سبيل المثال، يمكنك تقوية التوافق ما بين الموظف والشركة بترقية الموظفين من الداخل وتوفير المعلومات أولاً بأول لمرؤوسيك عن الفرص الوظيفية داخل الشركة. كما يمكنك توطيد توافق الموظف والشركة بشكل أكبر عن طريق تعريفهم بالأهداف المهنية طويلة الأجل ثم العمل على تزويدهم بالتدريب وتنمية الفرص التي يحتاجون إليها للمضي قدماً نحو تلك الأهداف.
تعزيز التوازن ما بين العمل والحياة لدى الموظفين إن الشركة التي تساعد موظفيها على إيجاد التوازن بين حياتهم في العمل وحياتهم خارج العمل إنما تقوم بتوضيح قيم يبحث عنها الموظف بشكل حقيقي وبالتالي فإنها تعزز من التوافق ما بين الموظف والشركة. وإذا قامت الشركة بتسهيل الوصول إلى الموارد المطلوبة، مثل توفير خدمة رفيعة المستوى للعناية بالأطفال، فإنها بذلك تقوي من روابط الموظف والشركة. وفيما يلي عدد من هذه الأفكار.
رعاية الشبكات الأبوية للموظفين الحاليين والسابقين إيجاد مركز عناية بالأطفال أو مرافق رياضية في موقع الشركة إشراك الموظفين في إعداد جداول تتفق وحاجاتهم سواء كان ذلك من خلال دوام كامل أو دوام جزئي أو نوبات عمل محددة.
بعض الشركات تجعل تشجيع الموظفين على المشاركة في الخدمات المجتمعية جزءا لا يتجزأ من ممارساتها، حسب قول هولتوم، وذلك لأن القيام بهذه الأعمال يشكل رافدا للانتماء بطريقتين على الأقل. الأولى، توضح أن هناك قيماً مشتركة بين الشركة والموظف، الأمر الذي يعزز من توافق الموظف والشركة. والثانية، تبني جسوراً من المودة والثقة مع المجتمع.
وعندما تعزز من إحساس العمال المهم بمدى توافقهم مع الشركة والمجتمع وتوجد خبرة عملية كاملة إيجابية بشكل كبير تجعل من تركها تضحية، فإنك تحافظ على أفضل العاملين لديك وتبعدهم عن متناول منافسيك.

* كاتبة متخصصة في قطاع الأعمال
- هاري هاتسون وبربارا بيري - 09/02/1428هـ
لنتساءل أولا: ما هو الأمل؟ إنه قيمة أكبر وأهم من مجرد التفكير في الأماني الحلوة، وهو في ذات الوقت رفض واعٍ لليأس والانعزال, وفي النهاية فالأمل حالة لا بد منها في صلب عمل أي قائدٍ ناجحٍ في دنيا الأنشطة العملية. ومن خلال لقاءات أجريت على مدار ثلاث سنوات وجدنا أن معظم قادة تلك الأنشطة لا يستطيعون تحديد مفهوم كلمة الأمل على الوجه الدقيق. وربما يكون السبب وراء ذلك هو خشية أولئك المسؤولين من أن الحديث عن الأمل يوحي بأن شركاتهم تواجه مستويات من المشاكل لا يمكن حلها في الوقت الحالي، أو في ظل الإمكانات المتاحة، وإنما لا بد من التعلق بالأمل كسبيل للهروب إلى الأمام على طريق حل تلك المشاكل.
ويقول أحد هؤلاء :"إنني حين أعلن تعلقي بالأمل، فإنني أشعر أن شركتي في وضعٍ قريبٍ للغاية من اليأس المطلق". غير أن الأدبيات المتخصصة المتعلقة بعلم النفس الإيجابي جعلت موضوع الأمل مثار نقاشٍ عبر وسائل جديدة تماماً. وثبت أن الأمل كان خط الحياة الأساسي في الكثير من المآزق التي يتعرض لها بنو البشر، مثل فترات السجن الطويلة، والكوارث الطبيعية المروعة.
وأثبتت دراسات عديدة أن أولئك الذين يتعلقون بدرجات أعلى من الأمل يتمكنون من التغلب على جراحهم بسرعة ملحوظة، وأن ذلك يساعدهم على الشفاء من الأمراض والتخلص من الآلام الشديدة. كما أن المتعلقين بالأمل يحصلون على درجات أفضل خلال تعليمهم المدرسي، إضافة إلى تفوق أدائهم الرياضي.
وركزت دراستنا هذه على تحديد عناصر ومكونات الأمل من حيث الاحتمالات، والجهات المساعدة، والقيمة المتضمنة، والانفتاح، والقدرة على التواصل مع الآخرين، وبناء العلاقات الجيدة. وكان الهدف من كل ذلك هو السعي إلى بيئة أفضل في مواقع العمل. ووجدنا أن من الأمور المهمة للغاية جعل الناس يعتقدون أن التغيير ممكن، وأن بإمكانهم أن يسهموا شخصياً في تحقيق التغيير المطلوب.
وتتعلق جوانب أخرى من هذه الدراسة بكيفية تنمية ثقافة الأمل في الشركات والمؤسسات. وتتكون مجموعات الأمل في نطاق النشاطات العملية من أفراد ثبت أن قيمتهم العملية بالنسبة للشركة رفيعة للغاية. وهم يعتقدون بأهمية الانفتاح على المستويات الإدارية المتعددة، إضافة إلى أنهم يتمتعون بقدرات غير عادية على التواصل الإيجابي مع زملائهم في العمل، وإمكانيات كبرى في فهم واستيعاب الرسالة العامة للشركة.
وتفسر هذه الأمور سبب كون الأمل قوة طاقةٍ محركة من أجل التغيير الإيجابي بدرجة تفوق كل ما يمكن للتفاؤل أن يحققه منفرداً. وتكشف هذه الدراسة عن مداخل متعددة لكيفية تأثير القرارات، والكلمات، والتصرفات، من جانب المسؤولين التنفيذيين، في إذكاء روح الأمل لدى المرؤوسين العاملين تحت إشرافهم. وتشكل هذه العوامل من جانب القادة الإداريين قاعدة للقيادة السليمة من أجل إيجاد الأمل وترسيخ مفهومه بصورة معمقة على كل المستويات العاملة في الشركة.
وتبين أن أفضل النتائج تتحقق على أرض الواقع حين يكون القائد مدركاً بصورة كافية أهمية هذه الأمور في أدائه واجباته العملية.
ويمكن لمثل أولئك القادة أن يتوقفوا ليتساءلوا: هل ما أنا موشك على قوله أو فعله سوف يكون عاملاً مدمراً أم معززاً للأمل؟ ومن المهم أن يدرك قادة النشاطات العملية كيفية تعبير العاملين في الشركة عن اهتمامهم بمسألة التغيير من أجل الأفضل. وكثيراً ما يتردد بين الموظفين قول مثل "إن فلاناً من المديرين يمنحني الأمل بصورة مستمرة". فإذا كنت من أولئك المسؤولين التنفيذيين الذين يسعون إلى قيادة شركة ما نحو التغير الإيجابي، فعليك أن تدرك أن الأمل يمثل قوةً فعالةً تعمل إلى جانبك على الدوام، وأنك أنت بالذات مصدر هذه القوة الملهمة للآخرين.
- أولي- بيكا كالاسوفو - 11/01/1428هـ
إن الإجابة تعتمد بالطبع على ما تعتبره موظفاً ملائماً. فهل الرؤية هي الصفة الأساسية للقيادة أم أن الأمر يتعلق بأمور أخرى مثل التعاطف، والفطرة السليمة، والتواضع؟ وتوجهنا بالسؤال إلى عدد من الرؤساء التنفيذيين لتبيان تصورهم للقيادة السليمة، فكانت هذه هي إجابة رئيس شركة نوكيا.
كان عمري 36 عاماً سنة 1990، حيث تم تعييني للتو مسؤولا ماليا أول في شركة نوكيا. وكان ذلك بمثابة التحدي لقدراتي، ليس بسبب صغر سني، بل إن الشركة كانت تمر بمشاكل كبرى في ذلك الوقت. وكانت هذه الشركة الكبرى تعاني من وضع مالي في غاية الصعوبة. وكانت نهاية كل شهر تحمل معها مخاوف من عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين.
إنني أدرك الآن مدى قلة خبرتي في ذلك الحين، حيث إنني جئت بخلفية قانونية واستراتيجية بدلاً من التمتع بخلفية محاسبية. وتضمنت تلك الأشهر العديد من الرحلات إلى زيوريخ، وفرانكفورت، وطوكيو، ولندن، في الوقت الذي كنت أحاول فيه استدانة الأموال من رجال المصارف الذين كانوا يفقدون الثقة في الشركة كلما تراجعت عوائدها.
وكانت هذه المشاكل تعترضني وجهاً لوجه، حيث وجدت أن علي المساهمة في حل وضعنا المالي. وكان أشد ما يتعبني أنني كنت أشعر أني وحيد في ذلك. غير أن تلك المشاكل عملت على تغييري من الداخل، بحيث أظل مدركاً تماماً لموقفي حتى حين تتحسن الظروف المالية.
إن التواضع سمة رئيسية للقائد، كما هي بالنسبة للشركة. وأدركت تماماً أن سر استمرار شركة نوكيا هو توجهها الخارجي. وكان علي أن أمتلك تلك الدرجة اللازمة من التواضع لكي أستمع جيداً إلى مشاكل الزبائن، والبحث عن حلول مناسبة لها من مصادر خارجية. وكان لا بد للتواضع من مواجهة تعقيدات الموقف.
وأجد في أيامنا هذه، أنه على الرغم من الانتشار الكبير لخدمات الهواتف المتنقلة، وتبادل المعلومات عبر الإنترنت، فإن شركة نوكيا لا تستطيع أن تدعي أن توقعاتها لحركة الأسواق هي الأفضل. وعلينا بدلاً من ذلك أن نتوقع التغيرات، وأن نتصرف وفقاً لذلك على أرض الواقع.
إن مدى الاستجابة داخل فريق عمل إداري هو نتاج طبيعي للتنوع. وعلى المديرين أن يدركوا بكل تواضع أن نظرتهم للأمور بحاجة إلى مراجعة من قبل زملائهم الآخرين. ولا يعني التواضع أنك لا تملك الشجاعة الكافية لقول ما تعتقد أنه صواب، ولا أن تجلس هادئاً مراقباً للأمور دون تدخل فعال، حين أن الشجاعة والتواضع أمران متكاملان وليسا متناقضين.
إن بإمكان أولئك المتواضعين أن يظهروا مواقف حازمة أثناء الأوقات العصيبة، حيث إن وجودهم في الموقع يسهل عليهم فهم أن الأمور لا تسير دائماً بالطريقة السلسة المعتادة. ويعني التمتع بالتواضع أنك تضع قدراتك في إطارها الصحيح. ويعني الأمر كذلك أنك كرئيس تنفيذي توظف كل إمكانياتك في خدمة الشركة. والواقع أن واجبات رؤساء الشركات الكبرى مهمة وواسعة للغاية، حيث يعتقد كثيرون منهم أن عدم الالتزام الكامل بواجبات الوظيفة سوف يؤدي بهم إلى الفشل المطلق. وراودني مثل الإحساس في التسعينيات حين كنت أنجز مهمات للشركة في الخارج، حيث أدركت أن هذا هو نمط الحياة الذي علي أن أتعايش معه، إذ إن علي أن أخدم الشركة بكل ما لدي من قدرات.
وحين تتوصل إلى مثل هذا القرار، فإنك تعمل على تنمية قدراتك الشخصية. ومن شأن ذلك أن يمنحك الشجاعة للتعبير عما تعتقده، وتقول "لا" حين ترى أن الرأي الآخر بعيد عن الصواب.
ومن شأن مثل هذا الشعور أن يمنحك القوة لمقاومة الاسترخاء المتمثل بمجرد نقاط قياس للإنجاز، كما أنه يجعلك تفكر بطريقة مختلفة. ويتيح لك ذلك التصريح بأن علينا أن نتغير لأن الأشياء حولنا تتغير بالفعل.
ويعطيك هذا المنظور في الوقت ذاته قدرة على تقدير مدى اعتمادك على الآخرين،وذلك بصورة أساسها التواضع. وأدركت حين تم تعييني كرئيس لفريق عمل قبل 19 سنة أنني لم أعد ذلك المحترف الذي يفكر ويعمل بصورة منفردة.
وكان علي أن أدرك تماماً أن الفريق هو الذي ينجز العمل بتكاتف جهود أعضائه، وليس بجهود رجل واحد. وتكثفت لدي معاني هذا الدرس العميق بمرور السنوات. وأصبح عدد موظفي الشركة اعتباراً من أول هذا العام الجديد مائة ألف موظف، بحيث أشعر أن هنالك أموراً صغيرة جداً يمكنني أن أنجزها منفرداً، في الوقت الذي أشعر فيه أن بإمكاني إنجاز الكثير بالتعاون مع كل هؤلاء.

- رود واجنر وجيمس كيه هارتر - 11/01/1428هـ
إنهم المستغلون والمسافرون عن طريق استغلال السفرات المجانية.
لا بد أن يكون كل مدير قد اصطدم بمثل هذا النمط من الأفراد ضمن فريقه في وقت من الأوقات، سواء كان يعلم بوجوده أم لا. وحتى لو لم يكن المدير يعلم أن أحد موظفيه لم يكن يبذل قصارى جهده في العمل، فمن المؤكّد أن نظراءه كانوا على علم بالأمر، وفي النهاية، فإنه يتحتّم عليهم القيام بما تغاضى زميلهم عن القيام به. وتُعتبر فرص وجود مثل هذه التجربة محبطة إلى أبعد حد.
وبناء على ما جاء عن أبحاث متعمّقة في هذا المجال، والتي أجريناها نحن وآخرون من منظمة جالوب، The Gallup Organization، في ولاية واشنطن العاصمة، على مدار العقد الماضي، تبيّنت لنا بعض العوامل، مثل التآكل في إدارة الموظفين، أو زميل يتملّص من النشاطات السارية خلال أسبوع العمل، مستغلاً العمل الجادّ الذي يقوم به زملاؤه في العمل.
من الممكن أن يكون صيت مفردة "الالتزام" كمبدأ رقيقا على أذن السامع، ولكنه في الحقيقة ذو تأثير جذري. فلنأخذ على سبيل المثال، فرق العمل التي تلزم نفسها بالعمل إلى أقصى حدّ، تتفوّق على تلك التي تلزم نفسها بالعمل إلى أقلّ حدّ، وهي تحقق في المعدل إنتاجية أعلى بنسبة 18 في المائة ، وجدوى أعلى بنسبة 12 في المائة. وتواجه وحدات العمل التي تضم عدداً كبيراً من الموظفين غير الملتزمين بصورة مستفحلة، نحو 51 في المائة إعادة هيكلة أعلى من تلك التي تضم عدداً كبيراً من الموظفين الملتزمين.
وإذا كان يوجد في فريقك شخص لا يبذل قصارى جهده، حينها عليك أن تتصرّف بسرعة لتتدبّر الأمر. ونحن نعتمد على دراسة جالوب منذ ما يزيد على عشرة أعوام في 114 دولة مختلفة، بهدف خلق إطار يساعد المديرين على فهم، وتصويب التأثير المُهلك للمستغلين على حافز وإنتاجية فريق العمل.
ثلاث قواعد أساسية عن سلوك الموظفين، والتي يُفترض في المديرين فهمها لقد أكّد علماء الاجتماع عن طريق إجراء تجربة تلو الأخرى، أنه عندما تكون متواجداً ضمن مجموعة من الناس، ولديك الفرصة لإحراز المزيد عن طريق تقديم إسهامات في الرفاه العام للمجموعة، ولكنك لا تؤسس أية إسهامات بهدف منع البعض من التملّص، وسيستسلم المزيد و المزيد من الأفراد، إلى أن لا يبقى أي فرد يسهم في المصلحة العامة.
إن التجارب تزوّد المديرين بثلاث حقائق أساسية، يمكن الارتكاز عليها نحو رفع الإسهامات الفردية في جهود الفريق:
أغلب الناس يريدون التعاون. وأغلب الناس يبدأون وظائفهم وهم على أهبة الاستعداد للتعاون مع زملائهم في العمل، ويستمرون في التعاون، طالما أن التعاون هو المعيار.
ولكن دون الشعور بالمسؤولية سيظهر التملّص. وفي أي مكان عمل، سيلجأ بعض الموظفين إلى التملّص، إذا علموا أن أحداً ما لن يستدعيهم. وعندما يُدرك زملاؤهم المشاركون ما يحدث بالضبط، سوف يجدون أنفسهم متأثرين بجاذبية التملّص أيضاً.
والبعض الآخر سيحاول الدفع مقابل تعزيز الإنصاف، حتى لو كان على حساب أنفسهم. وبعض الموظفين سوف يتجاهلون شؤونهم وأعمالهم الخاصة، بينما يكرسون كل وقتهم وطاقاتهم في معاقبة الزملاء المستغلين.
وبإيجاز، فإن المسؤولية تكشف الفرق بين الفريق الذي يقول شعاره الضمني: "كل شخص لنفسه"، والفريق الذي يعمل على مبدأ: "الكل للفرد، والفرد للكل".
ولكن ماذا يمكنك كمدير أن تفعل لتخلق محيطاً يشجّع أفراد فريقك للعمل للمصلحة العامة ضمن المجموعة؟.
تفحّص الممارسات والسياسات: هل العمل موزّع بصورة عادلة؟
أحياناً، وبصورة غير متعمّدة، تحتاج سياسات وإجراءات مكان العمل جهداً أقل من قبل بعض الموظفين، بالمقارنة مع بعضهم الآخر، الشيء الذي يؤدي إلى خلق حالة التملّص. وإحدى أكثر الحالات المُحبطة في أي فريق: السماح لبعض الأفراد بتحمّل جزء بسيط من العبء، بينما يُطلب من البعض الآخر حمل الجزء الأكبر من العبء.
حثّ على التغذية الراجعة من الموظفين: هل يرون مشكلة أنت لا تراها؟
يمكن للموظفين أن يحددوا مشكلات في الحقيقة لا يراها المدير. ولا تغدو الأمور دوماً واضحة له، أي من من الموظفين يميل إلى التهرّب من عمله؟ ومن منهم فقد رغبته في بذل قصارى جهده في العمل، بسبب وجود المتملص في وسطهم؟
ولتحديد أصل لولب تأدية العمل المتراجعة، يمكنك أن تفعل مثلما فعلت، نانسي سوريلز، عندما عيُنت كمديرة لفندق ماريوت قرب دالاس، والذي عُرف وقتها بتراجع أدائه عما كان ينبغي. طرحت سؤالاً على الموظفين قائلة: "من هم أسوأ الموظفين في هذا الفندق؟ ومنذ متى يعملون هنا؟"، وعندما سُئلت عن السبب الذي دفعها لمعرفة الجواب، أجابت، "أيا كان الأدنى، يحدد مستواكم، بغض النظر عمّا تقولون على العكس". وبالطبع، فإن المعلومات التي تتوافّر في هذا المجال، لابد أن يكون التعامل معها بحساسية. فعلى سبيل المثال، قد يتناول أحدهم فأساً للانتقام، وكنتيجة لهذا، الاستفراد بأحد الزملاء بصورة غير عادلة. ولكن إذا استمر ذكر الأسماء نفسها، فإن هذه إشارة لأخذ نظرة أقرب لهؤلاء الأفراد، وكيف يعمل سلوكهم في العمل على التأثير في باقي زملائهم.
راقب سلوك الموظفين الجدد عن كثب: هل هناك بعض الأفراد المنجذبين إليهم؟
إذا رأيت أن الموظّف الجديد المتحمّس والمتفاني جداً، يميل إلى اللجوء إلى بعض الموظفين للحصول على نصيحة، حينها تكون قد حددت حافزاً طبيعياً في وسطك. قم باستغلاله بالكامل: زدّ من مسؤولياته، وألحقه بدورة تدريبية تعزز معرفته وتأثيره. شيّك معه بصورة دورية، وخذ قراءاته عن المجموعة، فقد يكون له بصيرة فيما يتعلّق بمسائل الأداء، والتي ليست لديك عنها أدنى فكرة بعد.
إدارة حتمية
يحظى خلق والحفاظ على مستويات عالية من التزام الموظفين بعواقب إيجابية جذرية. ولهذا السبب، لا يكون المدير قد أنجز مسؤولياته بالكامل، حتى يجعل من مبدأ رفع التزام الفريق أولوية.
- بقلم: دون أيه مور - 19/12/1427هـ
يخشى كثير من المفاوضين من أنهم سيضعفون موقفهم التفاوضي، بجعل الأمر معروفاً بأن لهم موعداً محدداً، ومن النادر أن يكون الحال كذلك كما يقول مور. وفي الحقيقة فإن المواعيد المحددة في الغالب تسهل التقدم ولا تكبحه- بغض النظر عما إذا كنت منخرطاً في تفاوض تنافسي فاصل أو تفاوض تكاملي في صالح الطرفين.
ما قيمة المواعيد المحددة عند التفاوض مع منافس أو خصم؟
في المفاوضات ذات الرهانات العالية، يوجد في الغالب حوافز للتأخير والمواربة- لمعرفة ما إذا كان الطرف الآخر سيذعن، والإفصاح بأن التفاوض يواجه موعداً محدداً يمكن أن يساعد على نشر مثل هذه الاستراتيجيات، فهو يضع الطرف الآخر تحت الضغط الزمني نفسه الذي تتعرض له، مما يمكن أن يفرض العمل إزاء بنود يمكن دون ذلك أن تضعف.
لكن ألست بذلك تتخلى عن القوة والتأثير؟
إن هذا هو التصور الخاطئ الشائع، فهو ينبع مما يسميه علماء النفس بالانحياز للذات: وهو ميل الناس إلى التركيز على أنفسهم على حساب فهم الآخرين.
فإذا كان لك موعد محدد وثابت فمن الممكن أن تقع بسهولة تحت الضغط الذي يفرضه عليك للتنازل بسرعة أكبر. وأنت تفقد رؤية الحقيقة بأن الموعد المحدد يضع ضغطاً أيضاً على الطرف الآخر، وبدلاً من ذلك فأنت تفترض أن الموعد المحدد سيكون ذا أثر عكسي عليك، لذلك تنفر من كشفه.
والمفارقة بطبيعة الحال تتمثل في أنك بعدم كشف الموعد المحدد الذي تبذل جهودك وفقه، فإنك قد تحرم نفسك من فرصة التوصل إلى اتفاق على الإطلاق. وبينما تتعجل للتوصل إلى اتفاق، فإن نظراءك، غير الواعين للضغط الذي يتعرضون له هم أيضاً، يأخذون وقتهم المريح.
وبعد هذا فإن هنالك فرقاً كبيراً بين الكشف عن موعدك المحدد والكشف عن أفضل بديل لك لاتفاق تفاوضي BATNA، فأنت لا تريد أبداً إخبار الطرف الآخر عن مدى ما تكون عليه الأمور من سوء لك إذا لم تتوصل إلى اتفاق.
وبدلاً من ذلك، اكشف موعدك المحدد لكن عليك أن تتوصل إلى اتفاق BATNA، ومثال ذلك:"اسمعوا، إذا لم نستطع التوصل إلى اتفاق فوراً حول هذا الأمر، فإنني سأضطر إلى التوجه إلى منافسكم، لأن لدي شعوراً بأنهم سيكونون مهتمين بذلك".
هل من المعقول وضع موعد محدد مصطنع؟
نعم، حين تكون كلفة وقتك أكبر من تكلفة وقت الطرف الآخر. إن وضعاً مثل إغلاق رابطة كرة السلة الوطنية عام 1998 يسلط الضوء على قضية تكاليف الوقت غير المتناسقة، فقد تم تأخير الموسم لعدة شهور نتيجة المفاوضات المتعثرة حول العقد، وبسبب طبيعة اتفاقيات بثها مع محطات التلفزيون، فإن المالكين يجنون معظم أموالهم خلال ما بعد الموسم، وهو ما يحدث في الربيع.
لكن تكاليف وقت اللاعبين توزعت بالتساوي على شهور الموسم، لذلك حدد المالكون موعداً محدداً مصطنعاً في الخامس من كانون الثاني (يناير) 1999، لتسريع القضية: أرادوا التوصل إلى اتفاق قبل البدء في تحمل التكاليف الثقيلة للوقت، ونجحوا في رهانهم، وتوصل الطرفان إلى اتفاق أعطى المالكين كثيراً مما أرادوه.
ما السر في استخدام المواعيد المحددة العشوائية؟
إذا لم تعامل موعدك المحدد كموعد حقيقي، فإنك تجازف بفقدان المصداقية، فالمفاوضون في الغالب يفرضون مواعيد محددة عشوائية ويهددون بالانسحاب إذا لم يحصلوا على ما يريدون في وقت معين.
إن المجازفة بإطلاق تهديدات لا قيمة لها تتمثل في أنك قد تفشل في تنفيذها، ونتيجة لذلك، فإن تهديداتك ووعودك يمكن أن تفقد بعض مصداقيتها. وعندما تتلاشى مصداقية وجدوى كلمتك فإن كفاءتك تذهب سدى.
هل تطبق الرؤى ذاتها حول المواعيد المحددة في منظمتك؟
قد يتنافس الناس في الشركة نفسها بكثير من الطرق، لكنهم يشتركون في مصلحة في صحة الشركة على المدى الطويل، مما يعني أنه يتوجب استخدام المواعيد المحددة بطريقة مختلفة بعض الشيء، وأنت تريد استخدام المواعيد المحددة بطريقة تزيد من احتمال الاتفاق مع تقليص الوقت الذي يضيع في التفاوض، إلى أدنى حد.
وطريقة القيام بذلك تتمثل في وضع مواعيد محددة واقعية، مع الاستعداد أيضاً لأن تكون مرناً. فعواقب الفشل في الوصول إلى اتفاق أعلى في الغالب في المفاوضات داخل الشركة. لذلك قد يكون من الحكمة أن تكون أكثر كرماً بعض الشيء واستيعاباً عندما تضع مواعيد محددة للمفاوضات داخل شركتك.
- إيرهارد جلوجوفيسكي - 19/12/1427هـ
بالتأكيد الكل يرغب في القفز على درجات سلالم النصر. والانسحاق كبير وضخم للغاية. ومع تكتيكات الكوع التقليدية وحدها، فإن التقدّم بالمنطق المعهود في الوقت الراهن بالكاد يمكن تحقيقه. ولا يمكن بناء شركة أو مجتمع إنتاجي من الضعفاء بالطبع. وما كان أحد قد استفاد منه. ولكن الأفكار بأن إحراز والنظر إلى النصر المحقق هو الشيء المجدي فقط، هي أفكار مخيفة ومسببة للفوضى. إن النصر يحظى بتكافؤ متباين، بعضه الذي لا يتذكره البشر عقب فترة قصيرة من وقوع النصر، والبعض الآخر يحظى بتأثير طويل الأمد. وهنالك بالفعل فرق فيما إذا تم اختيار ملكة جمال أو أن يلمع المرشح في أحد البرامج التلفزيونية، أو باحث يحظى بجائزة نوبل في علم الطبيعة.
وهنا لا يمكن إنكار أنه في إحدى الحالات الفردية يمكن أن تكون السعادة حيال نصر صغير للمعنيين محظوظا أكثر من غيره فيما يتعلّق بالتشريف الدولي. وأكّد العديد من أنواع النصر أن النصر في الحقيقة ليس نصراً، إذا ما كان قابلاً للتحقق منه بصورة كاملة، ومتوقفاً على أساليب التقييم. هل يمكن على سبيل المثال أن يشعر طاقم العمل برمته أو دائرة بأكملها في إحدى شركات التأمين بالنصر إذا تم ذكر المنتج في إحدى الصحف الاستهلاكية على أنه يستحق النجاح؟ إن المنتج نفسه لا يمكن أن يتلقّى التشريف، حيث إنه صنيع الخبراء الذين قاموا بصقله، لأن جهاز التشغيل أخبر عن حجم من الطلب عليه. وبين ليلة وضحاها يمكن للمنافس أن ينقذ نفسه عن طريق الشروط الأفضل، أو تفاهم الحصص، وأن يجعل المنتج المثنى عليه يبدو أصيلاً وقديماً.

إن بعض الأنباء عن الانتصار يمكن أن تُنبذ إن لم يتوافق مع الانطباع العام بأن الإنتاجية لا تُذكر إلا إذا كانت مميزة أو مشهورة هذا خطأ ذريع. إن المجتهدين غير الملحوظين والأعمال التمهيدية التي لا توضع تحت الأضواء الساطعة تجمع نفسها على بعضها بعضا. وهي لا تعبّر عن نفسها كشكل من أشكال النصر. هم يقومون بواجباتهم، وغالباً أحسن بقليل، وهذا برغم توعكهم المُلحق بين الحين والآخر أو إهمالهم.

وبصورة عامة فإن الانهزام يمكّن أن يشير أو أن يتحوّل إلى انتصار. ولكن كيف يتصرّف المرء معه هي مسألة توظيف ذهني بحتة، والظروف المحيطة. يمكن للواعظين الدينيين أن يكونوا قد اختفوا من الوجود، ولكن ليس القباطنة الصناعيون، ورجال الأعمال الذين يدعون رجالهم للتجاذب معهم والقتال في معركة المنافسة تحت شعارات العولمة. عندما تكون شخصياتهم ومواصفاتهم لا عيب فيها، ويكون ظهورهم متواضعا، يمكن بالطبع أن يجدوا من يمضي معهم ويتبع خطاهم. ويحترس المرء، من السقوط في أوعية المزج، والإقرار عن عمل العلاقات العامة الناجح على نجاح التجارة، والجودة الإدارية. وليس نادراً أن يكون "مدير هذا العام المُنتخب" أو رؤساء الاتحادات والروابط، الذين يتشمسون بالتلألؤ والمجد، قد أسسوا شركاتهم الخاصة بأنفسهم.

ومن يغرق نفسه في فلسفته التجارية بقوة جوهرية متأصلة، يضع التراجع والفشل بعيداً إلى حدٍ ما، ويؤمّن برغم الفشل المؤقت الهالة المميزة لعدم المقاومة. إن هذه الوثبة لإحدى الشركات، أو بعض الأفراد بعينهم، ليست عادية. وهي توجد حقاً. فعندما أعلنت الشركة المصنّعة للسيارات، تويوتا، "أن لا شيء غير ممكن". وهنا كان قد استشهد بالنص الحرفي من المفهوم الحديث للقضية، تماشياً مع الفهم التجاري، بينما يمكن التعبير عنها بالقول: نحن غير خائفين من شيء، نحل كل مشكلة، ويوجد لدينا ثقة أكيدة بمستقبل الشركة.

عندما لا يُلعب دور الثقة بالنفس، أو اكتشاف لدائرة التسويق، عندها يرتكز الأمر على خبرة. وتنبثق هذه الخبرة على أفضل وجه عن التذبذب بين الازدهار والتراجع. ولدى التقدير المشرّف سيعترف كل شخص تقريباً، بأن العالم ليس بخيلاً بدفعات القدر الشخصية فيما يتعلّق بالعائلة والمهنة. إن المحظوظين، الذين ينجحون في كل شيء، معدودون على أصابع اليد الواحدة. والثقافة التي تقبل بالفشل بلا مبالاة يمكن الاستغناء عنها. ومن المفترض أن تنحلّ عن المناخ الذي يؤكّد أنه لا يمكن الوصول إلى النجاح دون مخاطر، وكذلك فهو يهتم بأن الخطأ يقف مباشرة أمام خطوات محاولة ثانية وثالثة للبدء من جديد، وخاصةً أن تخبّط عدم وجود الحظ لا يسأل عن الذنب. إن التشريعات السماوية عبارة عن ملهمة لرجال الأعمال ومعلّمة متمرسة. ولكن يمكن أن تتلاشى الرسالة في التفسير الأحادي لها. ولهذا تتأرجح التفسيرات، ولكن برغم هذا كله، على الشركات أن تحاول الخروج من المأساة من جديد. وليس البقاء في البلية، ولكن تحرير النفس من التعاسة هو العقلية.

وعلى كل فرد أن يواجه الضرورة بنفسه كإنسان مسؤول، وألا يتوقّع الكثير من المساعدة أو الدعم. وقد طرأ في ألمانيا مثلاً تحول في وجهات النظر منذ عهد لوثر. فقد رفض المصلح الثورة الجريئة في المهنة والاقتصاد. ففي الشركات القائمة حينها، بدا الثوّار الطموحون ورجال الأعمال المتكيفون على الربح كأشخاص معكرين لصفو السلام، ويُنظر إليهم بحسد. ممارسة المهنة: نعم، وأفكار مهنية: لا. ولام لوثر غير الراضين قائلاً: "إن الواقع الحاضر جيد جداً وجميل ونحن نزدريه ونموت سعياً نحو شيء لا نملكه. لا أحد راض في عمله. فمن يمتطي عربة بطيئة يودّ لو يمتطي صهوة حصان مسرّج سريع، ومن يمتطي الحصان يودّ لو يركب آلة تشق الأرض. كلما أصبح لدينا المزيد أردنا المزيد أكثر". لم تعد أقوال وتذكرة لوثر سارية دون تحفّظ بعد. إن المزيج المتوافق للبقاء على قيد الحياة في الوقت الراهن، يمكن في المقابل أن ينبثق عن المسؤولية الشخصية والجهود نحو التقدّم والثقة.
- جيرالد براونبيرجير - 26/12/1427هـ
السلام، السعادة، والاتفاق، شيء بسيط منها للجميع. بالكاد يُعتبر الوضع الاقتصادي واثبا، حسبما تتفجّر المناظرات حول التوزيع العادل لثمار النمو.
وبناءً على الدراسات الاستفتائية، فإن المزيد من دول أوروبا الشرقية يشير إلى أن اقتصاد السوق الاشتراكي ضيّع الاشتراكية. إن توزيع الدخل الإجمالي، والموجودات يبدو كأنه غير منصف إلى حدٍ بعيد. والانطباع الشائع، بأن الأثرياء يثرون أكثر، بينما لا تصيب الأضرار الفقراء وحدهم فقط، ولكن الطبقة المتوسطة أيضاً.
إن الشعور بعدم الإنصاف والعدالة، يتعزز عن طريق الأرقام المريعة، والتي تندفع إلى العامة. ويتوجّه لويد بلانكفاين مدير بنك جولدمان زاكس الاستثماري ، في نيويورك لمعدل من الأجر السنوي والذي يعادل 53.4 مليون دولار إلى رحلة في إجازة عيد الميلاد. لا بل أفضل من هذا تبدو حال بفيزر – Pfizer"، رئيس مجموعة الأدوية الأمريكية ، هانك مكيميل، والذي يترك المجموعة اليوم بفترة أبكر، بما يعادل 198 مليون دولار، برغم أن إدارته التجارية للمجموعة لم تكن ناجحة جداً.
في الماضي كان المرء يقول: إن هذه مبالغات اعتيادية للرأسمالية الأمريكية. والإجراء الثاني يوضّح للعامة مرة أخرى، كيف يتم حتى في الشركات الألمانية توزيع المال بطموح على المديرين، حتى عندما تكون المبالغ ليست مرتفعة جداً كما هي في العادة في الـ "وول ستريت" وفي هذه الأثناء، يحظى الموظفون العاديون بزيادة واحد أو اثنين في المائة على أجورهم، حتى عندما يجتهدون حتى أقصى طاقاتهم.
ولا يُفترض أن يتعجّب أحد من هذه المحصّلة لمثل هذه المسائل الجوهرية. وتتحدّث بيئة متداولي الأسهم، ومديرو التأمين، والاستشاريون، وخبراء علوم التكنولوجيا المعلوماتية، ومستشارو الاستثمارات عن الطبقة الأولى من المديرين الأوروبيون في الوقت الراهن، بصورة ازدرائية تماماً مثلما يتحدثون عن السياسي، "اأوسكار لافونتين"، أو سكان المنطقة الصناعية لأدوات تشييد المنازل في مدينة "هوييرسفيردا". وعندما يتم منح زيادات ملحوظة للرؤساء كاعتراف طبيعي واقتصادي منطقي بنجاح الشركة، تصدح طلبات الموظفين بزيادات معتبرة على الأجور على أنها خطر دافع للتكاليف و التضخم في المنطقة الاقتصادية عالياً، والتي تُفهم على أنها شكوك بالإنصاف في النموذج الاقتصادي المُتبع.
إن هذا الانسلاخ لدى الأوروبيين عن اقتصاد السوق الاشتراكي لا يجب أن يكون. على الجميع أن يشارك في حصد ثمار النجاح، الذي أسهموا فيه. وأين يغيب النجاح، في المقابل لا يوجد ما يوزّع. وهكذا يعمل اقتصاد السوق في الحالات المثالية.
وبهذا فإن هذه تغيب عن فكر النقابات المهنية، والتي تصنّف في عقود التعرفة المسطّحة لزيادة الأجور. وفي غمرة هذا، تكون حتى الشركات مجبرة على رفع الأجور، والتي لا يمكنها أن تحققها. وعقب اثني عشر شهراً من الازدهار، ليست كل الشركات تمضي أمورها على نحوٍ جيد. وعلى العكس من ذلك أيضاً، لا تنهار منطقة ألمانيا الصناعية بأكملها، عندما لا تكون الشركات الناجحة طموحة أكثر تجاه موظفيها.
وفي وجهة نظر أخرى، فإن الكثير من شعوب أوروبا الشرقية هم المذنبون في حظهم السيئ والمتخبّط. وأخيراُ لا يستفيد المرء كمستثمر من ازدهار الاقتصاد، وأرباح الشركات المرتفعة. إن ارتفاع أسعار الأسهم، وحصص الأرباح يجدي للمستثمرين، والذين لديهم ثقة بالازدهار. وبدلاً من هذا، يودع الكثير منهم أموالهم في حسابات التوفير، وفي سندات الحكومات الاتحادية الفيدرالية. هذا آمن حقاً، ولكن ليس مجديا كثيراً.
كل شخص هو صانع حظه، وقد تكون الشتيمة على أكيرمان مبررة، ولكنها لا تؤدي إلى شيء.
جوديث روس - 11/01/1428هـ
إن الصفات غير الظاهرة مثل التوجهات الأساسية لدى شخص معين، تعتبر عوامل في غاية الأهمية حين يحاول مدير شركة توظيف شخص في موقع المسؤولية التنفيذية، أو آخر أقرب إلى التعامل مع الجمهور. ويمكن أن تحدد هذه الأمور غير المرئية الفروق الحقيقية بين موظف جديد عالي الكفاءة، وبين آخر لا يتقن سوى مجموعة من المظاهر.
ولا بد، في جميع الأحوال، من أن يتمتع المرشحون الجادون للوظائف بقاعدة أساسية من الصفات والخصائص المتعلقة بالمستوى التعليمي والخبرات. ويؤكد خبراء التوظيف على أن المرشح لوظيفة ما يمكن أن يكون هو الخيار الأفضل إذا امتلك قدرات غير عادية على حل المشكلات، حتى لو نقصته بعض المزايا التي يسعى المسؤول التنفيذي إلى وجودها فيه.
ومن الصفات المميزة، ذلك الاستعداد لسلوك طرق غير معتادةٍ في محاولة حل المشكلات، واستقلاليةٍ ذهنيةٍ تقوم على المساءلة. وعلى الرغم من صعوبة اكتشاف وجود مثل هذه الخصائص أثناء المقابلات الوظيفية، إلا أن محاولة البحث عنها تستحق الجهد المبذول في ذلك. وينطبق ذلك بصفة خاصة كما يرى خبراء التوظيف والإدارة، حين تكون شركتك عاملة في مجال سريع الحركة والتغير، وذات أهداف صناعية طموحة، أو تمر بتغييرات تنظيمية شاملة. وهم يوصون باتباع الخطوات الثلاثة التالية.
حدّد ما الصفات غير الظاهرة التي تريدها؟
قبل أن يحضر المرشح للمقابلة في سبيل الحصول على وظيفة، فإن عليك أن تقرر ما الخصائص غير الملموسة التي تبحث عنها، وتريد أن تتوافر في ذلك المرشح. وعليك أن تقرر كذلك الوزن النسبي الذي تشكله تلك الخصائص في اتخاذ قرار التعيين. ويقترح لورنس هاوتن، مؤلف كتاب "ليس ما تقوله، وإنما ما تفعله، وكيف يمكن للمتابعة على كل المستويات أن تؤسس شركتك أو تنهيها" أن تسأل نفسك الأسئلة التالية:
هل الحل المبدع للمشكلات أمر مهم؟
هل الهدوء في مواجهة المواقف الساخنة يمثل ضرورة بالنسبة إليك؟
ما مدى أهمية خفة الحركة.
هل تعتبر القدرة على إنجاز العمل من خلال التأثير والإقناع ضرورة بالنسبة إليك؟
جهزّ أسئلةً هادفة
إن التفكير في كل من الأسئلة السابقة يمكن أن يساعد على تحديد الصفات غير الملموسة التي تبحث عنها في مرشح الوظيفة. وعليك خلال مراجعتك للسير المهنية أن تركز على الجوانب التي تكشف عن المزايا الشخصية للمرشح. ومن أمثلة ذلك القدرة على التعلم أثناء العمل، والقدرة على التصرف في المجالات والمواقف غير المعتادة، وكيفية التصرف حين يشعر المرشح بتراكم المشكلات العملية فوق رأسه.
ميزّ الغث من السمين
يتميز مرشحو الوظائف عادة بقدرة جيدة على قراءة الإشارات الصادرة عنك أو عن مساعديك بصورة غير واعية: حاول أن تدقق في جدية من أمامك، وأنه لا يحاول فقط إسماعك ما تحب سماعه. ولا بأس بأن تلجأ إلى إطالة مدة المقابلة لإزالة أي أثر للانبهار. ومن الضروري محاولة معرفة كيفية تصرف المرشح في حالة حدوث نزاع أو صراع. ومن أساليب ذلك إبداء مخالفة الرأي لأمر تحدث عنه المرشح، ومحاولة قياس رد فعله إزاء ذلك. فهل يحافظ المرشح على هدوئه وثقته بينما يواصل الدفاع عن وجهة نظره، أم أنه يتحول إلى شخص غاضب وعدواني، وهل يستسلم بسهولة للضغوط، وهل يطلب ممن يقابله المزيد من التفاصيل حتى يفهم مصدر التحدي؟
ثمار العملية
إن القدرة على اكتشاف الخصائص غير الملموسة في مرشحي الوظائف، مثل الموهبة في الحلول الإبداعية للمشكلات، والعمل المستمر تحت الضغط، تسهل العلاقات المستقبلية مع وبين الموظفين.
- بجاردنر مورس - 11/01/1428هـ
يرى لاري ونجت أنه أسطورة تطوير قدرات الأشخاص، حيث يتجول في أنحاء العالم مخاطباً الجماهير التي تستمع إليه حول إدارة الشركات، وطالباً التوقف عن الشكوى، والتقدم لتحمل المسؤولية. ودعته الشركات الكبرى في العالم بما في ذلك آي. بي. إم، وميرك، ومكدونالدز، لمخاطبة المديرين والموظفين، على أمل أن يؤدي أسلوبه الهجومي إلى تحسين الأداء.
وكانت لنا هذه المقابلة معه حول كتابه المقبل ( إنه يدعي العمل من أجل سبب معين). ويشرح في هذا الكتاب كيف تتحول المحاولات العادية من جانب المديرين من أجل زيادة التحفيز إلى مجرد إضاعة للوقت. وفيما يلي بعض المقتطفات المحررة من تلك المقابلة:
لماذا يتصف أسلوبك في مخاطبة الجماهير بالعدوانية والشدة؟
إنك بحاجة إلى إيقاظ الناس من أجل تمرير فكرة معينة باتجاههم. ولا شك أنك تعرف القصة القديمة التي تتحدث عن استحالة جذب انتباه القط إذا لم تضربه على رأسه. وإن ما أقوم به لا يبتعد كثيراً عن ذلك،حيث أختلف عن المحاضرين التقليديين الذين يظهرون ويتحفون جمهورهم بعدد كبير من الإحصائيات، إذ إنني أفضل التركيز على الاتصال المباشر. ومن الممكن أن يخاطب أحد المستشارين فريق الإدارة قائلاً "إن ضعف أداء الموظفين يعكس ضعف مهارة الإدارة". أما أنا فأقول" إذا ما أخفق موظفوكم، فهذا يعني أنكم فاشلون". وهذا ليس بالأسلوب العدواني، بل إنه أسلوب مباشر للخطاب.
لماذا يستمعون إليك؟
يعود ذلك في اعتقادي إلى أصالتي ومعرفتي، إذ سبق لي أن أدرت نشاطات عملية، حيث بلغت حد الإفلاس أحياناً، وجمعت الملايين أحياناً أخرى. ومضت عشر سنوات على مخاطبتي لكم ولإداراتكم. وكان البعض يحاول في ذلك الحين مضايقتي وحصاري بالأسئلة، إلا أنني لم أسمح لأحد بأن ينجح في ذلك. وخاطبت ذلك الرجل الذي كان يحاول إحراجي، قائلاً له " عليك أن تخرس، وأن تكف عن إثارة الضجيج،وإلقاء الحجارة في طريق الآخرين". ومضيت مخاطباً لهم" سئمت من طول محاولة جعلكم سعداء، وإقناعكم بأن تتحسنوا، ولن تبلغوا ذلك ما لم تستمروا في محاولاتكم. وإذا لم تريدوا ذلك، فابتعدوا عن طريق أولئك الذين يسعون إلى تحسين أنفسهم". والحقيقة هي أن الجمهور استراح إلى هذا الخطاب. ولذلك بدأت أخاطبهم بما أريد قوله، لا بما أعتقد أنهم يريدونني أن أقوله. واستطعت إقناعهم بأن فشل نشاطاتهم العملية يعود إلى أخطائهم التي اقترفوها بأيديهم. وكنت أقول إن بإمكانكم لوم الزبائن، أو شركة وول مارت، أو الاقتصاد، أو الجمهوريين، أو الديمقراطيين. غير أن الخلاصة هي أن هنالك من ينجحون في مجالكم. وإذا كانوا يستطيعون ذلك، فلماذا لا تستطيعون أنتم؟.
ما الخطأ في أساليب التحفيز العادية؟
تحاول خطابات التحفيز العادية جعل الناس راضين عن أنفسهم، ومتحمسين إلى ما يمكنهم عمله. ولكنني أرى أن رسم مثل تلك الصور الوردية لا يفيد. وأنني ألجأ إلى أسلوب بديل تماماً، حيث أركز على جعل الناس غير مرتاحين لأوضاعهم القائمة. وأنا في الواقع أعمل على مضايقتهم. ولذلك أعتبر نفسي متحدثاً استفزازياً بدلاً من كوني متحدياً محفزاً. وكثيراً ما أخاطب الناس قائلاً " إنكم أفضل من إنجازاتكم، وعليكم لذلك رفض واقعكم، حيث إنكم تستحقون الأفضل، كما أن زبائنكم يستحقون الأفضل".
وإنني أرى أن على المديرين أن يخاطبوا الناس في محاولة لتغيير أوضاعهم، وأن يسببوا المضايقة من أجل التحفيز على التحسن، وأن يعملوا على رفع سقوف توقعات الآخرين. وإنني أحث كذلك على مخاطبة الموظفين بالقول " إذا كنتم تشعرون بأنكم غير قادرين على تحسين أدائكم في هذا المكان، فلتذهبوا إلى مكان آخر يتوقع من الموظفين إنجازات أقل".
كيف تشعر بنفسك كمدير يترأس شركة تتعامل بالملايين من الدولارات؟
إنني قاس في تعاملي، ولكن مع حرص على تحقيق العدالة، حيث ألجأ دوماً إلى الخطاب المباشر حول ما أتوقع من الآخرين إنجازه. وإنني سهل التعامل مع الناس طالما كانوا ينجزون أعمالهم بصورة صحيحة، ويتحملون مسؤولية ما يرتكبونه من أخطاء. وإنني أقدر كذلك الموظف الذي يخاطبني ويخبرني أنه أخطأ، وأنه بحاجة إلى مساعدتي. أما من يكذب عليّ، فالويل له.
Top